اتفاقية نقل المحكومين بين مصر الإمارات... ماذا عن نجل القرضاوي؟

القاهرة بدأت إجراءات تشريعية لإقرارها

عبد الرحمن القرضاوي (وسائل التواصل الاجتماعي)
عبد الرحمن القرضاوي (وسائل التواصل الاجتماعي)
TT
20

اتفاقية نقل المحكومين بين مصر الإمارات... ماذا عن نجل القرضاوي؟

عبد الرحمن القرضاوي (وسائل التواصل الاجتماعي)
عبد الرحمن القرضاوي (وسائل التواصل الاجتماعي)

مشاورات تشريعية داخل أروقة مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى بالبرلمان)، لإقرار اتفاقية لنقل المحكوم عليهم مع الإمارات، بهدف تنفيذ الحكم القضائي في الوطن الأصلي، تأتي بعد نحو أسبوعين من تسلم أبوظبي الشاعر المصري الملاحق قضائياً بمصر، عبد الرحمن يوسف القرضاوي، من السلطات اللبنانية.

ولا يستبعد الخبير القانوني أيمن سلامة لـ«الشرق الأوسط»، إمكانية أن يطبق التشريع على حالة نجل القرضاوي، حال توفر عدة شروط؛ أبرزها وجود مثل هذه التشريعات التي تتيح إمكانية نقل المحكوم عليهم من إحدى الدولتين إلى الأخرى، لتنفيذ العقوبات في وطنهم الأصلي.

ووفق وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية (أ ش أ)، الأحد، فإن مجلس النواب أحال اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين حكومتي مصر والإمارات للجنة المختصة، في «إطار علاقات التعاون بالمجال القضائي بين البلدين»، و«إعادة الاستقرار الاجتماعي للمحكوم عليهم مع تنفيذ الحكم القضائي في الوطن الأصلي».

وتأتي المناقشات البرلمانية المصرية، بعد إعلان السلطات الإماراتية، في 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، تسلم المتهم عبد الرحمن القرضاوي من السلطات اللبنانية، بعد تورطه في أعمال من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام، وعقب ذلك، كشف مصدر مصري معني بالقضية لـ«الشرق الأوسط» عن نية القاهرة طلبه من أبوظبي.

آنذاك، قال وزير الخارجية اللبناني السابق، الدكتور عدنان منصور، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسألة الجنسية لا تمثل عائقاً فيما يتعلق بملفات تسليم المطلوبين بين الدول، ويجوز لدولة أن تقرر تسليم مطلوب لدولة أخرى بينما هذا المطلوب يحمل جنسية دولة ثالثة كما في حالة نجل القرضاوي»، موضحاً أن «الفيصل في الأمر هو وجود اتفاقية ثنائية لتسليم المطلوبين بين الدولتين المعنيتين».

كما أوضح الدكتور محمد محمود مهران، عضو الجمعيتين الأميركية والأوروبية للقانون الدولي، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، أن قواعد تسليم المطلوبين في القانون الدولي «تشترط عادةً أن يكون الشخص المطلوب تسليمه، إما من مواطني الدولة طالبة التسليم، وإما أن يكون قد ارتكب جريمة على أراضيها، وإما أن تكون هناك مصلحة قانونية مباشرة للدولة طالبة التسليم».

وبوصفها دولة جنسية القرضاوي، فإن مصر «تمتلك الأولوية القانونية في طلب تسليمه وفقاً لمبادئ القانون الدولي والاتفاقيات الثنائية، شريطة استيفاء الشروط القانونية المطلوبة للتسليم»، حسب مهران.

وكان عبد الرحمن القرضاوي الذي يحمل الجنسيتين المصرية والتركية، ويقيم في إسطنبول، تم توقيفه بلبنان في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد عودته من سوريا التي هاجم خلال وجوده فيها، مصر والإمارات، ودولاً عربية أخرى.

وجاء توقيفه آنذاك تنفيذاً لمذكرة توقيف معمَّمة عبر «الإنتربول»، بموجب حكم غيابي صادر بحقه عن القضاء المصري، يقضي بسجنه 5 سنوات، لإدانته بإذاعة أخبار كاذبة، والتحريض على العنف والإرهاب.

3 عوامل حاسمة

ذلك التشريع المصري الجاري إعداده، بحسب حديث أستاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة لـ«الشرق الأوسط»، يأتي وفقاً للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، ويتيح هذا النوع من التشريع إمكانية نقل المحكوم عليهم من إحدى الدولتين إلى الأخرى، لتنفيذ العقوبات في وطنهم الأصلي.

ويشترط للتطبيق أن تكون الجريمة المرتكبة معاقباً عليها في قوانين البلدين، وأن يتم الاتفاق بين السلطات القضائية المختصة بشأن تفاصيل النقل وآليات التنفيذ، وفق سلامة.

ويشير أستاذ القانون الدولي إلى إمكانية تطبيق هذا التشريع على حالة عبد الرحمن القرضاوي، حال توفر 3 عوامل قانونية؛ أولها التحقق مما إذا كان القرضاوي محكوماً عليه بأحكام قضائية نهائية في إحدى الدولتين، أم لا، وثانيها أن تكون الجريمة متوافقة مع المعايير المحددة في الاتفاقية الثنائية والقوانين الوطنية، وثالثها وجود تعاون فعلي بين السلطات القضائية المختصة في البلدين.



