«مجموعة السبع» تدين «بشدّة» شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا

وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا (أ.ف.ب)
TT

«مجموعة السبع» تدين «بشدّة» شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا

وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا (أ.ف.ب)

​أعلنت اليابان اليوم (الأربعاء) عقب محادثات أجراها في طوكيو وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أنّ المجموعة «تدين بشدّة» شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا، والتجارب الصاروخية التي أجرتها مؤخراً بيونغ يانغ، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان، إنّ «وزراء خارجية دول مجموعة السبع يدينون بشدّة إطلاق كوريا الشمالية بصورة متكرّرة صواريخ باليستية، وكذلك أيضاً عمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، الأمر الذي ينتهك بشكل مباشر قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

ونقل نائب كوري جنوبي عن أجهزة الاستخبارات في بلاده قولها الأسبوع الماضي، إن بيونغ يانغ زوّدت موسكو بأكثر من مليون قذيفة مدفعية لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفي المقابل تلقت مشورة فنية بشأن أقمارها الاصطناعية.

وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، أفادت واشنطن بأن بيونغ يانغ سلّمت «أكثر من ألف حاوية» تحتوي معدات عسكرية وذخيرة إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة.

مناورة مدفعية في مكان غير مُعلن عنه داخل كوريا الشمالية (أ.ب)

وأتى ذلك بعدما عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قمة في شرق روسيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي.

كما بحث اجتماع مجموعة السبع سبل التعامل مع الصين. وأكد وزراء الخارجية «مرة أخرى أنهم يدركون أهمية التعامل بصراحة مع الصين، والتعبير عن مخاوفنا بشكل مباشر، مقرّين بأهمية العمل سوياً مع الصين في التحديات الدولية، إضافة إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك»، وفق البيان.


مقالات ذات صلة

تدفقات الاستثمار إلى بريطانيا الأدنى ضمن مجموعة السبع

الاقتصاد مشاة فوق جسر «لندن بريدج» في العاصمة البريطانية وفي الخلفية «تاور بريدج» على نهر التيمز (رويترز)

تدفقات الاستثمار إلى بريطانيا الأدنى ضمن مجموعة السبع

كشف تحليل حديث عن أن تدفق الاستثمارات الجديدة إلى بريطانيا كان الأقل ضمن مجموعة الدول صاحبة الاقتصادات الأكثر تقدماً في العالم خلال 3 سنوات على التوالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا زعماء «مجموعة السبع» خلال قمتهم في منتجع بورجو إجنازيا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

الصين: البيان الختامي لمجموعة السبع «مليء بالغطرسة والتحيز والأكاذيب»

ردت بكين بقوة، الاثنين، على البيان الختامي لقادة مجموعة السبع الذين هاجموا الصين، وقالت إنه «مليء بالغطرسة والتحيز والأكاذيب».

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في دير البلح الجمعة (رويترز)

إسرائيل تقصف غزة... ومقتل «أسيرين» لدى «حماس»

قصف الجيش الإسرائيلي (الجمعة) قطاع غزة المحاصر والمدمر، فيما دعا زعماء مجموعة السبع إلى السماح لوكالات الأمم المتحدة بالعمل دون عائق.

«الشرق الأوسط» (رفح)
أوروبا البابا فرنسيس يشارك في جلسة عمل حول الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خلال قمة السبع... البابا يحذّر من تحوّل الذكاء الاصطناعي لـ«أسلحة قتالة مستقلّة»

حذر البابا فرنسيس في كلمته أمام قمة مجموعة السبع المنعقدة في جنوب إيطاليا اليوم (الجمعة)، من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يتلقى تهاني عيد ميلاده من قادة مجموعة السبع وقادة الاتحاد الأوروبي في اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع في سافيلتري - إيطاليا 14 يونيو 2024 (رويترز)

مجموعة السبع تحتفل بعيد ميلاد المستشار الألماني شولتس (فيديو)

