تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

السيول ألحقت دماراً واسعاً في غرب اليمن

سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)
سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)
TT

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)
سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

أطلق سكان في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن دعوات للجماعة للتراجع عن قرارها بتغيير التقويم المدرسي واعتماد التقويم الهجري بدلاً عن التقويم الميلادي الذي جعل العام الدراسي يأتي في فصل الأمطار الموسمية؛ ما تسبب في مخاطر كبيرة تواجه حياتهم.

وذكر سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أقدموا على تغيير مواعيد بدء العام الدراسي وانتهائه من خلال اعتماد التقويم الهجري، وأن ذلك أدى إلى أن يبدأ العام الدراسي قبل موعده في كل دول العالم، وفي مناطق سيطرة الحكومة بشهرين، ما جعل الطلاب، خصوصاً صغار السن الذين يدرسون في الفترة المسائية، عرضةً للمخاطر؛ نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهطل على البلاد صيفاً.

المياه تغمر ساحة إحدى مدارس صنعاء والطلاب ملزمون بالدوام (إعلام محلي)

وأكد السكان أنه بعد مرور شهرين منذ بدء العام الدراسي، اتضح أن طلاب الفترة المسائية لم يداوموا فعلياً سوى نصف شهر لأن أسرهم كانت تمنعهم من الذهاب وسط الأمطار الغزيرة حفاظاً على حياتهم، كما اضطرت بعض المدارس إلى إعادتهم بعد وصولهم؛ حيث أغرقت المياه ساحات المدارس، وحوّلت الشوارع إلى أنهار نظراً لشدتها.

واستغرب السكان في أحاديثهم تجاهل وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الحوثي المخاطر التي تواجه أبناءهم نتيجة الأحوال الجوية، وتحذيرات هيئة الأرصاد من مخاطر السيول، إلا أن الوزارة مستمرة في الدوام الرسمي.

دمار واسع

في السياق نفسه، تكشّفت ملامح الكارثة التي حلّت بسكان مديرية ملحان في محافظة المحويت (غرب صنعاء)، حيث جرفت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة وانهيار حواجز للمياه، أكثر من 33 شخصاً وعشرات المنازل والمتاجر في حصيلة أولية، بينما تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى قرى المديرية ذات التضاريس الصعبة.

وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن حجم الكارثة في مديرية ملحان زاد منها هطول الأمطار الغزيرة وغير المسبوقة على المديرية، التي تتكون من جبل واحد هو الأكثر صعوبة والأخطر انحداراً في السلسلة الجبلية الغربية.

السيول جرفت قرى بأكملها في محافظة المحويت اليمنية (إعلام محلي)

وأكدت فرق الهلال الأحمر اليمني أن السيول أحدثت دماراً كبيراً في المنازل والممتلكات، وأن مجموعات من السكان تساعد فرق الإنقاذ على البحث عن أقاربهم، وأن أدوات شق وفتح الطرق تعمل على الوصول إلى المناطق المنكوبة.

من جهته، قال مسؤول محلي في محافظة المحويت إن 33 شخصاً قُتلوا وعُثر على جثامينهم، وإنه يتم البحث عن آخرين، إلا أن وسائل إعلام الجماعة الحوثية نقلت عن مسؤول بالدفاع المدني القول إنه عُثر على جثامين 12 شخصاً من إجمالي عدد المفقودين في مديرية ملحان، وإنه عُثر أيضاً على رضيع على قيد الحياة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن سكان في المنطقة القول إن 25 شخصاً لقوا حتفهم في قرية بيت شائع، بمنطقة همدان، كما تسببت السيول في جرف أكثر من 16 منزلاً، بما فيها من تموين غذائي وممتلكات، كما جرفت عدداً من المنازل والأشخاص في قرى المداور، وبيت المعلم، والمجاورة، وبيت عبيد، دون تقديم إحصاءات عن عدد الضحايا في أوساط السكان هناك.

