مصر تعمّق تعاونها مع دول حوض النيل بمشروعات مائية في رواندا

وزير الري بحث إقامة «سدود» لحصد مياه الأمطار

مباحثات وزير الري المصري مع وزيرة البيئة الرواندية (وزارة الري المصرية)
مباحثات وزير الري المصري مع وزيرة البيئة الرواندية (وزارة الري المصرية)
TT

مصر تعمّق تعاونها مع دول حوض النيل بمشروعات مائية في رواندا

مباحثات وزير الري المصري مع وزيرة البيئة الرواندية (وزارة الري المصرية)
مباحثات وزير الري المصري مع وزيرة البيئة الرواندية (وزارة الري المصرية)

سعياً لتعميق تعاونها مع دول حوض النيل، أعلنت مصر، الاثنين، إبرام مذكرة تفاهم مع رواندا، لتنفيذ مشروعات تنموية، تلبّي احتياجات رواندا في مجال المياه، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية لتبادل الخبرات في مجال إدارة المياه.

وبدأ وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، الاثنين، زيارة رسمية إلى رواندا، التقى خلالها وزيرة البيئة الرواندية، فالينتين أواماريا، وناقش الجانبان التعاون المشترك في مجال المياه، حسب إفادة للوزارة المصرية.

كما بحث الاجتماع تعزيز التعاون الثنائي المصري - الرواندي، عبر مذكرة تفاهم، تشمل تنفيذ مشروعات تنموية، تلبّي احتياجات رواندا في مجال المياه، وتنظيم برامج تدريبية، لتبادل الخبرات في مجال إدارة المياه، والإنذار المبكر لمواجهة الكوارث المائية. وأكد سويلم «التزام بلاده بدعم دول حوض النيل من خلال تنفيذ مشروعات تنموية وتقديم الدعم الفني واللوجيستي اللازم».

جانب من زيارة وزير الري المصري إلى رواندا (وزارة الري المصرية)

وحسب «الري المصرية»، ناقش سويلم اقتراحات بمشروعات تنموية لتنفيذها في رواندا، تشمل «مشروعات حماية مستجمعات المياه، لضمان جودتها واستدامتها، وحفر الآبار وبناء سدود لحصد مياه الأمطار، بهدف توفير مياه الشرب النقية للروانديين»، كما تم بحث المشروعات التنموية ذات الأولوية لرواندا لتمويلها من خلال آلية التمويل التي أطلقتها الحكومة المصرية لدول حوض النيل أخيراً.

وتسعى مصر لتعزيز تعاونها الثنائي مع دول حوض النيل لتأمين حصتها من النهر المشترك، المورد الرئيسي لها من المياه، في ظل استمرار نزاع «سد النهضة»، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011 بداعي توليد الكهرباء، بينما تخشى دولتا المصب (مصر والسودان) من تأثر حصتهما من مياه نهر النيل بسبب مشروع السد.

ويعد تعزيز التعاون الثنائي مع دول حوض النيل من أولويات السياسة الخارجية المصرية، وفق مساعدة وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية السابقة، السفيرة منى عمر، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التعاون المائي يأتي على رأس ذلك التعاون»، ودلّلت على ذلك «بمشروعات تنقية المياه والآبار الجوفية في أوغندا وكينيا وسد (جوليوس نيريري) في تنزانيا».

ويقيم تحالف من كبرى الشركات المصرية مشروع بناء سد «جوليوس نيريري» ومحطة توليد كهرومائية بقدرة 2115 ميغاواط في تنزانيا، بهدف توليد 6307 آلاف ميغاواط/ساعة سنوياً، تكفي استهلاك نحو 17 مليون أسرة تنزانية.

وتعتقد السفيرة منى عمر أن التعاون الثنائي بين مصر ودول حوض النيل «يخدم مصالحها المائية»، وقالت إن «تعزيز القاهرة لعلاقاتها مع تلك الدول، يدعم موقفها حال التصويت على اتفاقيات مياه وتعاون مشترك»، معتبرة أن «الهدف من الدعم المصري لمشروعات التنمية بدول حوض النيل الجنوبي، تعميق التعاون، وليس الحصول المباشر على المياه»، باعتبار أن نسبة المياه الواردة لمصر من الهضبة الاستوائية هي فقط نحو 15 في المائة من حصتها المائية.

وتحصل على حصتها المائية، البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، من رافدين أساسيين؛ الأول النيل الأبيض الذي ينبع من الهضبة الاستوائية، ويسهم بنحو 15 في المائة من الإيراد السنوي لنهر النيل، في حين يشكل النيل الأزرق الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية، النسبة الكبرى من إيراد النهر السنوي بواقع 85 في المائة.

