مضاد للرصاص وبطيء للغاية... ماذا نعرف عن قطار كيم الفاخر؟

إعلام كوري جنوبي أكد أنه يستقله في رحلته إلى روسيا للقاء بوتين

زعيم كوريا الشمالية لدى مغادرته القطار في مدينة خاسان الروسية الحدودية عام 2019 (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية لدى مغادرته القطار في مدينة خاسان الروسية الحدودية عام 2019 (أ.ب)
TT

مضاد للرصاص وبطيء للغاية... ماذا نعرف عن قطار كيم الفاخر؟

زعيم كوريا الشمالية لدى مغادرته القطار في مدينة خاسان الروسية الحدودية عام 2019 (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية لدى مغادرته القطار في مدينة خاسان الروسية الحدودية عام 2019 (أ.ب)

أعلنت بيونغ يانغ وموسكو اليوم (الاثنين)، أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، سيقوم بزيارة إلى روسيا في الأيام المقبلة، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية ذكرت في وقت سابق اليوم أن كيم غادر على ما يبدو إلى روسيا، على متن قطار متوجهاً إلى روسيا، وهي ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها الزعيم الكوري الشمالي على قطاره الفاخر والمصفح في رحلاته للخارج.

وورث كيم تفضيله للسفر بالقطار عن والده الديكتاتور الراحل كيم جونغ إيل، الذي كان يخاف من الطيران.

ووفقاً لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فالقطار ذو اللونين الأخضر والأصفر، مضاد للرصاص، الأمر الذي يجعله أثقل بكثير من القطارات العادية، ويبطئ من سرعته، والتي تبلغ نحو 37 ميلاً (نحو 60 كيلومتراً) في الساعة.

ويسبق القطار ويتبعه قطاران آخران منفصلان، تحسباً لأي هجمات.

وقد أشارت وكالة «رويترز» للأنباء إلى أن القطار يضم أكثر من 20 عربة.

قطار زعيم كوريا الشمالية (أ.ب)

ويعتقد أن القطار مجهز بغرف اجتماعات مغطاة بألواح خشبية داكنة، بالإضافة إلى غرف نوم متعددة وهواتف تعمل بالأقمار الصناعية وأجهزة تلفزيون، وما يقرب من 100 من رجال الأمن الذين يقومون بمراقبة ومسح الطرق والمحطات القادمة بحثاً عن القنابل والتهديدات الأخرى.

والقطار مزود أيضاً بعربة طعام، يعمل بها عدد من الطهاة الذين يقومون بإعداد المأكولات الروسية أو الصينية أو الكورية أو اليابانية أو الفرنسية، حسب الطلب.

ووفقاً لما قاله المسؤول الروسي كونستانتين بوليكوفسكي الذي سافر مع كيم جونغ إيل على متن القطار، فإن هناك مجموعة من العازفات المعروفات باسم «قائدات الأوركسترا الجميلات» اللواتي كنّ يغنين باللغتين الكورية والروسية.

ونقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» عن عدد من الخبراء قولهم إن هذا القطار الفاخر يتناقض بشكل حاد مع الفقر المدقع الذي يعاني منه أغلب الكوريين الشماليين.

قطار زعيم كوريا الشمالية في روسيا عام 2019 (أ.ب)

واستخدم كيم، البالغ من العمر 39 عاماً، قطار عائلته المدرع عدة مرات، لعقد اجتماعات مع بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في عامي 2018 و2019.

لكن الزعيم الكوري الشمالي يسافر بالطائرات أيضاً في بعض الأحيان، على عكس والده.

ومن جانبه، يفضل بوتين الآن تجنب الطائرات، ويسافر أيضاً على متن قطار مصفح خاص، منذ قراره غزو أوكرانيا في أوائل عام 2022، وفقاً لغليب كاراكولوف، النقيب السابق في جهاز الحرس الفيدرالي الروسي.


