الأكبر على الإطلاق... رئيس كوريا الجنوبية يشرف على تدريبات بالذخيرة الحية مع أميركا

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يشرف على التدريبات التي تقام بمناسبة الذكرى السبعين للتحالف بين سيول وواشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يشرف على التدريبات التي تقام بمناسبة الذكرى السبعين للتحالف بين سيول وواشنطن (د.ب.أ)
TT

الأكبر على الإطلاق... رئيس كوريا الجنوبية يشرف على تدريبات بالذخيرة الحية مع أميركا

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يشرف على التدريبات التي تقام بمناسبة الذكرى السبعين للتحالف بين سيول وواشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يشرف على التدريبات التي تقام بمناسبة الذكرى السبعين للتحالف بين سيول وواشنطن (د.ب.أ)

شاركت قوات كورية جنوبية وأميركية في تدريبات بالذخيرة الحية، اليوم (الخميس)، في استعراض للقوة، بعدما أدت محاولة كوريا الشمالية الشهر الماضي إطلاق قمر صناعي للتجسس إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إن التدريبات، التي يشرف عليها الرئيس، تقام أيضاً بمناسبة الذكرى السبعين للتحالف بين البلدين والذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الجنوبية.

التدريبات جرت في بوتشون الواقعة إلى الشمال الشرقي من سيول (د.ب.أ)

وشارك 2500 جندي إجمالاً في التدريبات التي جرت في بوتشون الواقعة إلى الشمال الشرقي من سيول، باستخدام معدات عسكرية «متطورة»، مثل مقاتلات «إف - 35» الكورية الجنوبية، ومدافع «هاوتزر كيه - 9 » ذاتية الدفع، وطائرات «إف - 16» الأميركية، وطائرات النسر الرمادي المسيرة.

المرحلة الأولى من التدريبات مُصمَّمة لإظهار طريقة الرد على تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية (أ.ف.ب)

وقال مكتب يون في بيان: «الهدف من التدريبات التحقق من القدرة على إجراء عمليات مشتركة لتحقيق (السلام من خلال القوة)، عن طريق المناورات العملية والتدريب بالذخيرة الحية تحت سيناريو التعرض لاستفزاز من كوريا الشمالية». ووصفها المكتب بأنها أكبر تدريبات بالذخيرة الحية مع الولايات المتحدة على الإطلاق.

والمرحلة الأولى من التدريبات مصممة لإظهار طريقة الرد على تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية وعلى هجوم واسع النطاق.

وأضاف المكتب أن القوات المتحالفة أعدَّت في مرحلة لاحقة من برنامج التدريبات لهجوم مضاد بضربات جوية وقصف مدفعي دقيق على أهداف رئيسية، من أجل «التدمير الكامل للتهديدات العسكرية لكوريا الشمالية».

دبابات كورية جنوبية تشارك في تدريبات عسكرية مع القوات الأميركية (إ.ب.أ)

وفشلت محاولة بيونغ يانغ، أواخر الشهر الماضي، في إطلاق قمر صناعي للتجسس، في أول محاولة من نوعها منذ عام 2016، حين سقط الصاروخ وحمولته في البحر.

ونددت سيول وواشنطن بعملية الإطلاق، ووصفتاها بأنها استفزاز وانتهاك جسيم لقرارات «مجلس الأمن الدولي» التي تحظر استخدام كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

وأوضحت بيونغ يانغ أنها تمارس حقها في تطوير استخدام الفضاء، وتعهَّدت بإطلاق آخر قريباً لتعزيز قدراتها الاستطلاعية في مواجهة تهديدات واشنطن وسيول.

وكان لكوريا الشمالية المعزولة رد فعل غاضب على التدريبات العسكرية السابقة للحليفين؛ إذ وصفتها بأنها تدريب على غزوها.

وللولايات المتحدة نحو 28 ألفاً و500 جندي في كوريا الجنوبية.


