الأمم المتحدة تذكّر الحوثيين بمخاطر اعتقال موظفيها

جلسة لمجلس الأمن وإحاطة مرتقبة للمبعوث غروندبرغ

الأمم المتحدة عجزت طوال عام عن الإفراج عن العشرات من موظفيها (إعلام محلي)
الأمم المتحدة عجزت طوال عام عن الإفراج عن العشرات من موظفيها (إعلام محلي)
TT

الأمم المتحدة تذكّر الحوثيين بمخاطر اعتقال موظفيها

الأمم المتحدة عجزت طوال عام عن الإفراج عن العشرات من موظفيها (إعلام محلي)
الأمم المتحدة عجزت طوال عام عن الإفراج عن العشرات من موظفيها (إعلام محلي)

أعادت الأمم المتحدة تذكير الحوثيين بالمخاطر المترتبة على استمرارهم في اعتقال 53 من موظفيها، والعشرات من موظفي المنظمات الدولية والمحلية، مشيرةً إلى أن تسجيل 29 إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال في مناطق سيطرتهم يجعل من الملحّ حماية الأطفال أكثر من أي وقت مضى.

المنظمة الدولية، التي عجزت طوال عام عن الإفراج عن العشرات من موظفيها، جدّدت دعوتها لسلطات الحوثيين للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين الأمميين الذين يدعمون الفئات الأكثر ضعفاً في البلاد، وكذلك الإفراج عن العاملين في المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية الذين لا يزالون محتجزين قسراً.

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الموظف الأممي الإضافي الذي احتُجز الثلاثاء قد أُطلق سراحه، وأن عدد الموظفين المحتجزين حالياً يبلغ 53 شخصاً، بعضهم محتجز لدى الحوثيين منذ عام 2021.

وفي مسعى لتنبيه الجماعة الحوثية إلى المخاطر المترتبة على استمرار استهداف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى، أورد دوجاريك مثالاً على العمل الأساسي الذي يقوم به الموظفون الأمميون في اليمن، وقال إن التأكيد الأخير على وجود 28 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين، وحالة واحدة في مناطق الحكومة، جعل مهمة حماية كل طفل أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

شلل الأطفال عاد للظهور بسبب منع الحوثيين حملات التطعيم (إعلام محلي)

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن العاملين في «اليونيسف» ومنظمة الصحة العالمية –بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً– أطلقوا هذا الشهر الجولة الثانية من الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال في 12 محافظة.

وعلى مدى ثلاثة أيام، طاف نحو 15 ألف عامل صحي من منزل إلى منزل لتطعيم أكثر من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة، بعد أن كانت الجولة الأولى قد أُجريت في يوليو (تموز) الماضي. وجدّد دوجاريك التأكيد على التزام الأمم المتحدة الثابت بدعم شعب اليمن وتطلعاته إلى سلام دائم.

جلسة لمجلس الأمن

على صعيد منفصل، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسة خاصة بالملف اليمني، ستُكرَّس لمناقشة آخر التطورات بشأن الأزمة السياسية والإنسانية، بما في ذلك الهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، واستهداف العاملين الإنسانيين، وفق ما ورد في برنامج عمل المجلس.

ووفقاً للبرنامج، سيعقد المجلس جلسة مشاورات مغلقة لبحث التطورات الأخيرة، ودور التوترات الإقليمية في تقويض التقدم المُحرز في معالجة الحرب اليمنية، والتحديات السياسية، والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية.

ويتوقّع أن يقدّم المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ، والأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية جويس مسويا، إحاطتين حول الأوضاع السياسية والإنسانية والحقوقية في البلاد.

مصداقية الأمم المتحدة على المحك في الرد على اعتقالات الحوثيين (إعلام محلي)

وبحسب برنامج العمل، ستواصل الدول الأعضاء في مجلس الأمن مناقشة القضايا الرئيسة بشأن اليمن، خصوصاً كيفية التخفيف من خطر تصاعد الأعمال العدائية في جبهات الداخل والبحر الأحمر، مع مواصلة الجهود لإعادة إطلاق العملية السياسية المتعثرة، رغم اتساع دائرة العنف بين إسرائيل والحوثيين التي صرفت الانتباه عن إيجاد حل سلمي للأزمة المطوّلة.

ومن المنتظر أن يبحث المجلس التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية في ظل النقص الحاد في التمويلات، والقيود المفروضة على عمل المنظمات الدولية والمحلية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط تأكيد المنظمة الأممية أن نحو نصف السكان يعانون من حرمان غذائي شديد، بزيادة بلغت 36 في المائة عن العام الماضي، وهو ما يتطلب زيادة التمويل لمعالجة حالة انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية.

