الخلاف الحدودي بين الهند والصين: نيودلهي تحتجّ «بشدّة» على خارطة صينية

نقطة حدودية هندية بالقرب من الحدود مع الصين في خينزمان بولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرقي الهند 4 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
نقطة حدودية هندية بالقرب من الحدود مع الصين في خينزمان بولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرقي الهند 4 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

الخلاف الحدودي بين الهند والصين: نيودلهي تحتجّ «بشدّة» على خارطة صينية

نقطة حدودية هندية بالقرب من الحدود مع الصين في خينزمان بولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرقي الهند 4 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
نقطة حدودية هندية بالقرب من الحدود مع الصين في خينزمان بولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرقي الهند 4 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

أبلغت نيودلهي، الثلاثاء، بكين «احتجاجها الشديد» على خارطة صينية تضع ضمن أراضي الصين مناطق تقول الهند إنها تابعة لها وتقع على مقربة من موقع شهد في عام 2020 معارك بين الجانبين.

وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باغشي: «أبلغنا الجانب الصيني اليوم عبر قنوات دبلوماسية باحتجاج شديد على ما يسمّى خارطة قياسية للصين لعام 2023 تدّعي السيادة على أراض تابعة للهند».

وتابع المتحدث: «نرفض هذه الادّعاءات التي لا أساس لها. إن خطوات كهذه من الجانب الصيني لا تسهم إلا في تعقيد حلّ مسألة الحدود».

وتتوجّس الهند من تنامي النزعة العسكرية لجارتها الشمالية، كما أنّ الحدود المشتركة للبلدين وطولها 3500 كلم تشكّل مصدر توتّر دائم.

وقالت نيودلهي إن منطقتين في الخارطة التي نشرتها صحيفة «غلوبال تايمز» المملوكة للدولة الصينية، تتبعان للهند.

المنطقة الأولى هي ولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرقي الهند التي تعتبرها الصين جزءاً من التيبت، علماً بأن العملاقين الآسيويين خاضا حرباً حدودية مفتوحة فيها في عام 1962.

أما المنطقة الثانية فهي أكساي تشين وهي ممرّ استراتيجي يقع على ارتفاع شاهق يربط بين التيبت وغرب الصين.

وفي عام 2020 دارت في وادي نهر غالوان المتاخم لأكساي تشين معارك أوقعت 20 قتيلاً في صفوف القوات الهندية وأربعة قتلى على الأقلّ في صفوف القوات الصينية.

ومذّاك الحين تمّ حشد عشرات آلاف الجنود على طول «خط السيطرة الفعلية» الفاصل بين الخصمين.

ولا تزال القوات في مواقعها رغم عقد 19 جولة محادثات بين كبار القادة العسكريين في البلدين.

لقاء على هامش قمة بريكس

ويأتي احتجاج الهند بعد أيام قليلة على لقاء ثنائي نادر عقد بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبينغ في جنوب أفريقيا خلال قمة مجموعة بريكس.

ووصفت بكين الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي بأنه «تبادل صريح ومعمّق لوجهات النظر»، فيما أشارت الهند إلى أنّ مودي شدّد على ضرورة «مراقبة خط السيطرة الفعلية واحترامه».

وأنفقت حكومة مودي مليارات الدولارات على «مشاريع مواصلات» في الجانب الهندي من الحدود لتعزيز البنى التحتية المدنية وإنشاء كتائب رديفة للجيش في تلك المناطق.

إلى ذلك، تسعى الهند إلى توطيد العلاقات مع الدول الغربية، لا سيّما في إطار التحالف الرباعي (كواد) المنضوية فيه مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وهي دول تسعى بدورها إلى التقرب من نيودلهي في مواجهة بكين.


