ذكرى انتفاضة صالح تجمع القوى المناهضة للحوثيين

حزب «الإصلاح»: الخلافات كانت سبباً في سقوط صنعاء

معظم قادة المكونات السياسية شاركوا في إحياء ذكرى انتفاضة صالح ضد الحوثيين (إعلام حكومي)
معظم قادة المكونات السياسية شاركوا في إحياء ذكرى انتفاضة صالح ضد الحوثيين (إعلام حكومي)
TT

ذكرى انتفاضة صالح تجمع القوى المناهضة للحوثيين

معظم قادة المكونات السياسية شاركوا في إحياء ذكرى انتفاضة صالح ضد الحوثيين (إعلام حكومي)
معظم قادة المكونات السياسية شاركوا في إحياء ذكرى انتفاضة صالح ضد الحوثيين (إعلام حكومي)

تحولت الذكرى السنوية للانتفاضة التي قادها الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، إلى مناسبة لجمع أغلب القوى السياسية المناهضة للحوثيين، وللتأكيد على ضرورة التوحد في مواجهة الجماعة المدعومة من إيران.

وشهد الاحتفال الذي أقيم في مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر غربي محافظة تعز، حضور القائم بأعمال الأمين العام لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، عبد الرزاق الهجري، وهو الحزب الذي كان تزعم مناهضة نظام صالح في 2011.

حشود كبيرة من اليمنيين جددت تأييدها لانتفاضة صالح ضد الحوثيين (إعلام حكومي)

وكان الرئيس اليمني الأسبق قد قاد انتفاضة مسلحة ضد الحوثيين في 2 ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، استمرت عدة أيام، وانتهت بمقتله في الرابع من الشهر نفسه ومعه الأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي»، عارف الزوكا.

ومع مقتل صالح انتهى التحالف الشكلي الذي كان قائماً بين حزب «المؤتمر» وجماعة الحوثي الانقلابية، وخرجت مجموعات كبيرة من قيادات وكوادر الحزب والضباط والأفراد إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وتأسست قوات «المقاومة الوطنية» بقيادة ابن أخيه، العميد طارق صالح، الذي كان يقود قوات الحماية الرئاسية قبل 2011.

وقال طارق صالح الذي هو الآن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إن «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» في المخا يستضيف شخصيات من جميع الأطراف السياسية للتأكيد على روح «2 ديسمبر». ووصف ذلك التجمع بأنه «جبهة وطنية متعددة الرؤى لكنها مشتركة في الهدف ضد الحوثي وعبثه وعمالته»، وجهاداً لاستعادة الجمهورية والسلام في اليمن والمنطقة.

حضور لافت

كان الحدث اللافت في احتفالية هذا العام، حضور عبد الرزاق الهجري، القائم بأعمال الأمين العام لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الذي أكد في كلمته أن «انتفاضة 2 ديسمبر» تمثل إضافة لمعركة الخلاص الوطني التي يقودها الشعب وقواه الوطنية المخلصة منذ اليوم الأول للانقلاب المشؤوم، الذي أقدمت عليه «الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران».

وطالب الهجري، وهو أيضاً رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «الإصلاح»، بالعمل «بصدق وإخلاص يداً بيد، تحت عنوان مصير مشترك وقيادة واحدة»، موضحاً أن «الخلافات والفرقة والصراعات بين القوى الوطنية المؤمنة بقيم الثورة والجمهورية، كانت سبباً رئيسياً في سقوط الدولة وعودة الإمامة بوجهها القبيح»، في إشارة إلى الحوثيين.

القوى اليمنية شددت على أهمية استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين (إعلام حكومي)

وتحدث القائم بأعمال أمين حزب «الإصلاح» عما سماها «الجائحة الحوثية» وانقلابها على الجمهورية، وقال إنها «علّمت الجميع درساً بليغاً وقاسياً بدمائهم وأموالهم وديارهم وأشواقهم إليها»، وأكد أن الشعب اليمني «سيستمر في معركته الوطنية حتى تتم استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب وتحرير العاصمة صنعاء وكل شبر من أرض الوطن».

