مبادرة صينية لعقد محادثات مع طوكيو وسيول

اليابان وكوريا الجنوبية تأملان مساهمة بكين في خفض التوتر مع بيونغ يانغ

وزيرا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية وكبير الدبلوماسيين الصيني في لقاء بجاكرتا في 13 يوليو (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية وكبير الدبلوماسيين الصيني في لقاء بجاكرتا في 13 يوليو (أ.ف.ب)
TT

مبادرة صينية لعقد محادثات مع طوكيو وسيول

وزيرا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية وكبير الدبلوماسيين الصيني في لقاء بجاكرتا في 13 يوليو (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية وكبير الدبلوماسيين الصيني في لقاء بجاكرتا في 13 يوليو (أ.ف.ب)

اقترح كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي إجراء محادثات رسمية رفيعة المستوى بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، خلال اجتماع عقده مع وزير خارجية اليابان في إندونيسيا هذا الشهر، وفق ما نقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء. وأضافت الوكالة، نقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمّها، أن المقترح مؤشر على استعداد الدول الثلاث لاستئناف المحادثات، وعلى توجّه اليابان لتسريع وتيرة الترتيبات لعقدها بنهاية العام. وهناك قلق لدى اليابان وكوريا الجنوبية، وهما دولتان حليفتان للولايات المتحدة، من تزايد النفوذ العسكري للصين، ومن تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن بسبب عدد من الملفات من بينها التجارة وتايوان. والتقى وانغ مع وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في إندونيسيا يوم 14 يوليو (تموز)، وناقشا خطة يابانية لتصريف مياه معالجة من الإشعاع من محطة فوكوشيما النووية المعطلة، لكن لم يتوصلا لاتفاق وفق وكالة «رويترز».

وانغ يي يتحدث في اجتماع وزراء خارجية آسيان بجاكرتا (د.ب.أ)

وذكرت «كيودو» أن مسألة المياه قد تكون حجر عثرة تمنع اجتماعاً يُعقد مبكراً لزعماء الدول الثلاث. وكانت آخر مرة التقى فيها زعماء الدول الثلاث في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وأضافت وكالة «كيودو» أن اليابان أبلغت كوريا الجنوبية بمقترح وانغ بعقد محادثات.

وتأمل كل من طوكيو وسيول أن تلعب بكين دوراً بنّاءً في تخفيف التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية، والضغط على بيونغ يانغ لوقف أنشطتها الصاروخية والنووية.

وقبل يومين، انضمّت اليابان وكوريا الجنوبية إلى عدد من الدول في توجيه نداء إلى الصين لمنع كوريا الشمالية من التحايل على العقوبات الأممية.

وفي رسالة نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، طلب كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى «مساعدة» الصين لمنع كوريا الشمالية من استخدام المياه الإقليمية الصينية للالتفاف على عقوبات الأمم المتحدة. ووقّع الرسالة كل من سفراء أستراليا وكندا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وقال السفراء إنهم يشعرون «خصوصاً بقلق إزاء الوجود المتكرّر لناقلات نفط تستخدم مياه (الصين) الوطنية في خليج سانشا ملاذاً لتسهيل تجارتها من المنتجات البترولية» المشمولة بالعقوبات باتجاه كوريا الشمالية.

شاشة تعرض تجربة صاروخية كورية شمالية في سيول السبت (أ.ف.ب)

وأشارت الرسالة إلى أنه سيتمّ أيضاً إرسال صور أقمار اصطناعية تظهر أن «هذه الممارسات استمرت» في عامي 2022 و2023. وقال الموقّعون: «نكرّر للصين طلبنا السابق تفتيش السفن بحثاً عن أدلة على الاتجار غير المشروع بالنفط»، و«طرد» تلك السفن من مياهها «في أقرب وقت» إذا عادت إلى خليج سانشا.


