الحوثيون يتبنّون صاروخاً باليستياً اعترضته إسرائيل دون أضرار

مخاوف يمنية من ردود فعل انتقامية أكثر تدميراً

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بخدمة أجندة إيران في المنطقة واستدعاء الانتقام الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بخدمة أجندة إيران في المنطقة واستدعاء الانتقام الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتبنّون صاروخاً باليستياً اعترضته إسرائيل دون أضرار

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بخدمة أجندة إيران في المنطقة واستدعاء الانتقام الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بخدمة أجندة إيران في المنطقة واستدعاء الانتقام الإسرائيلي (أ.ف.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية المتحالفة مع إيران، الأحد، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي باتجاه إسرائيل، فيما أعلنت الأخيرة اعتراضه من دون أضرار بعد أن دوت صفارات الإنذار في مناطق عدة.

ويأتي الهجوم استمراراً لمئات الهجمات السابقة منذ أواخر 2023، التي تزعم الجماعة أنها تنفذها «مناصرةً للفلسطينيين في غزة»، في مقابل 18 موجة من الغارات الإسرائيلية ردّاً على هذه الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي حين يخشى الشارع اليمني من ردود فعل إسرائيلية انتقامية، زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، تنفيذ عملية جديدة استهدفت «أهدافاً حساسة» في القدس بصاروخ باليستي من طراز فلسطين 2 الانشطاري متعدّد الرؤوس.

وقال سريع إن العملية جاءت «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وردّاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة»، مؤكداً أن «العملية حققت أهدافها وتسببت في هروب الملايين إلى الملاجئ».

وأشار البيان إلى أن الجماعة «تتابع التطورات الميدانية في غزة بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية»، مؤكداً استمرار العمليات «حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع»، وفق ما ورد في البيان.

الحوثيون تبنوا خلال عامين إطلاق مئات الصواريخ والمسيَّرات باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ «من دون وقوع أضرار»، وقال في بيان إن سلاح الجو «أسقط صاروخاً أُطلق من اليمن بعد أن دوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة داخل إسرائيل»، مؤكداً أن «أنظمة الدفاع الجوي تعاملت معه وفق البروتوكول».

ودأبت الجماعة الحوثية على إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل ومهاجمة سفن تقول إنها «مرتبطة بها»، في البحر الأحمر وخليج عدن، في حين تمكنت الدفاعات الإسرائيلية من إسقاط معظمها.

وكانت طائرة مسيّرة حوثية قد أصابت الشهر الماضي منتجع إيلات، موقعةً 22 جريحاً، ما دفع تل أبيب إلى شنّ غارات عنيفة على أهداف حوثية في صنعاء أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 170.

تصعيد مستمر

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي كان قد تبنّى في أحدث خطبه الأسبوعية تنفيذ 228 هجوماً على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال العامين الماضيين، قائلاً إنها تأتي ضمن «الإسناد للشعب الفلسطيني».

وأوضح الحوثي أن جماعته نفذت خلال الأسبوع الماضي وحده «18 عملية بحرية وجوية» استهدفت بعضها «العمق الإسرائيلي»، وأخرى «سفناً دولية»، مدّعياً أن تلك العمليات أحدثت «شللاً في ميناء إيلات».

وربط الحوثي هجماته بـ«تعليمات إلهية» و«جهاد مقدس»، ملوّحاً بمواصلة تطوير القدرات العسكرية لتصبح «أكثر تأثيراً».

وأدّت الهجمات الحوثية حتى الآن إلى غرق أربع سفن ومقتل تسعة بحارة على الأقل، وقرصنة سفينة خامسة، واحتجاز نحو 12 بحاراً لا يزالون في قبضة الجماعة.

الضربات الإسرائيلية على صنعاء الخاضعة للحوثيين أدت إلى مقتل وجرح المئات (إ.ب.أ)

وكان آخر تلك الهجمات البحرية قبل نحو أسبوع، عندما هاجمت الجماعة سفينة شحن هولندية في خليج عدن، ما تسبب في اشتعال النار على متنها وإصابة بحارَين اثنين، قبل أن تتدخل المهمة الأوروبية «أسبيدس» لإجلاء طاقمها البالغ 19 شخصاً إلى جيبوتي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات سابقة إن «كل هجوم على مدن إسرائيل سيُقابَل بضربة قاسية وموجعة على حكم الإرهاب الحوثي»، بينما هدّد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الحوثيين قائلاً عبر منصة «إكس»: «مَن يُلحق الضرر بإسرائيل سنلحق به الضرر سبعة أضعاف».

مخاوف يمنية من الانتقام

ويخشى اليمنيون أن يقود التصعيد الحوثي إلى ردود إسرائيلية أوسع تطال البنى التحتية ومرافق اقتصادية، ما قد يفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً.

