منظمة «شنغهاي»: «داعش» يتمدد في آسيا الوسطى... ومتشددو سوريا والعراق يتسللون إلى أوروبا

حذر رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة، يفغيني سيسويف، من تفاقم المخاطر الإرهابية في منطقة آسيا الوسطى، وأعرب عن قلق بشأن تصريح زعماء حركة «طالبان» في أفغانستان حول «تصدير الشريعة»، ورأى أن التوجه يشكل خطراً جدياً على بلدان المنطقة.

مقاتل من «طالبان» يرافق الناس خلال مظاهرة لإدانة الاحتجاج الأخير لحراسة ناشطات حقوق المرأة الأفغانية في كابل في 21 يناير 2022 (أ.ف.ب)

وقال سيسويف في خطاب ألقاه في المؤتمر العلمي والعملي للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة «شنغهاي» للتعاون، الذي انطلقت أعماله، الثلاثاء، في عاصمة أوزبكستان طشقند، إن «أفغانستان ما زالت تشكل مصدر قلق خاصاً، بسبب أن حركة (طالبان) التي أعلنت أنها تخوض حرباً بلا هوادة ضد الإرهاب، ليست قادرة على التعامل مع النفوذ والقدرات المتزايدة لفرع خراسان من تنظيم (داعش)»، لافتاً إلى أن هذا التنظيم «ازداد عدد أفراده، وفقاً للتقديرات الأممية، إلى 6 آلاف مسلح. ما يشكل خطراً مباشراً لدول آسيا الوسطى». وزاد أن هذا المنحى «يكتسب آفاقاً حقيقية على خلفية تصريحات زعيم الحركة في مارس (آذار) الماضي حول تصدير شريعة (طالبان) إلى خارج أفغانستان».

مقاتل من حركة «طالبان» يقف حارساً بينما تمر امرأة في كابل (أفغانستان) الاثنين 26 ديسمبر 2022 (أ.ب)

ولفت سيسويف إلى جانب آخر من الأخطار المتعلقة بالإرهاب، مشيراً إلى أن «المقاتلين الأجانب ممن اكتسبوا خبرة في سوريا والعراق يصلون إلى الدول الأوروبية تحت ستار مهاجرين غير شرعيين».

مقاتل من «طالبان» على الطريق خلال احتفال بالذكرى الثانية لانسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في قندهار جنوب أفغانستان (أ.ب)

وأوضح أن «المقاتلين والإرهابيين الأجانب الذين اكتسبوا خبرة قتالية في سوريا والعراق يتحركون في تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية، بما في ذلك لاستخدامهم في المصالح الجيوسياسية لعدد من الدول، وهؤلاء باتوا يشكلون مصدر قلق خاصاً».

ووفقاً له، فإن «هذا سيؤدي إلى عواقب وخيمة على أوروبا؛ نظراً لدخول المتطرفين إلى تربة خصبة ومعدّة للنازيين الجدد والأفكار القومية المتطرفة التي يتم إحياؤها وزراعتها في كل دولة على حدة».

صورة أرشيفية ملتقطة في 23 يونيو 2014 تُظهر مقاتلين من تنظيم «داعش» في عربة مدرعة (أ.ب)

على صعيد متصل، أعلن مدير اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة «شنغهاي» للتعاون رسلان ميرزايف، أن أجهزة الاستخبارات في دول منظمة «شنغهاي» للتعاون واجهت 69 هجوماً إرهابياً وقمعت أنشطة 73 خلية إرهابية سرية خلال عام واحد.

وفي تقرير تلاه أمام المؤتمر، قال المسؤول الأمني إنه «خلال الفترة التي تلت المؤتمر الثامن، ونتيجة للعمل المنسق بشكل جيد للتفاعل وتبادل المعلومات بين السلطات المختصة للدول الأعضاء في منظمة (شنغهاي) للتعاون في فضائنا، تم قمع أنشطة 73 خلية سرية تابعة لمنظمات إرهابية، وإحباط 69 هجوماً إرهابياً».

ووفقاً له، فقد تم خلال الفترة الماضية التعرف على 507 من المشاركين أو المتواطئين مع منظمات إرهابية دولية، واعتقال 447، وتحييد 182، وإدانة 54 عنصراً.

وقد افتتح في طشقند، الثلاثاء، المؤتمر العلمي والعملي التاسع لمنظمة «شنغهاي» للتعاون للأبحاث بعنوان «الثقة والتعاون والكفاءة المهنية بوصفها مفتاحاً لمستقبل آمن». ومنظمة «شنغهاي» للتعاون هي منظمة دولية تأسست عام 2001، تشمل الهند وإيران وكازاخستان والصين وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان. وتضم المنظمة دولاً مراقبة هي: أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا، ودولاً شريكة هي: أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال والإمارات العربية المتحدة وتركيا وسريلانكا. ويقع المقر الرئيسي للمنظمة في طشقند».

مقاتل من حركة «طالبان» يقف حراسة بالقرب من موقع تفجير إرهابي في كابل في 29 أبريل 2022 (أ.ف.ب)

وخلال أعمال المؤتمر وجه نائب مدير دائرة التحديات والتهديدات الجديدة بوزارة الخارجية الروسية، ألكسي ليجينكوف، انتقادات حادة إلى السياسة الغربية، وقال إن «الغرب الجماعي برئاسة الولايات المتحدة يتمسك بمعايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب في منطقة أوراسيا».

وزاد أنه «في مسائل التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب تسعى الدول بقيادة الولايات المتحدة إلى فرض معاييرها الخاصة على الجميع، بما في ذلك على حساب تلك التي تمت الموافقة عليها في الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه لا تتردد في استخدام الإرهابيين، وتمارس معايير مزدوجة واضحة، ونشهد عواقب مثل هذه الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوكرانيا وأفغانستان».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي تستمر في التظاهر بالقتال ضد تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في أفغانستان ودول أخرى في المنطقة، «تواصل الحفاظ على اتصالات وثيقة ومباشرة مع الإرهابيين من هذين التنظيمين الإرهابيين، ولا تتردد في التفاعل مع الجماعات الإسلامية واليمينية المتطرفة والنازية الجديدة».

ووفقاً له، فإن بلدان آسيا الوسطى تتعرض لخطر انتشار التهديد الإرهابي بسبب الأعمال الأميركية، موضحاً: «تجري الآن دعاية مستهدفة في شبكة الإنترنت، بما في ذلك باللغات الوطنية، وذلك بهدف إنشاء خلايا نائمة في الدول الأعضاء في منظمة (شنغهاي) للتعاون. ويشكل كل ذلك مخاطر جسيمة لتوسع الإرهاب في أراضي منظمة (شنغهاي) للتعاون، وقبل كل شيء دول آسيا الوسطى».