الرئاسة العراقية تنفي أحكام إعدام بالجملة وتؤكد سلامة إجراءاتها بحق عناصر «داعش»

الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)
الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)
TT

الرئاسة العراقية تنفي أحكام إعدام بالجملة وتؤكد سلامة إجراءاتها بحق عناصر «داعش»

الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)
الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)

فيما نفت رئاسة الجمهورية ما اعتبرته تقارير مضللّة بشأن أحكام إعدام عشوائية، أصدر القضاء العراقي أحكام إعدام ومؤبد جديدة بحق 10 من عناصر تنظيم «داعش» في محافظة نينوى. وقال بيان لوزارة الداخلية إن «أحكاماً شديدة (إعداماً ومؤبداً) صدرت بحق عشرة إرهابيين أُلقي القبض عليهم من قبل وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في محافظة نينوى». وأضاف البيان إن «ذلك جاء بعد التحقيق معهم ومواجهتهم بالأدلة المادية الثابتة، حيث اعترفوا بانتمائهم لعصابات (داعش) الإرهابية وقيامهم بالعديد من الأعمال الإرهابية في المحافظة عام 2014، بالإضافة إلى تنفيذهم عمليات قتل بحق منتسبي القوات الأمنية والمدنيين الأبرياء».

إلى ذلك، وبالتعاون مع قوات الأسايش في إقليم كردستان (محافظة السليمانية) تمت الإطاحة بعنصر بارز ينتمي إلى التنظيم بعملية استهدفت مناطق مختلفة من محافظة السليمانية. وبحسب مصدر أمني فإن عملية الاعتقال تمت «بالتنسيق مع قوات أسايش محافظة السليمانية عبر نصب كمين لعنصر بارز في عصابات (داعش) الإجرامية، وتم اعتقاله» مبيناً إن «عملية القبض جرت بناء على معلومات استخباراتية داهمت منطقة تواجد الإرهابيين».

وفيما يعتبر التنسيق الأمني بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم بمثابة مرحلة متقدمة على صعيد التعاون الأمني والاستخباري، فقد عبرت قوى سياسية عراقية أخيراً عن اعتراضها على إرسال مدافع إلى إقليم كردستان من قبل وزارة الدفاع العراقية.

وفي هذا السياق دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الحكومة الاتحادية إلى تسليح قوات البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع العسكرية في البلاد، مؤكداً أن «البيشمركة تدافع عن العراق والإقليم والإنسانية جمعاء».

بارزاني وخلال مراسم تخرج دورة الضباط الـ29 لقوات البيشمركة من الكليّة العسكرية في زاخو قال إن «قوات البيشمركة ضربت مثالاً في الدفاع والتضحية بالنفس»، معرباً عن شكره للتحالف الدولي على «التعاون وتقديم الدعم والمساعدات للبيشمركة والجيش العراقي في الحرب ضد تنظيم داعش»، واصفاً ذلك الدعم بأنه «كان استراتيجياً وحاسماً».

كذلك دعا رئيس إقليم كردستان التحالف الدولي إلى مواصلة التنسيق والتعاون مع قوات البيشمركة والجيش العراقي. وقال بارزاني إن «تنظيم داعش لا يزال يشكل خطراً جدياً على أمن واستقرار العراق والمنطقة، ومن المهم للغاية أن يستمر التعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش».

وتابع نيجيرفان بارزاني «ننتظر من الحكومة الاتحادية أن تقوم بواجبها تجاه البيشمركة من خلال التسليح وتوفير ما تحتاجه من مستلزمات، ولا تخشى من ذلك، لأن البيشمركة تدافع عن العراق وكردستان والإنسانية جمعاء».

لا أحكام إعدام عشوائية

في الوقت الذي تواصل السلطات العراقية القبض على العديد من عناصر تنظيم داعش الذين تتطلب عملية محاكمتهم وإصدار الأحكام بحقهم إجراءات تقاضٍ معقدة، تؤخر في العادة تنفيذ أحكام الإعدام، فإن صدور مراسيم لتنفيذ تلك الأحكام غالباً ما يثير ردود فعل سلبية داخلياً وخارجياً. ويأتي رفض تلك الأحكام كونها تخالف حقوق الإنسان بحسب ما تدافع منظمات حقوقية عالمية، أو لكون العديد منها يصدر بحق أشخاص تقول عنهم القوى السنية «أبرياء انتزعت اعترافاتهم تحت التعذيب»، في وقت لا يزال الجدل قائماً بشأن تشريع قانون جديد للعفو العام بدأت قوى شيعية تربطه بتشريع قانون الأحوال الشخصية.

قوات من «البيشمركة» الكردية خلال احتفال في أربيل في 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

رئاسة الجمهورية وبعد الضجة التي أثيرت حول أحكام إعدام بالجملة قالت إن ذلك مخالف للحقيقة. وقالت الرئاسة العراقية في بيان لها إن «بعض الصفحات المشبوهة العائدة لبعض المطلوبين للقضاء وضباط المخابرات في زمن النظام السابق ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، تداولت خبراً مفاده صدور مراسيم جمهورية بالجملة للمصادقة على أحكام الإعدام الصادرة على المحكومين بالجرائم الإرهابية».

