أعلن مسؤولون أميركيون وآخرون من حركة «طالبان» الأفغانية أن اجتماعاً سيُعقد في العاصمة القطرية هذا الأسبوع لمناقشة «المصالح الحيوية» في أفغانستان، وتشمل قضايا تتعلق بالأوضاع الإنسانية والأمنية وحقوق النساء والفتيات في البلاد.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الأربعاء، بأن الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست والمبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون النساء والفتيات وحقوق الإنسان إلى أفغانستان، رينا أميري، سيتوجهان إلى أستانا في كازاخستان، ثم إلى الدوحة من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 31 منه. أضافت أنه أثناء وجودهما في أستانا، سيلتقيان زملاءهما من كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان لحضور جلسة خاصة لـ«مجموعة 5 + 1» الخاصة بأفغانستان، التي شكلت من هذه الدول في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2015 بوصفها منصة حوار رئيسية للولايات المتحدة مع دول المنطقة.
كما سيلتقي الوفد الأميركي أعضاء المجتمع المدني الذين يركزون على «تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في أفغانستان وكازاخستان».
وأوضحت الوزارة في بيانها أن «اجتماعات ستحصل في الدوحة مع وفد من ممثلي (طالبان) وخبراء تكنوقراط من الوزارات الأفغانية الرئيسية لمناقشة المصالح الحيوية في أفغانستان»، مضيفة أن المحادثات «ستشمل القضايا ذات الأولوية، كتقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمعاملة العادلة والكريمة لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والفتيات، والقضايا الأمنية وجهود مكافحة إنتاج المخدرات والاتجار بها».
الناطق باسم الوزارة، فيدانت باتيل، أشار إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وتهميش النساء والفتيات في أفغانستان تحت حكم «طالبان»، مضيفاً أن محادثات الدوحة «لا تعني أي مؤشر على الاعتراف أو تطبيع العلاقات أو إضفاء الشرعية على (طالبان)» التي لم تعترف بحكومتها أي دولة رسمياً منذ عودتها إلى السلطة عقب الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد عام 2021، بعد حرب استمرت 20 عاماً.
وشدد على أن «هذا لا يشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة. لقد كنا واضحين للغاية في أننا سنتعامل مع (طالبان) بالصورة الملائمة حين يكون ذلك في مصلحتنا».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في حكومة «طالبان» إن وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي سيترأس الوفد الأفغاني. وأوضح أن «أولوية أفغانستان خلال المحادثات هي إنهاء العقوبات والقوائم السوداء وإلغاء تجميد الاحتياطيات المصرفية الأفغانية ووقف انتهاك المجال الجوي الأفغاني»، مضيفاً أن الوفد سيجتمع أيضاً مع مسؤولين قطريين.
ومع الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية، وتلك التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، عام 2021، حاول آلاف الأفغان اليائسين دخول مطار كابل وتشبث بعض الرجال بالطائرات أثناء إقلاعها. وقتل مهاجم انتحاري تابع لتنظيم «داعش» 13 جندياً من القوات الأميركية وأكثر من 150 أفغانياً أمام إحدى بوابات المطار.
وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير صدر الشهر الماضي الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترمب بسبب سحب القوات الذي تفاوض عليه ترمب، وجرى تنفيذه في عهد بايدن.