أين يقف طرفا هدنة غزة ووسطاؤها؟

جولة جديدة منتظرة من المفاوضات في الدوحة

صبية فلسطينيون يملأون المياه يوم الأحد في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ب)
صبية فلسطينيون يملأون المياه يوم الأحد في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ب)
TT
20

أين يقف طرفا هدنة غزة ووسطاؤها؟

صبية فلسطينيون يملأون المياه يوم الأحد في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ب)
صبية فلسطينيون يملأون المياه يوم الأحد في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ب)

ما زالت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» تراوح مكانها بين اقتراحات وتحديثات لمقترحات واجتماعات وفود بين القاهرة والدوحة وتل أبيب.

وتتواصل مساعي الوسيطين القطري والمصري بمتابعة حثيثة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمحاولة التوصل لاتفاق يبدأ بالإفراج عن رهائن إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، ومحاولة إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.

ويتوقع أن تستأنف إسرائيل و«حماس» المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، وقال مصدر قريب من المفاوضات إن وفد حركة «حماس» برئاسة كبير المفاوضين خليل الحية غادر القاهرة الأحد، إلى قطر.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، مساء السبت، أن إسرائيل ستواصل المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بشأن استمرار الهدنة الهشة في قطاع غزة.

وفجر الجمعة، قدّمت «حماس» للوسطاء ردّها على مقترح أميركي محدث قدّمه مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ينصّ على «الإفراج عن 5 رهائن أحياء، و10 جثث، إلى جانب عدد آخر من الرهائن، ضمن هدنة محددة بـ50 يوماً»؛ غير أن الحركة في ردّها اقترحت أن يتم الإفراج عن رهينة واحدة من الأحياء تحمل الجنسية الأميركية، إلى جانب 4 جثث من حاملي الجنسية المزدوجة، تزامناً مع فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.

وشمل ردّ «حماس» العديد من المطالب، التي تبدأ من إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية فوراً، للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم وشامل وانسحاب إسرائيلي من مناطق القطاع كافة، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود الفلسطينية - المصرية، وضمان عدم تأجيل المفاوضات لعدم منح إسرائيل فرصة للتلاعب، كما أكدت سابقاً مصادر من الحركة لـ«الشرق الأوسط».

وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس (آذار) من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.

المعبر والتهجير

واشترطت «حماس» أن يتم فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وهو طلب رفضته إسرائيل، وعدّته أميركا مبالغة، بينما تعدّ الحركة أن هذا الشرط يعد مهماً للتصدي لمحاولات تل أبيب وواشنطن المضي قدماً بمخططات تهجير الفلسطينيين.

وترى «حماس» أنه عبر السماح بعودة الغزيين في الخارج، خاصةً أن غالبيتهم يعيشون ظروفاً صعبة بعد خروجهم من القطاع خلال الحرب، قد تُفشل الحركة مخطط التهجير.

ووفقاً لمصادر من «حماس»، فإن ردّ الحركة كان يُعدّ أولياً وفي إطار الردود المتبادلة داخل عملية المفاوضات الجارية، مشيرةً إلى أن الوفد القيادي الذي توجه إلى القاهرة في ساعات ما بعد ظهر الجمعة، بحث تفاصيل ردّ الحركة، والردّ الإسرائيلي عليها.

وبيّنت المصادر أن هناك مطالب من قبل إسرائيل تحاول من خلالها التنصل بطريقة أو بأخرى من الالتزام ببعض القضايا، منها رفضها التام لإعادة فتح معبر رفح، أو الانسحاب بشكل كامل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، إلى جانب اشتراطها تقديم «دلائل حياة» بالنسبة لما تبقى من مختطفين، ووضع شروط غير ملائمة تتعلق بإدخال وتسليم المساعدات، وامتناعها عن إدخال البيوت المتنقلة والخيام والمعدات الثقيلة، وربطت كل ذلك باستمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل.

