انفجارات قرب سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر

أرشيفية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن (الجيش الأميركي)
أرشيفية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن (الجيش الأميركي)
TT

انفجارات قرب سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر

أرشيفية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن (الجيش الأميركي)
أرشيفية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن (الجيش الأميركي)

وقعت انفجارات عدة بالقرب من سفينتين تجاريّتين في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار، حسب ما أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان اليوم (الثلاثاء).

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية «يو كاي إم تي أو»، في مذكرة، إنها تلقت فجر اليوم بلاغاً من سفينة عن «انفجار على مسافة منها»، على بُعد 63 ميلاً بحرياً نحو جنوب غربي سواحل الحُديدة في اليمن الخاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين.

وبعد ساعات، أفاد قبطان السفينة بأنه «تمّ رصد مركب صغير يتحرّك بشكل مشبوه ويومض أضواءه باتجاه السفينة»، وسرعان ما أبلغ عن «وقوع انفجار ثان على مقربة من السفينة»، بحسب «يو كاي إم تي أو».

وقالت كل من «أمبري» و«هيئة عمليات التجارة البحرية» في مذكرتين إن السفينة وطاقمها بخير وفي الطريق إلى الميناء التالي. وفي وقت لاحق اليوم، أبلغت الهيئة عن واقعة أخرى على بعد 97 ميلاً بحرياً شمال غربي الحديدة، مضيفة أن السلطات تحقق في الأمر.

ويشن الحوثيون هجمات على الملاحة الدولية بالقرب من اليمن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة. ونفذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات رداً على هجمات الحوثيين التي تسببت في اضطراب التجارة العالمية، حيث أجبرت شركات الشحن على تحويل مسار السفن بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس، والإبحار عبر الطريق الأطول حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.


مقالات ذات صلة

واشنطن تعلن تدمير منصة صواريخ للحوثيين وزورقاً مسيراً في اليمن

الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

واشنطن تعلن تدمير منصة صواريخ للحوثيين وزورقاً مسيراً في اليمن

قالت القيادة المركزية الأميركية، إن قواتها دمرت منصة إطلاق صواريخ للحوثيين، وزورقاً مسيراً في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي صورة وزعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

ناقلة نفط تنجو من سلسلة هجمات حوثية... وأميركا تنفذ ضربات استباقية

استهدفت سلسلة هجمات يُعتقد أنها حوثية، ناقلة نفط في جنوب البحر الأحمر يومي الخميس والجمعة دون أضرار، في حين دمرت أميركا قدرات عسكرية للجماعة المدعومة من إيران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي طبيب يمني يعاين مريضاً في أحد مستشفيات صنعاء (إ.ب.أ)

اتهامات للحوثيين بإخفاء أدوية مرضى السكري المجانية

يعاني الآلاف من مرضى السكري في محافظة إب اليمنية من انعدام الأدوية المخصصة لهم مجاناً من منظمات دولية، في ظل اتهامات للجماعة الحوثية بإخفائها.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي زورق حوثي في مياه البحر الأحمر حيث تسيطر الجماعة على موانئ الحديدة (إ.ب.أ)

هيئة بريطانية: ربان ناقلة نفط يبلغ عن هجوم جنوب المخا باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الخميس إن ربان ناقلة للنفط الخام تدعى دلتا بلو أبلغ عن تعرضها لهجوم من زورقين صغيرين على بعد 45 ميلاً بحرياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لشن ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن (أرشيفية -أ.ف.ب)

ضربات أميركية استباقية تدمر قدرات عسكرية حوثية

أعلن الجيش الأميركي، الخميس، تدمير قدرات عسكرية للحوثيين في ضربات استباقية في سياق عمليات التصدي التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات المدعومة من إيران.

علي ربيع (عدن)

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
TT

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)

أثارت تصريحات متلفزة لعضو المكتب السياسي في «حماس» موسى أبو مرزوق، بشأن دور مصر ووساطتها في إنهاء «حرب غزة»، انتقادات برلمانيين وإعلاميين مصريين، استنكروا «المزايدة» على مواقف القاهرة، وذلك قُبيل محادثات مرتقبة يقودها الوسطاء، الخميس، لبحث إبرام صفقة هدنة.

وبينما استبعد السفير محمد العرابي، رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تتأثر علاقة الحركة بالقاهرة في ضوء ذلك التراشق، أكّد خبراء بالشأن الفلسطيني؛ أحدهما مقرّب من «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، «أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية».

أبو مرزوق، الذي سبق أن استضافته القاهرة لسنوات، تحدث في مقابلة متلفزة، السبت، عن أن «مصر لا يمكن أن تعدّ نفسها محايدة، وألا تقف إلى جانب المظلومين الفلسطينيين»، لافتاً إلى أن «القاهرة هي التي فقدت قطاع غزة».

وباعتقاد أبو مرزوق أن «مصر قادرة على وقف إطلاق النار وهذه المجازر في يوم واحد، في حين يواجه الشعب الفلسطيني مذابح مستمرة عبر الصواريخ، وعبر منع الدواء والغذاء عن قطاع غزة»، وفق تصريحاته الإعلامية.

