الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية باتجاه تعز

 حصار منزل قيادي انشق عن الجماعة

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد للجماعة دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد للجماعة دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية باتجاه تعز

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد للجماعة دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد للجماعة دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

دفعت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة استقدمتها من محافظتي ذمار وإب الواقعتين تحت سيطرتها، باتجاه محافظة تعز (جنوب غرب)، في مؤشر جديد على نياتها تصعيد خروقها للتهدئة الميدانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) 2022.

وقالت مصادر ميدانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة أرسلت نحو 15 عربة عسكرية متنوعة و8 شاحنات تقل مجندين جدداً نحو مناطق متفرقة من مديرية شرعب السلام في شمال غربي تعز، التي تشهد بين حين وآخر توتراً عسكرياً وتحركات حوثية لافتة.

وأفاد شهود في المنطقة بأنهم شاهدوا وصول تعزيزات حوثية إلى منطقة الأمجود في المديرية، حيث تمركزت بعض العربات في مرتفعات سد الناصر والقبة وبني جلال، إضافة إلى قرى مجاورة. ولفت الشهود إلى أن مجموعة أخرى من المسلحين حاصرت منزل قيادي عسكري بارز في المنطقة بعد انشقاقه عن الجماعة.

ووفقاً للمصادر ذاتها، باشر المسلحون فور تمركزهم في تلك المرتفعات بإنشاء مواقع وتحصينات جديدة تطل على خطوط التماس مع القوات الحكومية في الجهة المقابلة من محافظة تعز.

مرتفع جبلي يتبع عزلة الأمجود بمديرية شرعب بمحافظة تعز (إكس)

وتُعد منطقة الأمجود، بحسب المصادر، ذات أهمية استراتيجية كونها تربط بين محافظتي الحديدة وإب، ما يجعلها نقطة إمداد حيوية تستخدمها الجماعة لنقل الأسلحة والمقاتلين بين جبهات القتال.

ويرى مراقبون محليون أن محاولات الحوثيين لإحكام السيطرة على شرعب السلام وما جاورها تأتي ضمن مساعٍ لتعزيز مواقعهم في ثلاثة محاور رئيسية؛ أبرزها محور الساحل الغربي، إذ تمثل الأمجود خط إمداد مباشراً لمقاتليهم المنتشرين هناك.

وخلال الفترات الماضية، شهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين الأهالي ومقاتلي الحوثي الذين حاولوا التمركز في القرى، حيث منع السكان أكثر من مرة وصول التعزيزات المسلحة إلى منطقتهم، في وقت تواصل فيه الجماعة محاولات التوسع الميداني مستخدمة ذرائع مختلفة.

خلفية الانشقاق والحصار

تربط مصادر محلية التحركات الأخيرة للجماعة بانشقاق القيادي العسكري صلاح مقبل الصلاحي، الذي كان يتولى قيادة ما يسمى «اللواء العاشر صماد»، وينتحل رتبة عميد. وأكدت المصادر أن الجماعة فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول منزل الصلاحي في منطقة الأمجود، وسط توتر واستياء بين السكان الذين رأوا في الخطوة محاولة لترهيب القيادات الميدانية ومنع أي انشقاقات محتملة.

منظر عام لمدينة تعز جنوب غربي اليمن (فيسبوك)

وبحسب معلومات ميدانية، فقد عمل الصلاحي سراً على تهريب أفراد عائلته من مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، قبل أن يغادر هو نفسه إلى جهة غير معلومة. وتضيف التقارير أن الصلاحي كان من أبرز القيادات الحوثية الميدانية، ولعب أدواراً رئيسية في عمليات الحشد والمواجهات بجبهات تعز والساحل الغربي والضالع.

وتشير التطورات الميدانية إلى أن التوتر في مديرية شرعب السلام قد يتصاعد في حال واصلت الجماعة الدفع بمزيد من عناصرها، بخاصة مع غياب أي مؤشرات على التزامها بالتهدئة، وسط اتهامات لها باستخدام خفض التصعيد خلال السنوات الماضية كغطاء لإعادة ترتيب صفوفها وتعزيز نفوذها العسكري في المحافظات الخاضعة لها.


