الكهرباء والعملة... أبرز التحديات أمام الرئيس الجديد للحكومة اليمنية

محطة التوليد الرئيسية للكهرباء تراجعت قدرتها إلى 65 ميغاواط (إعلام حكومي)
محطة التوليد الرئيسية للكهرباء تراجعت قدرتها إلى 65 ميغاواط (إعلام حكومي)
TT

الكهرباء والعملة... أبرز التحديات أمام الرئيس الجديد للحكومة اليمنية

محطة التوليد الرئيسية للكهرباء تراجعت قدرتها إلى 65 ميغاواط (إعلام حكومي)
محطة التوليد الرئيسية للكهرباء تراجعت قدرتها إلى 65 ميغاواط (إعلام حكومي)

بينما تحجب أصوات مولدات الكهرباء في مدينة عدن اليمنية أصوات السيارات، ينادي سامي بأعلى صوته على العمال لحثهم على سرعة الاستجابة لطلبات الزبائن من الأكلات الخفيفة والعصائر، ويقول إن الناس لا يعنيهم مَن تولى رئاسة الحكومة أو من غادرها.

يمسك سامي، وهو في العقد الثاني من العمر، بيده الأوراق المالية التي يتسلمها من الزبائن، ويرد: «الساندويتش الواحد بلغت قيمته 600 ريال بعد أن كانت 100 ريال فقط». ويضيف: «هذا ما يريده الناس: وقف انهيار العملة وعودة الكهرباء»، حيث بلغت ساعات الإطفاء في عدن 20 ساعة في اليوم الواحد (الدولار بنحو 2550 ريالاً في مناطق سيطرة الشرعية).

ولا يختلف الأمر لدى أنور، وهو مدرس، إذ يقول إنه لم يعد يهتم بسماع الأخبار السياسية، لكنه وغيره كثيرون يريدون وضع حد لغلاء الأسعار بسبب تراجع قيمة الريال اليمني، وإعادة الكهرباء لأن الحرارة أحرقت جلود الناس. وبحدة، يؤكد أن مواجهة الغلاء ستعيد الثقة بأي حكومة أو مسؤول، ومن دونها لم يعد أحد قادراً على التفاؤل.

سالم بن بريك رئيس مجلس الوزراء اليمني الجديد (إعلام حكومي)

ويضيف أنور وهو يقوم بانتقاء الخضار في زاوية أحد الشوارع، بالقول «كلما جاء رئيس وزراء، اعتقد الناس أنه سيكون أفضل من الذي قبله، لكن هذا الغلاء والانهيار غير المسبوق للكهرباء يجعلنا ننتظر ماذا سيفعل الرجل (بن بريك) حتى نحكم عليه، لأن وضع الناس مأساوي، حتى أثناء الحرب لم يصل إلى هذا المستوى».

مهمة صعبة

بعد الشلل الذي أصاب حكومة أحمد عوض بن مبارك نتيجة الخلافات، جاء تعيين وزير المالية سالم بن بريك خلفاً له، لكن على الواقع لا يوجد ما يمكن الرهان عليه في تجاوز أبرز التحديات التي تواجه السلطة الشرعية.

وفي حين تجاوزت قيمة الدولار الواحد 2550 ريالاً يمنياً للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وأعاد المسؤولون أسباب ذلك إلى استمرار الحوثيين في منع تصدير النفط الخام، وهو المصدر الرئيسي للعملة الصعبة.

ووفق ما يقوله المسؤولون اليمنيون، فإن الخيار الوحيد لتجاوز أزمة التراجع التاريخي في قيمة الريال لن يتحقق إلا باستئناف تصدير النفط، من خلال توفير حماية أمنية من هجمات الحوثيين، وتوريد كل عائدات الدولة إلى البنك المركزي، وإجراء إصلاحات مالية وإدارية عميقة، وتجفيف منابع الفساد.

احتجاجات في عدن على تردي الكهرباء بعد ساعات من تعيين بن بريك (إعلام محلي)

وأفاد مقربون من رئيس الحكومة الجديد سالم بن بريك، بأنه طرح هذه القضايا على مجلس القيادة الرئاسي، لكن لا يُعرف كيف يمكن تحقيق هذه الغايات في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد، وإفشال الحوثيين مساعي السلام.

