«افتح حسابك»... مبادرة مصرية جديدة لزيادة تحويلات المغتربين

تفاعل غير مسبوق من العاملين بالخارج يحقق «قفزة تاريخية»

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء سابق بالجالية المصرية في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء سابق بالجالية المصرية في نيويورك (الخارجية المصرية)
TT

«افتح حسابك»... مبادرة مصرية جديدة لزيادة تحويلات المغتربين

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء سابق بالجالية المصرية في نيويورك (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقاء سابق بالجالية المصرية في نيويورك (الخارجية المصرية)

قدمت الحكومة المصرية، مؤخراً، تيسيرات جديدة للمصريين المقيمين في الخارج، عبر مبادرة تتيح لهم فتح حسابات مصرفية في البنوك المصرية؛ ما يمكنهم من تحويل مدخراتهم إلى مصر «بأقل عمولة»، وبينما أشاد مراقبون بالخطوة، رأوا ضرورة تقديم مزيد من المزايا عبر المبادرة بما يسهم في زيادة التحويلات.

وأعلن مجلس الوزراء، الثلاثاء، عبر صفحته على «فيسبوك»، خطوات فتح الحساب، والتي لا تستغرق أكثر من 3 أيام، حيث يقدم المغترب الأوراق المطلوبة بعد الاستعلام عنها إلكترونياً عبر السفارات والقنصليات.

وأعلنت الحكومة عن المبادرة لأول مرة في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي «ستُسهم في تشجيع تحويلات المصريين بالخارج إلى البنوك المصرية، وتعزيز استثمارهم لمدخراتهم في الأوعية الادخارية المتاحة داخل مصر، فضلاً عن تيسير الخدمات المصرفية المقدمة لهم»، وفق محافظ البنك المركزي المصري، حسن عبد الله.

إنفوغراف دعائي لمبادرة فتح حساب مصرفي للمغتربين (مجلس الوزراء المصري)

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه تحويلات المصريين في الخارج زيادة بنسبة قاربت على الـ50 في المائة، وسط احتفاء رسمي، ووصف الأمر بـ«القفزة التاريخية»، حيث باتت هذه التحويلات «مصدراً رئيسياً في الحصيلة الدولارية للدولة» وفق النائب في لجنة الاقتصاد بمجلس النواب (البرلمان) محمود الصعيدي.

وسجلت تحويلات المصريين في الخارج 23.2 مليار دولار (الدولار 47 جنيهاً)، خلال أول 7 أشهر من عام 2025 بنسبة زيادة 49.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات رسمية في سبتمبر (أيلول) الماضي. وحقق شهر يوليو (تموز) الماضي وحده 3.8 مليار دولار كأعلى مستوى شهري على الإطلاق.

وأرجع الصعيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، القفزة الكبيرة في تحويلات المصريين بالخارج إلى السياسات النقدية والاقتصادية للحكومة، وفي مقدمتها تحرير سعر الصرف، قائلاً بفضل هذا القرار تم القضاء على السوق الموازية (السوداء)، التي كانت تذهب إليها كثير من تحويلات المصريين في الخارج، في ظل التفاوت في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في كل منها.

وقررت الحكومة في مارس (آذار) من عام 2024 تحرير سعر صرف الجنيه، وارتفع بموجبه سعر الدولار رسمياً في البنوك إلى نحو 50 جنيهاً، بدلاً من نحو 30 جنيهاً.

وأضاف النائب البرلماني: «هذا القرار بالإضافة إلى المبادرات التي سبق أن أطلقتها الحكومة مثل مبادرة السيارات أو إتاحة شراء أرض للمغتربين في الداخل، ومؤخراً مبادرة فتح حسابات في البنوك المصرية كلها ستتيح زيادة العائدات الدولارية للمصريين في الخارج؛ ما يدعم الاقتصاد بوجه عام.

وأطلقت وزارة المالية المصرية في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2022، مبادرة تتيح للمصريين في الخارج استيراد السيارات بتيسيرات جمركية. وفي فبراير (شباط) الماضي، أطلقت مبادرة جديدة لتمكين المصريين في الخارج من شراء منازل وأراضٍ في مصر.

لقاء سابق للجالية المصرية في باريس بوزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

ورحب المصري المقيم في السعودية سامح إبراهيم (36 عاماً) بالمبادرة الحكومية، والتي ستتيح لهم تحويل أموالهم بأقل عمولة ممكنة، بدلاً من الاعتماد على المحافظ الإلكترونية أو الحوالات من الخارج، بالإضافة إلى تمكنهم من ادخار أموالهم داخل مصر، خصوصاً أنه يفكر في العودة والاستقرار في مصر، وفق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى سهولة تفاعلهم مع المبادرات إذا كان لهم حساب في بنوك مصرية.

