باكستان: هجوم إرهابي مع بدء المحاكم النظر في التماس ترحيل الأفغان

موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
TT

باكستان: هجوم إرهابي مع بدء المحاكم النظر في التماس ترحيل الأفغان

موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)
موقع الهجوم الإرهابي على مركز شرطة مدينة باو الباكستانية الخميس شمال غرب باكستان (الصحافة المحلية)

فيما وُصفت بأنها حملة إرهابية عدوانية متزايدة، قُتل شرطي في مدينة بانو الباكستانية على أيدي مسلحين مجهولين فتحوا النار على تجمع للشرطة. وبانو هي حامية عسكرية تخضع لحراسة مشددة حيث يستحيل شن هجمات إرهابية من هذا النوع من دون حدوث ثغرة أمنية أو عن طريق جماعة إرهابية شديدة العدوانية. وقال مسؤولون إن الإرهابيين هاجموا قوات الشرطة في منطقة بانو شمال غرب باكستان.

استنفار أمني في مدينة بانو بعد تفجير إرهابي (الصحافة المحلية)

وأوضحت مصادر أمنية أن مسلحين يركبون دراجة نارية أطلقوا وابلا من النيران على فرقة للشرطة، ما أسفر عن مقتل أحد رجال الشرطة. وأضافوا أن المسلحين نجحوا في الفرار من الموقع قبل وصول قوات الأمن، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد.

لاجئ أفغاني يحمل طفليه أثناء عودتهم طوعاً بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إسلام آباد (أ.ف.ب)

جدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية تدهورت بدرجة كبيرة في المناطق الحدودية الباكستانية منذ سيطرة «طالبان» على كابُل. ووفقا لتقديرات الحكومة الباكستانية، هاجر أكثر من 600 ألف أفغاني إلى باكستان منذ استيلاء «طالبان» على كابُل. وقال مسؤولون إنه خلال هذه الفترة تورط أفغان في الهجمات الإرهابية في المراكز الحضرية الباكستانية وعلى قوات الأمن الباكستانية على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، بدأت المحكمة العليا في باكستان النظر في التماسات تطالب المحكمة باستصدار أحكام تلزم الحكومة بعدم ترحيل المواطنين الأفغان.

لاجئون أفغان يصلون في شاحنات وسيارات لعبور الحدود الباكستانية - الأفغانية بتشامان في 31 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

وخلال جلسة الاستماع، أشارت القاضية عائشة مالك (أول قاضية في تاريخ باكستان والوحيدة حتى الآن) إلى أن باكستان ملزمة باتفاقيات الأمم المتحدة التي تحمي حقوق اللاجئين.

وجاءت تصريحات القاضية تعليقا على طلب هيئة من ثلاثة أعضاء في المحكمة العليا استصدار قرارات لإبطال قرار الحكومة المؤقتة ترحيل مواطنين أفغان غير شرعيين. وتضم الهيئة أيضا القاضي سردار طارق مسعود، والقاضي يحيى أفريدي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، بدأت الحكومة حملة على مستوى البلاد لترحيل الرعايا الأجانب غير الشرعيين، وغالبيتهم من الأفغان. وفيما أثار القرار انتقادات أفغانستان وعدة دول أخرى، رفض المعنيون في باكستان التزحزح عن القرار، وأصروا على أن هذه الخطوة لا تستهدف مجموعة عرقية بعينها.

ومن بين أكثر من أربعة ملايين أفغاني يعيشون في باكستان، تقدر الحكومة أن 1.7 مليون أفغاني لا يحملون وثائق. وعاد الآلاف من الأفغان إلى ديارهم حتى الآن من خلال معبري تورخام وشامان الحدوديين. في البداية، ادعى أحد مقدمي الالتماس، عضو مجلس الشيوخ السابق عن حزب الشعب الباكستاني فرحات الله بابار، أن الحكومة المؤقتة لم تكن مخولة بترحيل المواطنين الأفغان غير الشرعيين. وأشار إلى أن الأفغان الذين يجري ترحيلهم قد تقدموا بالفعل بطلبات للجوء السياسي. وقالت الحكومة الباكستانية مرارا إنها لن ترحل الأفغان الذين يخشون الانتقام من نظام «طالبان» بسبب انتمائهم العرقي أو بسبب ارتباطهم بحكومة الرئيس السابق أشرف غني.