مقالات ذات صلة

روسيا: تعاوننا العسكري والأمني مع كوريا الشمالية يضمن «حل مشكلات الطرفين»

أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيرته الكورية الشمالية تشوي سونغ هي في موسكو الجمعة (إ.ب.أ)

روسيا: تعاوننا العسكري والأمني مع كوريا الشمالية يضمن «حل مشكلات الطرفين»

الإقرار الروسي بتوسيع حجم التعاون العسكري والاستخباراتي مع كوريا الشمالية، تزامن مع كشف موسكو، للمرة الأولى، عن جوانب تتعلق بالشق العسكري للتعاون مع إيران.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مع نظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بأنها بدأت بمد موسكو بالجنود في أوكرانيا

عقد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، اجتماعاً أمنياً طارئاً في وقت مبكر، الجمعة، لمناقشة قرار بيونغ يانغ إرسال قوات إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول) «الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في مناسبة لخريجي أكاديمية أو جين يو للمدفعية (أ.ف.ب)

سيول: كوريا الشمالية تستعد لتفجير طرق عبر الحدود

قالت كوريا الجنوبية، الاثنين، إن كوريا الشمالية تستعد لتفجير طرق عبر الحدود كثيفة التسليح وسط تصعيد للحرب الكلامية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا بالون مُرسَل من كوريا الشمالية يحمل القمامة يظهر في سيول يوم 9 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

حريق في سيول بسبب بالون كوري شمالي مُحمَّل بالنفايات

هبط بالون مُحمَّل بالنفايات أُطلق من كوريا الشمالية على سطح مبنى في سيول، وأدى إلى اندلاع حريق، وفق ما أعلن مركز إطفاء.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

تقرير: النخبة في كوريا الشمالية «سئمت من سلوك كيم المتهور»

كشف أحد المنشقين رفيعي المستوى في كوريا الشمالية، الذي دعا إلى بذل جهود أكبر لزعزعة استقرار النظام الاستبدادي، عن أن النخبة في البلاد أصبحت «محبطة».

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

تزايد احتمالات عزل الرئيس الكوري الجنوبي عشية التصويت

TT

تزايد احتمالات عزل الرئيس الكوري الجنوبي عشية التصويت

امرأة تحمل لافتة كُتب عليها: «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية بالشموع ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول أمس (أ.ف.ب)
امرأة تحمل لافتة كُتب عليها: «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية بالشموع ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول أمس (أ.ف.ب)

بدت الإطاحة بالرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أقرب، الجمعة، بعدما طالب زعيم حزبه الحاكم بتنحيته لفرضه الأحكام العرفية لمدة وجيزة.

وقال زعيم حزب «قوة الشعب» الحاكم هان دونغ-هون، إنه إذا بقي يون في منصبه فهناك «خطر كبير من تكرار الأفعال المتشددة على غرار إعلان الأحكام العرفية، وهو ما يمكن أن يعرّض جمهورية كوريا ومواطنيها إلى خطر كبير».

وبقي نواب المعارضة في البرلمان بانتظار التصويت على عزل يون المقرر مساء السبت، خشية إقدام الرئيس على محاولة يائسة أخيرة للبقاء في السلطة.

وقال زعيم المعارضة لي جاي ميونغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «مع تحديد موعد التصويت على العزل بيوم غد، فإن الساعات التي تسبق ذلك خطيرة للغاية».

وأضاف متحدثاً من الجمعية الوطنية حيث أفاد مساعد له بأنه تم ركن حافلات بشكل استراتيجي يمنع المروحيات من الهبوط، أن «الليلة ستكون أكثر فترة أهمية».

وأعلن يون الأحكام العرفية في وقت متأخر الثلاثاء، وأرسل جنوداً ومروحيات إلى البرلمان في محاولة فاشلة لمنع النواب من التصويت لإلغاء الأحكام العرفية التي أعلن عنها.

وطرحت المعارضة مذكرة لعزل يون سيتم التصويت عليها نحو الساعة 17:00 (8:00 ت.غ) السبت، بعدما تم تقديم الموعد لساعتين. وصرح هان في البداية بأنه سيعارضها. لكن زعيم حزب يون الذي كان موالياً بشدة للرئيس، بدّل موقفه الجمعة.

وقال هان: «بالنظر إلى الحقائق التي تتوضح، أرى أن ثمة ضرورة لتعليق مهام الرئيس يون سوك يول بشكل سريع لحماية الجمهورية الكورية وشعبها».

رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل!» في حين يشارك المتظاهرون بمسيرة ضد رئيس كوريا الجنوبية يون نحو المكتب الرئاسي في سيول (أ.ف.ب)

وتتوقع الشرطة مشاركة آلاف المواطنين في مسيرات مناهضة ليون السبت قبل التصويت على العزل الذي يتطلب تمريره تأييد غالبية الثلثين. ويأمل المنظمون أن يشارك 200 ألف شخص في المظاهرات.