سلع على شاحنات متوقفة على الجانب المصري من معبر رفح بعد تعليق إسرائيل إدخال المساعدات لغزة (أ.ف.ب)
سلع على شاحنات متوقفة على الجانب المصري من معبر رفح بعد تعليق إسرائيل إدخال المساعدات لغزة (أ.ف.ب)

وقالت المصادر إن «الاتصالات ما زالت جارية مع كل الأطراف من أجل محاولة إيجاد حلول»، مشيرةً إلى «أن الوسطاء، بما فيهم الولايات المتحدة، معنيون بشكل كبير باستمرار وقف إطلاق النار وتمديده لأكبر مدة ممكنة لحين التوصل لاتفاق شامل، خاصةً أننا اقتربنا من أواخر شهر رمضان، وعيد الفطر، وحاجة السكان في غزة لإمدادات الغذاء وغيرها، في ظل إغلاق المعابر ورفض إسرائيل تقديم أي بادرة حسن نية، بإعادة فتحها، للتقدم بالمفاوضات».

ضغوط لمنع الحرب

وتتوقع مصادر «حماس»، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، حدوث اختراق في المفاوضات الجارية، مشيرةً إلى أن هناك محاولات حثيثة من الوسطاء لتقريب وجهات النظر للعمل على حلّ الأزمة القائمة.

وتشير المصادر إلى وجود ضغوط حقيقية على إسرائيل تمنع حتى الآن عودة الحرب، مؤكدةً أن «حماس» غير معنية هي الأخرى بعودة القتال.

وكان ويتكوف، إلى جانب مجلس الأمن القومي الأميركي، أكدا، الجمعة، تقديم مقترح جديد لـ«تضييق الفجوات»، بهدف تمديد فترة وقف إطلاق النار حتى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.

أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 10 مارس الحالي (إ.ب.أ)
أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 10 مارس الحالي (إ.ب.أ)

وقال البيان المشترك: «أُبلغت (حماس) من خلال شركائنا القطريين والمصريين، بشكل قاطع، بضرورة تنفيذ هذه الخطة قريباً، وإطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر فوراً».

وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة، أن إسرائيل ترفض ردّ «حماس»، وما زالت تتمسك بمقترح المبعوث الأميركي، مشيرةً إلى أنها تسعى لمحاولة «زيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيطلق سراحهم من 10 إلى 16 أسيراً، وأن يتم إطلاق سراحهم في اليوم الأول».

وما زالت إسرائيل تتخوف من إمكانية أن تتخذ الولايات المتحدة موقفاً يجبرها على تقديم تنازلات لصالح حركة «حماس»، خاصةً في ظل سعي إدارة ترمب الواضح لمحاولة إطلاق سراح الرهائن الأحياء والأموات من حملة الجنسية الأميركية.

تهديدات إسرائيلية

وفي تصعيد للضغط أثناء التفاوض، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، الأحد، أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) قد يصادق على خطة عسكرية لاستئناف الحرب بغزة في حال لم يحصل أي تقدم في المفاوضات.

لكن المجلس في اجتماعه، مساء السبت، صادق بأغلبية على الإيعاز لفريق التفاوض بالاستمرار في التواصل مع الوسطاء، في وقت ذكرت فيه هيئة البثّ أنه تم إقرار فرض مزيد من العقوبات على قطاع غزة، ما يؤشر إلى أن الخيار العسكري سيكون آخر الخيارات بالنسبة لتل أبيب.

دبابة إسرائيلية وحولها مجموعة من الجنود خلال العمليات في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)
دبابة إسرائيلية وحولها مجموعة من الجنود خلال العمليات في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)

وقد تلجأ إسرائيل فعلياً إلى الحرب مجدداً في أي لحظة بسيناريوهات مختلفة عما كانت عليه سابقاً، إلا أنها ما زالت تفضل المسار الدبلوماسي، رغم الدعم الأميركي اللامتناهي على الأقل إعلامياً من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاتخاذها أي إجراءات، في حين يحاول مبعوثه ستيف ويتكوف منع عودة القتال، وهو ما أكده أيضاً مسؤولون أميركيون لقيادة «حماس» في اجتماعاتهم بالدوحة مؤخراً، كما أكدت مسبقاً مصادر لـ«الشرق الأوسط».

