مؤشر السلام العالمي: اليمن أخطر دولة في آسيا لعام 2025

نسبة الجرائم في مناطق سيطرة الحوثيين ترتفع 500 %

ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون تحت سطوة القمع (أ.ب)
ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون تحت سطوة القمع (أ.ب)
TT

مؤشر السلام العالمي: اليمن أخطر دولة في آسيا لعام 2025

ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون تحت سطوة القمع (أ.ب)
ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون تحت سطوة القمع (أ.ب)

كشف مؤشر السلام العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في تقريره السنوي عن أن اليمن يتصدر قائمة الدول الأكثر خطورة في قارة آسيا وفقاً لمؤشر السلام العالمي لعام 2025، بعدما سجل 3.397 نقطة، وهو أعلى معدل في المنطقة.

وأوضح التقرير أن استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية جعل أكثر من 80 في المائة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة، في ظل تفاقم المجاعة وانتشار الأوبئة وغياب الحلول السياسية، ما جعل اليمن بؤرة ساخنة في خريطة النزاعات الإقليمية.

جاء ذلك بالتزامن مع تقارير حقوقية محلية ودولية اتهمت الجماعة الحوثية في اليمن بالوقوف وراء تصاعد غير مسبوق في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها، في ظل ما وصفته التقارير بـ«فوضى عارمة وفلتان أمني وتدهور اقتصادي وإنساني حاد» يعيشه ملايين السكان هناك.

وأفادت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» في تقرير حديث بأن معدل الجرائم في مناطق الحوثيين ارتفع بنسبة 500 في المائة خلال العام الحالي، مؤكدة أن معظم الجرائم ارتُكبت على أيدي قيادات وعناصر تابعة للجماعة عادت من جبهات القتال أو من دورات تعبئة طائفية.

ورصد التقرير سلسلة من الجرائم الوحشية التي شهدتها محافظات خاضعة للحوثيين خلال الأسابيع الأخيرة، منها محافظة ريمة، حيث أقدم قيادي حوثي يُدعى عبده إبراهيم جريد على قتل زوجته (17 عاماً) وتقطيع جثتها بمشاركة عصابة يُشتبه في ارتباطها بتجارة الأعضاء البشرية.

وفي محافظة إب، وثّق التقرير مقتل امرأة على يد زوجها بمديرية بعدان، إلى جانب جريمة أخرى ارتكبها عنصر حوثي ضد زوجة أبيه. كما شهدت محافظة الجوف مقتل الطفلة مطر أشول (12 عاماً) بعد تعرضها للضرب المبرح على يد والدها.

طفل يمني يحمل سلاحه خلال تجمع لمقاتلين جدد للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)

وفي البيضاء، رُصدت جريمة انتحار مشبوهة لرجل عُثر عليه مشنوقاً، فيما شهدت منطقة بني الحارث شمال صنعاء حادثة اختطاف واغتصاب طفلة (10 سنوات)، إلى جانب اختطاف الطفل هشام عبد الله (12 عاماً) والاعتداء عليه بالضرب والتهديد بالذبح من قِبَل عصابة مسلحة.

كما وثقت الشبكة في محافظة عمران جريمة قتل ارتكبها شاب بحق زوجة أبيه خنقاً قبل أن يفرّ إلى محافظة صعدة، معقل الجماعة.

تشدد فكري وتدهور اجتماعي

ورأى التقرير الحقوقي أن تصاعد جرائم قتل الأقارب والعنف الأسري والاعتداءات ضد النساء والأطفال في مناطق الحوثيين يعكس خطورة الفكر الطائفي والدورات التعبوية التي تفرضها الجماعة على عناصرها والسكان، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تمثل «إرهاباً منظماً يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في اليمن».

وأشار التقرير إلى أن النصف الأول من العام الحالي شهد وقوع 123 جريمة قتل و46 إصابة في 14 محافظة، وسط انتشار السلاح وغياب مؤسسات العدالة وتدهور الأوضاع المعيشية والنفسية للسكان.

الحوثيون يفرضون قبضة أمنية مشددة ضد المدنيين والحريات العامة (إ.ب.أ)

ومنذ اجتياح الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء ومدناً أخرى، تشهد تلك المناطق ارتفاعاً يومياً في معدلات الجريمة، تزامناً مع انتهاكات واسعة للحقوق والحريات وعمليات نهب وسطو تطال ممتلكات المواطنين.

وقال سكان في صنعاء وإب لـ«الشرق الأوسط»، إن الجرائم باتت تشكّل تهديداً يومياً لحياتهم، في ظل غياب أجهزة الأمن وتفشي الفقر والبطالة وتوقف الرواتب الحكومية. وأوضح أحد سكان إب أن المحافظة تعيش «حالة فوضى غير مسبوقة»، محمّلاً الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية الانهيار الأمني الذي ألقى بظلاله السلبية على مختلف جوانب الحياة.


مقالات ذات صلة

انتقاد الفساد يقود نشطاء الحوثيين إلى المعتقلات

الحوثيون شيعوا في صنعاء قائد طيرانهم المسير بعد 9 أشهر من مقتله في غارة أميركية (إ.ب.أ)

انتقاد الفساد يقود نشطاء الحوثيين إلى المعتقلات

بعد إسكات المعارضين، توسّعت حملة الحوثيين لتطول نشطاء من صفوفهم انتقدوا الفساد في الأوقاف والصحة، وسط اعتقالات متصاعدة وتحويل صنعاء إلى سجن مفتوح.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».