اليمن يستلهم ماضيه في بناء السدود لمواجهة أزمة المياه

الزراعة شريان حياة لملايين الأشخاص

قدماء اليمنيين استخدموا السدود لمواجهة الجفاف وندرة المياه (الأمم المتحدة)
قدماء اليمنيين استخدموا السدود لمواجهة الجفاف وندرة المياه (الأمم المتحدة)
TT
20

اليمن يستلهم ماضيه في بناء السدود لمواجهة أزمة المياه

قدماء اليمنيين استخدموا السدود لمواجهة الجفاف وندرة المياه (الأمم المتحدة)
قدماء اليمنيين استخدموا السدود لمواجهة الجفاف وندرة المياه (الأمم المتحدة)

مع زيادة تأثيرات التغيرات المناخية على اليمن، عاد هذا البلد لاستلهام تجربته التاريخية في بناء السدود والحواجز المائية لمواجهة ندرة المياه، وتحسين الإنتاج الزراعي، والحد من آثار انعدام الأمن الغذائي الذي فاقمته الحرب التي أشعلها الحوثيون بانقلابهم على السلطة الشرعية.

ووفق الأمم المتحدة، فقد تأثر قطاع الزراعة في اليمن، وهو شريان حياة لملايين الأشخاص، وحجر الزاوية في اقتصاد البلاد، بشدة بسبب تغيُّر المناخ الشديد، كما أدى استمرار الصراع إلى تفاقم الوضع؛ ما تَسَبَّبَ في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.

كثير من اليمنيات يعملن في القطاع الزراعي (الأمم المتحدة)
كثير من اليمنيات يعملن في القطاع الزراعي (الأمم المتحدة)

ولدعم المجتمعات الزراعية في هذا البلد، يتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع «الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة» لتنفيذ مشروع الاستجابة للأمن الغذائي والمرونة الذي يموله البنك الدولي، ومن خلاله تستمر محاولة معالجة ندرة المياه وآثار تغير المناخ.

وفي محاكاة لتاريخ اليمن القديم الذي اشتهر ببناء السدود لمواجهة ندرة المياه والفيضانات، جرى إنشاء خزانين لحصاد مياه الأمطار في قرية بيت السمحي بمحافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وهو ما ساعد على تحسين وصول أفراد المجتمع إلى المياه في إطار البرنامج الذي يشارك في تنفيذه أيضاً منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، ويهدف إلى تحسين البنية التحتية للإنتاج الزراعي، وبناء القدرة على التكيف مع المناخ.

زيادة الإنتاج

يؤكد فؤاد، وهو أحد المزارعين في القرية اليمنية، أن المشروع سيزيد الإنتاج بشكل كبير في الموسم المقبل؛ لأن السكان يعتمدون على مياه الأمطار لري محاصيلهم؛ ولهذا فإنه، خلال فصل الشتاء حيث تتوقف الأمطار، تجف أراضيهم، وتتوقف الزراعة بسبب نقص مياه الري. ويبين أنه قبل المشروع كان الوضع صعباً للغاية، فلم يكن لدى سكان القرية مصدر لري المحاصيل بعد انتهاء موسم الصيف، لكن الآن تغير الوضع.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن خزانات حصاد مياه الأمطار ستساعد على زيادة الأمن الغذائي للأسر من خلال دعم المزارعين لاستصلاح الأراضي الزراعية المتدهورة، وتحسين أنظمة الري.

اليمن من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية (الأمم المتحدة)
اليمن من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية (الأمم المتحدة)

وهذا ما يؤكده منسق لجنة المجتمع المحلي، وينبه إلى أن تغيُّر المناخ أثَّر في الأراضي الزراعية في المنطقة؛ إذ يبين أنه بسبب ندرة المياه، تخلى كثير من الناس عن الزراعة؛ ولهذا فإن المشروع سيضمن استمرار الأنشطة الزراعية للسكان المحليين التي تعد مصدر دخلهم الأساسي.

ويجزم الرجل، واسمه مطيع، بأن المشروع سيؤثر بشكل إيجابي في أفراد المجتمع من خلال توسيع أراضيهم المزروعة، وزيادة إنتاج المحاصيل، وتحسين ظروفهم المعيشية.

تمكين الأُسر

تأثرت سعيدة، وهي أم لـ5 أطفال، بشدة بتدهور الأراضي بسبب تغيُّر المناخ، حيث كانت تزرع الذرة والخضراوات خلال موسم الأمطار، ولكن في الشتاء تتوقف عن ذلك بسبب ندرة المياه، وترى أن بناء خزانات حصاد مياه الأمطار سيمكِّنها من مواصلة الزراعة، وتَذْكُر أنها تمكنت من زراعة قطعتين من الأرض، وستزيد المساحة المزروعة بالري من الخزانات.

وفي حين تعبِّر المرأة هذه عن سعادتها وهي ترى مزرعتها خضراء والمحاصيل تزدهر دون ضرر، تَأْمُل أن تظل كذلك بما يكفي لزراعتها مرات عدة في موسم واحد.

