الدوحة تستضيف محادثات أميركية مع «طالبان»

الأولوية للدعم الإنساني و«المعاملة الكريمة» للنساء والفتيات

نقطة تفتيش لـ«طالبان» في كابل في 6 يوليو الحالي (رويترز)
نقطة تفتيش لـ«طالبان» في كابل في 6 يوليو الحالي (رويترز)
TT

الدوحة تستضيف محادثات أميركية مع «طالبان»

نقطة تفتيش لـ«طالبان» في كابل في 6 يوليو الحالي (رويترز)
نقطة تفتيش لـ«طالبان» في كابل في 6 يوليو الحالي (رويترز)

أعلن مسؤولون أميركيون وآخرون من حركة «طالبان» الأفغانية أن اجتماعاً سيُعقد في العاصمة القطرية هذا الأسبوع لمناقشة «المصالح الحيوية» في أفغانستان، وتشمل قضايا تتعلق بالأوضاع الإنسانية والأمنية وحقوق النساء والفتيات في البلاد.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الأربعاء، بأن الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست والمبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون النساء والفتيات وحقوق الإنسان إلى أفغانستان، رينا أميري، سيتوجهان إلى أستانا في كازاخستان، ثم إلى الدوحة من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 31 منه. أضافت أنه أثناء وجودهما في أستانا، سيلتقيان زملاءهما من كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان لحضور جلسة خاصة لـ«مجموعة 5 + 1» الخاصة بأفغانستان، التي شكلت من هذه الدول في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2015 بوصفها منصة حوار رئيسية للولايات المتحدة مع دول المنطقة.

كما سيلتقي الوفد الأميركي أعضاء المجتمع المدني الذين يركزون على «تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في أفغانستان وكازاخستان».

أفغانيات يسرن قرب صالون تجميل مغلَق بعد قرار حكومة «طالبان» إغلاق كل الصالونات الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)

وأوضحت الوزارة في بيانها أن «اجتماعات ستحصل في الدوحة مع وفد من ممثلي (طالبان) وخبراء تكنوقراط من الوزارات الأفغانية الرئيسية لمناقشة المصالح الحيوية في أفغانستان»، مضيفة أن المحادثات «ستشمل القضايا ذات الأولوية، كتقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمعاملة العادلة والكريمة لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والفتيات، والقضايا الأمنية وجهود مكافحة إنتاج المخدرات والاتجار بها».

الناطق باسم الوزارة، فيدانت باتيل، أشار إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وتهميش النساء والفتيات في أفغانستان تحت حكم «طالبان»، مضيفاً أن محادثات الدوحة «لا تعني أي مؤشر على الاعتراف أو تطبيع العلاقات أو إضفاء الشرعية على (طالبان)» التي لم تعترف بحكومتها أي دولة رسمياً منذ عودتها إلى السلطة عقب الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد عام 2021، بعد حرب استمرت 20 عاماً.

وشدد على أن «هذا لا يشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة. لقد كنا واضحين للغاية في أننا سنتعامل مع (طالبان) بالصورة الملائمة حين يكون ذلك في مصلحتنا».

لاجئون أفغان يحتجون قرب السفارة الأميركية في إسلام آباد بسبب التأخر في منحهم تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة في 21 يوليو الحالي (أ.ب)

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في حكومة «طالبان» إن وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي سيترأس الوفد الأفغاني. وأوضح أن «أولوية أفغانستان خلال المحادثات هي إنهاء العقوبات والقوائم السوداء وإلغاء تجميد الاحتياطيات المصرفية الأفغانية ووقف انتهاك المجال الجوي الأفغاني»، مضيفاً أن الوفد سيجتمع أيضاً مع مسؤولين قطريين.

ومع الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية، وتلك التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، عام 2021، حاول آلاف الأفغان اليائسين دخول مطار كابل وتشبث بعض الرجال بالطائرات أثناء إقلاعها. وقتل مهاجم انتحاري تابع لتنظيم «داعش» 13 جندياً من القوات الأميركية وأكثر من 150 أفغانياً أمام إحدى بوابات المطار.

وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير صدر الشهر الماضي الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترمب بسبب سحب القوات الذي تفاوض عليه ترمب، وجرى تنفيذه في عهد بايدن.