مقالات ذات صلة

قاذفة نووية أميركية تنضم إلى المناورات الجوية مع كوريا الجنوبية واليابان

آسيا تشارك قاذفات «B-1B» التابعة للقوات الجوية الأميركية في مناورة جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان (هيئة الأركان المشتركة «JCS»)

قاذفة نووية أميركية تنضم إلى المناورات الجوية مع كوريا الجنوبية واليابان

قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن الولايات المتحدة نشرت قاذفات «بي-1بي» لإجراء تدريبات جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

أعلنت روسيا والصين أنهما نفذتا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، قرب ولاية ألاسكا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مقاتلة روسية من نوع «تو 95» (أرشيفية - رويترز)

مقاتلات أميركية تعترض قاذفات روسية وصينية قرب ألاسكا

أجرت قاذفات روسية وصينية دورية مشتركة عند ملتقى القارتين الآسيوية والأميركية قرب ولاية ألاسكا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم صورة نشرها الجيش الياباني تُظهِر حاملة طائرات تابعة للبحرية الصينية في بحر الفلبين (أ.ب)

بكين تجري تدريبات عسكرية مشتركة مع موسكو في جنوب الصين

أعلنت الصين، الجمعة، أنها تجري تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا بجنوب أراضيها، بعد تحذيرات خلال قمة «ناتو» من الخطر المتزايد جراء هذه النشاطات العسكرية المشتركة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

أطلقت قوات أميركية وفلبينية صواريخ وقذائف مدفعية في إطار مناورات تحاكي التصدي لعملية «غزو» عسكري أقيمت على الساحل الشمالي للفلبين الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

إندونيسيا تستعد لأولى مناوراتها البحرية مع روسيا

قطعة بحرية إندونيسية تطلق صواريخ خلال إحدى المناورات (جيش إندونيسيا عبر «فيسبوك»)
قطعة بحرية إندونيسية تطلق صواريخ خلال إحدى المناورات (جيش إندونيسيا عبر «فيسبوك»)
TT

إندونيسيا تستعد لأولى مناوراتها البحرية مع روسيا

قطعة بحرية إندونيسية تطلق صواريخ خلال إحدى المناورات (جيش إندونيسيا عبر «فيسبوك»)
قطعة بحرية إندونيسية تطلق صواريخ خلال إحدى المناورات (جيش إندونيسيا عبر «فيسبوك»)

تجري إندونيسيا هذا الأسبوع أولى مناوراتها البحرية المشتركة مع روسيا، في مؤشّر إلى منعطف استراتيجي كبير قرّر أن يسلكه الرئيس الجديد للبلاد سعياً إلى دور أكبر لجاكرتا على الساحة العالمية، بحسب محلّلين.

لطالما فضّلت هذه الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا انتهاج سياسة خارجية محايدة، رافضة الانحياز بوضوح إلى طرف ما في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أو الاختيار بين الصين والولايات المتحدة.

غير أن الرئيس الإندونيسي الجديد، برابوو سوبيانتو، دعا إلى تعزيز العلاقات مع موسكو، بالرغم من الضغوط الغربية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويندرج هذا القرار «في سياق رؤية أوسع لتوطيد العلاقات مع كلّ الأطراف، بغضّ النظر عن انتمائها إلى كتلة جيوسياسية معيّنة، ما دامت إندونيسيا قادرة على الاستفادة من الوضع»، بحسب بيتر باندي، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).

وسبق لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي تنتمي إليها إندونيسيا، أن شاركت في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا في 2021، لكن جاكرتا لم يسبق أن أقامت تدريبات ثنائية مع موسكو.

وتقدّر المبادلات التجارية بين جاكرتا وروسيا بمليارات الدولارات، غير أن واردات الأسلحة شهدت ركوداً في السنوات الأخيرة، بحسب المعهد الدولي للأبحاث حول السلم في استوكهولم (Sipri)، وذلك إثر العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بعد اجتياح شبه جزيرة القرم في 2014، وأوكرانيا في 2022.