تضرُّر عدد من المناطق الزراعية في اليمن نتيجة الفيضانات (إعلام حكومي)
تضرُّر عدد من المناطق الزراعية في اليمن نتيجة الفيضانات (إعلام حكومي)

ومن مزايا المشروع، أنه إلى جانب مساعدته على التخفيف من آثار ندرة المياه، فإنه طبقاً للبيانات الأممية يخلق أيضاً فرص عمل لأعضاء المجتمع المحلي؛ حيث وفر لهم الدخل، وساعدهم على اكتساب مهارات جديدة من خلال برنامج النقد مقابل العمل.

ووفق ما يذكره عبد الله، وهو المهندس ومسؤول المشروع في «الصندوق الاجتماعي للتنمية» والشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه إلى جانب تحسين الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، خلقت خزانات حصاد مياه الأمطار فرص عمل لمساعدة الناس مالياً، وزادت معها المساحات الزراعية المحلية، ومن ثم سيتحسن الأمن الغذائي من خلال توفير إمكانية الوصول إلى مصادر المياه البديلة لنحو 124 مزارعاً.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

العالم العربي الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق (إ.ب.أ)

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

بينما تتواصل الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن، تحدثت الجماعة، الاثنين، عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء غارات أميركية ضربت غرب صنعاء إلى 36 شخصاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الحوثيين يعيشون حالة من الرعب بسبب الضربات الأميركية (أ.ف.ب)

هلع الحوثيين يتعاظم عقب اصطياد قيادات وتدمير مخازن أسلحة

تعيش الجماعة الحوثية في اليمن حالة متصاعدة من الرعب بعد اصطياد المقاتلات الأميركية مخابئ لقيادات من الصف الثاني، وتدمير مخازن أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جانب من تدشين مركز صيفي حوثي في مديرية معين بصنعاء (إعلام حوثي)

اقتحامات في صنعاء تغلق مراكز صيفية حوثية لتجنيد الأطفال

شهدت صنعاء العاصمة اليمنية المختطفة من قِبل الحوثيين احتجاجات محدودة تمثلت في إغلاق مراكز صيفية تابعة للجماعة قبل أن تقوم الأخيرة بإعادة فتحها بالقوة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين مستمرة للأسبوع الخامس (أ.ب)

الغارات الأميركية تتصاعد في مأرب وتمتد إلى صعدة والحديدة والبيضاء

تصاعدت الضربات الأميركية على مواقع الجماعة الحوثية في مأرب، وامتدت إلى معقلها الرئيسي في صعدة، وصولاً إلى الحديدة غرباً، والبيضاء في الجنوب الشرقي من صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مساعدات مقدمة لليمن من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر «اليونيسف» (الأمم المتحدة)

منظمة دولية تحذر من خطر توقف المساعدات الأميركية في اليمن

حذرت منظمة العفو الدولية من أن توقف المساعدات الأميركية يعرض ملايين اليمنيين للخطر، واتهمت الحوثيين بمفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال استهداف عمال الإغاثة

محمد ناصر (تعز)

السيسي يصل إلى الكويت في ثاني محطات جولته الخليجية

أمير الكويت يستقبل الرئيس المصري (مقطع من فيديو الاستقبال من صفحة رئاسة الجمهورية)
أمير الكويت يستقبل الرئيس المصري (مقطع من فيديو الاستقبال من صفحة رئاسة الجمهورية)
TT
20

السيسي يصل إلى الكويت في ثاني محطات جولته الخليجية

أمير الكويت يستقبل الرئيس المصري (مقطع من فيديو الاستقبال من صفحة رئاسة الجمهورية)
أمير الكويت يستقبل الرئيس المصري (مقطع من فيديو الاستقبال من صفحة رئاسة الجمهورية)

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إلى دولة الكويت، في ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأها بزيارة قطر.

وكان في استقبال الرئيس المصري لدى وصوله إلى المطار الأميري، مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ولي عهد الكويت، والشيخ فهد يوسف الصباح رئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

ورافق عدد من الطائرات الحربية الكويتية الطائرة المقلة للرئيس المصري عند دخولها الأجواء الكويتية ترحيباً به، كما اصطف أطفال الكشافة الكويتية عند خروج الرئيس من المطار الأميري حاملين أعلام الدولتين الشقيقتين، في مشهد يعكس عمق الروابط بين البلدين.

وتعدّ هذه الزيارة الرسمية الثانية للرئيس السيسي لدولة الكويت منذ توليه السلطة عام 2014؛ حيث سبق أن زار الكويت عام 2015، وبحث مع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.

وكان السيسي قد اختتم زيارته لقطر، الاثنين، حيث التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة.

وصرّح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأن السيسي وآل ثاني ترأسا اجتماعاً موسعاً ضم وفدي البلدين، أعقبته جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين؛ حيث رحّب الأمير بزيارة الرئيس، مؤكداً أنها تمثل تتويجاً للزخم المتنامي في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

وأعرب السيسي عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشدداً على أهمية تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما عبر زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات القطرية في مصر، بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.

وتبادل الزعيمان الرؤى حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور هناك، من خلال السعي لتوفير المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لتجنب الكارثة الإنسانية التي يواجهها القطاع، بالإضافة إلى تبادل الرهائن والمحتجزين. وأكد الزعيمان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وشددا على ضرورة دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين.

كما تناولا العديد من القضايا والتطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا ولبنان والسودان.