وأعاد الهجري التأكيد على «أن الأحزاب والمكونات السياسية تشد على أيدي رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة للعمل بروح الفريق الواحد، الملقى على عاتقه تخليص اليمن من أوجاعه، والعبور به نحو استعادة الدولة، وتحقيق الأمن والسلام والعيش الكريم لكل أبناء البلاد».

وتعهد القيادي في حزب «الإصلاح» بأن «تستمر الأحزاب والمكونات السياسية بالعمل صفاً واحداً لتحقيق الأهداف الوطنية، وفي مقدمها القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وإحلال السلام والأمن والاستقرار».

دعوة للتوحد

من جهته، أشاد سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب اليمني والأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر الشعبي»، بمواقف الرئيس صالح «وانتمائه الثابت للجمهورية».

ودعا البركاني اليمنيين كافة إلى «التوحد في مواجهة الخطر الوجودي وهزيمة المشروع الحوثي واستعادة السلام إلى البلاد»، وأشاد بالدعم الذي قدمته السعودية والإمارات لليمنيين في هذه المحطة المفصلية.

دفع الرئيس اليمني الراحل علي صالح حياته ثمناً لتحالفه التكتيكي مع الحوثيين (إعلام محلي)

أما الفريق علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية السابق، فأثنى على «جهود المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في سبيل توحيد الصف الوطني وجمع كلمة اليمنيين على مواجهة المشروع الإيراني ممثلاً بمليشيا الحوثي».

وأشاد الأحمر بإحياء ذكرى مقتل الرئيس الأسبق في «انتفاضة 2 ديسمبر»، و«اجتماع كلمة اليمنيين فيها على ضرورة الحفاظ على النظام الجمهوري ومقاومة الكهنوت الحوثي».

وأكد أن «الحفاظ على المشروع الجمهوري ومواجهة الكهنوت هو ما يجب أن تُجمع عليه مختلف القوى والمكونات حول ضرورة وحدة الكلمة نحو تحرير البلاد من ولاية الفقيه الإيرانية».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

العالم العربي غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

أبدى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية محذراً من عواقب وخيمة للتصعيد.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي 38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

أظهرت بيانات مبادرة دولية معنية برصد الأزمات والنزوح والكوارث أن التغيرات المناخية باتت وكأنها تنافس الحوثيين في تهجير اليمنيين خلال العامين الأخيرين وفق ناشطين

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

زعم الحوثيون مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أنصار الحوثيين يرددون شعارات ويرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في صنعاء 10 يناير 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يزعمون استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر

أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وقطعاً بحرية تابعة لها شمال البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

تعسفت الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً وأجبرت طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

حذّر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من مخاطر التصعيد في اليمن، وقال إن ذلك سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، وأبدى أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية.

وكان المبعوث يتحدث قبل الأنباء التي تداولت إعلان الهدنة، إذ جاءت تصريحات المبعوث خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، صباح الأربعاء (بتوقيت نيويورك)، وسبقتها نقاشات أجراها ضمن رحلاته المكوكية إلى مسقط وصنعاء وطهران والرياض.

وتأتي التحركات الأممية في إطار مساعي غروندبرغ للحفاظ على التهدئة اليمنية الهشة القائمة، وفي سياق المساعي للضغط على الحوثيين لإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية وموظفي البعثات الدبلوماسية.

وإذ أشار المبعوث إلى حملة اعتقالات الحوثيين الجديدة، فإنه قال إن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.

وحضّ المبعوث على وقف هجمات الجماعة في محافظة البيضاء، في إشارة إلى أعمال التنكيل التي ارتكبوها ضد سكان قرية «حنكة آل مسعود»، كما دعا الجماعة إلى الإطلاق الفوري لجميع الموظفين المحتجزين تعسفياً، وشدّد على الحاجة لخفض التصعيد؛ لأن 40 مليون يمني ينتظرون السلام، وفق تعبيره.

وفي حين أشار غروندبرغ إلى أن الهجمات الحوثية على الملاحة تقوض فرض السلام في اليمن، فإنه جدّد عزمه على مواصلة العمل لتحقيق السلام في اليمن. وقال إن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيكون بصيص أمل للوضع في اليمن الذي يشهد تصعيداً بين الطرفين المتحاربين على جبهات كثيرة.