ورغم الإشادات بالمبادرة، يرى الخبير الاقتصادي وائل النحاس أنها «غير كافية»، مطالباً بتقديم حوافز إضافية لتشجيع المصريين في الخارج على التفاعل معها، مثل طرح أوعية ادخارية دولارية بفائدة مرتفعة نسبياً للمصريين في الخارج.

وكان رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، أعلن في مؤتمر صحافي في 6 أغسطس (آب) الماضي، أن الحكومة تبحث مع البنك المركزي طرح أوعية ادخارية مميزة للمصريين بالخارج.

وأشار النحاس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى عوائق قد تواجه هذه المبادرة مثل «شكاوى سابقة لبعض المغتربين من تعقيدات عند اللجوء إلى السفارات والقنصليات المصرية، أو ارتفاع رسوم المبادرة أو تخوف العميل من الكشف عن بياناته».


مقالات ذات صلة

مصر: الدولار يتراجع والاقتصاد يتحسن... والأسعار لا تتجاوب

المشرق العربي فوضى بالأسواق المصرية ومغالاة في تحديد هامش الربح (الشرق الأوسط)

مصر: الدولار يتراجع والاقتصاد يتحسن... والأسعار لا تتجاوب

تساؤلات في مصر من عدم استجابة الأسعار لمتغيري تراجع سعر الدولار، وتحسن مؤشرات الاقتصاد.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ بورسعيد خلال جولة سابقة للرقابة على مواقف الميكروباص بعد زيادة سعر البنزين في أبريل الماضي (محافظة بورسعيد)

«كل خميس»... هاجس زيادة مرتقبة في أسعار الوقود يؤرق المصريين

أعلن رئيس الوزراء المصري عن زيادة جديدة في أسعار الوقود، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من دون أن يحدد اليوم.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا ترقب زيادة جديدة في أسعار المحروقات بمصر وسط قلق من تأثيراتها في الأسعار (تصوير: رحاب عليوة)

زيادة «أخيرة» مرتقبة لأسعار الوقود تثير قلق مصريين من تداعياتها

أعلن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي عن زيادة للمحروقات في أكتوبر (تشرين الأول)، مع استمرار دعم السولار، قائلاً إنها «قد تكون الأخيرة».

رحاب عليوة (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره السوري أسعد الشيباني على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية)

مصر تؤكد موقفها الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لنظيره السوري أسعد الشيباني أن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، وسلامة أراضيها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي اصطفاف «تفتيش حرب» بقيادة الجيش الثاني الميداني المصري (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

مصر: قواتنا بسيناء موجودة في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام

أكدت مصر، السبت، أن القوات المصرية في سيناء موجودة في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام، مشيرة إلى أن مصر حريصة على استمرار معاهدة السلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
TT

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الخميس، إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان، اليوم الخميس، «انتهاكات واضحة» لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.

وأضافت «اليونيفيل»، في بيان، أن الضربات الإسرائيلية تأتي في وقت تنفذ فيه القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها جنوب نهر الليطاني، مشيرة إلى أن «أي عمل عسكري، وخاصة بهذا النطاق المدمر، يهدد سلامة المدنيين ويقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي».

وشنت إسرائيل الغارات على طير دبا والطيبة وعيتا الجبل بعد إصدار إنذارات إخلاء للسكان، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله». وأصدرت إسرائيل في وقت لاحق إنذاراً بإخلاء منطقتين أخريين.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه وأصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في صور بجنوب البلاد.

وأكدت «اليونيفيل» أنها تواصل دعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذ القرار 1701، الذي ينص على نزع الأسلحة من جنوب لبنان فيما عدا تلك التي يمتلكها الجيش ونشر نحو 15 ألف جندي في الجنوب، مضيفة أنها تعمل ميدانياً جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني «من أجل استعادة الاستقرار».

ودعت قوة حفظ السلام الأممية إسرائيل إلى «الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701»، كما حثت الأطراف اللبنانية على «الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع»، مشددة على ضرورة التزام الطرفين بالقرار الأممي وباتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام «لتجنب تقويض التقدم المحقق بشق الأنفس».


عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
TT

عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، اليوم الخميس، تُعد «جريمة مكتملة الأركان».

وأضاف عون، في بيان، أن الهجمات الإسرائيلية تُعد أيضاً «جريمة سياسية نكراء»، مؤكداً أن إسرائيل «لم تدّخر جهداً منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل عام لإظهار رفضها أي تسوية تفاوضية بين البلدين».

وشنّت إسرائيل غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، بعد إصدار إنذارات للسكان بإخلاء أربعة مواقع، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه، وأُصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في قضاء صور بجنوب البلاد.