ويسيطر تكتل المعارضة على 192 مقعداً في البرلمان الذي يضم 300 مقعد، في حين يحظى حزب «قوة الشعب» بـ108 مقاعد. ومن شأن نجاح التصويت أن يفضي إلى تعليق مهام يون إلى حين صدور حكم عن المحكمة الدستورية.

وقال أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة ميونغجي، شين يول، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه يبدو أن التحول في موقف هان تأثر بشكل كبير بـ«مدى خطورة الوضع، خصوصاً دفع أجهزة الاستخبارات لتوقيف السياسيين».

وقال شين: «يبدو أن هان وقادة الحزب خلصوا إلى أن هناك في الواقع احتمالاً كبيراً أن يعلن الرئيس يون الأحكام العرفية مرة ثانية».

وأشار استطلاع جديد للرأي صدر الجمعة إلى أن الدعم للرئيس البالغ 63 عاماً الذي دخل في أزمة تلو الأخرى منذ تولى منصبه في 2022، تدنى إلى مستوى قياسي يبلغ 13 في المائة.

رجل يقرأ جريدة تفيد بإعلان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول تراجعه عن الأحكام العرفية في سيول (إ.ب.أ)

وفي خطابه إلى الأمة في وقت متأخر الثلاثاء، قال يون إن الأحكام العرفية تهدف إلى «حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تمثلها قوى كوريا الشمالية الشيوعية، والقضاء على العناصر المعادية للدولة التي تسرق حرية وسعادة الشعب».

وأغلقت قوات الأمن الجمعية الوطنية حيث هبطت مروحيات على سطح المبنى الذي حاول نحو 300 جندي إغلاقه. لكن بينما عرقل موظفو البرلمان الجنود باستخدام الأرائك وطفايات الحريق، دخل ما يكفي من النواب الذين صعد العديد منهم فوق الجدران، وصوتوا لصالح إلغاء خطوة يون.

لافتات خلال وقفة احتجاجية دعت لتنحي الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول (رويترز)

أعادت هذه الأحداث إلى الذاكرة تاريخ كوريا الجنوبية الاستبدادي وفاجأت حلفاءها؛ إذ لم تعرف الولايات المتحدة بالأمر إلا عبر التلفزيون.

ولم تدعُ واشنطن علناً إلى رحيل يون، وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لنظيره الكوري تشو تاي-يول الجمعة إنه «يتوقع أن يسود المسار الديمقراطي».

وأفاد هان الجمعة بوجود «أدلة ذات مصداقية» تشير إلى أن يون أمر بتوقيف «سياسيين بارزين»، وأمر بأن يتم وضعهم في منشأة اعتقال.

وقال النائب المعارض جو سيونغ-لاي، إن من بين هؤلاء زعيم المعارضة لي جاي-ميونغ، ورئيس الجمعية الوطنية وو ون-شيك، وهان نفسه.

وقال قائد القوات الخاصة الكورية الجنوبية كواك جونغ-غيون الجمعة إنه أُمر بـ«جرّ» النواب إلى خارج البرلمان.

من جانبه، أكد نائب مدير جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي هونغ جانغ وون، أن الرئيس أمره بالعمل مع وحدة مكافحة تجسس تابعة لوزارة الدفاع لتوقيف أكثر من عشرة سياسيين بارزين.

وتم تشكيل فريق تحقيق تابع للشرطة يضم 120 عضواً للتحقيق في تهم التمرد بحق يون وغيره من كبار المسؤولين، وفق ما أفادت الشرطة «وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت الشرطة أنها صادرت هواتف رؤساء جهاز الشرطة الوطنية، وشرطة منطقة سيول، وجهاز الأمن المعني بحماية الجمعية الوطنية.

وأعلن مكتب يون الخميس أن وزير الدفاع كيم يونغ-هيون قدم استقالته، لكن حلفاء آخرين للرئيس بينهم وزير الداخلية لي سانغ-مين ما زالوا في مناصبهم.

ومنع المدعون أيضاً كيم من مغادرة البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة «يونهاب» الإخبارية.

ويستجوب النواب شخصيات بارزة بينها رئيس هيئة الأركان الجنرال بارك آن-سو الذي قاد فرض الأحكام العرفية.

وأفاد بارك الخميس بأنه لم يكن على علم بشيء إلا بعدما أعلن الرئيس فرض الأحكام العرفية.

وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الجمعة أنها فصلت ثلاثة من كبار القادة العسكريين الذين تورطوا في إعلان الأحكام العرفية.