وفي عزلة القبلة، قالت المصادر إن 7 أشخاص لقوا حتفهم، بينما بلغ عدد المنازل التي جرفتها السيول 12 منزلاً، بالإضافة إلى 7 خزانات للمياه، و4 محلات تجارية، و8 سيارات، كما جرفت سوق عزلة شرق الغزاونة، بشكل كامل، كما جرفت الطرق التي تربط بين المناطق والعزل بشكل تام.

ميدان التحرير في قلب صنعاء وقد تحول إلى بحيرة نتيجة الأمطار (إعلام محلي)

وفي مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة للحوثيين (غرب)، ذكر سكان أن السيول المقبلة من وادي سهام وصلت إلى قبالة الميناء الذي يحمل اسم المدينة نفسه، ومطاحن السنابل، وأنها غمرت عشرات المنازل في منطقة الأحواض والمنطقة المقابلة للميناء، وحاصرت السكان في هذه المناطق.

وانتقدت المحامية اليمنية البارزة هدى الصراري تخاذل الحوثيين في إنقاذ المنكوبين من السيول، وتساءلت عمّا ينتظرونه لنجدة ضحايا السيول في المديريات المنكوبة في ‫محافظة الحديدة.

وتابعت الصراري: «هل ينتظر الحوثيون مثلاً المنظمات التي اتهموها بالجاسوسية، واعتقلوا موظفيها وتم التشهير بهم بتهم كيدية وكاذبة؟». في إشارة إلى اعتقال العشرات من العاملين في المنظمات الإغاثية في مناطق سيطرة الجماعة منذ ما يزيد على شهرين، واتهامهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية ناقلة النفط اليونانية (رويترز)

الحوثيون يوافقون على قطر الناقلة «سونيون»

قالت جماعة الحوثي إنها وافقت على قطر ناقلة النفط «سونيون» بعد تواصل عدة أطراف دولية مع الجماعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يحض الحوثيين من مسقط على تغليب مصلحة اليمنيين

حض المبعوث الأممي إلى اليمن الحوثيين على وضع مصلحة اليمنيين في المقدمة، داعياً لحوار يمني بناء، ومشدداً على إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المعتقلين دون شروط.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي العليمي وعضوا مجلس القيادة الرئاسي يفتتحون مشروعاً تنموياً بتمويل سعودي (سبأ)

العليمي يؤكد الدور المحوري لتعز في المعادلة الوطنية اليمنية

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي دور محافظة تعز المحوري في المعادلة الوطنية بصفتها صانعة للتحولات ومهداً للتغيير، وحاضنة لحركات التحرر الوطني.

وضاح الجليل (عدن)

«لوفتهانزا» و«الخطوط السويسرية» تمدّدان تعليق الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت

طائرتان تابعتان للخطوط الجوية السويسرية (أرشيفية - رويترز)
طائرتان تابعتان للخطوط الجوية السويسرية (أرشيفية - رويترز)
TT

«لوفتهانزا» و«الخطوط السويسرية» تمدّدان تعليق الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت

طائرتان تابعتان للخطوط الجوية السويسرية (أرشيفية - رويترز)
طائرتان تابعتان للخطوط الجوية السويسرية (أرشيفية - رويترز)

أعلنت شركة الطيران الألمانية (لوفتهانزا)، الخميس، تمديد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران حتى الرابع من سبتمبر (أيلول) بسبب الأحداث الجارية في المنطقة. وأضافت الشركة أنها قررت تعليق الرحلات إلى بيروت حتى 30 سبتمبر. كما أعلنت الخطوط الجوية السويسرية، الخميس، أنها لن تسيّر رحلات إلى بيروت قبل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) مضيفةً أنها مدّدت تعليق رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 4 سبتمبر.

ويأتي القرار على خلفية التوترات بين إسرائيل وإيران، والتي تثير مخاوف من نشوب حرب في المنطقة، بصورة تتجاوز نطاق قطاع غزة.