الشرطة الهندية تداهم منازل صحافيين وناشطين

أفراد أمن هنود شوهدوا في مكتب شرطة «لودهي رود» الخاص بمكتب شرطة دلهي في نيودلهي بالهند 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
أفراد أمن هنود شوهدوا في مكتب شرطة «لودهي رود» الخاص بمكتب شرطة دلهي في نيودلهي بالهند 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

الشرطة الهندية تداهم منازل صحافيين وناشطين

أفراد أمن هنود شوهدوا في مكتب شرطة «لودهي رود» الخاص بمكتب شرطة دلهي في نيودلهي بالهند 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
أفراد أمن هنود شوهدوا في مكتب شرطة «لودهي رود» الخاص بمكتب شرطة دلهي في نيودلهي بالهند 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

داهمت الشرطة الهندية منازل 8 صحافيين وناشطين على الأقل (الثلاثاء)؛ ما يثير مخاوف حول حملة قمع في بلاد تشهد فيها حرية الإعلام تراجعاً، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وتفيد التقارير بأن الذين جرت مداهمة منازلهم مرتبطون بموقع «نيوز كليك» باللغة الإنجليزية، حيث قامت السلطات الهندية في 2021 بتقديم شكوى ضده بمزاعم تلقيه تمويلاً أجنبياً.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في أغسطس (آب) الماضي أن «نيوز كليك» ممول من قبل المليونير الأميركي نيفيل روي سينغهام، الذي قالت الصحيفة إنه «أدرج نقاطَ تحدّثٍ تابعةً للحكومة الصينية» في تغطيته، الأمر الذي نفاه سينغهام.

وقالت الصحافية في «نيوز كليك» أريتري داس إن الشرطة «اقتحمت منزلي» فجراً، وقامت باستجوابها عن عملها الصحافي، وقامت بمصادرة كومبيوترها المحمول وهاتفها والأقراص الصلبة الخاصة بها.

ووفق داس، فإن المداهمة مرتبطة بقضية ضد موقع «نيوز كليك» بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية، وهو قانون مكافحة إرهاب صارم؛ ما يجعل الحصول على كفالة أمراً مستحيلاً.

الصحافي الهندي أورميليش (في الوسط) يشير في أثناء مغادرته مكتب شرطة «لودهي رود سيل» الخاص بدلهي في نيودلهي بالهند 3 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

ومن جانبه، أعرب نادي مومباي للصحافة عن «قلقه العميق» إزاء هذه المداهمات، مؤكداً في بيان: «تعرُض عدد من الصحافيين المرتبطين بـ(نيوز كليك) إلى مداهمات».

وطالب النادي الشرطة بأن تتوقف عما «ينظر إليه على أنه حملة مضايقة مستهدفة ضد هؤلاء الصحافيين».

وتعرض المؤرخ والناشط سهيل هاشمي أيضاً لمداهمة مرتبطة بالموقع الإخباري.

وأكد هاشمي لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «من خلال مذكرة التوقيف التي أظهروها لي على مضض، فإن المداهمة التي استهدفت مقر إقامتي كانت مرتبطة بتحقيق يتعلق بـ(نيوز كليك)».

واضطُر هاشمي لتسليم كومبيوتره النقال وهاتفه والأقراص الصلبة التي تحتوي على أكثر من 10 سنوات من كتاباته.

ووصف المداهمة بأنها «مزيج من التخويف وقمع حرية الصحافة والتعبير».

ضباط أمن يحملون صناديق من المواد التي صودرت بعد مداهمة مكتب «نيوز كليك» في نيودلهي بالهند يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 2023

أصوات معارضة بارزة

ولم ترد الشرطة فوراً على طلبات التعليق، وجرت المداهمات في كل من العاصمة نيودلهي ومدينة مومباي.

وأكد وزير الإعلام والإذاعة الهندي أنوراج ثاكور للصحافيين رداً على سؤال حول المداهمات: «لست بحاجة إلى تبرير».

وأكد الوزير أنه «حال ارتكاب أي شخص لخطأ، فإن لوكالات البحث الحرية في إجراء تحقيقات».

وتراجعت حرية الصحافة في الهند منذ تولي رئيس الوزراء القومي ناريندرا مودي منصبه في عام 2014، وفق نشطاء حقوقيين ونواب في المعارضة.

وحذرت منظمة «صحافيون بلا حدود» من أن «حرية الصحافة تواجه أزمة» في الهند.

ومنذ 2014، تراجعت الهند من المركز 140 إلى 161 في مؤشر حرية الصحافة، بما في ذلك 11 مركزاً إلى الوراء منذ العام الماضي.

ويشكو صحافيون منتقدون للحكومة من زيادة المضايقات، بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يتمتع حزب «بهاراتيا جانتا» بزعامة مودي بحضور قوي.

ويرى منتقدون أن حكومة مودي سعت للضغط على منظمات حقوقية عبر التدقيق الشديد في مواردها المالية، وتضييق الخناق على التمويل الأجنبي.

وأكدت شبكة النساء في الإعلام في الهند (الثلاثاء) أن المداهمات «الصادمة» استهدفت من وصفتهم ﺑـ«أصوات معارضة بارزة» في البلاد.


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».