غير أن برابوو سوبيانتو ترك على بساط النقاش صفقة محتملة بقيمة 1.1 مليار دولار بشأن مقاتلات روسية تمّ عقدها في 2018، بالرغم من العقوبات التي تهدّد بها الولايات المتحدة.

كما رفضت جاكرتا الإذعان للضغوط الغربية التي كانت تطالبها بحظر مشاركة روسيا في قمّة مجموعة العشرين التي استضافتها في 2022.

وقصد برابوو سوبيانتو موسكو في يوليو (تموز) للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلناً تمارين بحرية مشتركة، في مؤشّر إلى إمكان أن تعزّز موسكو نفوذها في إندونيسيا.

وتنطلق هذه المناورات، التي تمتدّ على 5 أيام، في شرق جزيرة جاوا، حيث سترسل روسيا 3 سفن مواكبة حربية وسفينة صهريج ومروحية عسكرية وقاطرة.

ومن شأن هذه المناورات أن «تظهر أننا لن نقصي بلداً أو اثنين من الساحة الجيوسياسية»، بحسب ما قال أنتون علي عباس، الأستاذ المحاضر في المدرسة العليا للدبلوماسية في بارامادينا.

«شبكة صداقات وطيدة»

وصرّح الجنرال السابق برابوو، البالغ 73 عاماً، لفلاديمير بوتين، خلال زيارته الكرملين، أنه يعدّ «روسيا صديقة قريبة» يرغب في أن «يصون ويعزّز الروابط معها».

وكان برابوو قد زار قبل تنصيبه رئيساً لإندونيسيا، عندما كان يتولّى حقيبة الدفاع، نحو 10 بلدان، بينها الصين وأستراليا، في مسعى إلى نسج «شبكة صداقات وطيدة».

وأبرم اتفاقاً أمنياً مع كانبيرا، وأطلق مسار انضمام إندونيسيا إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة في «بريكس».

وتخلّلت ولايته الرئاسية حادثة صدّ سفينة لخفر السواحل الصينيين 3 مرّات من المياه، التي تطالب إندونيسيا بالسيادة عليها، الشهر الماضي في بحر الصين الجنوبي.

ولا شكّ أن استضافة إندونيسيا إحدى القوّات البحرية الأكثر تقدّماً في العالم ستشكّل فرصة جيّدة، من شأنها أن «تعزّز قدرات» البحرية الإندونيسية، وتتيح تبادل المعلومات بشأن صيانة التجهيزات الروسية التي تمتلكها، بحسب كوري ماهاراني سافيتري، المحلّلة في جامعة بينوس.

وتمتلك إندونيسيا دبابات برمائية ومروحيات وصواريخ وطائرات مقاتلة روسية الصنع.

«تنويع الشركاء»

غير أن لكلّ من جاكرتا وموسكو أهدافاً بحرية مختلفة. فإندونيسيا تسعى إلى التصدّي لعمليات التهريب والقرصنة في مياهها، في حين تبحث روسيا عن حلفاء لها.

وتوقّع بيتر باندي ألا تكون التمارين جدّ متقدّمة كتلك التي تنظّمها إندونيسيا كلّ سنة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

وعلق: «أعتبرها مرحلة تمهيدية للعلاقات العسكرية بين البلدين، ولا سيّما المجال البحري».

ولا شكّ أن هذه التمارين ستثير حفيظة الولايات المتحدة، التي تسعى بكلّ السبل إلى عزل روسيا. وأحجمت السفارة الأميركية في جاكرتا عن التعليق على الموضوع.

وينتهز الرئيس برابوو سوبيانتو هذه المناورات لتوجيه رسالة بشأن سياسته الجديدة في بداية عهده، على قول باندي.

وأضاف الباحث أن «الولايات المتحدة لطالما كانت خير شريك في المناورات العسكرية، لكن إندونيسيا تسعى إلى تنويع الشركاء. وبات هذا التوجه يزداد وضوحاً».