مقالات ذات صلة

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)
الخليج العليمي طلب تدخلاً عسكرياً من تحالف دعم الشرعية لحماية حضرموت (سبأ)

العليمي: استجابة التحالف تفضي إلى استعادة الأمن وصون السلم الأهلي

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، تثمينه عالياً للاستجابة العاجلة من تحالف دعم الشرعية في اليمن لطلبه باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين في حضرموت

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الدفاع السعودي: حان الوقت لـ«الانتقالي» لإخراج قواته من معسكرات حضرموت والمهرة

أكد الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، أنه «حان الوقت للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل، والحكمة، والمصلحة العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج اللواء الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن» (واس)

تحالف دعم الشرعية: سنتعامل مع التحركات العسكرية المخالفة لجهود خفض التصعيد

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أنه سيتعامل مع التحركات العسكرية المخالفة لجهود خفض التصعيد بهدف حماية المدنيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)
مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)
TT

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)
مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

دفع التصعيد العسكري المستمر لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» في شرق اليمن، لا سيما في حضرموت والمهرة «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية إلى إعادة رسم خطوط التهدئة المطلوبة من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، وذلك بعد ساعات من طلب رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، من التحالف التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

وفي هذا السياق، وجّه وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير خالد بن سلمان: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

وأضاف وزير الدفاع السعودي، في منشور على حسابه في منصة «إكس» بعنوان «إلى أهلنا في اليمن»، بالقول «استجابةً لطلب الشرعية اليمنية، قامت المملكة بجمع الدول الشقيقة للمشارَكة في تحالف دعم الشرعية بجهودٍ ضخمة في إطار عمليتَي (عاصفة الحزم وإعادة الأمل)، في سبيل استعادة سيطرة الدولة اليمنية على كامل أراضيها، وكان لتحرير المحافظات الجنوبية دورٌ محوريٌ في تحقيق ذلك».

وأشار الأمير خالد بن سلمان إلى أن المملكة تعاملت مع القضية الجنوبية بوصفها «قضيةً سياسيةً عادلة لا يمكن تجاهلها أو اختزالها في أشخاص، أو توظيفها في صراعات لا تخدم جوهرها ولا مستقبلها»، موضحاً أن الرياض جمعت مختلف المكونات اليمنية في «مؤتمر الرياض»؛ لوضع مسار واضح للحل السياسي الشامل، بما في ذلك معالجة القضية الجنوبية.

وأكد أن اتفاق الرياض «كفل مشاركة الجنوبيين في السلطة، وفتح الطريق نحو حل عادل لقضيتهم يتوافق عليه الجميع من خلال الحوار دون استخدام القوة».

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان يستقبل رئيس الحكومة اليمني سالم بن بريك (إكس)

كما شدَّد على أن المملكة باركت قرار نقل السلطة، الذي أتاح للجنوبيين حضوراً فاعلاً في مؤسسات الدولة، ورسخ مبدأ الشراكة بديلاً عن الإقصاء أو فرض الأمر الواقع بالقوة، مشيراً إلى ما قدَّمته المملكة من دعم اقتصادي، ومشروعات ومبادرات تنموية وإنسانية، أسهمت في تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتعزيز صموده في مواجهة التحديات الاقتصادية.

ولفت وزير الدفاع السعودي إلى أن المملكة، ومعها أشقاؤها في التحالف، قدَّموا تضحيات كبيرة بأبنائهم وإمكاناتهم لتحرير عدن ومحافظات يمنية أخرى، مؤكداً أن الحرص الدائم كان أن تكون هذه التضحيات من أجل استعادة الأرض والدولة، لا أن تكون مدخلاً لصراعات جديدة.

وقال: «الأحداث المؤسفة منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) 2025 في محافظتَي حضرموت والمهرة أدت إلى شق الصف في مواجهة العدو، وإهدار ما ضحَّى من أجله أبناء المملكة وأبناء اليمن، والإضرار بالقضية الجنوبية العادلة».

