مجلس الأمن يدعو الحوثيين للإفراج عن الموظفين الأمميين والإغاثيين

العليمي: مناطق سيطرة الجماعة تحولت إلى ساحات للقمع والإرهاب

الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص (أ.ف.ب)
الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يدعو الحوثيين للإفراج عن الموظفين الأمميين والإغاثيين

الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص (أ.ف.ب)
الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص (أ.ف.ب)

دعا مجلس الأمن الدولي الحوثيين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة المعتقلين، وذلك بعد دعوات مماثلة من الأمين العام للأمم المتحدة ومن الوكالات الدولية.

وجاءت دعوة مجلس الأمن الدولي للحوثيين، في وقت قال فيه رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، إن مناطق سيطرة الجماعة تحولت إلى «ساحة للقمع والإرهاب»، مع اتهامه لها بالاستمرار فيما وصفه بـ«مشروع الخراب والدمار».

وأكد أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيانهم، التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، وجددوا دعمهم الكامل لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

وطالب المجلس الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية المحتجزين لدى الجماعة.

جانب من أحد اجتماعات مجلس الأمن الدولي (الأمم المتحدة)

وأكد بيان المجلس أن التهديدات التي تتعرض لها المنظمات الإنسانية غير مقبولة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الكارثية ومعاناة الشعب اليمني.

وجدَّد مجلس الأمن الدولي إدانته الشديدة لاستمرار عمليات الاحتجاز الحوثية، والوفاة المأساوية لموظف برنامج الأغذية العالمي في فبراير (شباط) الماضي في أثناء احتجازه.

وشدد البيان على ضرورة احترام الحوثيين للقانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم بشأن مصير المحتجزين لدى الحوثيين، خصوصاً مع حلول عيد الأضحى، ما يزيد من معاناتهم وعائلاتهم والخائفين من مصير مشابه، وفق ما جاء في البيان.

يشار إلى أن الجماعة تحتجز عشرات من الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية الإغاثية، منذ أكثر من عام، كما تحتجز آخرين منذ أواخر 2021 بعد أن لفقت لهم تهماً بالتجسس لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل.

هجوم رئاسي

بالتوازي مع هذه الدعوات، هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي الجماعة، وقال إنها «لا تزال ماضية في مشروعها التخريبي والطائفي، مرتهنة لإملاءات النظام الإيراني، ورافضة لكل جهود السلام، وممعنة في انتهاك حرمة الدماء، والأعراض»، وفق ما جاء في خطاب له لمناسبة عيد الأضحى، ألقاه بالنيابة عنه وزير الأوقاف محمد بن عيضة شبيبة.

وأشار العليمي إلى أن المناطق الخاضعة للحوثيين تحوَّلت إلى ساحات للقمع والإرهاب، تمارس فيها الجماعة أبشع الانتهاكات من اختطافات وقتل وتعذيب وابتزاز، إلى جانب فرض الجبايات ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال، والزج بهم في جبهات الموت، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الدينية والإنسانية.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وخاطب رئيس مجلس الحكم اليمني مواطنيه بالقول: «رأيتم جميعاً كيف قادت مقامرة هذه الميليشيات الإرهابية بمصالح الشعب اليمني ومكتسباته إلى استدعاء العدوان الإسرائيلي لتدمير 3 موانٍ، و3 مصانع، ومطار، و4 طائرات، دون أن يرف لها جفن».

وقال العليمي: «إن الميليشيات ما زالت مستمرة في مغامراتها الطائشة نحو مزيد من الخراب والدمار»؛ مشيراً إلى أن الدولة الشرعية التي يقودها «اختارت دائماً الانحياز للناس، وتقديم حياة المدنيين ومصالحهم».

وجدَّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني التزام المجلس والحكومة بالشراكة مع القوى الوطنية والمكونات السياسية، والمضي في العمل من أجل تثبيت الأمن، وتوفير الخدمات، وتحسين الأوضاع المعيشية، وصرف المرتبات، واستعادة مؤسسات الدولة العادلة، الضامنة للشراكة، والمواطنة المتساوية.

وكان العليمي قد عاد قبل أيام إلى مدينة عدن رفقة رئيس وزرائه سالم بن بريك، وسط ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، فاقمتها شحة الموارد بسبب توقف تصدير النفط جرَّاء الهجمات الحوثية.