وأضاف بيان الرئاسة العراقية أن «مثل هذه الأخبار الكاذبة التي يروج لها أعداء العراق إنما تسعى لإثارة الفوضى وخلط الأوراق وتحريك الشارع في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة». وشددت الرئاسة على أن «رئاسة الجمهورية لن تتوانى عن القيام بواجباتها في المصادقة على أحكام الإعدام على الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين الأبرياء بعد أن يستوفي الحكم الإجراءات القانونية كافة من تمييز وإعادة محاكمة وعرض على لجنة العفو الخاص». ووفقاً للبيان، فإن «رئيس الجمهورية بصفته حامياً للدستور حريص على استكمال الإجراءات القانونية بحق المحكومين وهو مسؤول عن حماية دماء العراقيين الأبرياء والقصاص من قتلتهم». ودعت الرئاسة في بيانها «من صدرت بحقهم أحكام بالإعدام أو ذويهم ممن لم تستوفَ إجراءاتهم القانونية إلى تقديم طلباتهم لرئاسة الجمهورية من أجل تحويلها إلى الجهات القضائية المختصة».


مقالات ذات صلة

أميركا وحلفاؤها يدرسون مستقبل محاربة «تنظيم الدولة الإسلامية»

العالم مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا في يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)

أميركا وحلفاؤها يدرسون مستقبل محاربة «تنظيم الدولة الإسلامية»

بعد مرور 10 سنوات على الإطلاق الرسمي للعملية، التي تقودها الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة الإسلامية»، اجتمعت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم العربي جندي من قوات تحالف مكافحة «داعش» خلال دورية في العراق (أرشيفية - سنتاكوم)

البرلمان الألماني يوافق على تمديد مهمة الجيش في العراق

وافق البرلمان الألماني، اليوم (الخميس)، على تمديد التفويض الخاص بمهمة الجيش الألماني للإسهام في تحقيق الاستقرار بالعراق لمدة 15 شهراً إضافية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفته هجمات «القاعدة» في إسطنبول في 2003 (أرشيفية - وسائل إعلام تركية)

مخابرات تركيا تقبض على إرهابي من «القاعدة» بعملية في أفريقيا

كشفت المخابرات التركية عن نجاحها في القبض على أحد العناصر من تنظيم «القاعدة» الإرهابي في عملية نفذتها في إحدى الدول الأفريقية

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي قوات أميركية بسوريا (رويترز)

الجيش الأميركي: قصفنا معسكرات لتنظيم «داعش» في سوريا

ذكر الجيش الأميركي في بيان اليوم السبت أنه نفذ ضربات جوية على معسكرات لتنظيم «داعش» في سوريا أمس الجمعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دورية جنود أميركيين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا قرب الرميلان ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

السجن 14 عاماً لجندي أميركي اتهم بمحاولة مساعدة «داعش»

قالت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، إن جندياً بالجيش الأميركي حُكم عليه بالسجن 14 عاماً لمحاولته مساعدة تنظيم «داعش» في تنفيذ كمين قاتل ضد جنود أميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عراقجي يصل إلى القاهرة في أول زيارة لوزير خارجية إيراني منذ 2013

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)
TT

عراقجي يصل إلى القاهرة في أول زيارة لوزير خارجية إيراني منذ 2013

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة مساء الأربعاء، وفق الإعلام الرسمي في طهران، في أول زيارة لمسؤول إيراني على هذا المستوى إلى مصر منذ 2013، وتأتي في خضم التصعيد في الشرق الأوسط.

ووصل عراقجي إلى القاهرة آتيا من عمّان، في إطار جولة إقليمية شملت أيضا لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان. وتأتي الجولة في ظل تهديد إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها مطلع الشهر الجاري، وتوعّدت طهران بالرد على أي اعتداء يطالها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد القاهرة، سيزور عراقجي تركيا، بحسب الخارجية الإيرانية.

وأطلقت إيران في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل. وقالت طهران إن الهجوم كان انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، والأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله مع الجنرال في «الحرس الثوري» عباس نيلفوروشان في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر (أيلول).

وكان الهجوم الإيراني الثاني من نوعه ضد الدولة العبرية منذ أبريل (نيسان).

وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني. وقال وزير دفاعها يوآف غالانت إن ردّ الدولة العبرية سيكون "فتّاكا ودقيقا ومفاجئا". من جهتها، توعدت طهران بأنها ستردّ في المقابل على أي اعتداء يستهدفها.

وفي إطار المداولات الدبلوماسية المكثفة خلال الآونة الأخيرة، أجرى عراقجي اتصالا هاتفيا مع كل من نظيره الفرنسي جان-نويل بارو والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء، بحسب ما أكدت طهران.

وزيارة عراقجي هي الأولى لمسؤول إيراني على هذا المستوى الى القاهرة مذ حلّ فيها وزير الخارجية علي أكبر صالحي في 2013 في إطار جولة إفريقية. وهي تأتي في ظل تقارب تشهده العلاقات بين مصر وإيران خلال الأشهر الأخيرة.