ميقاتي: لا نريد المزيد من الدماء والدمار... والحل الدبلوماسي مربح للجانبين

أكّد الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار

TT

ميقاتي: لا نريد المزيد من الدماء والدمار... والحل الدبلوماسي مربح للجانبين

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال مؤتمر صحافي في السراي الحكومي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال مؤتمر صحافي في السراي الحكومي (أ.ف.ب)

قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن لبنان في حاجة إلى وقف إطلاق النار؛ لإنهاء الأعمال القتالية المتصاعدة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، مشيراً إلى أن نحو 1.2 مليون شخص في مختلف أنحاء لبنان نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، نظّمه «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان»، وهو منظمة غير هادفة للربح، مقرها الولايات المتحدة: «أوقِفوا القتال، لا نريد المزيد من الدماء، لا نريد المزيد من الدمار، هناك حاجة مُلِحّة لوقف إطلاق النار».

وأضاف ميقاتي أن الحل الدبلوماسي للحرب المتصاعدة سيكون «مُربِحاً للجانبين»، بالنسبة لإسرائيل ولبنان، وأن «جميع الأطراف» ستحترم مثل هذا الاتفاق.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال، إنه يأمل في نشر 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني في الجنوب إذا جرى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعلن اعتراض «هدف جوي مشبوه» قبالة سواحل تل أبيب

شؤون إقليمية دخان يتصاعد من مرتفعات الجولان قرب بحيرة طبريا جراء صواريخ أطلقها «حزب الله» (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل تعلن اعتراض «هدف جوي مشبوه» قبالة سواحل تل أبيب

أعلن سلاح الجو الإسرائيلي، فجر اليوم (الخميس)، اعتراض «هدف جوي مشبوه» قبالة سواحل منطقة جوش دان في تل أبيب، وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي. وسمع دوي…

«الشرق الأوسط» ( تل أبيب)
المشرق العربي جانب من الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس بعد ليلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة (الشرق الأوسط)

إسرائيل و«حزب الله» ينتقلان إلى الالتحام المباشر

انتقلت المواجهات بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي إلى مرحلة «الالتحام المباشر»، حيث أعد مقاتلو الحزب كمائن لقوات إسرائيلية كانت تدخل إلى الأراضي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية منذ ليل أمس (رويترز)

إسرائيل تواصل ضرب «الضاحية الجنوبية»... وتقصف بناية وسط بيروت

دعا الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم (الخميس)، سكّان خمسة مبان تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين قربها إخلاء مساكنهم «فوراً».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة لمبنى سكني استهدفته غارة جوية إسرائيلية في حي الباشورة ببيروت (ا.ف.ب)

قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الباشورة وسط بيروت

وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 11 جراء ضربة إسرائيلية على منطقة الباشورة بوسط بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية (رويترز)

خلال 24 ساعة... 46 قتيلاً جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان

قتل 46 شخصاً وأصيب 85 بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت الأربعاء مناطق مختلفة من لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وسط تكثيف إسرائيل غاراتها على ما…

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الحوثيون يتوجسون من اغتيالات إسرائيلية مقبلة

الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين استهدفت منشآت الوقود والكهرباء في الحديدة (إعلام حوثي)
الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين استهدفت منشآت الوقود والكهرباء في الحديدة (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يتوجسون من اغتيالات إسرائيلية مقبلة

الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين استهدفت منشآت الوقود والكهرباء في الحديدة (إعلام حوثي)
الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين استهدفت منشآت الوقود والكهرباء في الحديدة (إعلام حوثي)

إلى ما قبل تمكن إسرائيل من تصفية الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني ومجموعة من قيادات الحزب المدنية والعسكرية كانت الجماعة الحوثية في اليمن تعتقد أنها بعيدة عن الاستهداف المباشر من قبل إسرائيل لكن قادتها الآن باتوا يخشون أن يكونوا الهدف المقبل.

وفي حين اعتمدت الجماعة في بناء قدرتها العسكرية وحتى أدائها الإعلامي على الإشراف المباشر من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني، إلا أن الاختراق الكبير الذي حدث للطرفين خلال الفترة الأخيرة أشاع أجواء من الخوف لدى قادتها، وفق مصادر قريبة من الجماعة، أفادت بأنه تم التخلص من كل أجهزة «البيجر» عقب تفجير هذه الأجهزة لدى جماعة «حزب الله».

عبد الملك الحوثي يعيش متخفياً في كهوف صعدة (إعلام حوثي)

وباستثناء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الذي ظل مكان اختبائه في أحد الكهوف الجبلية سرياً وإن كان يتنقل بين صنعاء وصعدة فإن القيادات العسكرية للجماعة اعتادت التنقل في مناطق سيطرتها بحرية، بخاصة خلال سنوات التهدئة التي بدأت بهدنة أممية في أبريل (نيسان) الماضي.

