جيش ميانمار يحيي ذكرى وقف النار مع المتمردين رغم الاشتباكات

قادة المجلس العسكري يجلسون لالتقاط صورة جماعية بعد حفل إحياء الذكرى الثامنة لاتفاق وقف النار في نايبيداو الأحد (أ.ب)
قادة المجلس العسكري يجلسون لالتقاط صورة جماعية بعد حفل إحياء الذكرى الثامنة لاتفاق وقف النار في نايبيداو الأحد (أ.ب)
TT

جيش ميانمار يحيي ذكرى وقف النار مع المتمردين رغم الاشتباكات

قادة المجلس العسكري يجلسون لالتقاط صورة جماعية بعد حفل إحياء الذكرى الثامنة لاتفاق وقف النار في نايبيداو الأحد (أ.ب)
قادة المجلس العسكري يجلسون لالتقاط صورة جماعية بعد حفل إحياء الذكرى الثامنة لاتفاق وقف النار في نايبيداو الأحد (أ.ب)

أغلق المجلس العسكري في ميانمار طرقاً، ونشر تعزيزات أمنية في العاصمة نايبيداو، الأحد؛ إحياء لذكرى وقف إطلاق النار مع متمردين جرى التوصل إليه عام 2015، ويقول معارضوه إنه لم يعد مطبّقاً.

وقاتل أكثر من 10 مجموعات متمرّدة، الجيش في ميانمار، على مدى عقود؛ سعياً للحكم الذاتي، والسيطرة على الموارد، ووقّع 10 منها على «اتفاق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد». لكن مُعارضي الاتفاق يشيرون إلى أنه انهار منذ انقلاب الجيش عام 2021 الذي أطلق العنان لحملة أمنية دامية تستهدف المعارضة، وأدى إلى تجدد المعارك مع بعض الموقّعين عليه.

وحضر مسؤولون من 7 من المجموعات العشر الموقِّعة على الاتفاق المناسبة في نايبيداو، حيث نُصبت حواجز، وانتشر عناصر أمن بلباس مدني. كما حضر دبلوماسيون من روسيا والصين، حليفتي المجلس العسكري المعزول دولياً، واللتين تمدّانه بالأسلحة، إضافة إلى ممثل للهند المتهمة من مجموعات حقوقية بدعم الجيش.

وأرسلت تيمور الشرقية أيضاً مندوباً، بعد أسابيع على صدور أمر من المجلس العسكري بطرد أعلى دبلوماسي يمثلها في البلاد، على خلفية لقاء عقدته حكومتها مع «حكومة الوحدة الوطنية» الموازية التي تسعى للإطاحة بالمجلس العسكري.

وأعلنت مجموعتان متمردتان هما «جبهة تشين الوطنية»، و«اتحاد كارين الوطني»، الأسبوع الماضي، أن الانقلاب جعل تطبيق الاتفاق أمراً «مستحيلاً». وخاضت المجموعتان مواجهات متكررة مع الجيش منذ الانقلاب، في أقصى شرق البلاد وغربها على التوالي.

كما اتهم «جيش استقلال كاشين»، الذي لم يوقّع على اتفاق 2015، الجيش، الأسبوع الماضي، بقصف مخيم للنازحين على أراضيه في شمال ميانمار، ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً، وإصابة العشرات بجروح. وقال قائد المجلس العسكري، مين أونغ هلاينغ، الأحد، إن الجيش «يقوم بالتحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات حُرة ونزيهة متعددة الأحزاب». لكن المجلس العسكري أجّل مرّات عدة موعد إجراء أول انتخابات منذ إطاحة حكومة الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، على خلفية اتهامات غير مثبتة بالتلاعب بنتائج الانتخابات.


مقالات ذات صلة

الشرطة البرازيلية: بولسونارو شارك في محاولة انقلاب 2022

أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية: بولسونارو شارك في محاولة انقلاب 2022

خلص تقرير للشرطة البرازيلية نشر الثلاثاء إلى أن الرئيس السابق جايير بولسونارو "شارك بشكل فاعل" في محاولة انقلاب في العام 2022.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أميركا اللاتينية وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)