موقف أبو مرزوق غير المعهود من «حماس» منذ أن بدأت تعيد علاقاتها مع مصر قبل سنوات، قُوبل بهجوم من مصريين؛ حيث استنكر عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، الاثنين، تصريحات القيادي الحمساوي، مخاطباً إياه بالقول: «أنت تدرك أن مصر لم تتخلَّ ولن تتخلَّ عن القضية الفلسطينية، رغم كل الضغوط، والشعب المصري وقيادته أبداً لم يقصروا منذ اليوم الأول، ونحن لسنا وسيطاً، ولسنا محايدين في قضية تمسّ الأمن القومي المصري والعربي».

وقال الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» (حكومية)، السبت، عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: إن «مصر تحمَّلت ما لم يتحمله أحد، منذ 7 أكتوبر حتى الآن على المستويات كافةً، في كثير من الأحيان كادت المفاوضات أن تقترب من النقطة التي يمكن من خلالها وقف القتال، وخلقت (حماس) الذريعة للمحتل، وبعد كل محاولات مصر خرج موسى أبو مرزوق ليزايد على مصر».

وانتقد الإعلامي نشأت الديهي، خلال برنامجه «بالورقة والقلم»، المذاع عبر شاشة «TEN»، السبت، أبو مرزوق، قائلاً: «نحن نتعامل بشرف وحكمة بالغة، لكن أن يأتي أقدم زعيم لحركة (حماس)، موسى أبو مرزوق، الذي كان مقيمًا في القاهرة، ويوصَف بأنه رجل عاقل، ويخطئ، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، خطأ لا يجب أن يمرّ مرور الكرام».

لم يرد موسى أبو مرزوق، أو «حماس» على انتقادات الإعلاميين المصريين، بينما طالبت «حماس»، في بيان الأحد، الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة، ووافقت عليه في 2 يوليو (تموز) الماضي، استناداً لرؤية الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو (أيار) الماضي، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات، أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال.

وبينما لم تعلق مصر رسمياً، على «عتاب أبو مرزوق»، أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، خلال لقاء مع نظيره الرواندي، أوليفيي ندوهونجيريهي، بأن «هناك جهوداً مصرية دؤوبة لإنهاء الأزمة بغزة، من خلال التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية واسعة»، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية.

وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية» محمد العرابي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر أفعال لا أبواق»، مؤكّداً أن «مصر هي السند، وتعمل لصالح الشعب الفلسطيني بكامله، وليس لفصيل معين».

وأكّد أهمية «ألا يكون هناك تغيير في موقف (حماس) في ظل قيادة جديدة لها»، في إشارة لتولّي يحيي السنوار رئاسة مكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتِيل في طهران نهاية يوليو الماضي.

ويأتي ذلك التراشق بينما تقترب جولة مفاوضات جديدة يوم الخميس المقبل، دعت لها قادة الوساطة؛ الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتوقع العرابي ألا يؤثر ذلك التراشق على العلاقة مع «حماس»، مستدركاً: «لكن المفاوضات القادمة قد تتأثر، ومع طلب (حماس) الذي يستلزم إعداداً جديداً قد يحتاج وقتاً، ليس بالضرورة أن تتم في الموعد المحدد».

وتعليقاً على تصريحات أبو مرزوق، قال الأكاديمي بالعلوم السياسية والقيادي بحركة «فتح»، جهاد الحرازين: «أي تصريحات من أي شخصية كانت لا يجب أن تؤثر على العلاقات بين الفلسطينيين ومصر، التي لم تتخلَّ عنهم في أي مرحلة، وفتحت أبوابها على مصراعيها لدعم حقوقهم».

فمصر قدّمت مساعدات إغاثية لغزة، وأنشأت مخيمات للنازحين، وتقود المطالب بحقوق الفلسطينيين في المنابر الدولية وعبر الوساطة، حسب الحرازين، الذي دعا لـ«عدم خلق عداء غير مبرَّر مع مصر»، بينما استنكر عدم انتقاد «حماس» دولاً، لم يسمّها، ترفع شعارات، ولم تقدّم أي شيء للقضية الفلسطينية، وتُضرّ بها.

في المقابل، يرى إبراهيم المدهون، المحلل السياسي الفلسطيني، المقرّب من «حماس»، أن تصريحات أبو مرزوق «حُرّفت عن معناها وقصدها الحقيقي، ولا تحمل أي إساءة لمصر»، مؤكداً أن «حماس وأبو مرزوق يحملان كل التقدير والثقة في الدور المصري».

ويعتقد أن تصريحات أبو مرزوق كانت تتطلع لتدخل مصري ودور مصري أكبر، بوصفها الدولة الأقدر على لَجْم إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات سابقة له تشيد بالدور المصري، وتعتزم إهداء انتصار غزة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويحث المدهون إعلاميّي مصر على عدم التراشق في تلك المرحلة الحرجة والجرح الفلسطيني غائر، مؤكداً أن «مصر هي الدواء، وهي التي تطبّب جروح فلسطين، ولا أحد يقبل لها أي إساءة».