مقالات ذات صلة

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

تحليل إخباري جثمان المصور الصحفي السوري أنس الخربوطلي خلال جنازته في إدلب بعد مقتله بغارة جوية على مدينة مورك بريف حماة (إ.ب.أ)

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

رغم ما يراه معلقون أن تركيا قد تكون هي التي تقف وراء اندلاع هجوم المعارضة المسلحة في سوريا، فإنهم يلاحظون وجود «غض نظر» من إدارة بايدن على الحدث.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)

روسيا: هجوم الفصائل في سوريا لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم، إن موسكو تدعم إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم «جماعات إرهابية».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع في مقر إقامة الدولة نوفو أوغاريوفو خارج موسكو بروسيا في 2 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

بوتين يبلّغ إردوغان رغبته بنهاية «سريعة» لهجوم الفصائل في سوريا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إنه يرغب في نهاية «سريعة» للهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

روسيا أجرت تدريبات لإطلاق صواريخ في شرق البحر المتوسط

أعلنت موسكو، الثلاثاء، أنها أجرت تدريبات تتضمن إطلاق صواريخ، من بينها صواريخ فرط صوتية، في شرق البحر الأبيض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
عالم الاعمال منتدى الاستثمار الخامس عشر لبنك في تي بي ينطلق تحت عنوان «روسيا تُنادي! 2024: ما يُمكن توقّعه»

منتدى الاستثمار الخامس عشر لبنك في تي بي ينطلق تحت عنوان «روسيا تُنادي! 2024: ما يُمكن توقّعه»

ينعقد منتدى الاستثمار الخامس عشر لبنك في تي بي «روسيا تُنادي!» في موسكو يومي 4 و5 ديسمبر (كانون الأول)، حيث سيركّز هذا العام على موضوع «مستقبل رأس المال…


كوريا الجنوبية: الأحكام العرفية تعيد إلى الأذهان ذكريات مرعبة

مواطنون من سيول يسيرون بجوار دبابة للجيش يوم السبت 27 أكتوبر 1979 بعد إعلان الأحكام العرفية في أعقاب وفاة الرئيس بارك تشونغ هي (أ.ب)
مواطنون من سيول يسيرون بجوار دبابة للجيش يوم السبت 27 أكتوبر 1979 بعد إعلان الأحكام العرفية في أعقاب وفاة الرئيس بارك تشونغ هي (أ.ب)
TT

كوريا الجنوبية: الأحكام العرفية تعيد إلى الأذهان ذكريات مرعبة

مواطنون من سيول يسيرون بجوار دبابة للجيش يوم السبت 27 أكتوبر 1979 بعد إعلان الأحكام العرفية في أعقاب وفاة الرئيس بارك تشونغ هي (أ.ب)
مواطنون من سيول يسيرون بجوار دبابة للجيش يوم السبت 27 أكتوبر 1979 بعد إعلان الأحكام العرفية في أعقاب وفاة الرئيس بارك تشونغ هي (أ.ب)

كانت آخر مرة خضعت فيها كوريا الجنوبية للأحكام العرفية، عندما كان تشونغ تشين أوك في السنة الأولى من دراسته الثانوية، منذ أكثر من أربعين عاماً. انتفضت مدينته غوانغجو احتجاجاً على التدابير القمعية التي اتخذها المجلس العسكري، ولكنها واجهت قمعاً وحشياً ودموياً.

في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، راودت تلك الذكريات رأس المشرِّع البالغ من العمر الآن 60 عاماً، وهو يتسلق السياج المحيط بالجمعية الوطنية. وهرع هو وأعضاء آخرون إلى القاعة، لإبطال فرض الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية، متجنبين مسؤولي الشرطة الذين وقفوا حراساً عند البوابات.

امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية بالشموع ضد رئيس كوريا الجنوبية يون في سيول اليوم (أ.ف.ب)

وقال تشونغ، وهو أحد أعضاء الجمعية البالغ عددهم 190 عضواً الذين صوَّتوا بالإجماع ضد الأحكام العرفية في وقت مبكر من اليوم (الأربعاء) لصحيفة «نيويورك تايمز»، عبر الهاتف: «تذكرتُ على الفور ما حدث في عام 1980، والخوف واليأس الذي شعرنا به. لم يكن يبدو حقيقياً أننا نمر بهذا مرة أخرى بعد أربعين عاماً».