البرازيل: اعتقال 5 ضباط بتهمة التخطيط للانقلاب على الرئيس لولا دا سيلفا

قالت السلطات البرازيلية، الثلاثاء، إن شرطة البلاد اعتقلت 5 ضباط متهمين بالتخطيط لانقلاب تضمن خططاً للإطاحة بالحكومة بعد انتخابات 2022 وقتل الرئيس.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا المواطن الأميركي بنجامين ريوبين زالمان بولن خلال محاكمته في قضية «محاولة الانقلاب» بالكونغو (إ.ب.أ)

حكم بإعدام 37 شخصاً بينهم 3 أميركيين في «محاولة الانقلاب» بالكونغو الديمقراطية

أصدرت محكمة عسكرية بكينشاسا حكماً بإعدام 37 متهماً، بينهم 3 أميركيين، في قضية «محاولة الانقلاب» التي شهدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)

مدعي «الجنائية الدولية» يطلب إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس مجلس بورما العسكري

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

مدعي «الجنائية الدولية» يطلب إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس مجلس بورما العسكري

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الأربعاء، من القضاة إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس المجلس العسكري البورمي، مين أونغ هلاينغ، على خلفية جرائم مفترضة ضد الإنسانية ارتُكبت بحق أفراد أقلية الروهينغا المسلمة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يعد الطلب الذي تقدّم به خان لقضاة المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً، أول طلب لإصدار مذكرة توقيف ضد مسؤول حكومي بورمي عالي المستوى على خلفية الانتهاكات بحق الروهينغا.

وقال خان، في بيان: «بعد تحقيق مطوّل ومستقل ومحايد، خلص مكتبي إلى وجود أسس منطقية تدفع للاعتقاد بأن الجنرال الرفيع المنصب والقائم بأعمال الرئيس، مين أونغ هلاينغ... يتحمّل مسؤولية جنائية عن جرائم ضد الإنسانية».

يشمل ذلك جرائم الترحيل والاضطهاد التي يشتبه بأنها ارتُكبت بين 25 أغسطس (آب) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2017، بحسب خان.

ورفض المجلس العسكري البورمي خطوة المدعي العام، مشيراً إلى أن البلاد ليست عضواً في المحكمة، وبالتالي فإنه «لم يتم يوماً الاعتراف ببيانات المحكمة الجنائية الدولية».

فتح مدعي عام الجنائية الدولية في 2019 تحقيقاً في جرائم مفترضة ارتُكبت ضد الروهينغا بولاية راخين البورمية، في عامي 2016 و2017، ودفعت نحو 750 ألفاً من أفراد الأقلية المسلمة من الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا للفرار إلى بنغلاديش المجاورة حيث يعيش اليوم نحو مليون من الروهينغا في مخيّمات قرب مدينة كوكس بازار الحدودية مع بنغلاديش.

ويتّهم عدد من الأشخاص الذين غادروا الجيش البورمي بارتكاب عمليات قتل جماعية واغتصابات.

أفاد خان بأن الجرائم ارتُكبت من قِبَل قوات بورما المسلحة (تاتماداو) مدعومة من الشرطة الوطنية، وشرطة الحدود، «إضافة إلى مواطنين من غير الروهينغا».

وقال خان: «هذا أول طلب لمذكرة توقيف بحق مسؤول حكومي رفيع في ميانمار... سيتبعه مزيد من الطلبات المشابهة».

تشهد بورما نزاعاً بين الجيش ومختلف المجموعات المسلحة المناهضة لحكمه منذ أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة في فبراير (شباط) 2021.

وشن المتمردون هجوماً كبيراً العام الماضي سيطروا خلاله على منطقة واسعة، يقع الجزء الأكبر منها قرب الحدود مع الصين.

يحرم أفراد الروهينغا الذين ما زالوا في بورما من حق الحصول على الجنسية والرعاية الصحية، ويحتاجون إلى إذن خاص لمغادرة مناطقهم.

وعدَّ مين أونغ هلاينغ الذي كان قائد الجيش أثناء الحملة الأمنية ضد الأقلية، أن مصطلح روهينغا «وهمي».

سيتعيّن على قضاة المحكمة الجنائية الدولية حالياً اتّخاذ قرار بشأن إصدار مذكرات التوقيف. ويُلزم صدور المذكرات الدول الأعضاء في «الجنائية الدولية» البالغ عددها 124 نظرياً، توقيف رئيس المجلس العسكري في حال قام بزيارة أي منها.

والصين، الحليف الرئيسي وأكبر مزود للمجلس العسكري بالسلاح، ليست عضواً في المحكمة.