بدوره، يرى خبير المياه الدولي ضياء القوصي أن «تحركات القاهرة لتعزيز تعاونها الثنائي وإقامة مشروعات في دول حوض النيل الجنوبي ضرورية»، وقال: «هذه الخطوات تدعم المصالح المصرية، في مواجهة التصرفات الأحادية الإثيوبية؛ خصوصاً في أزمتي سد النهضة واتفاقية عنتيبي».

وترفض مصر والسودان اتفاقية عنتيبي التي أُبرمت عام 2010، وتفرض إطاراً قانونياً لحل الخلافات والنزاعات، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية من دون التوافق مع دولتَي المصب مصر والسودان.

وفي منظور القوصي، «يجب أن تنفذ المساعدات المصرية لدول حوض النيل بمبدأ تبادل المنفعة مع تلك الدول»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروعات التي تنفذها القاهرة يجب أن يكون لها مردود على مصالحها المائية، ويجب ألا تكون مجانية»، منوهاً بـ«ضرورة دعم تلك الدول لحصة مصر المائية بوصفها مسألة وجودية، لا غنى عنها في خطط التنمية المصرية».

وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في أكثر من مناسبة، أن الأمن المائي لبلاده «قضية وجودية»، ولن تسمح بلاده «بالمساس بحقوقها المائية».


مقالات ذات صلة

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

شمال افريقيا سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

قال وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، الاثنين، إن بلاده تطبق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من مواردها المائية المحدودة.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
علوم تعاني مناطق غرب تكساس من جفاف شديد

هل يمكن أن تكون مياه الصرف النفطية الحل للجفاف؟

خطط لاستخدام مياه استخراج النفط للزراعة

الاقتصاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء الدول الأخرى المشاركين بقمة «مياه واحدة» في الرياض لالتقاط صورة جماعية (أ.ف.ب) play-circle 01:27

ولي العهد: السعودية قدمت 6 مليارات دولار لدعم 200 مشروع إنمائي في 60 دولة

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية أدرجت موضوعات المياه «للمرة الأولى» ضمن خريطة عمل «مجموعة العشرين» خلال رئاستها في 2020.

الاقتصاد النائب الأول لوزير الموارد المائية والري في كازاخستان بولات بكنياز (الشرق الأوسط)

قمة في الرياض لبحث مستقبل المياه بالعالم

كشف مسؤول كازاخستاني عن ملامح قمة ثلاثية لتنظيم حدث عالمي في إطار «قمة المياه الواحدة»؛ إذ تنعقد برئاسة سعودية - كازاخية - فرنسية، وبدعم من البنك الدولي.

فتح الرحمان یوسف (الرياض)
الاقتصاد جلسات علمية و11 ورقة عمل في اليوم الثاني من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (الشرق الأوسط)

رئيسة «إيرث كابيتال»: السعودية تستثمر في التقنيات لتلبية احتياجاتها المائية

أكدت الرئيسة التنفيذية لـ«إيرث كابيتال» أن السعودية إحدى الدول التي تواجه تحديات مائية ضخمة، إلا أنها تلعب دوراً ريادياً في مواجهة هذه الأزمة.

أسماء الغابري (جدة)

الحوثيون يحرمون آلاف الموظفين من «نصف الراتب»

الحوثيون عينوا الآلاف من أتباعهم في قطاع التربية والتعليم (إعلام محلي)
الحوثيون عينوا الآلاف من أتباعهم في قطاع التربية والتعليم (إعلام محلي)
TT

الحوثيون يحرمون آلاف الموظفين من «نصف الراتب»

الحوثيون عينوا الآلاف من أتباعهم في قطاع التربية والتعليم (إعلام محلي)
الحوثيون عينوا الآلاف من أتباعهم في قطاع التربية والتعليم (إعلام محلي)

فيما يواصل المعلمون في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية احتجاجاتهم للمطالبة بزيادة الرواتب، نفّذ الحوثيون مذبحة غير مسبوقة في حق المعلمين والموظفين العموميين بمناطق سيطرتهم، واستبعدوا الآلاف من قوائم صرف نصف الراتب الذي قررت الجماعة صرفه مع مطلع العام الحالي.

وأظهرت وثيقة صادرة عن مكتب التربية والتعليم في محافظة عمران (شمال صنعاء) أنه تم إسقاط أسماء 4773 من الكادر الإداري والموجهين والمفتشين في مكتب التربية والتعليم من استحقاق نصف راتب الشهر الماضي، الذي وعدت الجماعة الحوثية بصرفه بشكل غير منتظم مع بداية العام الحالي.

كما أن وثائق مشابهة أوضحت قيام مكتب التعليم في العاصمة المختطفة صنعاء بإسقاط أسماء الآلاف من الإداريين والموجهين والمفتشين العاملين في المكتب، وقد امتد الأمر إلى جهاز محو الأمية وفروعه في المحافظات، وكذلك مركز البحوث والتطوير التربوي.

