مصر تحذر من «محاولات إقليمية» لتهديد استقرار البحر الأحمر

وزير الخارجية تحدّث عن «مقاربة شاملة» لإعادة التوازن بـ«القرن الأفريقي»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي نهاية الشهر الماضي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي نهاية الشهر الماضي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تحذر من «محاولات إقليمية» لتهديد استقرار البحر الأحمر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي نهاية الشهر الماضي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي نهاية الشهر الماضي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

حذّرت مصر من محاولات «أطراف إقليمية» تصدير أزماتها الداخلية وتهديد استقرار البحر الأحمر، والذي يشكل أهمية استراتيجية لاستقرار منطقة القرن الأفريقي، وفق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وذلك بعد أيام من تصريحات لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تمسّك فيها بالحصول على مَنفذ على البحر الأحمر.

وجاء التحذير المصري خلال مقال نشره وزير الخارجية بدر عبد العاطي بموقع «نيوز 24» الجنوب أفريقي، الثلاثاء، بعنوان «إعادة تأكيد الدور الاستراتيجي لمصر في منطقة القرن الأفريقي وسط الاضطرابات»، تطرّق فيه إلى انتهاج مصر «مقاربة شاملة لإعادة التوازن الاستراتيجي في القرن الإفريقي عبر تفعيل أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية».

وقبل أيام، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، في القاهرة، على «ضرورة تكثيف التنسيق بين مصر وإريتريا، وكذلك مع الدول العربية والأفريقية المُشاطئة، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المهمة».

وقال آبي أحمد، في كلمة له أمام البرلمان، الأسبوع الماضي، إن «حصول بلاده على ميناء بحري أصبح (أمراً لا مفر منه)»، وزعم أن الأمر «مسألة قانونية وتاريخية وجغرافية واقتصادية يجب التعامل معها بهدوء»، لكن دون استبعاد احتمالات المواجهة.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يؤكد حتمية الحصول على مَنفذ بالبحر الأحمر (وكالة الأنباء الإثيوبية)

ومنذ استقلال إريتريا عام 1993، فقدت إثيوبيا مَنفذها البحري الوحيد عبر ميناءيْ عصب ومصوع، لتتحول إلى دولة حبيسة بلا سواحل.

وسلَّط مقال عبد العاطي الضوء على «الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الأفريقي التي تُعد امتداداً طبيعياً وعمقاً استراتيجياً للأمن القومي المصري بحكم ارتباطه بمحورَي البحر الأحمر وحوض النيل»، مُبرزاً «ارتباط أمن مصر القومي بأمن البحر الأحمر وحوض النيل»، ومُحذراً من «محاولات بعض الأطراف الإقليمية تصدير أزماتها الداخلية وتهديد استقرار المنطقة».

وتُعد منطقة القرن الأفريقي جزءاً ممتداً غرب البحر الأحمر وخليج عدن، وتشمل أربع دول رئيسة هي الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، بينما تتسع المنطقة من زوايا سياسية واقتصادية لتشمل كينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق لشؤون السودان وجنوب السودان، السفير حسام عيسى، إن منطقة القرن الأفريقي تُعد من الدوائر الرئيسة للأمن القومي المصري، ما يبرز التعاون مع دول هذه المنطقة مؤخراً، خاصة أن هناك أخطاراً تواجه دولة إريتريا، التي لديها ساحل يمتد لـ1000 كيلومتر على ساحل البحر الأحمر، وكذلك التهديدات التي واجهتها الصومال مع وجود اتفاق بين إثيوبيا و(أرض الصومال) الانفصالي غير المعترَف به دولياً.

وأضاف، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»: «القوات المصرية في الصومال تهدف لعدم تمدد الفوضى في بلدان جديدة بالقرن الأفريقي، وكذلك الوضع بالنسبة للتعاون التنموي مع باقي دول القرن الأفريقي، وتتحرك مصر نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وليس إثارة المشكلات، وكلما كانت هناك تهديدات فإن مصر تتحرك لمنع وقوعها، مع تأكيد أن مصر قوة سلام وليس حرب ولا تُعادي أحداً».

وعدَّد مقال وزير الخارجية المصري تحركات بلاده لدعم استقرار المنطقة، والتي تتضمن استجابة مصر لطلب الصومال المشاركة بقوات عسكرية وشُرطية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة (AUSSOM)، إلى جانب تعزيز التعاون مع جيبوتي وإريتريا وكينيا والصومال في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم.

ووقَّعت مصر والصومال، في أغسطس (آب) 2024، بروتوكول تعاون عسكري، واتفق البَلدان حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام، خلال الفترة من 2025 إلى 2029، ودعمت القاهرة مقديشو بمُعدات عسكرية في سبتمبر (أيلول) الماضي.

القاهرة استضافت الأحد جولة حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة أكدت خلالها «رفض مهددات الاستقرار بالقرن الأفريقي» («الخارجية» المصرية)

الباحث في الشأن الأفريقي محمد فؤاد رشوان أكد أن التحذيرات المصرية من المساس بأمن البحر الأحمر يبرهن على أن ذلك أولوية مصرية للحفاظ على القيمة التجارية للممر المائي، تحديداً في الصومال التي تُعد شرياناً حيوياً لقناة السويس، وتحاول القاهرة الحد من التأثيرات السلبية لتأمين الاقتصاد والتجارة العالمية.

وأشار، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التقارب الحالي مع إريتريا يأتي ضمن مساعي التعامل مع محاولات التمدد الإثيوبي، الذي لا يقوم على أسس يُنظمها القانون الدولي، وفي الوقت نفسه تهدف مصر لتأكيد أن لديها أدواراً طبيعية في منطقة القرن الأفريقي تعود إليها ضمن أدوارها المتنامية حالياً لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط، وهو ما يُشكل ردعاً لأي تهديدات إثيوبية».

وترفض مصر «السياسات الهدّامة في القرن الأفريقي»، وفق عبد العاطي الذي شدد على دعم الأمن والاستقرار في الصومال، ودور بعثة الاتحاد الأفريقي في مكافحة الإرهاب، وذلك خلال جولة الحوار الاستراتيجي التي انعقدت، الاثنين، مع الولايات المتحدة.

«المقاربة المصرية في جوهرها ودلالاتها مبنية على إطار تقديم حالة الأمن والسلم وحماية مُقدَّرات ومكتسبات الشعوب، والحفاظ دائماً على دعم الدولة الوطنية والمؤسسات الوطنية للدول»، وفق الخبير في الشؤون الأفريقية رامي زهدي.

ويضيف، لـ«الشرق الأوسط»: «مصر ترفض أي خطط معلَنة أو غير معلَنة للمساس بأمن وسلامة أي من دول القارة، خاصة أن دول القرن الأفريقي جميعها حليفة للدولة المصرية، حتى إثيوبيا ذات صلة شعبية قوية وتاريخ مشترك مع مصر، لكنها عمدت، في السنوات الأخيرة، إلى تبنّي سلوك غير منضبط تجاه كل جيرانها».


مقالات ذات صلة

رئيس إريتريا: تأمين الملاحة في البحر الأحمر مسؤولية الدول المطلة عليه

العالم العربي أفورقي خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الأسبوع الماضي (الرئاسة المصرية)

رئيس إريتريا: تأمين الملاحة في البحر الأحمر مسؤولية الدول المطلة عليه

قال الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إن السماح بوجود قواعد عسكرية في منطقة البحر الأحمر يمثل ذريعة لعدم الاستقرار.

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)
العالم العربي تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)

«أعلى معدل شهري»... تحسن نسبي في حركة الملاحة بقناة السويس

سجلت حركة الملاحة بقناة السويس أعلى معدل شهري للسفن العائدة للملاحة بالقناة منذ بداية «حرب غزة» قبل عامين، وذلك بالتزامن مع التوصل لاتفاق «وقف إطلاق النار».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق مشهد لمحمد الدوخي وعبد العزيز السكيرين في فيلم «رهين»... (نتفليكس)

بين اليأس والضحك... «رهين» يختبر حدود الإنسان في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي لإعلان قائمة الأفلام والبرامج المشاركة في الدورة المقبلة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، يبرز الفيلم السعودي «رهين».

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي قارب يحمل قراصنة صوماليون (أرشيفية-رويترز)

سفينة تُبلغ عن تعرضها لمحاولة اعتلاء من مجهولين قبالة الصومال

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الاثنين، إنها تلقت بلاغاً يفيد بمحاولة أشخاص الصعود على متن سفينة بالمياه إلى الشرق من العاصمة الصومالية.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
يوميات الشرق لقاء جمع منسوبي «البحر الأحمر السينمائي» بطلاب جامعة عفت (الجامعة)

جدة تجمع صنّاع السينما... دورة خامسة تُكرّس مكانة «البحر الأحمر» على الساحة العالمية

تتهيّأ «جدة التاريخية» لاستقبال الدورة الـ5 من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وسط برنامج حافل يجمع بين التجارب المحلية الصاعدة والعروض العالمية الكبرى.

أسماء الغابري (جدة)

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
TT

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الخميس، إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان، اليوم الخميس، «انتهاكات واضحة» لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.

وأضافت «اليونيفيل»، في بيان، أن الضربات الإسرائيلية تأتي في وقت تنفذ فيه القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها جنوب نهر الليطاني، مشيرة إلى أن «أي عمل عسكري، وخاصة بهذا النطاق المدمر، يهدد سلامة المدنيين ويقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي».

وشنت إسرائيل الغارات على طير دبا والطيبة وعيتا الجبل بعد إصدار إنذارات إخلاء للسكان، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله». وأصدرت إسرائيل في وقت لاحق إنذاراً بإخلاء منطقتين أخريين.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه وأصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في صور بجنوب البلاد.

وأكدت «اليونيفيل» أنها تواصل دعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذ القرار 1701، الذي ينص على نزع الأسلحة من جنوب لبنان فيما عدا تلك التي يمتلكها الجيش ونشر نحو 15 ألف جندي في الجنوب، مضيفة أنها تعمل ميدانياً جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني «من أجل استعادة الاستقرار».

ودعت قوة حفظ السلام الأممية إسرائيل إلى «الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701»، كما حثت الأطراف اللبنانية على «الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع»، مشددة على ضرورة التزام الطرفين بالقرار الأممي وباتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام «لتجنب تقويض التقدم المحقق بشق الأنفس».


عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
TT

عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، اليوم الخميس، تُعد «جريمة مكتملة الأركان».

وأضاف عون، في بيان، أن الهجمات الإسرائيلية تُعد أيضاً «جريمة سياسية نكراء»، مؤكداً أن إسرائيل «لم تدّخر جهداً منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل عام لإظهار رفضها أي تسوية تفاوضية بين البلدين».

وشنّت إسرائيل غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، بعد إصدار إنذارات للسكان بإخلاء أربعة مواقع، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه، وأُصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في قضاء صور بجنوب البلاد.

تأتي الهجمات الإسرائيلية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بوساطة أميركية، بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم الاتفاق، وتُواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

وقال الرئيس اللبناني: «كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، أمعنت الأخيرة في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمادت في خرقها تفاهم وقف الأعمال العدائية».

وأضاف عون: «وصلت رسالتكم».


خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)

قدّمت الولايات المتحدة لدول شريكة، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة، وفق ما أفادت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.

وقال ناطق باسم البعثة في بيان، إن السفير الأميركي مايك والتز، جمع، الأربعاء، الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس، إلى جانب العديد من الشركاء الإقليميين (السعودية ومصر وقطر والإمارات وتركيا)، مشيراً إلى أن ذلك يظهر«الدعم الإقليمي» للنص.

وأضاف أن مشروع القرار الذي لم يُحدَّد موعد التصويت عليه بعد، «يرحب بمجلس السلام» الذي سيرأسه دونالد ترمب للإشراف على الحكومة الانتقالية في غزة و«يفوض قوة الاستقرار الدولية الموضحة في خطة الرئيس ترمب للسلام المؤلفة من 20 نقطة».

ويمنح مشروع القرار أعضاء «مجلس السلام» صلاحية «إقرار الترتيبات اللازمة» لتحقيق أهداف الخطة، بما في ذلك إنشاء «كيانات تشغيلية» تشرف على الحكومة الانتقالية في غزة. وتتولى هذه الكيانات الإشراف والدعم للجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة، وغير حزبية.

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

وجاء في النص أن «إدارة حوكمة انتقالية، بما في ذلك الإشراف على لجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة تضم كفاءات من أبناء القطاع، كما دعت إلى ذلك جامعة الدول العربية، ستتولى المسؤولية عن العمليات اليومية للخدمة المدنية، والإدارة في غزة».

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن دول عدة أعربت عن استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار هذه، بما فيها إندونيسيا، لكنها تصر على الحصول على تفويض من مجلس الأمن لنشر قوات في القطاع الفلسطيني.

وقال الناطق الأميركي: «بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترمب، ستحقق الولايات المتحدة مجدداً نتائج ملموسة في الأمم المتحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية». وأضاف: «لقد انتهزت الأطراف هذه الفرصة التاريخية لوضع حد نهائي لعقود من القتل وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوس».

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارة لإسرائيل في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إنه متفائل بشأن نشر قوة دولية في غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة.

وبحسب المشروع الأميركي، ستعمل هذه الهياكل الجديدة تحت إشراف «مجلس السلام»، وستُموَّل من خلال مساهمات طوعية من المانحين.

طفلة فلسطينية تحمل قطعة خشب وسط أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

ويدعو القرار «البنك الدولي والمؤسسات المالية الأخرى إلى تسهيل وتوفير الموارد المالية لدعم إعادة إعمار وتنمية غزة (...)، بما في ذلك إنشاء صندوق ائتماني مخصص لهذا الغرض تحت إدارة المانحين».

ويجيز المشروع أيضاً إنشاء «قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة» تكون مخوّلة «استخدام كل الوسائل الضرورية لتنفيذ ولايتها بما يتوافق مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي».

في غضون ذلك، قال مصدران مطلعان على المحادثات، إن مسلحي حركة «حماس» المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلّمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح لحل مشكلة يُنظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيّز التنفيذ في غزة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، شهدت منطقة رفح هجومين على الأقل على القوات الإسرائيلية ألقت إسرائيل باللوم فيهما على «حماس»، ونفت الحركة مسؤوليتها عن الهجومين، وردت إسرائيل بهجمات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.

وقال أحد المصدرَيْن، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلّم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.

وذكر المصدران أن إسرائيل و«حماس» لم تقبلا بعد مقترحات الوسطاء. وأكد مصدر ثالث أن المحادثات بشأن هذه القضية جارية.

وقال المصدران إن مسلحي «حماس» في رفح، الذين قال الجناح المسلح للحركة إنه فقد الاتصال بهم منذ مارس (آذار)، ربما لم يكونوا على علم بوقف إطلاق النار. وأضاف أحدهما أن إخراج المسلحين يصب في صالح الحفاظ على الهدنة.

من جهة أخرى، أعلنت «حماس»، الخميس، أن وفداً من الحركة بقيادة خليل الحية التقى مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن في إسطنبول أمس، وبحث معه تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت «حماس» في بيان أن اللقاء تناول «الانتهاكات» الإسرائيلية لاتفاق غزة، بما في ذلك استمرار القصف وإطلاق النار في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي «وإغلاق المعابر بما فيها معبر رفح وتعطيل دخول المساعدات والمستلزمات الطبية واحتياجات إعادة بناء البنية التحتية».