البحرية الهندية تنقذ طاقم سفينة تعرضت للخطف في بحر العرب

مدمرة من طراز «كولكاتا» ترسو في ميناء بمومباي (أ.ب)
مدمرة من طراز «كولكاتا» ترسو في ميناء بمومباي (أ.ب)
TT

البحرية الهندية تنقذ طاقم سفينة تعرضت للخطف في بحر العرب

مدمرة من طراز «كولكاتا» ترسو في ميناء بمومباي (أ.ب)
مدمرة من طراز «كولكاتا» ترسو في ميناء بمومباي (أ.ب)

أفادت البحرية الهندية، الجمعة، بأنها أنقذت 21 شخصاً هم أفراد طاقم سفينة في بحر العرب وجهت نداء استغاثة إثر تعرضها لمحاولة خطف، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

الشهر الماضي، نشرت البحرية الهندية سفناً حربية عدة في البحر «للحفاظ على وجود رادع» بعد سلسلة من الهجمات على سفن مؤخراً بما في ذلك ضربة بمسيّرة قرب ساحل الهند عزتها الولايات المتحدة إلى إيران. يأتي ذلك في وقت يجري تغيير مسار كثير من السفن من البحر الأحمر بسبب هجمات بمسيّرات ينفذها المتمردون الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، حيث تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على مقاتلي «حماس» بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت البحرية الهندية في بيان، الجمعة، إنه جرى بسلام إجلاء جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 21 (بينهم 15 هندياً)، والذين كانوا على متن السفينة «إم في ليلا نورفولك»، لافتة إلى ما بدا تراجعاً عن محاولة الخطف بعد «تحذير قوي» وجهته البحرية.

ناقلة ترفع علم النرويج تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن 5 أو 6 «مسلحين مجهولي الهوية» صعدوا إلى متن السفينة، مساء الخميس، لكن محاولة الخطف «ربما جرى التراجع عنها» بعد تحذير قوي من البحرية الهندية، وفق البيان. ولفتت إلى أن المدمرة «آي إن إس تشيناي» التي اعترضت السفينة بعد ظهر الجمعة، تعمل على إعادة الطاقة والدفع للسفينة للسماح لحاملة البضائع التي ترفع العلم الليبيري بمواصلة طريقها إلى ميناء التوقف التالي.

ولم تحدد البحرية الهندية موقع السفينة بدقة، لكنها رُصدت آخر مرة من قِبل مراقبي الحركة البحرية عبر الإنترنت قبالة ساحل شرق أفريقيا قبل 6 أيام، ولم توضح ما إذا كان الخاطفون قد سيطروا على السفينة في أي وقت، لكنها قالت في وقت سابق إن دورية جوية أكّدت سلامة الطاقم صباح الجمعة. وشكر المدير التنفيذي لشركة «ليلا غلوبال» المالكة للسفينة «ستيف كونزر» البحرية الهندية على عملية الإنقاذ التي نفذتها. وقال في بيان: «نشكر أيضاً طاقمنا على مهنيته وتصرفه بأمانة ومسؤولية في ظل هذه الظروف».

«ضمان سلامة الملاحة التجارية»

وأكدت البحرية الهندية التزامها بـ«ضمان سلامة الملاحة التجارية في المنطقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين والبلدان الأجنبية الصديقة»، ونشرت الشهر الماضي سفناً عدة في المنطقة لهذا الغرض. الشهر الماضي، أصاب هجوم بمسيّرة الناقلة «إم في تشيم بلوتو» على مسافة 200 ميل بحري جنوب غربي ميناء فيرافال الواقع في ولاية غوجارات الهندية. وأعلن الجيش الأميركي حينها أن الناقلة أُصيبت بـ«طائرة مسيّرة هجومية أُطلقت من إيران»، لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت الاتهامات، ورأت أنه «لا قيمة لها». وكانت المرة الأولى التي تتهم فيها واشنطن إيران علناً باستهداف السفن بشكل مباشر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية المدعومة من إيران.

وتعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» بعد هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر. وأدى الهجوم إلى مقتل نحو 1140 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كما أخذ نحو 250 شخصاً رهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين داخل القطاع. وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقاً مع هجوم بري بداية من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22600 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وقد دفعت هجمات المتمردين اليمنيين الشركات الكبرى إلى تغيير مسار سفن الشحن الخاصة بها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة أطول كثيراً ومكلفة أكثر.


مقالات ذات صلة

«المافيا» تهدد على طريقة فيلم «العراب»... رأس حصان وبقرة ممزقة يرعبان صقلية

أوروبا منظر عام لجزيرة صقلية (وسائل إعلام إيطالية)

«المافيا» تهدد على طريقة فيلم «العراب»... رأس حصان وبقرة ممزقة يرعبان صقلية

هزَّ العثور على رأس حصان مقطوع، وبقرة حامل ممزقة وعجلها الميت بداخلها ملطخين بالدماء، جزيرة صقلية، إذ تعاملت السلطات مع الحادث باعتباره تهديداً من قبل المافيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الشرطة ألقت القبض على سارات رانجسيوثابورن في بانكوك عام 2023 (إ.ب.أ)

مدينة لهم بالمال... الإعدام لتايلاندية متهمة بقتل 14 من أصدقائها بـ«السيانيد»

حُكم على امرأة في تايلاند بالإعدام، بعدما اتُّهمت بقتل 14 من أصدقائها بمادة السيانيد.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا ماريوس بورغ هويبي نجل ولية العهد النرويجية الأميرة ميته ماريت (أ.ف.ب)

توقيف نجل أميرة النرويج بشبهة الاغتصاب

أعلنت الشرطة النرويجية، الثلاثاء، توقيف نجل ولية العهد الأميرة ميته ماريت للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتصاب.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا شرطيان إيطاليان (رويترز - أرشيفية)

توقيفات ومصادرة 520 مليون يورو في تحقيق أوروبي بشأن المافيا والتهرب الضريبي

ألقت الشرطة في أنحاء أوروبا القبض على 43 شخصاً وصادرت 520 مليون يورو، في تحقيق أوروبي بمؤامرة إجرامية للتهرب من ضريبة القيمة المضافة.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».