اليمن: ارتفاع وفيات الكوليرا في تعز إلى 36 حالة

ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا بمحافظة تعز اليمنية إلى 36 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة (أ.ف.ب)
ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا بمحافظة تعز اليمنية إلى 36 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة (أ.ف.ب)
TT

اليمن: ارتفاع وفيات الكوليرا في تعز إلى 36 حالة

ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا بمحافظة تعز اليمنية إلى 36 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة (أ.ف.ب)
ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا بمحافظة تعز اليمنية إلى 36 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة (أ.ف.ب)

أعلن مسؤول صحي يمني، الأربعاء، ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا بمحافظة تعز إلى 36 وفاة، وأكثر من 5 آلاف إصابة منذ مطلع العام الحالي.

وقال تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز في تصريح، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «إن عدد الوفيات جراء مرض الكوليرا في المحافظة ارتفع إلى 36 حالة، منذ مطلع العام الحالي».

وأضاف أن «عدد حالات الإصابة بالكوليرا في المحافظة وصل إلى 5 آلاف و45 حالة، منها 706 حالات مؤكدة بالفحص المخبري».

وحول انتشار حمى الضنك، أوضح السامعي أن «السلطات الصحية رصدت ألفاً و 898 حالة مند بداية العام الحالي حتى اليوم، دون تسجيل أي حالة وفاة بهذا المرض».

كما أشار المسؤول الصحي إلى أن «حالات الإصابة بمرض الحصبة في المحافظة بلغت ألفاً و171 حالة مشتبه في إصابتها، منها 8 وفيات خلال الفترة ذاتها».

ولفت السامعي إلى أن «استمرار الأمراض يأتي بسبب المعاناة الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي جراء تداعيات الحرب».

وحذّر من استمرار انتشار الأمراض والأوبئة جراء تواصل موسم الأمطار في البلاد، مفيداً بأن الوضع بحاجة إلى تدخل عاجل من المانحين لتوفير متطلبات القطاع الصحي، الذي يُواجه واحدة من أصعب المراحل جراء نقص التمويل.

يُشار إلى أن نحو 200 شخص لقوا حتفهم مع إصابة المئات جراء الفيضانات في عدة محافظات يمنية، منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي، وسط تحذيرات أممية من عواقب إنسانية وصحية جراء السيول.


مقالات ذات صلة

​انقلابيو اليمن ينفقون مبالغ ضخمة على احتفالات «المولد النبوي»

العالم العربي من مظاهر احتفالات الحوثيين بالمولد النبوي في صنعاء (الشرق الأوسط)

​انقلابيو اليمن ينفقون مبالغ ضخمة على احتفالات «المولد النبوي»

خصص قادة الجماعة الحوثية في اليمن مبالغ ضخمة لإنفاقها على احتفالاتهم السنوية بذكرى «المولد النبوي» متجاهلين اتساع رقعة الفقر والمجاعة وضحايا السيول.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي أضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية في اليمن جراء الفيضانات (الأمم المتحدة)

الفيضانات تشرد 63 ألف يمني خلال شهر

مع اقتراب نهاية موسم الأمطار في اليمن، أظهرت بيانات أممية أن السيول التي شهدتها البلاد خلال شهر أغسطس (آب) الماضي شردت نحو 63 ألف شخص.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي شاحنة نقل ثقيل تعرضت للانقلاب في خط الحديدة - إب (الشرق الأوسط)

سائقو الشاحنات في اليمن يشكون تهالك الطرق ويهددون بالإضراب

هدد العشرات من العاملين اليمنيين في قطاع النقل الثقيل في المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين بتنفيذ إضراب شامل احتجاجاً على التدهور الحاد في الطرق وغياب الصيانة

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي نازحة يمنية مع أطفالها في رحلة كفاح مريرة من أجل العيش (الأمم المتحدة)