ولا تستبعد «حماس» أن تُقدم إسرائيل على مثل هذه الخطوة. الأمر الذي دفعها لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة تتعلق باختفاء قياداتها مجدداً، وتجنب استخدام الهواتف النقالة وغيرها من الإجراءات، بما في ذلك تفعيل «الرباط» لعناصرها المسلحين في شوارع القطاع، خشيةً من تسلل قوات إسرائيلية خاصة، أو تقدم بريّ علنيّ في بعض المناطق.


مقالات ذات صلة

«حماس»: نتنياهو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل

المشرق العربي والدة رهينة إسرائيلية في غزة  تستخدم مكبر صوت بالقرب من كيبوتس نير عوز على الحدود بين إسرائيل والقطاع (رويترز) play-circle

«حماس»: نتنياهو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل

أكدت حركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الدبابات العسكرية الإسرائيلية تتمركز على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثف

أفادت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، بأن مجموعة من آليات الجيش الإسرائيلي توغَّلت في حي تل السلطان، الواقع في غرب رفح، بجنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي خيم يسكنها لاجئون فلسطينيون بالقرب من منازلهم المدمرة في مدينة غزة (إ.ب.أ)

المستشفى الإندونيسي في شمال غزة استقبل 43 قتيلا و82 مصابا فجرا

وأضاف مدير المستشفى «الاحتلال دمر أجهزة الأوكسجين وغيرها من المعدات الضرورية للاستشفاء. ونواجه صعوبة في الاستجابة لاحتياجات كم هائل من الجرحى والمصابين».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

«شبح التهجير» يرافق «الحرب الثانية» في غزة

عاد شبح التهجير ليخيم على سكان غزة مع تكثيف الحملة العسكرية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في عدد من مناطق القطاع، ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة

نظير مجلي ( تل أبيب) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

«حماس» تدعو العرب والمسلمين إلى التحرك لوقف «الإبادة» في غزة

دعت «حماس» الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة، قائلة إن عليها مسؤولية سياسية وأخلاقية لوقف «الإبادة».

«الشرق الأوسط» (غزة)

الجيش الأميركي: الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة

ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش الأميركي: الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة

ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية مهاجمة إسرائيل بصاروخين باليستيين جرى اعتراضهما، وزعمت مهاجمة القطع البحرية التابعة للولايات المتحدة، في حين أكدت «القيادة المركزية الأميركية» أن الحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد قدرات الجماعة وقادتها مستمرة على مدار الساعة.

وأعلنت الجماعة عن تلقي ضربات أميركية في الحديدة يوم الخميس، بينما أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ أقبل من اليمن في وقت مبكر من صباح الخميس، وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض آخر مساءً.

ووسط تكتم من الجماعة المدعومة إيرانياً على خسائرها البشرية والعسكرية، تستمر حملة أطلقها ترمب السبت الماضي لاستهداف الحوثيين في اليمن، وتوعدهم بـ«القوة المميتة»، قبل أن يؤكد الأربعاء أنه «سيتم القضاء عليهم تماماً».

وشملت الضربات الأميركية ليل الأربعاء مواقع للجماعة في صنعاء وصعدة والجوف والحديدة، وقالت «القيادة المركزية»، في تغريدة على منصة «إكس» إن الضربات مستمرة على مدار الساعة رغم عدم تسجيل أي غارات في نهار الخميس.

وأقرت الجماعة الحوثية بأن الغارات المسائية استهدفت حي الجراف في صنعاء يوم الأربعاء، وهو منطقة عادة ما يتركز فيها أتباع الحوثيين وبعض قادتهم، كما ضربت غارات عدة لثاني مرة خلال يومين مواقع بمديرية الصفراء في صعدة حيث معقل الجماعة، وموقعاً في مدينة زبيد جنوب الحديدة، زعمت الجماعة أنه محلج للقطن.

