الصين تؤكد رغبتها في تطوير العلاقات العسكرية مع أميركا

وزير الدفاع الروسي يحذر من صدام بين القوى النووية

نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا يحيي الحضور بعد إلقائه كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (إ.ب.أ)
نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا يحيي الحضور بعد إلقائه كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الصين تؤكد رغبتها في تطوير العلاقات العسكرية مع أميركا

نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا يحيي الحضور بعد إلقائه كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (إ.ب.أ)
نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا يحيي الحضور بعد إلقائه كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (إ.ب.أ)

رسمت الصين، في «منتدى شيانغشان الأمني»، المنعقد في بكين، الاثنين، صورة قاتمة للأوضاع على الساحة الدولية، معربة في الوقت نفسه عن رغبتها في تطوير العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، في حين ذهب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى حد التحذير من «خطر نشوب صراع مباشر بين القوى النووية».

وكانت بكين وصفت «منتدى شيانغشان للأمن» الذي يعقد هذا الأسبوع، بنسخته العاشرة، بأنه ردها على «حوار شانغريلا» في سنغافورة الذي يُقام سنوياً منذ عام 2002، بحضور وزراء الدفاع وكبار مسؤولي الأمن والدفاع من عشرات الدول. وقالت بكين إن ممثلين عن 90 دولة سيشاركون فيه، من بينهم وزير الدفاع الروسي.

ويعقد المنتدى في بكين بغياب وزير الدفاع الصيني، بعد إعلان بكين الأسبوع الماضي إقالة وزير الدفاع لي شانغفو، من دون أن تبرر السبب حتى الآن.

وتحدث نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، تشانغ يوشيا، خلال افتتاح المؤتمر، راسماً صورة قاتمة للتوقعات الدولية، وألقى باللوم على دول لم يذكرها في الاضطرابات.

نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا يحيي الحضور بعد إلقائه كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (إ.ب.أ)

وقال تشانغ: «بينما ننظر إلى جميع أنحاء العالم اليوم، فإن القضايا الساخنة تظهر واحدة تلو الأخرى: إن آلام الحرب والفوضى والاضطرابات والخسائر في الأرواح تتكرر باستمرار».

وأضاف «بعض الدول، خوفاً من استقرار العالم تتعمد خلق الاضطرابات، والتدخل في القضايا الإقليمية، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وتدفع باتجاه الثورات الملونة... خلف الكواليس، يقومون بتوزيع السكاكين ويستفزون الناس لخوض الحروب، ضامنين استفادتهم هم من الفوضى».

ولكن وفق تشانغ فإن الصين تسعى أيضاً إلى تحسين العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة التي تصاعدت التوترات معها بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وتدريبات بكين حول جزيرة تايوان. وقال: «نرغب أيضاً في تطوير العلاقات العسكرية الصينية الأميركية؛ وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون الرابح للجانبين».

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يلقي كلمته في «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (رويترز)

صدام نووي

حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن واشنطن تسعى إلى إثارة عدم الاستقرار في آسيا. وقال للمندوبين: «بعد إثارة أزمة حادة في أوروبا، يحاول الغرب توسيع احتمالات الأزمة في منطقة آسيا والمحيط الهادي».

ورأى أن «المشاركة المباشرة للدول التي تمتلك ترسانات نووية تضاعف المخاطر الاستراتيجية». وأشار إلى أن «خط الغرب تجاه التصعيد مع روسيا يُشكل خطر نشوب صراع مباشر بين القوى النووية، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب كارثية».

وقال الوزير الروسي: «بتجاهل الحقوق الشرعية لروسيا في ضمان أمنها، واصل البيت الأبيض بشكل مستمر توسيع كتلة الناتو التي يسيطر عليها إلى ناحية الشرق. وقد أجبرتنا هذه الخطوات العدوانية لاتخاذ تدابير مضادة... لقد اختيرت أوكرانيا كبش فداء».

رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين تشانغ يوشيا ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يصلان معاً إلى قاعة «منتدى شيانغشان للأمن» ببكين الاثنين (أ.ف.ب)

ونبه شويغو من أن الغرب يسعى إلى نشر الصراع في أوروبا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي، مشيراً إلى التعاون الأخير للناتو وواشنطن مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.

ورفضت الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وقامت بتعميق التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري مع موسكو منذ بداية الحرب.

وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر الصين ليومين، في أول زيارة يقوم بها هذا العام خارج دول الاتحاد السوفياتي السابقة.

وتعهد نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، تشانغ يوشيا، بأن تسعى بكين إلى «تعميق التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين الجيشين الصيني والروسي».

والتقى تشانغ بشويغو، وبحث معه كثيراً من المواضيع من بينها العلاقات العسكرية الصينية الروسية، وفق ما ذكرته وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء.

وأعرب الطرفان عن استعدادهما للعمل معاً للتصدي بشكل نشط لمختلف التهديدات والتحديات الأمنية، والتعاون للحفاظ على الاستقرار والتوازن الاستراتيجي العالمي.


مقالات ذات صلة

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة التي سينتهي العمل بها عام 2026

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)

كوريا الشمالية توسِّع مصنعاً لإنتاج صواريخ تستخدمها روسيا في أوكرانيا

صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
TT

كوريا الشمالية توسِّع مصنعاً لإنتاج صواريخ تستخدمها روسيا في أوكرانيا

صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)
صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)

خلص باحثون في مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، بناء على صور أقمار اصطناعية، إلى أن كوريا الشمالية توسع مجمعاً رئيسياً لتصنيع الأسلحة، يستغل لتجميع نوع من الصواريخ قصيرة المدى تستخدمه روسيا في أوكرانيا، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وتعد المنشأة، المعروفة باسم «مصنع 11 فبراير»، جزءاً من «مجمع ريونغ سونغ» في هامهونغ، ثاني أكبر مدينة في كوريا الشمالية على الساحل الشرقي للبلاد.

وقال سام لير الباحث في مركز «جيمس مارتن» لدراسات منع الانتشار النووي، إنه المصنع الوحيد المعروف بإنتاج صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب من طراز «هواسونغ 11».

وذكر مسؤولون أوكرانيون أن هذه الذخائر، المعروفة في الغرب باسم «كيه إن-23»، استخدمتها القوات الروسية في هجومها على أوكرانيا.

ولم ترد أنباء من قبل عن توسيع المجمع.

ونفت روسيا وكوريا الشمالية أن تكون الأخيرة قد نقلت أسلحة إلى الأولى لاستخدامها ضد أوكرانيا. ووقَّع البلدان معاهدة دفاع مشترك في قمة عقدت في يونيو (حزيران)، وتعهدا بتعزيز العلاقات العسكرية بينهما.

ولم ترُد بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق على هذا التقرير.