كيف ينعكس التقارب المصري - التركي على الملفات الإقليمية الساخنة؟

خبراء رأوا أنه قد يُفضي إلى حلول ويفكّك أزمات

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة (الرئاسة المصرية)
TT

كيف ينعكس التقارب المصري - التركي على الملفات الإقليمية الساخنة؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة (الرئاسة المصرية)

في تحوّل قد يُسهم في إعادة رسم خريطة العلاقات الإقليمية، تشهد مصر وتركيا تقارباً ملحوظاً بعد سنوات من التوتر، وتتجه أنظار العالم إلى هذه الشراكة الناشئة، وتأثيرها المحتمل على الملفات الساخنة في المنطقة، مثل ليبيا وسوريا وغزة، إضافةً إلى توترات القرن الأفريقي وشرق المتوسط.

وعزَّزت أول زيارة رسمية للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد أخرى مماثلة لنظيره التركي رجب طيب إردوغان لمصر في فبراير (شباط) الماضي، مسار التقارب بين القاهرة وأنقرة، ودفع العلاقات نحو «حقبة جديدة»، بعد عقد من التوترات.

خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يعتقدون أن البلدين انتقلا من التعاون الثنائي إلى الإقليمي بعد هذه الزيارة، وبدا ذلك في بنود الإعلان الأول المشترك لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي عُقد برئاسة البلدين في 4 سبتمبر (أيلول) بأنقرة، خلال زيارة الرئيس المصري، لافتين إلى أن الملفات الحرجة التي يشهدها البلدان أو المنطقة قد تجد طريقاً لمقاربات وتفاهمات، ودعم مشترك واسع وغير تقليدي الفترة المقبلة، وفي الصدارة منها الملف الليبي، بحكم نفوذ ورصيد القاهرة وأنقرة فيه.

وتنقسم ليبيا بين حكومتين بالشرق والغرب، ويرتبط كل من الحكومتين بعلاقات قوية؛ إما على الجانب المصري أو الجانب التركي، وهو الأمر الذي يعزّز فرصة جَسر الفجوة بين الحكومتين المتصارعتين نتيجةً لزيادة التفاهم المصري – التركي.

وفي الصومال التي تستضيف قاعدة عسكرية تركية، وبدأت تستقبل قوات حفظ سلام مصرية، يزداد رفض مقديشو لمحاولة إثيوبيا منذ بداية العام التواجد بميناء بحري بإقليم منفصل عنها، وتدخلت أنقرة بوساطة بين الطرفين، بينما تزداد مساعي تفاهمات تركيا مع سوريا التي تجمعها علاقات جيدة مع مصر.

وإضافةً إلى ذلك تبرز تفاهمات بين البلدين ومواقف موحَّدة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، المستمرة منذ نحو عام، وكذلك رغبة معلَنة في لجم النزاع السوداني بين قوات الجيش و«الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، فضلاً عن الخلافات التركية - اليونانية - القبرصية بشرق المتوسط، في الوقت الذي تملك القاهرة علاقات واسعة مع البلدين الأخيرين.

مقاربات

وفي 4 سبتمبر الحالي صدر الإعلان المشترك لإعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي، معلناً أن مصر وتركيا «تستهدفان تعزيز السلم والرخاء والاستقرار في محيطهما وما وراءه»، مؤكداً عبر 9 بنود من 36 بنداً تعزيز مستوى التنسيق والتعاون بين البلدين بغزة.

الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا بقيادة رئيسي البلدين (الرئاسة المصرية)

وفي سوريا، أكّدت مصر وتركيا «التزامهما المشترك لتحقيق الحل الدائم والشامل للصراع ومكافحة الإرهاب، والتشديد على أهمية سيادتها»، وفي الشأن الليبي شدّدتا على «التطلع لدعم عملية سياسية بقيادة ليبية، وبتسهيل من قِبل الأمم المتحدة».

وفي منطقة القرن الأفريقي، اتفق البلدان على «أهمية ضمان السلم والأمن والاستقرار هناك، والاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية لكل دولة»، مؤكدين «دعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع بالسودان».

انعكاسات

وبرأي المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري، الدكتور عبد القادر عزوز، فإن التقارب المصري - التركي يعكس رغبة انتقال العلاقات من التطبيع إلى التعاون الاستراتيجي، لافتاً إلى أن ذلك «سينعكس إيجابياً على مختلف القضايا الإقليمية لثقل الدولتين بالمنطقة».

ويؤشر ترحيب الرئيس المصري في المؤتمر الصحافي للزيارة بمساعي التقارب بين أنقرة ودمشق، وفق الدكتور عبد القادر عزوز، إلى أن هناك تعاوناً بين القاهرة وأنقرة في محاولة حل الملفات العالقة بين تركيا وسوريا، مؤكداً أن «مصر يمكن أن تلعب دوراً هاماً في حلحلة العديد من تلك الملفات وفق مبادئ القانون الدولي».