تأتي الهجمات الإسرائيلية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بوساطة أميركية، بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم الاتفاق، وتُواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

وقال الرئيس اللبناني: «كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، أمعنت الأخيرة في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمادت في خرقها تفاهم وقف الأعمال العدائية».

وأضاف عون: «وصلت رسالتكم».


خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)

قدّمت الولايات المتحدة لدول شريكة، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة، وفق ما أفادت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.

وقال ناطق باسم البعثة في بيان، إن السفير الأميركي مايك والتز، جمع، الأربعاء، الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس، إلى جانب العديد من الشركاء الإقليميين (السعودية ومصر وقطر والإمارات وتركيا)، مشيراً إلى أن ذلك يظهر«الدعم الإقليمي» للنص.

وأضاف أن مشروع القرار الذي لم يُحدَّد موعد التصويت عليه بعد، «يرحب بمجلس السلام» الذي سيرأسه دونالد ترمب للإشراف على الحكومة الانتقالية في غزة و«يفوض قوة الاستقرار الدولية الموضحة في خطة الرئيس ترمب للسلام المؤلفة من 20 نقطة».

ويمنح مشروع القرار أعضاء «مجلس السلام» صلاحية «إقرار الترتيبات اللازمة» لتحقيق أهداف الخطة، بما في ذلك إنشاء «كيانات تشغيلية» تشرف على الحكومة الانتقالية في غزة. وتتولى هذه الكيانات الإشراف والدعم للجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة، وغير حزبية.

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

وجاء في النص أن «إدارة حوكمة انتقالية، بما في ذلك الإشراف على لجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة تضم كفاءات من أبناء القطاع، كما دعت إلى ذلك جامعة الدول العربية، ستتولى المسؤولية عن العمليات اليومية للخدمة المدنية، والإدارة في غزة».

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن دول عدة أعربت عن استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار هذه، بما فيها إندونيسيا، لكنها تصر على الحصول على تفويض من مجلس الأمن لنشر قوات في القطاع الفلسطيني.

وقال الناطق الأميركي: «بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترمب، ستحقق الولايات المتحدة مجدداً نتائج ملموسة في الأمم المتحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية». وأضاف: «لقد انتهزت الأطراف هذه الفرصة التاريخية لوضع حد نهائي لعقود من القتل وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوس».

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارة لإسرائيل في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إنه متفائل بشأن نشر قوة دولية في غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة.

وبحسب المشروع الأميركي، ستعمل هذه الهياكل الجديدة تحت إشراف «مجلس السلام»، وستُموَّل من خلال مساهمات طوعية من المانحين.

طفلة فلسطينية تحمل قطعة خشب وسط أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

ويدعو القرار «البنك الدولي والمؤسسات المالية الأخرى إلى تسهيل وتوفير الموارد المالية لدعم إعادة إعمار وتنمية غزة (...)، بما في ذلك إنشاء صندوق ائتماني مخصص لهذا الغرض تحت إدارة المانحين».

ويجيز المشروع أيضاً إنشاء «قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة» تكون مخوّلة «استخدام كل الوسائل الضرورية لتنفيذ ولايتها بما يتوافق مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي».

في غضون ذلك، قال مصدران مطلعان على المحادثات، إن مسلحي حركة «حماس» المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلّمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح لحل مشكلة يُنظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيّز التنفيذ في غزة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، شهدت منطقة رفح هجومين على الأقل على القوات الإسرائيلية ألقت إسرائيل باللوم فيهما على «حماس»، ونفت الحركة مسؤوليتها عن الهجومين، وردت إسرائيل بهجمات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.

وقال أحد المصدرَيْن، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلّم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.

وذكر المصدران أن إسرائيل و«حماس» لم تقبلا بعد مقترحات الوسطاء. وأكد مصدر ثالث أن المحادثات بشأن هذه القضية جارية.

وقال المصدران إن مسلحي «حماس» في رفح، الذين قال الجناح المسلح للحركة إنه فقد الاتصال بهم منذ مارس (آذار)، ربما لم يكونوا على علم بوقف إطلاق النار. وأضاف أحدهما أن إخراج المسلحين يصب في صالح الحفاظ على الهدنة.

من جهة أخرى، أعلنت «حماس»، الخميس، أن وفداً من الحركة بقيادة خليل الحية التقى مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن في إسطنبول أمس، وبحث معه تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت «حماس» في بيان أن اللقاء تناول «الانتهاكات» الإسرائيلية لاتفاق غزة، بما في ذلك استمرار القصف وإطلاق النار في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي «وإغلاق المعابر بما فيها معبر رفح وتعطيل دخول المساعدات والمستلزمات الطبية واحتياجات إعادة بناء البنية التحتية».