حرب غزة تهيمن على «قمة بغداد»... ودعوات إلى «مسار سياسي»

عباس يطالب إسرائيل بوقف الحرب و«حماس» بتسليم السلاح

صورة وزعها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
صورة وزعها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
TT

حرب غزة تهيمن على «قمة بغداد»... ودعوات إلى «مسار سياسي»

صورة وزعها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
صورة وزعها مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)

هيمنت الأوضاع في غزة على مواقف قادة وزعماء الدول خلال القمة العربية التي عُقدت، السبت، في بغداد؛ حيث برز موقف داعم لتمكين السلطة الفلسطينية من حكم القطاع، مع مطالبة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة «حماس»، بتسليم السلاح، في إطار «عملية سياسية جادة».

ودعا القادة العرب إلى إنهاء الحرب على غزة، ونددوا بشكل واضح بمحاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك في مستهل أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية.

وقُتل مئات الفلسطينيين، منذ يوم الخميس الماضي، في واحدة من أعنف موجات القصف الإسرائيلي على غزة، منذ انهيار الهدنة مع حركة «حماس»، في مارس (آذار) 2025. رغم وجود الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في جولة شرق أوسطية استمرت 4 أيام.

وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمة افتتاحية: «تنعقد قمة بغداد في ظل ظروف بالغة التعقيد، وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعوبنا». وأضاف: «الهدف الأسمى من عقد قمتنا، اليوم، وبعد فترة وجيزة من القمة الطارئة التي عُقِدت في القاهرة، هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيماناً منا بأهمية العمل العربي المشترك، وبما يؤدي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على ما عداها».

تأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من قمة غير عادية استضافتها القاهرة، تبنّت خلالها الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة من دون تهجير سكانها.

وجدَّدت السعودية رفضها القاطع لأي محاولات للتهجير القسري أو فَرْض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

وقال عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة بلاده خلال أعمال الدورة الـ34 للقمة، إن «الظروف الاستثنائية للقضية الفلسطينية تتطلب مواصلة الجهود المشتركة لرفع المعاناة الإنسانية التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب نظيره الأميركي ببذل الجهود لوقف الحرب في غزة

عملية سياسية جادة

وفي كلمته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره الأميركي، دونالد ترمب، إلى «بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً»، مشيراً إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة سابقاً في رعاية معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام القمة: «لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».

ودعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الحاضرة إلى «تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».

كما دعا إلى «إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي ضمن جدول زمني محدد، تهدف إلى تنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين، والاعتراف الدولي بها، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأكد عباس استمرار السلطة الفلسطينية في إصلاح مؤسساتها، قائلاً: «نجدد استعدادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل»، مشدداً على أن ذلك «لن يكون ممكناً إلا بعد أن تقوم حركة (حماس) وبقية الفصائل بتسليم سلاحها».

وأشاد بجهود مصر في دعم الفلسطينيين سياسياً وإنسانياً، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة.

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية قرب خيام للنازحين في مدينة غزة الجمعة (إ.ب.أ)

وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى غزة. وكان توم فليتشر، مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، قد سأل مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، عمّا إذا كان سيتخذ إجراءات «لمنع الإبادة الجماعية».

وطالب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال القمة، تقديم بلاده 20 مليون دولار لمبادرة الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة، بعد انتهاء الحرب.

وفي بيان لها، دعت حركة «حماس» القمة العربية إلى «اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان ورفع الحصار، وتنفيذ قرارات (قمة الرياض) القاضية بكسر الحصار، وضمان إدخال المساعدات».