كما توقّع معدّو جدول الأعمال أن يقف أعضاء مجلس الأمن أمام حملات الاعتقال التي طالت العشرات من موظفي الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين، وأن يدينوا هذه الاعتقالات، ويجددوا دعواتهم للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، والتأكيد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي فيما يخص حماية المدنيين، وعمليات الإغاثة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

العالم العربي عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)

غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

شدد المبعوث الأممي إلى اليمن على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى الحوثيين، محذراً من التبعات الإنسانية جراء احتجازهم.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي زعيم الحوثيين اعترف بتعبئة وتجنيد أكثر من مليون عنصر في مناطق سيطرته خلال عامين (إ.ب.أ)

شماعة «التخابر» تفتح شهية الحوثيين لتكثيف أعمال القمع

اتخذت الجماعة الحوثية المتحالفة مع إيران من تهمة «التخابر» شماعة لتبرير حملات القمع ضد فئات المجتمع اليمني وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإغاثية

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي منظر من طائرة من دون طيار لقلعة صيرة المطلة على ميناء عدن القديم (رويترز)

تدابير يمنية لإنهاء الازدواج في الوظائف الحكومية

كشفت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات اليمنية عن آلاف من الوظائف المزدوجة بين القطاعين المدني والعسكري والأمني، وأوقفت رواتب المشمولين بتلك القوائم

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون شيدوا مئات المقابر لقتلاهم في مختلف مناطق سيطرتهم (إ.ب.أ)

اختفاء كبار قادة الحوثيين في الذكرى السنوية لقتلاهم

في حالة تعكس حالة من الذعر شهدت المناطق الخاضعة للحوثيين هذا العام غياباً كاملاً لقيادات الجماعة عن الفعاليات التي تنظمها بمناسبة الذكرى السنوية لقتلاها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)

الحوثيون يختصّون أتباعهم بالأموال... والفقراء خارج الحسابات

أنفق الحوثيون ما يعادل 56 مليون دولار ضمن مشروعات نقدية وصحية وتغذوية موجهة حصراً لأسر قتلاهم وجرحاهم في وقت يعيش فيه ملايين اليمنيين تحت وطأة الجوع.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
TT

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن قواتها قدمت المشورة والمساعدة والدعم لشركائها في سوريا في أكثر من 22 عملية ضد تنظيم «داعش» خلال الشهر الماضي، مما حد من قدرة الجماعة على شن عمليات محلية وتصدير العنف إلى أنحاء العالم.

وأضافت القيادة المركزية في بيان أن العمليات التي نفذت بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» واعتقال 19 آخرين.

ونقل البيان عن الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية قوله «نجاحنا في مواجهة تهديد داعش في سوريا إنجاز كبير».

وأضاف «سنواصل ملاحقة فلول داعش بقوة في سوريا، مع العمل مع التحالف الدولي ضد داعش لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضد التنظيم في العراق وسوريا، ومنع داعش من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى دول أخرى».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» لتصبح العضو التسعين في التحالف.


وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام المبرم في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال المحادثات ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب.

وأضاف البيان: «كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع».

وأكد الوزيران أيضاً تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض، حسب بيان «الخارجية» المصرية.

وفي وقت لاحق، أشاد فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، بتطور العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، وإن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وتطوير الحوار العسكري بين البلدين.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال فيدان إن حركة «حماس» أظهرت رغبة في تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وطالب إسرائيل بأن تبدي الرغبة نفسها من جانبها.

وأضاف: «يجب أن يكون هناك إطار قانوني بشأن قوة الاستقرار الدولية» المنتظر نشرها في غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وقال عبد العاطي إن التأكد من التزام الطرفين باتفاق غزة لن يتحقق إلا بوجود القوة الدولية، مضيفاً أن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن بشأن القطاع «سيكون شديد الأهمية ولا بد من صياغته بعناية».

وتابع قائلاً إنه لا بد من تحديد دقيق لولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها ضمن قرار مجلس الأمن المقترح، وعبَّر عن أمله في أن يتم التوافق حول القرار وصدوره في أقرب وقت ممكن.

وذكر الوزير التركي أنه بحث مع نظيره المصري أيضاً الوضع في سوريا، ووصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه مع ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع بأنها «تشكل تطوراً مهماً».

كما عبَّر الوزيران عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، وأكدا دعم البلدين لوحدة وسلامة أراضي السودان ورفض أي مخططات لتقسيمه.


«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
TT

«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الأربعاء أن وحدات خاصة تابعة لقيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية الساحلية ألقت القبض على شادي عدنان آغا قائد «لواء القدس» الموالي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضافت «الداخلية السورية» أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عدنان آغا قاد عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، مشيرة إلى أن العمليات التي أشرف على تنفيذها أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.

ويتكون «لواء القدس» من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وشارك في معارك في حلب خلال الحرب الأهلية السورية بجانب قوات الحكومة.