وتحدث إعلام الجماعة عن إصابة 7 نساء وطفلين إثر الغارات في حي الجراف، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة. كما زعمت أن الضربات في مدينة الحزم بالجوف «استهدفت مزرعة الشعب للماشية والأغنام؛ ما أدى إلى نفوق عدد منها».

واعترفت الجماعة بتلقي ضربات بمحيط صعدة وفي مواقع بمديرية السوادية بمحافظة البيضاء، دون الحديث عن آثار هذه الضربات التي يقول الجيش الأميركي إنها تستهدف قدرات عسكرية إلى جانب قادة الجماعة.

في غضون ذلك، تبنى المتحدث العسكري الحوثي، يحيى سريع، مهاجمة «مطار بن غوريون» في تل أبيب بصاروخ باليستي، وهو ثاني صاروخ منذ الثلاثاء الماضي، كما زعم أن جماعته هاجمت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع البحرية المرافقة لها لليوم الخامس.

وأوضح سريع في بيان متلفز، الخميس، أن قوات جماعته استهدفت «مطار بن غوريون» في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين2»، زاعماً أنه حقق هدفه. وادعى أن الجماعة صعدت من عمليات استهداف القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر، ومنها حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.وتعتقد مصادر يمنية أن تركيز الضربات على معقل الحوثيين يأتي بهدف تدمير المواقع المحصنة في الجبال والكهوف التي حولتها الجماعة إلى قواعد لتخزين الأسلحة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى اتخاذها مخابئ من الاستهداف الجوي.

تصدٍّ إسرائيلي

أقر الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض صاروخاً أطلقه الحوثيون، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، وذكر أن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة بإسرائيل بسبب المقذوف. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دوي صفارات الإنذار سُمع في تل أبيب والقدس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «اعترض سلاح الجو صاروخاً أُطلق من اليمن قبل أن يدخل الأراضي الإسرائيلية. ودوت صفارات الإنذار» وفقاً للإجراءات المتبعة. وأفادت «خدمة الإسعاف الإسرائيلية» بأنه لم ترد أنباء عن إصابات خطيرة، وفق ما نقلته «رويترز».

آثار قصف أميركي في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ب)
آثار قصف أميركي في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ب)

وفي وقت لاحق يوم الخميس، نقلت وسائل إعلام عن الجيش الإسرائيلي سماع دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة عقب هجوم صاروخي (آخر) من اليمن، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه جرى اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي.

ومع استئناف الجماعة الحوثية هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم فاعليتها على مستوى التأثير القتالي، يتخوف اليمنيون من عودة تل أبيب إلى ضرباتها الانتقامية ضد المنشآت الحيوية الخاضعة للجماعة، كما حدث خلال 5 موجات سابقة ابتداء من يونيو (حزيران) الماضي.

ومنذ دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.

ويزعم الحوثيون أن تصعيدهم البحري والإقليمي هو من أجْل مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتبنوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» مهاجمة 211 سفينة.

وأطلقت الجماعة خلال 14 شهراً نحو مائتي صاروخ وطائرة مُسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون أن تكون لها نتائج عسكرية مؤثرة، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» لليوم الخامس (رويترز)
الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» لليوم الخامس (رويترز)

وشنت إسرائيل 5 موجات من ضرباتها الجوية ابتداء من 20 يونيو الماضي رداً على الهجمات الحوثية، مستهدفة بنية تحتية؛ بما فيها ميناءا الحديدة ورأس عيسى على البحر الأحمر، وخزانات للوقود ومطار صنعاء، وكان آخر هذه الغارات في 10 يناير الماضي.

وأدت هجمات الحوثيين البحرية إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة، في حين استقبلوا نحو ألف غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير 2024 وحتى سريان الهدنة في غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم التي تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران.