ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

ضربة جوية جديدة على صنعاء... و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا

صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
صورة من مقطع فيديو تُظهر مباني محترقة عقب ضربات إسرائيلية على محطة كهرباء بالحديدة اليمنية 26 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ضربت غارة جوية جديدة العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة، بعد يوم على غارات إسرائيلية مميتة، وفق جماعة «الحوثي».

وقالت «الحوثي»، في بيان: «شنّ العدوان الأميركي البريطاني، مساء اليوم، غارة على العاصمة صنعاء»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا.

وأكد أحد سكان العاصمة صنعاء، التي يُسيطر عليها الحوثيون، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»: «سمعت الانفجار واهتز منزلي».

وتأتي الغارة بعد يوم على شنّ إسرائيل ضربات استهدفت مواقع عدّة الخميس، ما أدّى إلى مقتل 6 أشخاص، 4 منهم في المطار. ويطلق الحوثيون صواريخ ومسيّرات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، في هجمات يقولون إنها لدعم الفلسطينيين. ويشنّ الحوثيون المنضوون في «محور المقاومة» الإيراني ضد إسرائيل والولايات المتحدة، منذ أشهر هجمات ضد سفن عابرة للبحر الأحمر وخليج عدن. واستدعت عشرات الهجمات، بواسطة مسيّرات وصواريخ على سفن شحن، ضربات انتقامية من جانب القوات الأميركية، وكذلك البريطانية.

وتشنّ الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على أهداف تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن؛ ردّاً على استهداف الجماعة سفناً تجارية وعسكرية أمام سواحل اليمن، تقول إنها في طريقها إلى إسرائيل.

وبشكل منفصل، تشنّ إسرائيل غارات على أهداف تابعة لجماعة «الحوثي».

ونفّذت إسرائيل أعنف ضربات لها ضد الحوثيين، الخميس، بالتزامن مع الخطبة الأسبوعية المُتَلفزة لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مستهدفة مطار صنعاء ومنشآت طاقة في صنعاء، وفي محافظة الحديدة الساحلية.

وتقول إسرائيل إن الحوثيين أطلقوا، منذ أكتوبر من عام 2023، المئات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة والصواريخ على أراضيها، مستهدفين مدناً ومدارس، كما شنّوا اعتداءات على نحو 100 سفينة كانت تبحر في مضيق باب المندب.


مقالات ذات صلة

أميركا تضرب «صواريخ ومسيّرات» للحوثيين

المشرق العربي دخان يتصاعد إثر ضربات أميركية في صنعاء الخاضعة للحوثيين المدعومين من إيران (إ.ف.ب)

أميركا تضرب «صواريخ ومسيّرات» للحوثيين

ردت الولايات المتحدة على تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، أمس، باستهداف مرافق عسكرية في صنعاء، من بينها مقر وزارة دفاع الجماعة المدعومة من إيران، ومجمع عسكري.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي تصاعُد سحابة دخان بعد غارة جوية على العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في 31 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

غارات أميركية وبريطانية على مجمّعين أمنيين في صنعاء

شن طيران حربي أميركي وبريطاني، اليوم (الثلاثاء)، 12 غارة جوية على العاصمة اليمنية صنعاء. وكشف مسؤول أميركي عن أن بلاده نفَّذت ضربات عدة ضد أهداف تابعة للحوثيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أنصار الحوثي يعرضون صاروخاً وهمياً خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يتبنون هجومين صاروخيين على إسرائيل خلال الليل

أعلن الحوثيون في اليمن اليوم (الثلاثاء) مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخين باليستيين خلال الليل على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
شؤون إقليمية الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

إسرائيل توجّه «التحذير الأخير» إلى الحوثيين

وجّه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، الاثنين، ما سمّاه التحذير الأخير إلى مسلحي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، لوقف هجماتهم الصاروخية على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي المعلمون يطالبون برفع الرواتب لتتناسب مع الزيادة في أسعار السلع (إعلام محلي)

الإضراب يوقف التعليم بمناطق يمنية خاضعة للشرعية

شل الإضراب قطاع التعليم في محافظات يمنية من بينها تعز احتجاجاً على تأخر صرف المرتبات لمدة شهرين وللمطالبة بإعادة النظر بهيكل الأجور.

محمد ناصر (تعز)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
TT

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)

كشفت منظمة حقوقية عن وسائل الجماعة الحوثية لاستقطاب القاصرين والتعامل مع ذويهم بعد مقتلهم، في الوقت الذي أنشأت فيه الجماعة معسكراً تدريبياً في محافظة الحديدة التي تشهد نشاطاً عسكرياً حوثياً مكثفاً، وأجبرت الأهالي على إلحاق أبنائهم به قسراً.

وذكرت مصادر مطلعة في جنوب محافظة الحديدة (غرب اليمن) أن الجماعة الحوثية أنشأت المعسكر للأطفال المجندين في منطقة الأشاعرة التابعة لمديرية جبل رأس، وطلبت من الأهالي إلحاق أبنائهم به، متوعدة بمعاقبة مَن يتخلف عن ذلك، حيث يشهد المعسكر تدريبات مكثفة لأطفال استقدموا من المديريات المجاورة.

وأبدى أهالي المديرية استياءهم وقلقهم من هذا التطور الذي عدوه خطيراً، وينذرهم بتجنيد أطفالهم قسراً، بعد أن كانت عمليات التجنيد في السابق تتم من خلال مساعي القادة الحوثيين والأعيان الموالين لهم، وبإغراء الأهالي بحصول أبنائهم على رواتب وامتيازات، إلى جانب التهديد المحدود الذي يمكن تلافيه بدفع الأموال للجماعة.

وطبقاً للمصادر، فإن الأنشطة الميدانية لمشرفي الجماعة الحوثية في أوساط السكان، والمتزامنة مع التحركات العسكرية المتزايدة في محافظة الحديدة أخيراً، تشير إلى أنها عازمة على تجنيد أكبر عدد من الأطفال وإلحاقهم بمعسكراتها وجبهاتها.

عرض نظمته الجماعة الحوثية جنوبي الحديدة بالتزامن مع إنشاء معسكر للأطفال (إعلام حوثي)

وكانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أعلنت، منتصف الشهر الماضي، أن مكتبها في صنعاء رصد 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن الـ18 عاماً في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة خلال عام فقط، وأخضعتهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية.

استغلال الفقر

كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، أخيراً، عن واقعة مقتل طفل من محافظة حجة (شمال غرب)، بعد 8 أشهر من تجنيد الجماعة الحوثية له، وتنظيم مراسم تشييع مُنِعت والدته وعائلته خلالها من رؤية جثمانه، وتهديدها من عواقب التشكيك أو الاعتراض على تلك الإجراءات، وإجبارها على قبول تعويضات رمزية.

ويذكر «تحالف رصد» أن الطفل غمدان الأحوس، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر، والمنتمي إلى مديرية الجميمة التابعة لمحافظة حجة، قتِل في 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي بعد 8 أشهر من استقطابه من مشرفي التجنيد في الجماعة الحوثية، وإلحاقه بمعسكرات التجنيد والزج به في خطوط قتالها الأمامية.

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

وجرى تجنيد الأحوس في 23 فبراير (شباط) الماضي، بعد أن انقطع عن الدراسة منذ العام الدراسي 2019-2020، الذي كان خلاله في المرحلة السادسة من التعليم الابتدائي، ولم يستطع مواصلة التعليم بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي فرضها كل من الانقلاب الحوثي والحرب، إلى جانب تسببهما في تدهور التعليم.

وينتمي الأحوس إلى أسرة فقيرة توفي عائلها منذ سنوات، وتركها في حالة شديدة من العوز، وبسبب اليتم والفقر لم يتمكن من إكمال تعليمه.

واتهم التحالف الحقوقي الجماعة الحوثية باستغلال حالات الفقر والعوز لدى العائلات الريفية، ومن خلال الرصد الميداني، وجد أن تركيزها ينصب على المناطق والعائلات الفقيرة ومحدودة التعليم.