ويقول ناشطون يمنيون إن الجماعة الحوثية «تستغل التصعيد الخارجي لتبرير قمعها الداخلي وتكثيف حملات التجنيد القسري في مناطق سيطرتها»، بينما تقول الحكومة اليمنية، إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية على الأرض لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى صنعاء وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية والمسيّرة على إسرائيل وعلى الملاحة الدولية، وردّت تل أبيب بعشرات الغارات منذ يوليو (تموز) 2024، كان أعنفها في 28 أغسطس (آب) حين قُتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وتسعة من وزرائه في صنعاء.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواني الحديدة ومطار صنعاء ومصانع أسمنت ومنشآت كهرباء وطاقة، كما ضربت مقار عسكرية وأمنية، بينها مقر الإعلام الحربي الحوثي وفرع البنك المركزي في الجوف، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات وإحداث دمار واسع.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

العالم العربي عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)

غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

شدد المبعوث الأممي إلى اليمن على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى الحوثيين، محذراً من التبعات الإنسانية جراء احتجازهم.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي زعيم الحوثيين اعترف بتعبئة وتجنيد أكثر من مليون عنصر في مناطق سيطرته خلال عامين (إ.ب.أ)

شماعة «التخابر» تفتح شهية الحوثيين لتكثيف أعمال القمع

اتخذت الجماعة الحوثية المتحالفة مع إيران من تهمة «التخابر» شماعة لتبرير حملات القمع ضد فئات المجتمع اليمني وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإغاثية

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي منظر من طائرة من دون طيار لقلعة صيرة المطلة على ميناء عدن القديم (رويترز)

تدابير يمنية لإنهاء الازدواج في الوظائف الحكومية

كشفت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات اليمنية عن آلاف من الوظائف المزدوجة بين القطاعين المدني والعسكري والأمني، وأوقفت رواتب المشمولين بتلك القوائم

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون شيدوا مئات المقابر لقتلاهم في مختلف مناطق سيطرتهم (إ.ب.أ)

اختفاء كبار قادة الحوثيين في الذكرى السنوية لقتلاهم

في حالة تعكس حالة من الذعر شهدت المناطق الخاضعة للحوثيين هذا العام غياباً كاملاً لقيادات الجماعة عن الفعاليات التي تنظمها بمناسبة الذكرى السنوية لقتلاها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)

الحوثيون يختصّون أتباعهم بالأموال... والفقراء خارج الحسابات

أنفق الحوثيون ما يعادل 56 مليون دولار ضمن مشروعات نقدية وصحية وتغذوية موجهة حصراً لأسر قتلاهم وجرحاهم في وقت يعيش فيه ملايين اليمنيين تحت وطأة الجوع.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
TT

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن قواتها قدمت المشورة والمساعدة والدعم لشركائها في سوريا في أكثر من 22 عملية ضد تنظيم «داعش» خلال الشهر الماضي، مما حد من قدرة الجماعة على شن عمليات محلية وتصدير العنف إلى أنحاء العالم.

وأضافت القيادة المركزية في بيان أن العمليات التي نفذت بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» واعتقال 19 آخرين.

ونقل البيان عن الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية قوله «نجاحنا في مواجهة تهديد داعش في سوريا إنجاز كبير».

وأضاف «سنواصل ملاحقة فلول داعش بقوة في سوريا، مع العمل مع التحالف الدولي ضد داعش لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضد التنظيم في العراق وسوريا، ومنع داعش من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى دول أخرى».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» لتصبح العضو التسعين في التحالف.


وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام المبرم في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال المحادثات ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب.

وأضاف البيان: «كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع».

وأكد الوزيران أيضاً تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض، حسب بيان «الخارجية» المصرية.

وفي وقت لاحق، أشاد فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، بتطور العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، وإن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وتطوير الحوار العسكري بين البلدين.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال فيدان إن حركة «حماس» أظهرت رغبة في تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وطالب إسرائيل بأن تبدي الرغبة نفسها من جانبها.

وأضاف: «يجب أن يكون هناك إطار قانوني بشأن قوة الاستقرار الدولية» المنتظر نشرها في غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وقال عبد العاطي إن التأكد من التزام الطرفين باتفاق غزة لن يتحقق إلا بوجود القوة الدولية، مضيفاً أن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن بشأن القطاع «سيكون شديد الأهمية ولا بد من صياغته بعناية».

وتابع قائلاً إنه لا بد من تحديد دقيق لولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها ضمن قرار مجلس الأمن المقترح، وعبَّر عن أمله في أن يتم التوافق حول القرار وصدوره في أقرب وقت ممكن.

وذكر الوزير التركي أنه بحث مع نظيره المصري أيضاً الوضع في سوريا، ووصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه مع ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع بأنها «تشكل تطوراً مهماً».

كما عبَّر الوزيران عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، وأكدا دعم البلدين لوحدة وسلامة أراضي السودان ورفض أي مخططات لتقسيمه.


«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
TT

«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الأربعاء أن وحدات خاصة تابعة لقيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية الساحلية ألقت القبض على شادي عدنان آغا قائد «لواء القدس» الموالي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضافت «الداخلية السورية» أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عدنان آغا قاد عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، مشيرة إلى أن العمليات التي أشرف على تنفيذها أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.

ويتكون «لواء القدس» من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وشارك في معارك في حلب خلال الحرب الأهلية السورية بجانب قوات الحكومة.