العليمي يشدد على الحزم العسكري للتصدي لاعتداءات الحوثيين

دعوات قبلية لإطلاق معركة تحرير شاملة

الجيش اليمني يتصدى لهجمات حوثية متصاعدة في جبهات مأرب والجوف (الإعلام العسكري اليمني)
الجيش اليمني يتصدى لهجمات حوثية متصاعدة في جبهات مأرب والجوف (الإعلام العسكري اليمني)
TT

العليمي يشدد على الحزم العسكري للتصدي لاعتداءات الحوثيين

الجيش اليمني يتصدى لهجمات حوثية متصاعدة في جبهات مأرب والجوف (الإعلام العسكري اليمني)
الجيش اليمني يتصدى لهجمات حوثية متصاعدة في جبهات مأرب والجوف (الإعلام العسكري اليمني)

على وقع التصعيد الحوثي المتعاظم على خطوط التماس مع قوات الجيش اليمني، لا سيما في محافظتي مأرب والجوف، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي على التعامل الحازم مع اعتداءات الميليشيات ورفع اليقظة والجاهزية العسكرية.

وتزامنت تصريحات العليمي مع دعوات قبلية لإطلاق معركة تحرير شاملة ضد الجماعة المدعومة من إيران، مع التأكيد على نبذ الخلافات وتوحيد الصف الوطني وصولاً إلى استعادة الدولة المختطفة.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي أجرى اتصالاً بوزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، للاطلاع على المستجدات العسكرية، والجاهزية القتالية، على ضوء قرار مجلس القيادة الرئاسي بشأن وحدة الجبهات في مسرح العمليات المشتركة على مختلف المستويات.

وإذ أعرب رئيس مجلس الحكم اليمني عن تقديره لتضحيات الجيش، أفادت وكالة «سبأ» بأنه استمع إلى إيجاز حول الموقف في مسرح العمليات، واطمأن على قوات الجيش بكافة تشكيلاتها ووحداتها العسكرية، وعلى الاستعداد العالي للتصدي الحازم للحوثيين وأعمالهم العدوانية ومخططاتها الإرهابية، والمضي قدماً في معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وطبقاً للوكالة، أثنى العليمي على الجاهزية القتالية العالية للجيش بكافة تشكيلاته العسكرية في ردع «اعتداءات الميليشيات العميلة للنظام الإيراني»، مشدداً على التحلي بمزيد من اليقظة، والتعامل الصارم مع مخططات الميليشيات والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وتعزيز قنوات التنسيق والاتصال بين كافة الوحدات العسكرية والأمنية.

وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي أن معركة الشعب ضد مشروع الحوثيين «هي معركة مصير، ولن تنتهي قبل تحقيق كامل أهدافها في استكمال تحرير التراب الوطني والانتصار لقيم الجمهورية والشراكة والمواطنة المتساوية».

وخلال الأسابيع الأخيرة، كثَّف الحوثيون من تحركاتهم العسكرية، لا سيما في جبهات مأرب والجوف، حيث أعلن الجيش اليمني عن التصدي للعديد من الهجمات، وسط مخاوف من توجه الجماعة المدعومة من إيران لتفجير الحرب مجدداً، ونسف التهدئة القائمة منذ نحو ثلاثة أعوام.

استعداد قبلي

رداً على تصعيد الحوثيين العسكري وتعزيزاتهم باتجاه مأرب وغيرها من المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية، عقدت قبائل مذحج وحِمْيَر لقاء في مأرب أكدت فيه جهوزيتها التامة لمواجهة الجماعة بكل الوسائل الممكنة، وإسناد الجيش حتى تحرير اليمن واستعادة مؤسسات الدولة.

وشدد اللقاء القبلي على ضرورة توحيد الصف الوطني لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني، ونبذ أي خلافات داخلية، مطالباً الحكومة الشرعية بإعلان معركة تحرير شاملة، وتوفير كافة الإمكانات العسكرية واللوجستية لدعم جبهات القتال.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية كانت استغلت الأحداث في غزة، وقامت خلال أكثر من عام بتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم «محاربة أميركا وإسرائيل»، في حين يرى مراقبون أن هذه التعبئة العسكرية الواسعة هدفها شن الحرب على المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، لا سيما في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز.