تنسيق مصري - أنغولي لدعم قضايا السلم والأمن في أفريقيا

محادثات في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)
محادثات في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)
TT
20

تنسيق مصري - أنغولي لدعم قضايا السلم والأمن في أفريقيا

محادثات في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)
محادثات في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)

توافقت مصر وأنغولا على تعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب استمرار التنسيق والتشاور المشترك في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وذلك خلال لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الأنغولي جواو لورينسو، في القاهرة، الثلاثاء.

وناقش الرئيسان جهود حفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية، إلى جانب عدد من القضايا الأفريقية، شملت الأوضاع في القرن الأفريقي والسودان والصومال وشرق الكونغو الديمقراطية.

ويرأس لورينسو الاتحاد الأفريقي، هذا العام.

وخلال اللقاء أكد السيسي «التزام بلاده بتعميق التعاون مع لواندا»، مشيراً إلى أن المحادثات «عكست تطابقاً في الرؤى، وإرادة سياسية للارتقاء بالعلاقات المشتركة»، وفق إفادة للرئاسة المصرية.

وأشار السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع لورينسو إلى أن المحادثات تناولت الأوضاع في القرن الأفريقي والسودان ومكافحة الإرهاب، وأشاد بدور الرئيس الأنغولي في الوساطة في أزمة شرق الكونغو الديمقراطية.

الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأنغولي (الرئاسة المصرية)

وركزت المحادثات على «قضايا السلم والأمن الملحة في أفريقيا»، وأشار البيان المشترك إلى إدانة السيسي ولورينسو «تصاعد الأنشطة الإرهابية في الصومال، وأكدا دعم وحدته واستقراره».

كما دعا الرئيسان إلى «وقف الأعمال العدائية في السودان، واستئناف حوار وطني شامل يخفف من معاناة السودانيين»، إلى جانب رفض «أي محاولات لتشكيل حكومة سودانية موازية».

وأكدت المحادثات ضرورة الحفاظ على المواقف الأفريقية الموحدة إزاء مختلف القضايا الدولية، وفق السيسي الذي أشار إلى «توافق البلدين بشأن قضايا التحديات الاقتصادية، وندرة المياه، وتغيُّر المناخ»، إلى جانب «استمرار التنسيق والتشاور المشترك، في مختلف المحافل الدولية والإقليمية».

كما تناولت المحادثات قضية الأمن المائي، والتعاون عبر الأنهار الدولية، حيث أكد الرئيسان «ضرورة إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، وفقاً للقانون الدولي، بطريقة شاملة تحقق المنافع المشتركة، مع احترام مبدأ (عدم الإضرار)»، وشددا على «ضرورة الامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تثير النزاعات بين الدول المشاطئة»، وفق البيان.

وتناولت المحادثات كذلك تطورات الأوضاع في غزة، وأكدت «ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، دون عوائق»، مع «دعم الخطة العربية الإسلامية للإعمار».

وعلى الصعيد الثنائي، أكد السيسي استعداد بلاده تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لأنغولا، في مجالات التنمية وبناء القدرات في قطاعات متعددة، منها الشرطة والدفاع والصحة والإعلام والسياحة والزراعة ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة والدبلوماسية.

وعقب المحادثات الثنائية، شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.

وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 34.2 مليون دولار خلال العام الماضي، مقابل 21.3 مليون دولار عام 2023، وفق إفادة للجهاز المركزي للإحصاء بمصر، الثلاثاء.

«رسالة مهمة»

يشكل التوافق المصري - الأنغولي بشأن القضايا الأفريقية «رسالة مهمة» وفق مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية الأسبق، السفير محمد حجازي، الذي أشار إلى أن المواقف الصادرة عن المحادثات «تعبِّر عن موقف أفريقي جامع تجاه التطورات في المنطقة».

وأضاف حجازي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «المشاورات تناولت التحديات الاقتصادية بأفريقيا، المتعلقة بآثار فرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية على الواردات الأفريقية، بما يهدد تنفيذ الاتفاقيات التعاقدية بين واشنطن ودول أفريقيا».

وأشار إلى «أهمية طرح ملف الأمن المائي المصري خلال المحادثات، بسبب تأثيرات أزمة (سد النهضة) الإثيوبي على علاقات دول حوض نهر النيل الأزرق».

وهناك خلاف بين إثيوبيا، ودولتي المصب - مصر والسودان - حول مشروع «سد النهضة» الذي تقيمه أديس أبابا على رافد نهر النيل الرئيسي منذ عام 2011. وتطالب القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني ملزم ينظم عملية تشغيل السد بما لا يضر بحصتيهما المائية.

وتُضاف زيارة الرئيس الأنغولي للقاهرة إلى «نشاط دبلوماسي مصري رفيع للانخراط في القضايا الأفريقية في الفترة الأخيرة»، وفق حجازي.