كما أن هذه القيادات -وفق مصادر قريبة من الجماعة- تستخدم الهواتف الجوالة أو الاتصالات الأرضية لأن مراكز هذه الشركات في مناطق سيطرتها، لكن المصادر بينت أن الوضع الآن اختلف تماماً بعد تصفية معظم الصف القيادي لـ«حزب الله» اللبناني.

وبحسب رواية هذه المصادر فإن قادة الجماعة الحوثية وإن قرروا تصعيد إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل إلا أنهم باتوا يدركون أنهم سيكونون الهدف المقبل، بخاصة مع فشل الفصائل العراقية الموالية لإيران في استهداف إسرائيل بعد الضربات التي تلقاها «حزب الله» اللبناني.

إشراف «حزب الله»

ويؤكد ضابط سابق في المخابرات اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن حسن نصر الله أشرف بشكل كامل على البناء التنظيمي للحوثيين، إذ تولت القيادة العسكرية لـ«حزب الله» مهمة تدريب مقاتلي الجماعة والإشراف على تهريب الأسلحة والأموال من إيران إلى اليمن استناداً إلى الخبرة الطويلة للحزب في هذا الجانب.

كما تولى «حزب الله» مهمة الإشراف على استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأداء الإعلامي للحوثيين حيث لا تزال القناة الرسمية للجماعة (المسيرة) تبث حتى اليوم من بيروت ويتولى كوادر الحزب وفنيوه إدارتها مع قناة «الساحات» الرديفة لها.

«حزب الله» اللبناني أشرف على تدريب وتسليح الحوثيين وإدارة معاركهم منذ بداية تمردهم (رويترز)

وطبقاً لهذه الرواية فإن الوجود الفعلي لخبراء «حزب الله» اللبناني وعناصر الحرس الثوري في اليمن يعود إلى ما قبل عام 2006 خلال المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين الذين أعلنوا التمرد على السلطة المركزية في منتصف 2004 في محافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

وذكر المصدر أنه بعد تمكن القوات الحكومية من محاصرة الحوثيين في مدينة صعدة القديمة وافقوا على الانسحاب منها ولكنهم اشترطوا خروجهم في حافلات معتمة حتى لا يعرف هوية الأشخاص الذين يستقلّونها.

وقال إن المخابرات اليمنية كانت على علم بأن هناك أعداداً من عناصر «حزب الله» والحرس الثوري في الموقع لكن القرار السياسي في صنعاء قبل بوساطة إقليمية ووافق على خروجهم بحافلات معتمة.

الخوف من انتفاضة شعبية

ربطت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بين مخاوف الحوثيين وحملة الاعتقالات التي تواصل الجماعة تنفيذها حتى الآن ضد المحتفلين بالذكرى السنوية لـ«ثورة 26 سبتمبر» بعد أن شملت المئات من الشبان والأطفال معظمهم في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) قبل أن تمتد إلى صنعاء ومحافظات حجة وذمار وعمران.

وجزمت المصادر بأن الجماعة الحوثية باتت تخشى من عملية إسرائيلية مشابهة لما حدث لـ«حزب الله» اللبناني وأن يرافق ذلك انتفاضة شعبية موازية نتيجة حالة الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها.

الجماعة الحوثية شنت اعتقالات واسعة في مناطق سيطرتها خشية انتفاضة شعبية (رويترز)

ويقول أحد السكان في مديرية جبلة في محافظة إب إن حملة الاعتقالات مستمرة رغم انقضاء مناسبة الاحتفال بذكرى الثورة، حيث تم استدعاء أكثر من 100 شخص اتهموا بإشعال النيران احتفالاً بالمناسبة، وأرغموا على تحرير تعهدات بعدم الاحتفال مرة أخرى أو سماع الأناشيد الوطنية.

والأمر ذاته حدث مع العشرات من الأطفال المعتقلين في صنعاء حيث طلب منهم إحضار ضمين تجاري وأن تتعهد أسرهم خطياً بعدم السماح لهم بالاحتفال مرة أخرى أو سماع الأناشيد.

وفي هذا السياق طالب محمد المقالح القيادي السابق في اللجنة الثورية الحوثية بالإفراج عن جميع المعتقلين «قبل أن ينقلب السحر على الساحر»، وفق تعبيره.

وحذر المقالح من «أيام صعبة» مقبلة، وقال إن على الحوثيين «أن يحسبوا الحساب لشعبهم أكثر من أي خطر آخر»، وهو رأي يشاركه فيه آخرون من مؤيدي الجماعة إذ يعتقدون أن قيادتهم فقدت الصواب ولم يعد بينهم عقلاء وأنهم يغامرون بالسير نحو المجهول.