ووفق مصادر عاملة في صنعاء تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن الإجراءات التي ينفذها الحوثيون شملت آلاف الموظفين في بقية المؤسسات الحكومية والمصالح.

شكوى من حرمان أكثر من 4 آلاف عامل في قطاع التعليم بمحافظة عمران (إعلام محلي)

وتشترط الجماعة الانقلابية، بعد تسعة أعوام على قطع الرواتب، أن يكون جميع المستحقين قد انتظموا في الدوام طوال هذه السنوات، وهو ما لا يمكن تحقيقه؛ لأن عشرات الآلاف من المعلمين والموظفين اضطروا إلى ترك أعمالهم نتيجة قطع المرتبات، وذهبوا للبحث عن عمل في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، أو للاغتراب في الخارج.

إجراءات مجحفة

يقول نقابيون يمنيون في قطاع التعليم إنه من غير المعقول السكوت على جريمة إسقاط أسماء عشرات الآلاف من الموظفين القدامى ذوي الخبرة والكفاءة من كشوفات صرف الراتب، بعد معاناتهم وعائلاتهم تسع سنوات من دون مرتبات ولا حقوق وظيفية ولا ترقيات ولا تسويات، فقط لأن الشخص متوفى أو بلغ أحد الأجلين.

وأعلن النقابيون في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية تضامنهم الكامل مع الموظفين القدامى الذين تم استبعاد أسمائهم، وطالبوا من الحكومة التي لا يعترف بها أحد العودة عن تلك الإجراءات.

الحوثيون أجبروا عشرات الآلاف من المعلمين على العمل دون رواتب منذ عدة أعوام (إعلام محلي)

وأكدت المصادر النقابية في صنعاء أن صرف نصف راتب لا يشمل سوى 10 في المائة من الموظفين المقطوعة مرتباتهم بمبرر تقسيمهم إلى فئات من حيث استحقاق نصف الراتب بشكل منتظم.

وبينت المصادر أن الحوثيين قاموا بإحلال نحو 60 ألف شخص في قطاع التعليم تحت اسم «متطوعين»، وهم في الغالب من أتباع وأنصار الجماعة، أو قبلوا العمل وفق توجهاتها الطائفية مقابل الحصول على خمسين دولاراً في الشهر باسم حوافز، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، وانعدام الوظائف.

ووفق هذه المصادر، فإن هناك أكثر من 160 ألف معلم وتربوي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية لم يتسلموا رواتبهم منذ نهاية عام 2016، رغم وجود إيرادات من مواني الحديدة، وشركات الاتصالات، وعائدات الزكاة، والضرائب الكبيرة التي يدفعها التجار.

وكانت وزارة الخدمة المدنية في الحكومة الحوثية غير المعترف بها قد حرمت الإداريين في قطاع التربية والتعليم من الحوافز التي يتم صرفها من عائدات صندوق دعم المعلمين، وأقدمت حالياً على حرمانهم من رواتبهم، على أن يعطوهم نصف راتب كل ثلاثة أشهر.

تصعيد في تعز

خلافاً لهذه التطورات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، رفض المعلمون في محافظة تعز الخاضعة للحكومة الشرعية (جنوب غرب) قرار نقابتهم تعليق الإضراب بموجب اتفاق مع محافظ المحافظة على منح كل معلم مبلغاً قدره 15 دولاراً بوصفه حافزاً إلى جانب الراتب الشهري، وشارك الآلاف منهم في مسيرة طافت مركز المحافظة (مدينة تعز)، مؤكدين على استمرار الإضراب، ووقف التدريس حتى الاستجابة لكامل مطالبهم.

وبحسب المعلمين المضربين، فإن المحافظ نبيل شمسان وجّه رسالة إلى وزارة الخدمة المدنية يطلب فيها اعتماد حافز شهري لكل معلم في تعز بمبلغ يساوي 15 دولاراً، إلا أن الخدمة رفضت ذلك لأن ذلك يتطلب اعتمادات من وزارة المالية.

معلمون يمنيون في تعز يتظاهرون للمطالبة بزيادة الرواتب (إعلام محلي)

ووفق هذه المصادر، فإن المعلمين في المحافظة فوجئوا بمحاولة كسر الإضراب من خلال قرار اتخذته قيادة المحافظة، وبمشاركة نقابة المعلمين اليمنيين، حيث أُعلن عن تعليق الإضراب واستئناف العملية التعليمية، على أن تتولى لجنة المتابعة وقيادة المحافظة متابعة الجانب الحكومي بشأن مطالب المعلمين.

إلا أن ذلك قوبل باعتراض من المعلمين، حيث خرجوا في مسيرة حاشدة رافضة لأي مساعٍ للالتفاف على المطالب المشروعة لهذا القطاع على حد وصف المصادر النقابية.