غروندبرغ التقى في الرياض رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن مبارك (الأمم المتحدة)

وأضاف أن تصاعد الهجمات والهجمات المضادة في اليمن يقوض آفاق السلم والاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أن التصعيد يؤكد أن الاستقرار النسبي، وكذلك تحسن الأوضاع الأمنية القائم منذ الهدنة قد يتبددان.

وعلى النقيض من آمال غروندبرغ في إحياء عملية السلام في اليمن بعد «هدنة غزة»، تسود مخاوف يمنية من أن الحوثيين يعدون لتفجير الحرب ضد الحكومة اليمنية، مستغلين التعاطف الشعبي مع فلسطين الذي مكّنهم من تجنيد عشرات الآلاف خلال العام الماضي.

ولعل هذه المخاوف هي التي دفعت غروندبرغ للقول إنه يشعر بالقلق من أن الأطراف «قد تعيد تقييم خياراتها للسلام، وترتكب حسابات خاطئة بناءً على افتراضات خاطئة». في إشارة إلى إمكانية عودة الحرب على نطاق واسع.

الحديث عن التصعيد والمعتقلين

وتطرق إلى أضرار التصعيد الحوثي والضربات الإسرائيلية والغربية، وقال: «لقد ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة أضراراً بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي»، وأشار إلى الضرر الذي لحق بالميناء، والقوارب القاطرة العاملة في تفريغ المساعدات الإنسانية.

وأوضح أنه كرر دعواته خلال زيارته صنعاء للإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً من الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والدولية والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص.

كما حضّ الجماعة على إطلاق سراح سفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها المكون من 25 فرداً، الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني لأكثر من عام الآن.

المبعوث الأممي إلى اليمن طلب من إيران الدعم لإطلاق سراح المعتقلين لدى الحوثيين (الأمم المتحدة)

وأبدى المبعوث قلقه إزاء التقارير التي تفيد بموجة جديدة من الاعتقالات الحوثية، وتحدّث عن التصعيد على طول كثير من الخطوط الأمامية، وقال: «يجب على الأطراف اتخاذ خطوات ملموسة بشكل عاجل نحو تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد».

وتحدث غروندبرغ عن جهود مكتبه بشأن القضايا الاقتصادية والعسكرية، وقال: «استكشفنا كيف يمكن للتعاون بين الطرفين أن يفتح الباب أمام تحقيق مكاسب السلام الحاسمة. ويشمل ذلك توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات الوقود الأحفوري، والدفع الكامل لرواتب القطاع العام».

وكان المبعوث قبل إحاطته التقى مسؤولين عمانيين في مسقط، وقادة الجماعة الحوثية في صنعاء، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، ووزير الخارجية شائع الزنداني.

يُشار إلى أن اليمنيين كانوا مستبشرين في نهاية 2023 بالبدء في تنفيذ خريطة طريق للسلام توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن انخراط الجماعة الحوثية في الصراع الإقليمي ضمن ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، وشنّ الهجمات على السفن أدى إلى جمود هذه المساعي حتى الآن.

وخلال جلسة إحاطة غروندبرغ، تحدثت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وقالت إنه حان الوقت للرد على تهديدات الحوثيين، مؤكدة وجوب مساءلة إيران عن هجماتهم على الملاحة.
وأشارت المندوبة الأميركية إلى حملات الحوثيين لاعتقال الموظفين الأمميين، وموظفي البعثات الدبلوماسية، داعيةً لحرمان الجماعة من مواردها المالية المستخدمة في شن الهجمات، وتسليط الضوء على علاقتها مع حركة «الشباب» الصومالية، والتخادم معها في تهريب الأسلحة.
وفي الجلسة نفسها، أكد المندوب اليمني عبد الله السعدي، أن الوضع الإنساني والاقتصادي في بلاده لا يحتمل، وقال إن الحكومة حريصة على التعاطي مع كل الجهود للتوصل إلى تسوية سياسة، داعياً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لتطبيق قراراته بما يكفل إنهاء الانقلاب الحوثي وفق المرجعيات الدولية المتفق عليها.
وحمّل السعدي المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، وأوضح أن غياب الإرادة الدولية إزاء الحوثيين هي التي ساعدت في تحويل الحديدة إلى قاعدة لتهديد الملاحة والأمن الإقليمي.