ويتفق نائب مدير تحرير مجلة «الديمقراطية» بمركز الأهرام والباحث في الشؤون الإقليمية والتركية، الدكتور كرم سعيد، على تأثير التقارب المصري - التركي إيجاباً على التفاهمات التركية السورية، مؤكداً أن القاهرة وأنقرة دولتان وازِنتان بالمنطقة، ولديهما رصيد ونفوذ واسع بها، وتقاربهما يحمل ملامح حلول للمنطقة.

وفي صدارة الملفات التي ستتأثر بالتقارب المصري - التركي، يأتي الملف الليبي؛ أملاً في أن يُفضي إلى مقاربة موحّدة ترتكز على التعجيل بإجراء الانتخابات والتوحد العسكري، وتعزيز حالة الاستقرار، وفق سعيد، لافتاً إلى أنه «في ضوء التقارب سيكون هناك في منطقة القرن الأفريقي ترتيبات وتفاهمات مشتركة، لا سيما في الصومال فيما يتعلق بمصالح البلدين واستقرار المنطقة».

وفي هذا الصدد يرى مدير «مركز دراسات شرق أفريقيا» في نيروبي، عبد الله إبراهيم، أن كلا البلدين لديه مصالحه الخاصة بالصومال ومنطقة شرق أفريقيا، معتقداً أنه «إذا اتحدت جهودهما فإن قدرة الصومال على استرداد عافيته وأمنه واستقراره ستزيد، وستتخلّص تلك المنطقة من مخاوف نشوب حروب بها»، بخلاف «نقلة نوعية في معالجة الأزمات الإقليمية، لا سيما بشرق البحر الأبيض المتوسط، والوضع في ليبيا وفلسطين».

وعلى مسافة قريبة، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، أن «تقارب مصر وتركيا سيفيد القضية الفلسطينية بشكل غير تقليدي، وسيترتب على ذلك تعزيز أدوار المساندة أكثر عربياً ودولياً، وممارسة ضغوط أكبر مشتركة لدعم الحق الفلسطيني بكل الساحات، لا سيما الدولية، ورفض أي مساس به».

ويرى الدكتور كرم سعيد أن التقارب سينعكس على مسار القضية الفلسطينية، في ظل رؤية موحّدة تدعم إقامة دولة فلسطينية، ومع دعم تركي لافت للقاهرة في إدارة الأزمة بغزة على المستوى الإنساني أو التفاوضي، أو الرافض لاتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة تجاه مصر.

و«بكل تأكيد سيكون التحدي الأكبر من بين ملفات التقارب هو ملف غزة»، وفق ما يرى المحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو، غير أن التطابق والتوافق المصري التركي المشترك سيعزّز جهودهما الدولية في هذا الملف، مع انتقال علاقات مصر وتركيا من التعاون الثنائي إلى نظيره الإقليمي.

وبناءً على العلاقات التركية - الإثيوبية الجيدة، وكذلك المصرية - اليونانية - القبرصية بشرق المتوسط، قد يُحدث التقارب المصري - التركي حلولاً وتحركات للبلدين، سواءً في أزمة سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا، أو بين أنقرة من جانب، وأثينا ونيقوسيا من جانب آخر. يضيف طه عودة أوغلو.

أما في الملف الليبي، فيرى المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، أن مصر وتركيا لاعبان رئيسيان هناك، ولهما مشاريع إعمار، وتقاربهما سيفتح آفاقاً جديدة في حلحلة مشاكل عديدة، وبينها الأزمة الحالية بشأن اختيار محافظ للمصرف المركزي، وأيضاً إمكانية تقريب وجهات نظر الأطراف الفاعلة القريبة من البلدين في ليبيا، ووضع حلول للمشاكل التي تعرقل إجراء الانتخابات، ومنع أي صدام، إلا أن حل الأزمة الليبية بشكل عام أمر أكبر من ذلك بكثير، ولا يمكن حله بين ليلة وضحاها.

وبرأي المحلل السياسي السوداني محمد تورشين، «ستلعب تركيا دوراً هاماً في الوساطة بين إثيوبيا والصومال، ما سيفيد مصر أيضاً وأمنها القومي»، غير أنه يعتقد أن «تأثيرات الدور التركي بشأن سد النهضة ستكون محدودة في ضوء بناء السد، وكونه حالياً أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه»، متوقعاً تنسيقاً مصرياً تركياً حول دعم السودان في إحلال السلام، وتنفيذ مشاريع التنمية.


مقالات ذات صلة

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

شمال افريقيا زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

يعتقد ليبيون بأن «نفوذاً روسياً يتمدد في جنوب البلاد ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند الأخيرة إلى سبها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

المزرعة الليبية في غينيا تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً ومخصصة لإنتاج المانجو والأناناس وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

توقفت الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية الليبية مخلفة 3 قتلى و5 جرحى.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

قالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.