مقالات ذات صلة

هجوم حوثي يقتل بحارَين ويهدد بإغراق ثاني سفينة خلال يومين

العالم العربي سفينة شحن في البحر الأحمر هاجمها الحوثيون العام الماضي (إعلام حوثي)

هجوم حوثي يقتل بحارَين ويهدد بإغراق ثاني سفينة خلال يومين

دخل تصعيد الحوثيين البحري منعطفاً دامياً مع مقتل بحارين اثنين، وإصابة آخرين جراء هجوم جديد في البحر الأحمر استهدف سفينة شحن يونانية وسط مخاوف من غرقها.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون على متن عربة عسكرية خلال تجمع في صنعاء (رويترز)

توثيق مئات الانتهاكات الحوثية في صنعاء خلال نصف عام

كشفت تقارير حقوقية يمنية عن توثيق مئات الانتهاكات الحوثية في صنعاء وريفها خلال النصف الأول من العام الحالي، وسط دعوات إلى تحرك دولي يضع حداً لهذه الجرائم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي تردي خدمات الكهرباء والمياه تسبب في اندلاع احتجاجات في عدن (إعلام محلي)

إجراءات حكومية عاجلة لتخفيف عجز الكهرباء في عدن

أقرت الحكومة اليمنية خطة عاجلة لتخفيف عجز الكهرباء في عدن بعد أن وصلت ساعات الإطفاء إلى 20 ساعة في اليوم الواحد، فيما تفاقمت أزمة مياه الشرب في تعز.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي حريق ضخم في ميناء الحديدة إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أرشيفية - أ.ف.ب)

هجمات الحوثيين تستدعي موجة الانتقام الإسرائيلية الحادية عشرة

نفذت إسرائيل الموجة الانتقامية الحادية عشرة ضد الحوثيين باليمن، بينما تبنت الجماعة إطلاق صواريخ ومسيرات، وأقرت باستهداف سفينة في البحر الأحمر باتت معرضة للغرق.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمرفي صورة تم نشرها 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

كيف حوّل الحوثيون «غالاكسي ليدر» من مزار سياحي إلى نقطة مراقبة للملاحة الدولية؟

حوَّل الحوثيون السفينة المتخطفة «غالاكسي ليدر» إلى مزار سياحي لكسب الأموال قبل أن ينصبوا عليها نظام رادار لمراقبة الملاحة الدولية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

غرق سفينة الشحن «إترنيتي سي» بعد هجوم للحوثيين قبالة اليمن

سفينة الشحن «إترنيتي سي» (أ.ب)
سفينة الشحن «إترنيتي سي» (أ.ب)
TT

غرق سفينة الشحن «إترنيتي سي» بعد هجوم للحوثيين قبالة اليمن

سفينة الشحن «إترنيتي سي» (أ.ب)
سفينة الشحن «إترنيتي سي» (أ.ب)

أفادت أربعة مصادر أمنية بحرية لـ«رويترز» الأربعاء بأن سفينة الشحن «إترنيتي سي» التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية غرقت إثر هجوم للحوثيين قبالة سواحل اليمن، وأن جهود إنقاذ الطاقم جارية.

وأكّدت وكالة «يو كاي إم تي أو» البريطانية للأمن البحري، إنقاذ 5 من أفراد طاقم السفينة، بينما قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في ردّ على «وكالة الصحافة الفرنسية» إن «إترنيتي سي» غرقت.

وقالت الوكالة في تحديث لبيانها حول الهجوم الذي تعرّضت له السفينة الاثنين والثلاثاء «بدأت عمليات البحث والإنقاذ خلال الليل. أنقذ 5 من أفراد الطاقم، ويستمر البحث عن الباقين».

وقالت السلطات في الفلبين في وقت سابق إن جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 فرداً باستثناء واحد فلبيني.

وتعرضت السفينة، التي تقل طاقماً من 22 فرداً هم 21 فلبينياً وروسي واحد، لهجوم بقوارب مسيَّرة وقذائف صاروخية أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة يوم الاثنين، في ثاني هجوم للحوثيين في يوم واحد بعد هدوء استمر شهوراً.