مسلحون قبليون في مأرب يدعون لإطلاق معركة شاملة ضد الحوثيين (إكس)

وإذ يتمسك المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بإمكانية التوصل إلى سلام يطوي الصراع المستمر منذ عشر سنوات، يستبعد سياسيون يمنيون أن تجنح الجماعة المدعومة إيرانياً إلى السلام، أو تتخلى عن سلاحها لمصلحة تسوية سياسية شاملة.

وكان اليمنيون مستبشرين في نهاية 2023 بالبدء في تنفيذ خريطة طريق للسلام توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن انخراط الجماعة الحوثية في الصراع الإقليمي ضمن ما يُسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، وشنّ الهجمات على السفن أدى إلى جمود هذه المساعي حتى الآن.

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، اتخذ قراراً بإعادة تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية أجنبية»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التعقيدات أمام المسار الذي تقوده الأمم المتحدة على المستوى السياسي والإنساني.

ويقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني إن الحل الأنجع هو قيام المجتمع الدولي بدعم القوات المسلحة من أجل القضاء على التهديد الحوثي، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة، وإنهاء النفوذ الإيراني في منطقة البحر الأحمر.


مقالات ذات صلة

اليمن: تجارة النفط مع الحوثيين تُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية»

الخليج وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

اليمن: تجارة النفط مع الحوثيين تُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية»

أكد وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني، الأحد، أن أي تعامل لتجار المشتقات النفطية وملاك السفن والناقلات مع مليشيا الحوثي يُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية».

«الشرق الأوسط» (عدن)
دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين على أثر غارات أميركية (د.ب.أ)

الضربات الأميركية ضد الحوثيين توسّع أهدافها في 5 محافظات يمنية

صعّدت الجماعة الحوثية من هجماتها باتجاه إسرائيل، في حين وسع الجيش الأميركي بنك ضرباته على الجماعة مستهدفاً صنعاء و4 محافظات يمنية بعشرات الغارات

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي مسؤولو الخارجية اليمنية والسورية خلال مراسم رفع العلم بمقر السفارة اليمنية في دمشق (سبأ)

اليمن يعلن إعادة فتح سفارته في دمشق... وينتظر من إيران «بادرة حُسن نية»

أكدت وزارة الخارجية اليمنية إعادة فتح أبواب سفارتها في العاصمة السورية دمشق، الأحد، وممارسة مهامها بشكل رسمي بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية الإرهابية عليها…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)

الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

وسط تحذيرات يمنية لعمال ميناء رأس عيسى من العودة للعمل تحت إكراه الحوثيين، زعمت الجماعة المدعومة من إيران إصابة 3 بحارة روس جراء ضربات أميركية على الميناء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

يمنيون ينزحون جراء تصاعد القمع الحوثي والغارات الأميركية

دفع تدهور الأوضاع المعيشية وحملات الاعتقال الحوثية والضربات الأميركية المكثفة، سكاناً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى ترك منازلهم والنزوح القسري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«القيادة المركزية»: قصفنا أكثر من 800 هدف حوثي وسنواصل الضغط

مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
TT

«القيادة المركزية»: قصفنا أكثر من 800 هدف حوثي وسنواصل الضغط

مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية يوم الأحد أنها قصفت أكثر من 800 هدف تابع للحوثيين في المحافظات اليمنية منذ مارس (آذار) ما أسفر عن مقتل مئات العناصر الحوثية والعديد من قادتهم.

وقالت القيادة في بيان إن الغارات الأميركية دمرت قدرة ميناء رأس عيسى اليمني على استقبال الوقود ما أثر على تنفيذ الحوثيين للهجمات وكسب المال. وأضافت القيادة المركزية أن عمليات قواتها ضد الحوثيين خفضت وتيرة إطلاقهم للصواريخ الباليستية بنسبة 69%، كما قلصت هجماتهم باستخدام الطائرات المسيرة بنسبة 55%.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن إيران ما زالت تقدم الدعم للحوثيين، وشددت على أنها ستواصل الضغط على الجماعة حتى استعادة حرية الملاحة البحرية، واستعادة قوة الردع الأميركية. وتنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة ضد الحوثيين، أسفرت بحسب جماعة الحوثي عن مقتل وإصابة العشرات. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهجمات على الحوثيين ستتواصل حتى إزالة ما وصفه بالخطر الذي يمثلونه على الملاحة البحرية.

وتشن جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران وتسيطر على معظم أنحاء اليمن، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعما للفلسطينيين في غزة.