ولأن الاتفاق على توليد الكهرباء في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية كان يستحوذ على ثلث الإنفاق، كان قرار رئيس الوزراء السابق إلغاء عقود شراء الطاقة من القطاع الخاص قد ساعد على خفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير.

وزاد من الوفر في هذا الجانب استخدام النفط الخام المنتج محلياً في تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء في عدن طوال الأشهر الماضية، والتي تغطي نحو 40 في المائة من احتياجات المدينة، لكنها الآن لا تعمل إلا بنصف قدرتها التوليدية بسبب نقص كميات النفط الخام التي تأتي من محافظتي حضرموت ومأرب.

إمكانية الإنجاز

في حين تزداد حرارة الصيف في عدن، حيث بلغت 38 درجة في الوقت الراهن، وصلت ساعات انقطاع الكهرباء إلى نحو 20 ساعة، ويعد إعادة تشغيل المحطات الحكومية كافة التي تعمل بالديزل أكبر تحدٍّ أمام رئيس الوزراء الجديد، لأنه سيكون ملزماً باستيراد الوقود، والضغط على شركتي «بترومسيلة» و«صافر» لإرسال شحنات البترول الخام المقررة للمحطة الرئيسية. وإذا لم يفعل ذلك، يعتقد مراقبون سياسيون أنه سيواجَه بردّ فعل شعبي أقوى مما هو عليه الآن.

وفي انتظار إعلان بن بريك عن برنامجه أو رؤيته لإدارة الحكومة، يرى كثيرون أن بقاء الطاقم الحكومي دون تغيير سيكون عبئاً على الرجل، الذي بدأ حياته العملية في قطاع الجمارك، قبل أن يدخل أبواب وزارة المالية عام 2018 نائباً للوزير، ثم وزيراً بعد ذلك بعام.

وظل الرجل في هذا الموقع حتى تعيينه على رأس الحكومة المشكَّلة من طيف سياسي واسع يضم كل الأطراف المناهضة للحوثيين، مما يصعّب من مهمة إجراء إصلاحات مالية وإدارية سلسة.

وإذ عُرف الرجل بهدوئه والعمل بعيداً عن الإعلام، فإن عدم قدرة الحكومات السابقة على وقف تسرب عائدات الدولة إلى خارج البنك المركزي اليمني، ووضع حد لتداخل الاختصاصات والاستحواذ على جزء من تلك العائدات، سيضعه في مواجهة مع مجموعة من مراكز القوى.


مقالات ذات صلة

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

العالم العربي قوات تُدير نقطة تفتيش أمنية في مدينة عدن خلال مسيرة تُطالب باستقلال جنوب اليمن (إ.ب.أ)

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

توالت مواقف عربية وإسلامية مرحِّبة بالمسار السعودي لخفض التصعيد في اليمن، مؤكدة دعم وحدة اليمن ورفض الإجراءات الأحادية في حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج علم الإمارات (وام)

الإمارات ترحّب بجهود السعودية لدعم أمن واستقرار اليمن

رحّبت الإمارات بالجهود التي تبذلها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم العربي مخاوف يمنية من إفراغ الحوثيين اتفاق تبادل المحتجزين من مضامينه (إعلام حكومي)

«اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر

اتفاق مسقط لتبادل نحو 2900 محتجز ينعش آمال اليمنيين بإنهاء معاناة الأسرى وسط تفاؤل حذر ومطالب بضمانات أممية لتنفيذ «الكل مقابل الكل»

«الشرق الأوسط» (الرياض - صنعاء)
العالم العربي لوحة في عدن تعرض صورة عيدروس الزبيدي رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي للانفصال (رويترز)

الرياض ترسم مسار التهدئة شرق اليمن... «خروج سلس وعاجل» لـ«الانتقالي»

يرسم البيان السعودي مسار التهدئة شرق اليمن، داعياً لانسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، وسط ترحيب رئاسي وحكومي وإجماع حزبي ضد التصعيد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
وفد سعودي زار حضرموت ضمن مساعي التهدئة وخفض التوتر (سبأ)

حضرموت تتمسك بالشرعية وتحذر من تكلفة «التحركات الأحادية»

جددت سلطة حضرموت دعمها الكامل للشرعية، محذّرة من التحركات العسكرية الأحادية، ومؤكدة أن أمن المحافظة، والحوار السياسي هما السبيل للاستقرار، والتنمية

«الشرق الأوسط» (جدة)

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
TT

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)

توالت المواقف العربية والخليجية والإسلامية المرحِّبة بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، في تأكيد سياسي ودبلوماسي واسع على أولوية خفض التصعيد، ورفض الإجراءات الأحادية، والدعوة إلى العودة للمسار السياسي والحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته، ويصون السلم المجتمعي في واحدة من أكثر المراحل حساسية في مسار الأزمة اليمنية.