وأضاف أن كثيراً من المكونات والقيادات والشخصيات الجنوبية أظهرت دوراً واعياً وحكيماً في دعم جهود إنهاء التصعيد، والمساهمة في إعادة السلم المجتمعي، وعدم جر المحافظات الجنوبية الآمنة إلى صراعات لا طائل منها، مشدداً على أن المملكة تؤكد أن القضية الجنوبية «ستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل، ولن تُنسى أو تُهمَّش».

تحذير من التصعيد

بعد ساعات من طلب العليمي التدخل العسكري لحماية المدنيين في حضرموت، حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت، نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».

العليمي مجتمعاً مع المجلس الأعلى للدفاع الوطني اليمني (سبأ)

وأضاف المالكي في تصريح نشرته «واس»، أن هذه الخطوات تأتي «استمراراً للجهود الدؤوبة والمشتركة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في خفض التصعيد، وخروج قوات (الانتقالي)، وتسليم المعسكرات لقوات (درع الوطن)، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها».

وأكد اللواء المالكي استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف، الداعم والثابت للحكومة اليمنية الشرعية، مهيباً بالجميع تحمل المسؤولية الوطنية، وضبط النفس، والاستجابة لجهود الحلول السلمية، بما يحفظ الأمن والاستقرار، ويمنع اتساع رقعة المواجهات.

العليمي يشكر... والبرلمان يرحب

في ضوء هذه التطورات ثمّن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الاستجابة العاجلة من قيادة «تحالف دعم الشرعية» لطلبه باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين في محافظة حضرموت، بموجب توصيات مجلس الدفاع الوطني في بلاده.

وأكد العليمي أن هذه الإجراءات تفضي إلى استعادة الأمن والاستقرار، وصون السلم الأهلي، والحفاظ على المركز القانوني للجمهورية اليمنية، مجدداً دعمه الكامل لجهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ودعا المجلس الانتقالي إلى الاستجابة الفورية لهذه الجهود، والانسحاب من حضرموت والمهرة، وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية؛ حفاظاً على وحدة الصف والمصلحة العليا للبلاد.

وكان البرلمان اليمني رحَّب بموقف السعودية الداعي إلى إعادة الأوضاع في حضرموت والمهرة إلى ما كانت عليه، وخروج قوات المجلس الانتقالي، وفق ترتيبات منظمة وتحت إشراف «تحالف دعم الشرعية».

وأكد البرلمان، في بيان رسمي، متابعته بقلق بالغ التطورات الخطيرة في المحافظتين، داعياً المجلس الانتقالي إلى تحكيم العقل، وتغليب المصلحة الوطنية، والاستجابة لدعوات الأشقاء، بما يجنب البلاد الانزلاق إلى صراع داخلي جديد لا يخدم سوى ميليشيات الحوثي.

وكانت السعودية نفذت، الجمعة، ضربة جوية تحذيرية لقوات تابعة للمجلس الانتقالي في مديرية غيل بن يمين بمحافظة حضرموت، في سياق السعي لفرض التهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها.


مقتل عنصر من «الدفاع» السورية بإطلاق نار في حلب

أشخاص يسيرون على طول طريق في حلب بعد موافقة «قسد» على خفض التصعيد الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص يسيرون على طول طريق في حلب بعد موافقة «قسد» على خفض التصعيد الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

مقتل عنصر من «الدفاع» السورية بإطلاق نار في حلب

أشخاص يسيرون على طول طريق في حلب بعد موافقة «قسد» على خفض التصعيد الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص يسيرون على طول طريق في حلب بعد موافقة «قسد» على خفض التصعيد الأسبوع الماضي (رويترز)

أفادت قناة «الإخبارية» السورية، السبت، بمقتل عنصر من وزارة الدفاع إثر إطلاق نار من قبل مجهولين في حلب.

يأتي ذلك غداة إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي السوري جراء هجوم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) استهدف حاجزا لوزارة الداخلية السورية في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.

وأعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب، العقيد محمد عبد الغني، عن وقوع خرق جديد من قبل قوات "قسد" للاتفاقات المبرمة، مؤكدا أن الاستهدف وقع أثناء قيام عناصر الحاجز بمهامهم في تنظيم حركة المدنيين بمنطقتي الشيخ مقصود والأشرفية، مما أسفر عن إصابة أحد العناصر بجروح. بحسب ما أورده موقع «تلفزيون سوريا» على الإنترنت اليوم.