مقالات ذات صلة

«كتائب القسام» تعلن قنص جندي وتدمير 3 دبابات في الشجاعية

المشرق العربي مُقاتلان من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)

«كتائب القسام» تعلن قنص جندي وتدمير 3 دبابات في الشجاعية

أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية)، مساء الخميس، مسؤوليتها عن قنص جندي إسرائيلي وتدمير 3 دبابات «ميركافا» في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صيدلية متنقلة تابعة لجمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» في قطاع غزة (الهلال الأحمر عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر: نقص الوقود في غزة وصل إلى «مستويات كارثية»

حذر الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، اليوم (الخميس)، من أن نقص الوقود في قطاع غزة وصل إلى «مستويات كارثية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

«الدفاع المدني» في غزة يعلن ارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية إلى 72 قتيلاً

أعلن «الدفاع المدني» في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية، منذ فجر الخميس، إلى 72 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (غزة )
شؤون إقليمية صورة مركبة للمرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب) play-circle

الفلسطينيون يتكبدون «التغييب» ثمناً للحرب الإسرائيلية - الإيرانية

كانت حرب إسرائيل على غزة الغائب الأكبر عن مناقشات قادة مجموعة الدول السبع؛ إذ تكبد الفلسطينيون التغييب ثمناً للحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري فلسطينيون ينعون مقتل شاب بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية في غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

تحليل إخباري التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يعزز مطالب إنهاء «حرب غزة»

مطالب دولية تتزايد بإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تصعيد إسرائيلي - إيراني غير مسبوق وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
TT

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)

قالت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مدينة إسطنبول التركية، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، مطلع الأسبوع المقبل، سوف يناقش «تأثيرات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية الحالية، وسبل العودة إلى المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد العسكري بالمنطقة».

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، دعا إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، وحسب إفادة للخارجية العراقية، يستهدف الاجتماع «تنسيق المواقف العربية، إزاء التطورات المتسارعة ومواجهة التحديات الراهنة».

والعراق هو الرئيس الحالي للجامعة العربية، حيث تسلمت بغداد رئاسة الجامعة من البحرين، في القمة العادية التي عقدت في 17 مايو (أيار) الماضي.

وجاءت دعوة العراق للاجتماع الوزاري العربي، عقب اتصال هاتفي، جمع حسين، بنظيره المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، حسب الخارجية العراقية.

وكانت الخارجية المصرية، أعلنت الأربعاء أن عبد العاطي أجرى اتصالات بنظرائه في العراق والسعودية والبحرين، «لبحث التطورات المتلاحقة في المنطقة، على إثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته على السلم والأمن الإقليمي والدولي».

وقال مصدر دبلوماسي عربي إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، يستهدف مناقشة تداعيات المواجهات العسكرية الإسرائيلية - الإيرانية على المنطقة، موضحاً أن «الاجتماع ضمن الجهود المكثفة لتنسيق المواقف الإقليمية وتهدئة الأوضاع».

وتستضيف إسطنبول الاجتماع الحادي والخمسين، لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، يومي السبت والأحد المقبلين. وقالت وكالة «الأناضول» التركية إن «نحو ألف مشارك، من الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 57 دولة، يحضرون الاجتماعات»، إضافة إلى «المؤسسات التابعة والدول المراقبة ومنظمات دولية أخرى».

واستبعد المصدر «عقد اجتماع عربي طارئ على مستوى القمة قريباً لمناقشة التطورات الإقليمية».

في حين أشار مصدر دبلوماسي مصري آخر إلى أن «اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي سيشهد عدة لقاءات أخرى على المستوى الثنائي والجماعي، بهدف تنسيق المواقف الإقليمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعات إسطنبول تستهدف العودة إلى المسار الدبلوماسي عبر المفاوضات».

وأوضح المصدر أن «مصر ودولاً عربية تكثف اتصالاتها الدبلوماسية، مع دول إقليمية وأطراف دولية، بهدف خفض التصعيد العسكري، ووقف إطلاق النار، وعدم اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط».

ويشكل موقف الدول العربية والإسلامية تكتلاً دولياً وإقليمياً مؤثراً، وفق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إكرام بدر الدين، الذي قال إن «تنسيق المواقف بين هذه الدول يمكن أن يكون له تأثير في مسار التصعيد القائم، ويدفع نحو مسار احتواء الصراع العسكري».

وحذّر بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من أن «عدم احتواء الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤدي إلى مخاطر عديدة بالمنطقة، قد تشمل انجراف أطراف دولية في الصراع، مثل الولايات المتحدة وروسيا وباكستان».