بعد ساعات من اعتماد جامعة الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، رفضت كل من أميركا وإسرائيل المقترح. وفيما أعلن البيت الأبيض رفضه للخطة قائلاً إنها لا تعالج الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، اعتبرت «الخارجية» الإسرائيلية أن القمة «فشلت في معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».
وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كلمته أمام الكونغرس، الثلاثاء، باستعادة جميع الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، في حين وجه مسؤول كبير في إدارته انتقادات لقرارات القمة العربية التي عقدت أمس الثلاثاء في القاهرة.
فقد اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز أن الخطة العربية لإعمار القطاع «تتجاهل واقعاً مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حالياً».
وأضاف هيوز في بيان نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الخطة العربية لا تعالج حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة.
وأكد أن الرئيس ترمب متمسك برؤيته لإعادة بناء «غزة خالية من (حماس)»، ويتطلع إلى مزيد من المحادثات «لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة».
The statement issued at the Emergency Summit of the Extraordinary Arab Summit fails to address the realities of the situation following October 7th, 2023, remaining rooted in outdated perspectives. Notably, Hamas' brutal terrorist attack, which resulted in thousands of Israeli...
— Israel Foreign Ministry (@IsraelMFA) March 4, 2025
رفض إسرائيلي
من جهتها، رفضت إسرائيل بيان القمة العربية الطارئة حول قطاع غزة، معتبرة أن القمة «فشلت في معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر 2023»، وتبقى «مرتبطة برؤى قديمة».
وأعربت «الخارجية» الإسرائيلية، في بيان الثلاثاء، عقب صدور البيان الختامي للقمة، عن «استغرابها» من عدم الإشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة «حماس»، والذي وصفته بـ«الإرهابي والوحشي»، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الإسرائيليين، إضافة إلى عمليات اختطاف.
كما انتقدت إسرائيل اعتماد خطة مصر بشأن غزة على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مشيرة إلى ما وصفته بـ«الفساد ودعم الإرهاب، وفشل هاتين الجهتين في حل المشكلة».
قالت: «لا تزال الخطة تعتمد على السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا، وكلتاهما أثبتتا مراراً الفساد، ودعم الإرهاب، والفشل في حل القضية».
وقال بيان «الخارجية» الإسرائيلية: «على مدار 77 عاماً، استخدمت الدول العربية الفلسطينيين بوصفهم بيادق ضد إسرائيل، مما حكم عليهم بوضعية (لاجئين أبدية)».
كما دعت إلى النظر في مقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن «منح سكان غزة حرية الاختيار وفقاً لإرادتهم»، واعتبرت أن رفض الدول العربية لهذا المقترح «جاء دون منحه فرصة عادلة».
وأكد بيان «الخارجية» الإسرائيلية أن هجوم «حماس» «أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها»، مشددة على أن «نظامها الإرهابي في غزة يمنع تحقيق الأمن لإسرائيل وجيرانها»، معتبرة أنه «لا يمكن السماح لـ(حماس) بالبقاء في السلطة» من أجل «تحقيق السلام والاستقرار».
ودعت الدول الإقليمية إلى «التخلي عن القيود السابقة والتعاون من أجل خلق مستقبل أكثر استقراراً وأماناً في المنطقة».
وخطة ما بعد الحرب لقطاع غزة، التي اقترحتها مصر تدعو «حماس» إلى التنازل عن السلطة إلى إدارة مؤقتة حتى تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة بعد إجراء إصلاحات فيها وستسمح لنحو مليوني فلسطيني بالبقاء في القطاع.