وأشار عبد الغني إلى أنه تم التعامل مع مصادر النيران وفق القواعد العسكرية المعتمدة، فيما جرى إسعاف الجريح ونقله لتلقي العلاج.

ووجه قائد الأمن الداخلي تحذيرا لقوات «قسد» في الحيين، مؤكدا أن استمرارها في خرق الهدن والاعتداء على النقاط الأمنية «سيقابل باتخاذ الإجراءات اللازمة»، مع تحميلها المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد أو تداعيات تنتج عن هذه الانتهاكات.

وأكد عبد الغني أن الدولة السورية تواصل جهودها للحفاظ على التهدئة وحماية المدنيين، في إطار مسؤولياتها عن حفظ الأمن في المحافظة.


أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

غبار تسببت به أعمال حفر وتفجيرات حوثية في مديرية السياني بمحافظة إب (إكس)
غبار تسببت به أعمال حفر وتفجيرات حوثية في مديرية السياني بمحافظة إب (إكس)
TT

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

غبار تسببت به أعمال حفر وتفجيرات حوثية في مديرية السياني بمحافظة إب (إكس)
غبار تسببت به أعمال حفر وتفجيرات حوثية في مديرية السياني بمحافظة إب (إكس)

تشهد محافظة إب اليمنية استحداثات عسكرية حوثية متواصلة منذ أسابيع، بحفر أنفاق وخنادق عميقة وشق طرقات جديدة، وتحويل عدد من المرتفعات إلى مواقع عسكرية معززة بأسلحة متنوعة، وسط العزلة التي تعيشها، في حين يحذّر خبراء عسكريون من أن تكون هذه التحركات وسيلة للتمويه على نشاط عسكري آخر.

وواصلت الجماعة الحوثية استحداثاتها العسكرية في عدد من مرتفعات محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، منذ أكثر من شهر، في جبال مديريات السياني وذي السفال والسبرة، وأرفقت ذلك بإجراءات أمنية مشددة في الطرقات، ومنعت السكان من الاقتراب، وإيقاف واختطاف عددٍ غير معروف منهم، بتهمة التصوير أو مراقبة تلك الأعمال.

وذكر سكان في المنطقة أن الجماعة الحوثية استحدثت، خلال الأيام الماضية، منصة صواريخ في معسكر لها في جبل المهلالة في منطقة النقيلين ضمن مديرية السياني، جنوب المحافظة، في حين استنكر الأهالي خداع القادة والمشرفين الحوثيين لهم، بادعاء أن تلك الإنشاءات تهدف إلى تقوية شبكات الاتصالات، في حين أدت إلى الإضرار بشبكات المياه الريفية وانقطاعها عن قرى في مناطق واسعة.

وتمنع الجماعة السكان من التنقل عبر الطرق القريبة من المعسكر، أو رعي المواشي جواره، وفي مناطق أخرى أوقفت عدداً ممن حاولوا الاقتراب من الإنشاءات دون علمهم بإجراءاتها، قبل أن تفرج عنهم، وأغلقت جميع الطرق المؤدية القريبة من مواقع أنشطتها.

القيادات الحوثية في إب أوهمت السكان أن الاستحداثات العسكرية لتقوية شبكات الاتصالات (إعلام حوثي)

ويتوقع عبد الرحمن الربيعي، الباحث العسكري والسياسي اليمني، أن يكون أحد أهداف الأنشطة العسكرية الحوثية في محافظة إب هو التمويه، في حين لم تتوقف عن الحشد والتجهيز في مختلف الجبهات القابلة للاشتعال في أي وقت.

احتمالية التمويه

يقول الربيعي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك حاجة ملحة لدى الجماعة الحوثية للأنشطة العسكرية الميدانية مثل بناء التحصينات والمناورة بالقوات وحشد المقاتلين لتلبية احتياجات طارئة وعملياتية، وهو ما يشمل مختلف الجبهات والمناطق الخاضعة لسيطرتها التي تطوقها القوات الموالية للحكومة الشرعية من كل الاتجاهات.