وبين التحالف أن الطفل الأحوس تعرض لغسل دماغه عبر الجلسات اليومية مع أفراد يتبعون الجماعة الذين عملوا على تزويده بنبتة «القات» المخدرة و«الشمة» (مسحوق التبغ)، وهو ما تسبب في إدمانه عليهما، وأثناء تلك الجلسات كان يجري التأثير عليه من قبلهم وبسماع الأناشيد الحماسية التي تهتم الجماعة الحوثية بإنتاجها، والمعروفة شعبياً باسم «الزوامل».

باسم التضامن مع غزة وجنوب لبنان جنَّد الحوثيون آلاف الأطفال خلال الأشهر الأخيرة (أ.ب)

كما استمع خلال مجالسته للأفراد الحوثيين إلى محاضرات حول مزاعم الجماعة عن ضرورة قتال «اليهود والأمريكان» ليؤدي كل ذلك إلى اقتناعه بالالتحاق مع أقرانه ممن جرى تجنيدهم سابقاً.

وتزامن ذلك مع نشاط مسؤولي التعبئة العامة في المحافظة وإدارة أمن مديرية الجميمة في استقطاب عدد من الأطفال والمراهقين، ليكون الأحوس من بين من جرى دعوتهم لحضور دورة تدريبية قتالية وفكرية، في معسكر أبو طير العسكري الذي يقوده القيادي الحوثي عماد القاضي.

تكثيف أنشطة التحشيد

بعد ثلاثة أشهر من تجنيده تخرج غمدان، وتم تسمية الدفعة التي كان أحد أفرادها باسم «دفعة طوفان الأقصى»، ومُنِح إجازة لثلاثة أيام لزيارة أسرته، قبل أن يدفع به مع آخرين إلى جبهة حرض وميدي، شمال غربي اليمن، لتنقطع أخباره بعدها.

طفل ناجِ من معارك الحوثيين يشرح المهارات القتالية التي تلقاها (أرشيفية - أ.ب)

وبعد نحو خمسة أشهر اتصل المسؤول الحوثي، زيد دهشوش، والمعين مديراً لأمن المديرية، بأسرته وأخيه، لإبلاغهم عن مقتله، رافضاً الإدلاء بمعلومات تفصيلية حول ذلك.

ويؤكد مطهر البذيجي، الرئيس التنفيذي لـ«تحالف رصد»، أن الجماعة الحوثية تواصل تحشيد وتعبئة الأطفال لتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال بوتيرة عالية، خصوصاً في الفترة الأخيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، استعداداً لأي مواجهات محتملة مع الأطراف اليمنية الأخرى، منوهاً إلى أن المعلومات الميدانية تفيد بعقد مسؤولي التعبئة والتحشيد الحوثيين دورات مكثفة ونزولاً إلى المدارس.

ويوضح البذيجي لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء المسؤولين يطلبون من مديري المدارس إلزام جميع الطلاب بالحضور، ولفت نظر وإنذار ولي أمر كل من يتغيب عن تلك الدورات التي تستخدم فيها حرب غزة مبرراً للدعاية من أجل تعبئة الأطفال وغسل أدمغتهم وتجنيدهم.

الجماعة الحوثية تواصل حشد المزيد من المقاتلين تحت مزاعم مناصرة سكان غزة (أ.ب)

ويشير إلى أن عمليات الرصد والتوثيق لانتهاكات تجنيد الأطفال تتم عبر راصدين وباحثين ميدانيين، يعملون على إجراء مقابلات مع ذوي الضحايا والشهود، ومن خلال الرصد من المصادر المفتوحة والإنترنت وإعلام الحوثيين، وما ينشر من أخبار وفيديوهات خاصة بتجنيد الأطفال.

ويقول التحالف الحقوقي إنه رصد تجنيد الجماعة الحوثية 7171 قاصراً خلال الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) 2015 وحتى سبتمبر (أيلول) 2024، قتل منهم 5552 أثناء الأعمال القتالية والعسكرية، وأصيب 48، إلى جانب مصير مجهول لـ 907 آخرين، في حين عاد منهم 161 إلى عائلاتهم، مع استمرار 503 في القتال في صفوف الجماعة.

وتشير إحصاءات متفرقة إلى تجنيد الجماعة الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء عشرات الآلاف من الأطفال، وتقدر بعضها عددهم بأكثر من 30 ألف طفل.