وجاءت هذه المواقف بعد أن حددت السعودية بوضوح مسار التهدئة في المحافظات الشرقية، مؤكدة دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ووصفت التحركات العسكرية التي شهدتها حضرموت والمهرة بأنها تمت بشكل أحادي ودون تنسيق مع القيادة السياسية الشرعية أو قيادة التحالف، ما أدى إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح اليمنيين وبجهود السلام.

وأكد البيان السعودي أن معالجة القضية الجنوبية لا يمكن أن تتم عبر فرض الأمر الواقع بالقوة، بل من خلال الحل السياسي الشامل، والحوار الجامع، مع كشفه عن إرسال فريق عسكري سعودي–إماراتي مشترك لوضع ترتيبات تضمن عودة القوات إلى مواقعها السابقة، وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية، تحت إشراف قوات التحالف.

دعم خليجي وإسلامي

أعربت مملكة البحرين عن دعمها الكامل للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، داعية جميع القوى والمكونات اليمنية إلى التهدئة وعدم التصعيد، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار.

كما أكدت رابطة العالم الإسلامي تضامنها التام مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضائه والحكومة اليمنية، مثمنة الجهود الجليلة التي بذلتها السعودية والتحالف العربي لمساندة الشعب اليمني، واحتواء التحركات العسكرية التي وصفتها بالخطرة على وحدة الصف الوطني، والخارجة عن إطار القيادة السياسية الشرعية.

ورحبت الرابطة بالبيان السعودي، معتبرة مضامينه دعوة صادقة لتجنيب اليمنيين تداعيات التصعيد، ودعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سرعة الاستجابة لنداء الحكمة والوحدة، وتغليب لغة الحوار في معالجة مختلف القضايا، بما في ذلك القضية الجنوبية العادلة، حفاظاً على السلم والأمن المجتمعي.

من جانبها، شددت دولة الكويت على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لخفض التصعيد، وتهيئة بيئة سياسية بناءة تقوم على الحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته ويلبي تطلعات شعبه نحو مستقبل آمن ومستقر، مؤكدة دعمها للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع العملية السياسية نحو حل شامل ومستدام.

إجماع عربي ودولي

على المستوى العربي، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التأكيد على الموقف العربي الموحد الداعم لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، محذراً من أن التطورات في حضرموت والمهرة من شأنها تعقيد الأزمة اليمنية والإضرار بوحدة التراب الوطني.

ودعا أبو الغيط، الأطراف اليمنية، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى خفض التصعيد وتغليب المصلحة العليا للشعب اليمني، مشدداً على أن القضية الجنوبية ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ويتعين معالجتها ضمن حوار سياسي شامل يفضي إلى تسوية مستدامة تعالج جذور الأزمة.

كما أكدت قطر دعمها الكامل للجهود التي تعزز السلم والأمن المجتمعي في اليمن، مشددة على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف اليمنية لتجنب التصعيد، وحل القضايا العالقة عبر الحوار والوسائل السلمية، بما يحفظ وحدة اليمن وسلامة أراضيه، ومثمّنة في الوقت نفسه الجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع مسار التهدئة.

بدورها، جددت مصر موقفها الثابت الداعم للشرعية اليمنية، وحرصها على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مؤكدة أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب اليمني، بما يسهم في استعادة الاستقرار، ويضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر وأمن المنطقة ككل.

قوات تُدير نقطة تفتيش أمنية في مدينة عدن خلال مسيرة تُطالب باستقلال جنوب اليمن (إ.ب.أ)

وفي السياق ذاته، أعربت عُمان عن متابعتها باهتمام للتطورات في حضرموت والمهرة، مثمنة الجهود التي تبذلها السعودية للتوصل إلى حلول سلمية، وداعية إلى تجنب التصعيد والعودة إلى المسار السياسي، وحوار شامل يضم مختلف أطياف الشعب اليمني.

كما رحبت الإمارات بالجهود الأخوية التي تقودها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدة التزامها بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة وازدهارها.


رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».