قصص مؤلمة للنازحين إلى الساحل الغربي في اليمن

يحكي النازحون اليمنيون إلى الساحل الغربي هرباً من جحيم الحرب التي فجَّرها الحوثيون قصصاً مؤلمة، وسط تصاعد احتياجاتهم الإنسانية المختلفة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بعد عام من إعلان زعيم الحوثيين التغييرات الجذرية بدأت إجراءات لتغيير الهيكل الإداري للدولة اليمنية (غيتي)

الحوثيون يشكلون هياكل إدارية جديدة لتعزيز قبضتهم الانقلابية

تحت مسمى «التغييرات الجذرية»، تسعى الجماعة الحوثية لاستكمال السيطرة المطلقة على الجهاز الإداري للدولة اليمنية في مناطق سيطرتها وإحلال عناصرها والموالين لها.

وضاح الجليل (عدن)

قصص مؤلمة للنازحين إلى الساحل الغربي في اليمن

أحد النازحين يشعر بامتنان لأنه تمكن من الفرار من مناطق الصراع في الساحل الغربي لليمن (الأمم المتحدة)
أحد النازحين يشعر بامتنان لأنه تمكن من الفرار من مناطق الصراع في الساحل الغربي لليمن (الأمم المتحدة)
TT

قصص مؤلمة للنازحين إلى الساحل الغربي في اليمن

أحد النازحين يشعر بامتنان لأنه تمكن من الفرار من مناطق الصراع في الساحل الغربي لليمن (الأمم المتحدة)
أحد النازحين يشعر بامتنان لأنه تمكن من الفرار من مناطق الصراع في الساحل الغربي لليمن (الأمم المتحدة)

في نقطة الاستجابة المجتمعية على الساحل الغربي لليمن، تنقل «لطيفة» قصصاً مؤلمة عن معاناة النازحين الذين فروا من القتال في محافظة الحديدة إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، كما تكشف جانباً من مآسي الحرب التي فجَّرها الحوثيون.

بدأت هذه الشابة (لطيفة) العمل مترجمة؛ لكنها منذ سنوات تكرِّس جهدها لخدمة المجموعات الضعيفة في صفوف النازحين، فهي تستمع بتعاطف إلى «سحر» البالغة من العمر 60 عاماً، وهي إحدى النازحات اللائي عشن تجربة مروعة.

معاناة النازحين في الساحل الغربي لليمن جرفت «لطيفة» من الترجمة إلى رعايتهم (الأمم المتحدة)

كانت «سحر» على مدى الأشهر الثمانية الماضية، تنتظر أخباراً عن ابنها الذي اختفى في البحر مع 7 صيادين آخرين بعد الإبحار في طقس خطير؛ لكن زوجته فارقت الحياة، وأصبحت منذ بضعة أشهر الراعي الوحيد لأبنائه الأربعة.

تعتقد «لطيفة» أن الشعور بالمسؤولية والتعاطف مع الذين تساعدهم تجذَّر في نفسها منذ التحاقها بالعمل في المجال الإنساني؛ حيث بدأت مترجمة، ثم كرَّست كل جهدها وبشكل متزايد للمجموعات الضعيفة التي واجهتها أثناء الزيارات الميدانية.

وتقول إنها في البداية رأت الأمر فرصة مهنية، ولكن عندما شاهدت التأثير الذي أحدثه عملها على حياة الآخرين: «قررت الاستمرار في العمل بهذا المجال»، ولأنها مسؤولة عن أسرة أيضاً وتعمل في هذا الجانب منذ 18 سنة، فإنها تشعر بالامتنان لوالدتها وأختها اللتين ساعدتاها في رعاية أطفالها الأربعة على مر السنين، مما سمح لها بالموازنة بين حياتها المهنية والأمومة.

وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد أن زوجها لعب دوراً حاسماً في مساعدتها؛ إذ كان يتولى متابعة الأبناء في مدرستهم بشكل منتظم، ورعايتهم عندما يمرضون. وتقول إنه «كان أكبر داعم لي، ومصدر قوتي وتفانيّ في عملي».

