الصين وروسيا ستعززان العلاقات بينهما

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح نظيره الصيني خلال زيارته إلى موسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح نظيره الصيني خلال زيارته إلى موسكو (أ.ب)
TT

الصين وروسيا ستعززان العلاقات بينهما

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح نظيره الصيني خلال زيارته إلى موسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح نظيره الصيني خلال زيارته إلى موسكو (أ.ب)

أعلن مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي الخميس أن الصين ستعزز علاقاتها مع روسيا في مجالات التواصل والتنسيق الاستراتيجي والتنسيق، حيث توطدت العلاقات بين الحليفين منذ غزو موسكو لأوكرانيا العام الماضي.

تطرح الصين نفسها طرفاً محايداً في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن رفضها إدانة موسكو دعا الكثير من حلفاء كييف إلى اتهامها بتقديم دعم ضمني لروسيا.

والتقى وانغ يي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جاكرتا على هامش اجتماع «آسيان». ويشارك البلدان في الاجتماع الذي يضم 18 دولة الجمعة.

وقال وانغ في بيان وفق وزارة الخارجية الصينية إنه «يتعين على الجانبين... تعزيز الاتصال والتنسيق الاستراتيجيين».

وأكد البيان أن «الصين وروسيا تدعمان بعضهما البعض بقوة في حماية المصالح المشروعة، وتتمسكان بطريق التعايش المتناغم والتنمية الرابحة للجانبين».

ويمثل وانغ الصين في العاصمة الإندونيسية لأن وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يشعر بالمرض.

من جانبه، أكد لافروف أن بكين وموسكو تحافظان على «تبادلات رفيعة المستوى»، وأن الاجتماع الذي عقد في مارس (آذار) بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ في روسيا «ضخ زخما قويا في العلاقات الثنائية»، وفق ما نقلت عنه الخارجية الصينية.

ونقل بيان عن الخارجية الروسية عن لافروف قوله: «لدينا المزيد والمزيد من المجالات، حيث تتلاقى المصالح والخطط، لذلك أتطلع إلى مزيد من التطوير بتفاؤل».

وعزّز البلدان في السنوات الأخيرة التعاون في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية في السنوات الأخيرة.

ووفق وانغ، قام الجانبان «بتبادل وجهات النظر حول تعزيز التنسيق والتعاون في إطار الأطر متعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون».

وأكد وانغ أن البلدين «سيدافعان ضد التدخلات الخارجية»، وسيقومان بدعم تكتل آسيان لدفعه للاتجاه الصحيح من أجل التعاون في شرق آسيا والحفاظ على (...) الاستقرار في المنطقة.



روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
TT

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)

عزَّزت تصريحات مسؤولين روس وخبراء في وسائل إعلام رسمية، اليوم (الأربعاء)، عن المواجهة بين إسرائيل وإيران، تكهنات حول موقف موسكو، في حال تفاقم التوتر، ودعمها المحتمل لطهران.

وفي حين حافظت الرئاسة الروسية على موقف حذر تجاه احتمالات تطوّر موقفها، نبه معلقون روس إلى أن إلحاق هزيمة استراتيجية بطهران سيشكل «ضرراً لا يُعوَّض» بالنسبة إلى موسكو.

وحذر «الكرملين» من أن الوضع في الشرق الأوسط يتطور في «الاتجاه الأكثر إثارة للقلق»، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وحمّل واشنطن مسؤولية تصعيد التوتر، لتقديمها «دعماً غير مشروط» لإسرائيل.

ورداً على سؤال عما ستفعله موسكو في حال تدهور الموقف أكثر، وما إذا كانت ستدعم إيران في حالة دخولها في صراع شامل مع إسرائيل، قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: «لدينا اتصالات مع جميع الأطراف في هذا الصراع. وسنستمر في إجراء هذه الاتصالات، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس».

وعززت صيغة الرد تكهنات عدة، خصوصاً بعدما برزت مواقف في روسيا تدعو إلى تقديم الدعم لطهران. ونشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية مقالة لمعلق سياسي رأى فيها أن «إسرائيل أشعلت حرب لبنان الثالثة، وتشعل فتيل حرب عالمية ثالثة».

وذكّر معلقون بتلويح الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بتسليح خصوم الولايات المتحدة وحلفائها، على خلفية مواصلة واشنطن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (إ.ب.أ)

وفي هذا الإطار تحديداً، حملت تصريحات بيسكوف حول موقف واشنطن دلالات مهمة، عندما قال إن «الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الصراع بالشرق الأوسط... وتقدم دعماً غير مشروط لها؛ إمدادات الأسلحة والمساعدات المالية وبالطبع المساعدة العسكرية التقنية. هذه حقائق معروفة».

كان لافتاً أيضاً نفي بيسكوف صحة معطيات إسرائيلية عن احتمال ترتيب اتصال هاتفي لبوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رغم أنه قال إن بلاده تحافظ على اتصالات مع الأطراف في المنطقة. وعندما سُئل الناطق الروسي عن صحة تقارير إسرائيلية عن اتصال مرتقب مع نتنياهو، أجاب: «لا توجد حالياً ترتيبات بهذا الشأن».

في الوقت ذاته، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن موسكو «تنطلق من حقيقة أن إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط، بينما يتصرف القادة الإيرانيون بمسؤولية كبيرة، ويجب تقييم ذلك بشكل صحيح».

لافروف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي (رويترز)

وكتب محلِّل سياسي في منصة «فوكوس» أن «الإيرانيين يدركون جيداً أن المهمة الرئيسية للإسرائيليين هي التأثير على إيران استراتيجياً، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جر الولايات المتحدة إلى الحرب».

ووفقاً لإيغور سيميفولوس، مدير «مركز دراسات الشرق الأوسط»، فإن «إيران ما زالت مترددة، لكن فترة التردُّد ستنتهي بعد قمة مجموعة (بريكس) المنتظَرة في مدينة كازان الروسية بين 22 و24 أكتوبر (تشرين الأول)».

وزاد الخبير: «تحتاج إيران إلى اتفاق مع موسكو، حيث يجب ضمان الأمن الإيراني... إن إضعاف إيران حالياً لا يصب في صالح روسيا، بل في صالح خصومها»، ملاحظاً أن موسكو قد تخسر «حليفاً مهماً في حرب أوكرانيا، وهذا أمر لا يمكن السماح به».

إلى ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا تدعو جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط إلى ممارسة ضبط النفس، ومنع المزيد من تدهور الوضع.

وأضافت: «ندعو مرة أخرى جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، لمنع المزيد من التدهور في الوضع العسكري السياسي وانزلاق المنطقة إلى هاوية حرب كبرى».

وأشارت إلى أن «مثل هذا السيناريو الكارثي لا يلبي مصالح أي من البلدان... نأمل أن يستغل جميع اللاعبين الدوليين ذوي التفكير البنّاء أي فرص متاحة لمنع ذلك».

وناقش لافروف التصعيد في الشرق الأوسط مع السفراء العرب في موسكو. وقالت زاخاروفا إنه تم خلال اللقاء «تبادل وجهات النظر، وركز المشاركون في الاجتماع على التصعيد المستمر غير المسبوق للعنف في المنطقة، ودعا المشاركون في الاجتماع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما تم الإعراب عن القلق العميق بشأن المخاطر المتزايدة لاندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، مع عواقب مدمّرة على المنطقة بأكملها، بما في ذلك على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الانتقامي على مواقع إسرائيلية».