مقالات ذات صلة

الفلبين تصادق على قوانين جديدة «لحماية» مجالها البحري

آسيا الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس يصادق على قوانين تُحدد المياه الإقليمية للفلبين (إ.ب.أ)

الفلبين تصادق على قوانين جديدة «لحماية» مجالها البحري

أصدر الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس، قوانين تُحدد المياه الإقليمية للفلبين، وتفرض ممرات ثابتة لمرور السفن والطائرات الأجنبية، ما أثار رد فعل قوياً من الصين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
يوميات الشرق مركبة «زورونغ» الصينية هبطت على المريخ في مايو عام 2021 (أ.ف.ب)

بحر قديم على المريخ؟ مسبار صيني يكشف التفاصيل

عثرت مركبة «زورونغ» الصينية على أدلة على وجود خط ساحلي قديم على كوكب المريخ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ف.ب)

منقسمون لمعسكرين... كيف يرى الصينيون الانتخابات الأميركية؟

استطلاعات الرأي تظهر أن الآراء في أميركا بشأن الصين تراجعت لأدنى مستوياتها على الإطلاق؛ فكيف يرى الصينيون الانتخابات الأميركية المقبلة؟

«الشرق الأوسط» (اتلانتا)
الولايات المتحدة​ بوتين مستقبِلاً نظيره الصيني شي جينبينغ في قازان (أ.ف.ب)

ما الذي تريده روسيا والصين من الانتخابات الأميركية؟

تناولت مجلة «فورين بوليسي» موقف روسيا والصين من الانتخابات الأميركية مع اقتراب السباق الرئاسي من نهايته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تصاعد الهجمات الإلكترونية على كوريا الجنوبية من مجموعات موالية لروسيا

استهدفت الهجمات الأخيرة بعض المواقع الحكومية والخاصة (رويترز)
استهدفت الهجمات الأخيرة بعض المواقع الحكومية والخاصة (رويترز)
TT

تصاعد الهجمات الإلكترونية على كوريا الجنوبية من مجموعات موالية لروسيا

استهدفت الهجمات الأخيرة بعض المواقع الحكومية والخاصة (رويترز)
استهدفت الهجمات الأخيرة بعض المواقع الحكومية والخاصة (رويترز)

أعلن المكتب الرئاسي في سيول، اليوم الجمعة، أن الهجمات الإلكترونية التي تشنها مجموعات قرصنة موالية لروسيا ضد كوريا الجنوبية ازدادت في أعقاب إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا في حربها في أوكرانيا.

وقال المكتب إنه عقد اجتماعاً طارئاً بسبب الهجمات الأخيرة التي استهدفت بعض المواقع الحكومية والخاصة.

وأضاف أنه لم يتم الإبلاغ عن أضرار كبيرة، باستثناء انقطاعات مؤقتة، مشيراً إلى أن مثل هذه الهجمات زادت منذ نشرت كوريا الشمالية قوات في روسيا للمساعدة في الجهد الحربي لموسكو في أوكرانيا.

وأكد المكتب، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه «وقعت هجمات إلكترونية شنتها مجموعات قرصنة موالية لروسيا ضد بلدنا بشكل متقطع في الماضي». وأضاف: «لكنها أصبحت أكثر توتراً في أعقاب نشر كوريا الشمالية لقوات في روسيا ومشاركتها في الحرب في أوكرانيا».

ولم يكشف المكتب الرئاسي عن أسماء مجموعات القرصنة، لكنه أعلن أن الحكومة ستعزز قدراتها على الرد على مثل هذه الهجمات.

يأتي إعلان سيول بعد نحو شهر من إعلان واشنطن مصادرة 41 نطاقاً على الإنترنت يُزعم أن عملاء المخابرات الروسية يستخدمونها في محاولة للوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وحسابات البريد الإلكتروني التابعة للبنتاغون.

كما حذرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية في سبتمبر (أيلول) من مجموعة إلكترونية مرتبطة بالمخابرات العسكرية الروسية، قالت إنها شنت هجمات في أوكرانيا ودول أعضاء في حلف شمال الأطلسي. وبحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نشرت بيونغ يانغ 11 ألف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا إسناداً لقوات الكرملين.

كان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أعلن، الخميس، أنّ بلاده التي تُعدّ أحد أكبر مصدّري الأسلحة في العالم «لا تستبعد» إمكان أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا. ويؤشر هذا إلى تغير في سياسة لطالما اتّبعتها سيول تقضي بعدم تصدير أسلحة إلى أيّ بلد يشهد حرباً.