الصورة الملتقطة في 23 نوفمبر 2023 تظهر لاجئين أفغاناً يصعدون على شاحنة بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ناوشيرا (أ.ف.ب)

جدير بالذكر أن الحكومة الباكستانية غاضبة بدرجة كبيرة من نظام «طالبان» بعد أن رفض اتخاذ إجراءات ضد عناصر «طالبان الباكستانية» المختبئة في البلدات والمدن الحدودية المتاخمة لأفغانستان. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، دخل نحو 600 ألف أفغاني إلى باكستان بشكل غير قانوني بعد سيطرة «طالبان» على كابل خوفا على حياتهم، بعضهم يحمل تأشيرات صالحة، واستقر عدد محدود منهم في إسلام آباد، خلال العامين الماضيين.

وبات من السهل ملاحظة هذه العائلات الأفغانية في مدينة إسلام آباد نظرا لأزيائهم التقليدية المميزة. وتبحث شرطة إسلام آباد بدأب عن أفغان يقيمون في إسلام آباد والمناطق المجاورة لها بصورة غير شرعية، وتتحفظ الشرطة على رعايا أجانب يقيمون في البلد دون وثائق هوية في «مراكز احتجاز» تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم.

وقد أنشئت هذه المراكز في روالبندي بإسلام آباد. وأقدمت شرطة إسلام آباد على هدم أكثر من 800 منزل في الأحياء الفقيرة، بناها «مهاجرون غير شرعيين» كانوا يقيمون في ضواحي العاصمة لأكثر من 10 سنوات.

وزعم مسؤولو شرطة إسلام آباد أنهم قاموا بترحيل أكثر من 100 عائلة إلى أفغانستان من خلال معبر تورخام قبل بضعة أيام. وقد تم التحفظ على هذه العائلات في مبان مدرسة محلية لبضعة أيام، ولم يسمح لوسائل الإعلام بالتواصل مع هذه العائلات الأفغانية. وقال مسؤول: «هؤلاء هم أفغان دخلوا البلاد بشكل غير قانوني».

الصورة الملتقطة في 23 نوفمبر 2023 تظهر لاجئين أفغاناً على شاحنة بعد زيارة مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ناوشيرا (أ.ف.ب)

وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الباكستانية أن الأفغان الذين يحملون تأشيرات صالحة وغيرها من الوثائق ليس لديهم ما يخشونه، مؤكدا أن «غالبية اللاجئين الأفغان الذين يحملون بطاقات تسجيل لن يتم طردهم على الإطلاق». وقال المسؤول: «من يحملون وثائق لا يتم طردهم. كذلك هناك فئة مستضعفة من الأفغان، منهم الأقليات التي تخشى العودة ومواجهة بعض القضايا في بلادهم، هذه الفئة سنعتمد نهجا أكثر مرونة معها».

جدير بالذكر أن الحكومة الباكستانية تعرضت لانتقادات لاذعة من المجتمع الدولي ونظام «طالبان» في كابُل بسبب اعتزامها إعادة جميع الأفغان غير الشرعيين إلى أفغانستان. ووصف المتحدث باسم «طالبان» خطط الحكومة الباكستانية بأنها غير عادلة وقاسية.

وناشد متحدث باسم الأمم المتحدة الحكومة الباكستانية إعادة النظر في خطتها لأن الإعادة القسرية قد تؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة في أفغانستان حيث لا توجد مرافق لاستقبال مثل هذه الأعداد الضخمة من الأفغان إلى بلدهم الأم. ومع ذلك رفضت الحكومة الباكستانية كل الانتقادات، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بالوش، خلال مؤتمر صحافي الخميس: «السياسة واضحة للغاية. سيعاد الأشخاص غير الشرعيين الذين لا يملكون وثائق قانونية، والذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم». وأضافت: «في هذه المرحلة، لا يوجد إعادة نظر في السياسة. لقد ناقشنا هذه الخطة مع السلطات الأفغانية، وناقشنا معهم تفاصيلها، وما بعد هذه الخطة، ولماذا نقوم بها، وكيف سننفذها». حذرت الأمم المتحدة من أنه في غياب المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة، قد تؤدي عملية الإعادة إلى كارثة إنسانية مروعة، نظرا لأن «أكثر من 60 بالمائة من الوافدين من الأطفال»، حسب وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في بيان رسمي. وحذرت الوكالة من أن «حالتهم يائسة، حيث سافر الكثيرون لعدة أيام، وليس من الواضح موعد عودتهم بعد أن تقطعت بهم السبل على الحدود».