وقال تشونغ إن المشرعين من داخل القاعة كانوا يتابعون بقلق لقطات حية للقوات الخاصة وهي تهبط بطائرات هليكوبتر على العشب، وتحطم النوافذ لدخول المبنى. وقام تشونغ رفقة أعضاء آخرين من الجمعية الوطنية بإغلاق المدخل لكسب الوقت، بينما كانوا يتابعون إجراءات التصويت.

قطع أثاث تتراكم خلف باب تعرض للتلف عندما اقتحمت القوات العسكرية مبنى الجمعية الوطنية في سيول بعد أن أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية (رويترز)

وقال للصحيفة إن لون ملابس القوات العسكرية أعاد إلى الأذهان ذكريات الجنود الذين ركلوه وصفعوه هو وإخوته، في بداية حملة القمع في غوانغجو، وأمروهم بالعودة إلى ديارهم. ورغم أنه بدا من الممكن أن تؤدي هذه المواجهة الجديدة -مثل تلك التي حدثت في عام 1980- إلى إراقة الدماء، فإنه قال إنه شعر بأهمية اتخاذ موقف. وقال: «كان هناك خوف وغضب لا يوصفان، وشعور بأننا لا نستطيع أن نخسر هذه المرة. في ذلك الوقت كنت صغيراً جداً على القتال».

وفي السياق، كان لي جاي إيوي طالباً جامعياً يبلغ من العمر 24 عاماً، عندما وقعت عمليات القتل في غوانغجو. قضى 10 أشهر في السجن، بعد اعتقاله بتهمة التجمع غير القانوني وتوزيع المعلومات، في انتهاك للأحكام العرفية التي كانت سارية آنذاك.

في منزله في غوانغجو، استيقظ لي في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، على رسائل متكررة على هاتفه. استيقظ في الوقت المناسب لمشاهدة بث مباشر للجيش يدخل الجمعية الوطنية. وقال إنه شاهد بمزيج من عدم التصديق والذهول.

موظف في الجمعية الوطنية يقوم بالرش بطفايات الحريق لمنع الجنود من دخول القاعة الرئيسة للجمعية الوطنية في سيول (أ.ب)

وقال لي الذي يبلغ من العمر الآن 68 عاماً لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لقد كان الأمر أشبه برؤية سابقة. فبعد التحول إلى الديمقراطية، لم أكن أعتقد أن هذا سيحدث مرة أخرى في حياتنا».

وقال لي إن الناس الذين عاشوا الديمقراطية كانوا على دراية تامة بالإرهاب الذي يمكن أن يجلبه الحكم العسكري والأحكام العرفية. وأضاف أن كوريا الجنوبية مرت بكثير مما لا يسمح لهذا التاريخ بأن يتكرر. وقال: «يعلم الناس أن هذا غير قانوني».

عشرات من المتمردين الأسرى يرفعون أيديهم أثناء اقتيادهم يوم الثلاثاء 27 مايو 1980 من قبل جنود مسلحين من مقر الحكومة الإقليمية في مدينة غوانغجو التي استعادتها القوات الكورية الجنوبية في تبادل لإطلاق النار (أ.ب)

وتقدمت أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية اليوم (الأربعاء) باقتراح لاتخاذ إجراءات لعزل الرئيس يون سوك يول الذي يواجه ضغوطاً للاستقالة من منصبه أو عزله، وذلك بعد ساعات من إلغاء العمل بالأحكام العرفية التي تم فرضها لفترة وجيزة، ودفعت قوات الجيش لتطويق البرلمان، قبل تصويت النواب على إلغاء قرار فرض الأحكام العرفية.

ويتطلب اتخاذ إجراءات لعزل يون دعم ثلثَي البرلمان للاقتراح، وبعد ذلك دعم ما لا يقل عن 6 من قضاه المحكمة الدستورية.

وقال النائب بالحزب الديمقراطي كيم يونغ مين، إن الاقتراح الذي تم تقديمه اليوم (الأربعاء) يمكن طرحه للتصويت بعد غد الجمعة على أقرب تقدير.