مقالات ذات صلة

حقاني يعاود الظهور في مسجد... ودوره داخل «طالبان» لا يزال غير واضح

آسيا سراج الدين حقاني وزير الداخلية بالوكالة في حركة «طالبان»... (نيويورك تايمز)

حقاني يعاود الظهور في مسجد... ودوره داخل «طالبان» لا يزال غير واضح

ظهر سراج الدين حقاني، وزير الداخلية بالوكالة في حركة «طالبان»، بعد غياب 52 يوماً، وشوهد في مسجد بمدينة خوست، الجمعة الموافق 14 مارس (آذار) الحالي.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا ضابط شرطة إقليم كوهات عباس مجيد مروات (وسط الصورة) يحضر جنازة ضابط شرطة يوم الأحد حيث قُتل شرطيان وفقد حارس أمن حياته في هجمات ليلية منفصلة على منطقتي كاراك وبيشاور بإقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الانفصاليون البلوش قتلوا 5 من قوات الأمن الباكستانية

قُتل 5 عناصر أمن على الأقل وأُصيب نحو 30 بجروح، يوم الأحد، في هجوم جديد شنه الانفصاليون البلوش على القوات الباكستانية، بعد أيام من عملية نوعية لاحتجاز رهائن.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
آسيا بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً اعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته في أفغانستان في مطلع فبراير (متداولة - أرشيفية)

تدهور صحة بريطاني تحتجزه حركة «طالبان» في أفغانستان

تدهورت «بشكل كبير» صحة البريطاني بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً واعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته بأفغانستان في مطلع فبراير، وفق ما قالت ابنته سارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا الرئيس الأفغاني الأسبق حميد كرزاي (متداولة)

كرزاي يدعو «طالبان» إلى إعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات

دعا الرئيس الأفغاني الأسبق، حميد كرزاي، مجدداً حكومة «طالبان» إلى إعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات الأفغانيات.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) اللذان قبضت عليهما «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان بأفغانستان (متداولة)

«طالبان» تحتجز متقاعدَين بريطانيَّين في محبسين منفصلين

«طالبان» نقلت بيتر وباربي رينولدز اللذين اعتقلتهما الشهر الماضي في باميان، إلى العاصمة كابل، في محبسين منفصلين مشددَي الحراسة.

«الشرق الأوسط» (كابل- لندن)

نقص التمويل يهدد بإغلاق 80 % من خدمات الصحة العالمية في أفغانستان

أفغانيات أمام مصحة علاجية خارج العاصمة كابل (متداولة)
أفغانيات أمام مصحة علاجية خارج العاصمة كابل (متداولة)
TT

نقص التمويل يهدد بإغلاق 80 % من خدمات الصحة العالمية في أفغانستان

أفغانيات أمام مصحة علاجية خارج العاصمة كابل (متداولة)
أفغانيات أمام مصحة علاجية خارج العاصمة كابل (متداولة)

من المرجح أن يؤدي نقص التمويل إلى إغلاق 80 في المائة من مرافق الرعاية الصحية الأفغانية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية بحلول شهر يونيو (حزيران).

يقف أحد أفراد أمن «طالبان» حارساً بينما تنتظر النساء الأفغانيات المرتديات النقاب الحصول على وجبات إفطار مجانية توزعها مؤسسة خيرية محلية خلال شهر رمضان بكابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان أصدرته الاثنين، إن «عمليات الإغلاق قد تؤدي إلى حرمان الملايين، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والنازحين، من إمكانية الحصول على الرعاية الطبية الضرورية».

وأضاف البيان: «بدءاً من 4 مارس (آذار)، تم إغلاق 167 مرفقاً صحياً بالفعل بسبب نقص التمويل، مما ترك 1.6 مليون شخص في 25 محافظة دون خدمات أساسية. وإذا لم تتم معالجة الوضع، فقد يتم إغلاق أكثر من 220 مرفقاً آخر بحلول شهر يونيو، مما يؤثر على 1.8 مليون أفغاني آخر».

امرأة أفغانية ترتدي النقاب تغادر مع وجبة إفطار مجانية وزعتها جمعية خيرية محلية خلال شهر رمضان بكابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أفغانستان، إدوين سينيزا سلفادور: «إن عمليات الإغلاق هذه ليست مجرد أرقام في تقرير، بل هي تمثل أمهات غير قادرات على الولادة بأمان، وأطفالاً يفتقدون التطعيمات المنقذة للحياة، ومجتمعات بأكملها تم تركها دون حماية من تفشي الأمراض القاتلة».

وأضاف أن «العواقب ستقاس بالخسائر في الأرواح».

وتكافح أفغانستان بالفعل كثيراً من الحالات الصحية الطارئة، بما في ذلك الحصبة والملاريا وتفشي شلل الأطفال.