ويوضح أن الحالة المعقّدة التي تعيشها الجماعة بعد مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة المهرّبة إليها واستهداف المنشآت الحيوية التي كانت تدر عليها الأموال وعزلتها السياسية، قد تدفعها إلى التمويه والإيحاء بتنفيذ عمليات عسكرية في اتجاه محدد، فيما هي تنشط سراً في اتجاه آخر مختلف تماماً، وتسعى لتنفيذ هجمات على جبهات بعيدة عن مواقع هذه الاستحداثات.

الجماعة الحوثية تعاني تراجعاً في الإيرادات بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على مواقعها (أ.ف.ب)

وتأتي هذه الإنشاءات ضمن حركة تحصينات واسعة لجأت إليها الجماعة في عدة مرتفعات وسلاسل جبلية وتكوينات جغرافية مختلفة، وتركزت، أخيراً، في محافظة إب والمناطق التي تسيطر عليها من محافظة تعز (جنوب غرب).

وأكّدت المصادر أن الجماعة كلّفت القيادي علي النوعة الذي عيّنته وكيلاً للمحافظة، بالإشراف على إنشاء طريق جديد يربط بين مديريتي السياني وذي السفال، مرجحة أن يكون خطاً لإمداد مواقع الجماعة ويسهّل تحركاتها في المنطقة المعقدة جغرافياً.

واقتحم قياديون ميدانيون في الجماعة، خلال الأسبوع الماضي، مسجد ومركز الفرقان للقرآن الكريم في منطقة محطب في المديرية، وطردوا الطلاب والطالبات منه، تمهيداً لتحويله إلى ثكنة عسكرية، ومركز لتحركات عناصرهم في المنطقة طبقاً لإفادات السكان.

قيادات حوثية تزور مركزاً لتحفيظ القرآن في إب للاستيلاء عليه وتحويله إلى ثكنة عسكرية (إعلام محلي)

ومنذ أشهر تنقل الجماعة أسلحتها إلى مخازن جديدة داخل أنفاق في تضاريس جبلية شديدة الوعورة، بعد استهداف مخابئها ومواقعها بهجمات جوية أميركية، رداً على هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر.

اختناق وحصار

أدت الهجمات الأميركية التي استمرت قرابة شهرَين، منذ مارس (آذار)، وحتى مايو (أيار) الماضيين، إلى تدمير مواقع وأسلحة ومخازن ومنشآت تستخدمها الجماعة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، وسقوط قيادات عسكرية، تكتمت الجماعة على مقتل العديد منهم، قبل أن تعلن تشييعهم أواخر الأسبوع الماضي.

وحسب الباحث العسكري الربيعي، فإن الجماعة تعيش حالة من القلق والترصد، وتتوقع حدوث عمليات عسكرية ضدها في أي لحظة، خصوصاً بعد ما تكبدته من خسائر بسبب الهجمات الأميركية والإسرائيلية على مواقعها، إلى جانب الاختناق السياسي والعزلة التي تعيش فيها، وفشل مساعيها للعودة إلى خوض مسار سياسي.

الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

من جهته، يبدي الكاتب باسم منصور خشيته من أن تكون هذه الاستحداثات مقدمة لمزيد من الانتهاكات التي تطول سكان محافظة إب، خصوصاً أنها بدأت بإجراءات مشددة ضدهم، ومنعتهم من ممارسة أنشطتهم المعتادة.

ويحذّر منصور، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، من أن تستخدم الجماعة تحركاتها العسكرية في إب مبرراً للتوسع في نهب الأراضي ذات الملكية العامة أو الخاصة، خصوصاً أنها قد جعلت المحافظة ساحة لنفوذ وثراء العديد من قياداتها من خلال السطو على الممتلكات، وأشاعت الانفلات الأمني فيها لإحكام سيطرتها عليها.

ويؤكّد أهالي المحافظة أن أعمال الحفر توسعت، خلال الأيام الماضية، لتشمل مواقع حاكمة في جبل الحيزم وجبل عميد الداخل في مديرية السياني، إلى جانب تلّ في منطقة السبرة.