جدير بالذكر أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في باكستان، دانيال إندريس، قام بزيارة لمعبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان للقاء الوافدين الجدد وتقييم الوضع هناك.

ومنذ ذلك الحين عاد أكثر من 200 ألف شخص إلى أفغانستان. وأقامت «طالبان» مخيمات مؤقتة على جانبها من الحدود لتوفير المأوى الفوري والغذاء والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للعائلات العائدة.


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)
لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)
TT

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)
لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء)، في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب، وفقاً لمشاهد بثّتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية «إن إتش كاي»، من دون وقوع إصابات. وأظهرت المشاهد التلفزيونية كرات نار وأعمدة دخان ترتفع من مركز تانيغاشيما الفضائي نحو الساعة 08:30 صباحاً (23:30 بتوقيت غرينيتش الاثنين).

وقالت وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) في بيان أرسلته إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»: «حدث خلل خلال اختبار اليوم. نحاول معرفة حقيقة ما جرى». وأضافت: «لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات على الفور. ويجري التحقيق أيضاً في أسباب (الحادث)».

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أنّ الحريق اندلع أثناء اختبار جرى بحضور وسائل إعلام كان مندوبوها واقفين على بُعد نحو 600 متر من موقع التجربة، وما هي إلا نصف دقيقة تقريباً من بدء اختبار الاشتعال حتى سُمع دويّ انفجار قوي، وتطاير ما يبدو أنه جسم محترق باتجاه البحر، بحسب ما ذكرت «إن إتش كاي».

تصاعد أعمدة الدخان أثناء اختبار احتراق محرك الصاروخ الياباني الجديد «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي بمحافظة كاجوشيما جنوب اليابان (أ.ب)

من جهتها، أفادت صحيفة «سانكي» بأنّ لهباً برتقالي اللون اندلع من محرك الصاروخ الذي كان قبل الانفجار موضوعاً على منصة أفقية. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي، اليوم (الثلاثاء): «مع (إبسيلون إس)، بات تطوير الصواريخ يعدّ أمراً في غاية الأهمية لاستقلالية برنامج تطوير الفضاء الياباني».

وواجهت وكالة الفضاء اليابانية التي أعلنت في يناير (كانون الثاني)، نجاح هبوط مركبة فضائية غير مأهولة على سطح القمر، لتصبح اليابان بذلك خامس دولة تحقق هذا الإنجاز، انتكاسات عدة خلال السنوات الأخيرة في برامجها للصواريخ.

وأفادت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» بأن انفجاراً أعقب الحريق وتصاعدت أعمدة من الدخان الأبيض، وهو الحادث الثاني لمحرك «إبسيلون إس» بعد انفجار مشابه العام الماضي خلال اختبار أيضاً. وأوضحت الوكالة أن انفجار العام الماضي نتج عن انصهار قطعة معدنية ألحقت ضرراً بأحد أجزاء المحرك. وفي مارس (آذار)، انفجر صاروخ تابع لشركة يابانية خاصة بعد ثوانٍ على إطلاقه في غرب اليابان.

وقد أقلع الصاروخ المسمى «كايروس» والبالغ طوله 18 متراً والعامل بالوقود الصلب من موقع الإطلاق التابع لشركة «سبايس وان» في أقصى شبه جزيرة كيي في مقاطعة واكاياما (الغرب)، وهي منطقة جبلية تكثر فيها الأحراج. لكن بعد ثوانٍ على إطلاقه، تحوّل الصاروخ إلى كتلة نار ولفّ دخان كثيف الموقع وتساقطت أجزاء مشتعلة منه على المنحدرات المجاورة، ما استدعى تدخّل عناصر الإطفاء.