مساعدة النازحين

في عملها، تربط «لطيفة» النازحين حديثاً بالخدمات التي تقدمها المنظمات الإغاثية، بما في ذلك الرعاية الصحية وإدارة وتنسيق المخيمات، والشركاء الآخرين.

وتوزع مع زملائها المبالغ النقدية على الحالات المعرضة للخطر، وتنظم جلسات التوعية والإحالات للحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.

وتساعد «لطيفة» بانتظام أشخاصاً مثل «علي» الذي وصل مؤخراً من ضواحي مديرية حيس، هرباً من الصراع المتصاعد. وعلى الرغم من ترحيب أقاربه به، فإن منزلهم كان مكتظاً بخمس عائلات، بمن في ذلك 12 طفلاً، ومولود جديد. ولهذا بينما الرجل ينتظر حلاً أفضل، أقام «علي» مأوى مؤقتاً خارج المنزل، للبقاء بالقرب من عائلته.

الأطفال في المخيمات عنوان للمأساة التي يعيشها النازحون في اليمن (الأمم المتحدة)

ويشعر الرجل بالامتنان؛ لأن جرح الرصاصة التي أصيب بها في إصبعه أثناء الهروب لم يكن أكثر شدة. وفي داخل المنزل الذي لا يمتلك سقفاً، تنشغل ابنة أخته «شيماء» برعاية مولودها الجديد؛ إذ أطلقت على المسكن اسم المنزل على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ لكن هطول الأمطار الغزيرة مؤخراً أدى إلى تدفق المياه مباشرة إلى الغرفة، ومنذ ذلك الحين، تلقت نقوداً من المنظمة الدولية للهجرة لتحسين المنزل.

تقديم الدعم

لا تتوقف «لطيفة» في مكان؛ لكنها تحرص على زيارة منتظمة للأشخاص الذين يتلقون الدعم، مثل «كاتبة» البالغة من العمر 30 عاماً، والتي توفي زوجها قبل عامين، وكانت حاملاً في شهرها الثامن بابنتها، وقد أصيبت بالصدمة؛ حيث قُتل زوجها -وهو سائق دراجة نارية- في انفجار لغم من مخلفات الحوثيين، بالقرب من خطوط المواجهة.

وحذَّرت «كاتبة» زوجها من المخاطر؛ لكن إصابة ابنتهما بالربو تتطلب أدوية مستمرة، لذلك كان عليه أن يعمل لإعالة الأسرة. ومع بدء تعافيها من الصدمة تصاعد الصراع من حولها مرة أخرى. وخوفاً على سلامة أطفالها لم يكن عليها أن تفكر كثيراً؛ خصوصاً أن منزلها تعرض في إحدى الليالي للهجوم، فهربت مع أطفالها تاركة كل شيء وراءها.

نازحة يمنية مع أطفالها في رحلة كفاح مريرة من أجل العيش (الأمم المتحدة)

لجأت «كاتبة» مع أطفالها الستة إلى شقيقها في ميناء المخا، ولكنها شعرت بالذنب لأنها اعتمدت عليه؛ لأنه كان يعول أسرته أيضاً. ولعدة أشهر، كانت تعيش على وجبة واحدة فقط في اليوم. وتقول: «لم أكن أرغب قط في أن أكون في موقف أضطر فيه إلى التسول للحصول على الطعام».

وبعد أن سمعَتْ عن الدعم الذي تقدمه المنظمات للأشخاص الضعفاء، تواصلَتْ مع «لطيفة» التي ساعدتها في الحصول على مواد غير غذائية لمطبخها؛ حيث كانت تستخدم أواني الطهي المستعارة. وتتذكر: «لم يكن لدي حتى سكين، كنت أعتمد على أي مواد يقرضني الناس إياها».

وتذكُر أنها بفضل الدعم المالي الذي حصلت عليه من منظمة الهجرة الدولية، فتحت متجراً صغيراً على قطعة من الأرض تعود ملكيتها لأخيها. ومع مزيد من المال، تأمل «كاتبة» أن تتمكن من توسيع المتجر؛ لكنها في الوقت الحالي راضية عما تمكنت من إنجازه.