نهاية تصالحية لأسبوع صعب بالنسبة للمستشار الألماني أولاف شولتس، إذ احتفل رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع بعيد ميلاده في إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب» يكون على «الجانب الصحيح من التاريخ»

زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» (إ.ب.أ)
زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» (إ.ب.أ)
TT

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب» يكون على «الجانب الصحيح من التاريخ»

زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» (إ.ب.أ)
زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» (إ.ب.أ)

ندّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبينغ، الخميس، اللذان يُظهران تفاهماً واضحاً ويعملان على تسريع التقارب بينهما وخصوصاً منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، باستمرار «الهيمنة» المفترضة للولايات المتحدة على العلاقات الدولية، وتعهّدا بوضع حدّ لها.

بوتين يطالب بتشكيل نظام عالمي متعدّد الأقطاب (أ.ف.ب)

وأعلن بوتين عند افتتاح الجلسة العامة لقمة أستانا في العاصمة الكازاخستانية لـ«منظمة شنغهاي للتعاون» أن المشاركين، وبينهم مسؤولون صينيون وإيرانيون وهنود، سيشددون خلال الإعلان الختامي على «التزامهم بإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل يستند إلى الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي وتطلعات الدول صاحبة السيادة لشراكة تقوم على الفائدة المتبادلة». وأكّد بوتين أنّ إعلان أستانا «يؤكد التزام جميع المشاركين في (منظمة شنغهاي للتعاون) بتشكيل نظام عالمي عادل متعدّد الأقطاب».

من جهته، أكّد نظيره الصيني شي أنّه «من الأهمية بمكان أن تضع (منظمة شنغهاي للتعاون) نفسها على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب العدالة والإنصاف».

وقال إنّ إعلان أستانا يلقي الضوء على «تغييرات مزلزلة تحصل على مستوى السياسة والاقتصاد العالميين وفي ميادين أخرى من العلاقات الدولية»، وعلى ضرورة «تعزيز (منظمة شنغهاي للتعاون)».

زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» (رويترز)

وتأسست «منظمة شنغهاي للتعاون» في البداية لمكافحة الإرهاب في عام 2001. ويُنظر إلى المنظمة التي تضم «روسيا، والصين، والهند، وإيران، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وباكستان، وطاجيكستان» والتي اكتسبت زخماً جديداً في السنوات الأخيرة تحت قيادة بكين وموسكو، على أنّها منصّة تعاون منافسة للمنظمات الغربية مع التركيز على الجانب الأمني والاقتصادي. وانضمت بيلاروسيا رسمياً، الخميس، إلى المنظمة.

وبعد انضمام إيران الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى المنظمة العام الماضي، أصبحت بيلاروسيا المنبوذة من قبل الغرب بسبب دعمها للحرب التي تشنّها روسيا ضدّ أوكرانيا، العضو العاشر في التكتل الآسيوي. وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً: «بمقدورنا تحطيم جدران عالم أحادي القطب وتوفير الغذاء لشعوبنا ووضع حد للتناقضات والنزاعات الناجمة عن التفاوت الاجتماعي والنقص في المواد الغذائية والموارد».

زعماء الدول المشاركة في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» مع بعض الضيوف المشاركين في القمة (إ.ب.أ)

ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ، وقادة دول آخرون، على وثائق قبول بيلاروسيا. ووجّه الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف، الذي يرأس المنظمة خلال العام الجاري، التهنئة لرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو.

الأمين العام للأمم المتحدة (أ.ب)

وإضافة إلى أعضائها الثابتين، تضم منظمة الأمن والتعاون «شركاء في الحوار»، خصوصاً تركيا عضو «حلف شمال الأطلسي». وحضر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القمة، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ما يعكس النفوذ المتنامي لهذه المنظمة، خصوصاً في آسيا.

الرئيس البيلاروسي (إ.ب.أ)

ودعا الرئيس التركي الذي يحتفظ بعلاقات متقلّبة مع الكرملين، خلال اجتماع ثنائي مع بوتين إلى «سلام عادل» في أوكرانيا، الأمر الذي يعكس مقاربة سلبية بالنسبة إلى روسيا. وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وصفه الوساطة التركية بـ«المستحيلة»، في حين بدا منزعجاً أثناء حديثه عن الأمر، وذلك بعدما كانت موسكو قد أعلنت العام الماضي أنّها تؤيّد هذه الوساطة.

وتدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي. ودعا الرئيس الصيني إلى «مقاومة التدخّلات الخارجية»، في إشارة واضحة إلى الدول الغربية وفي تكرار لأحد شعارات هذه المنظمة.

رئيس وزراء باكستان (إ.ب.أ)

ورغم أنّ «منظمة شنغهاي للتعاون» تقول إنّها تجمع 40 في المائة من سكّان العالم ونحو 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإنّ هذه المجموعة تظلّ غير متجانسة وتوجد انشقاقات عديدة بين أعضائها، وبعضها غارق في منافسات إقليمية.

وتستعرض روسيا والصين اتحادهما في مواجهة الغرب، ولكنهما تبقيان متنافستين في آسيا الوسطى الغنية بالنفط والتي تحمل أهمية بالغة في إطار نقل البضائع بين أوروبا وآسيا.

وتتمتع موسكو بنفوذ تاريخي في تلك المنطقة بسبب الماضي السوفياتي، في حين تتمتّع بكين بحضور متزايد هناك، كما أنّ لدى الغرب اهتماماً كبيراً فيها.

وتبقى إحدى أولويات «منظمة شنغهاي للتعاون» تعميق العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء وتطوير المشاريع اللوجستية الضخمة لربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى. وضاعف بوتين ولا سيما منذ غزوه أوكرانيا، الجهود للحصول على دعم دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، لفكرته.

وتكثّف اهتمام الدول الكبرى بهذه المنطقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين أرادت موسكو الحفاظ على نفوذها التقليدي في دول آسيا الوسطى، التي أصبحت الآن مرتبطة بالصين بقوّة عبر مشاريع اقتصادية واسعة النطاق؛ أي من خلال «طرق الحرير الجديدة»، في حين يتودّد إليها الغرب بشدّة.

المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (أ.ف.ب)

وأوقفت العقوبات الغربية ضدّ موسكو ممرّ النقل التقليدي الذي يربط الصين بأوروبا عبر روسيا، ما دفع الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الوسطى إلى البحث عن طرق بديلة، خصوصاً تلك التي تعبر وسط آسيا؛ أي الممر عبر بحر قزوين.

وتعد مكافحة ما تسميّه بكين «الشرور الثلاثة» (الانفصالية والإرهاب والتطرّف) موضوعاً رئيسياً آخر بالنسبة إلى «منظمة شنغهاي للتعاون».

وفي سياق الحرب الروسية ضد أوكرانيا والتوترات اللاحقة مع الغرب، أعلن بوتين مراراً وتكراراً طموحاته لإقامة نظام عالمي جديد لا تضطلع فيه الولايات المتحدة بدور مهيمن. ومن غير المرجح أن يسمع بوتين الكثير من الانتقادات من قبل المجموعة الموالية لروسيا، بسبب غزوه أوكرانيا.

الرئيس فلاديمير بوتين اجتمع مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» في أستانا عاصمة كازاخستان (أ.ب)

جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ليس موجوداً في القمة. وأعلن الكرملين أن مودي يعتزم زيارة روسيا في وقت لاحق.

وذكر التلفزيون الصيني الحكومي أن شي أكد مجدداً لبوتين، خلال اجتماعهما الثنائي، أنه سيواصل العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للحرب في أوكرانيا. وأكد شي مجدداً تعاون الصين مع روسيا التي غزت أوكرانيا المجاورة قبل أكثر من عامين.

ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، المحادثات مع الصين بأنها ناجحة للغاية. وقال للتلفزيون الروسي الحكومي، إن الجانبين اتفقا على أن المفاوضات بشأن الصراع في أوكرانيا لا معنى لها من دون روسيا التي لم تُدعَ لحضور قمة السلام حول أوكرانيا في سويسرا في منتصف يونيو (حزيران) الماضي.