«هدنة غزة»: دعم غربي يتصاعد... ودعوات لاقتناص «الفرصة»

«حماس» تطالب بالبناء على ما سبق

طفل فلسطيني يجر حقيبته في حين يفر الناس من منطقة حمد السكنية ومحيطها بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يجر حقيبته في حين يفر الناس من منطقة حمد السكنية ومحيطها بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: دعم غربي يتصاعد... ودعوات لاقتناص «الفرصة»

طفل فلسطيني يجر حقيبته في حين يفر الناس من منطقة حمد السكنية ومحيطها بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يجر حقيبته في حين يفر الناس من منطقة حمد السكنية ومحيطها بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (أ.ف.ب)

مع عد تنازلي لمحادثات مرتقبة الخميس المقبل بشأن هدنة غزة، يتصاعد دعم غربي لجهود الوسطاء بشأن إنجاز اتفاق، وسط مطالبة «حماس» ببناء الجولة المقبلة على المحادثات السابقة دون الدخول في مشاورات جديدة، وحديث إعلامي إسرائيلي عن «فرصة».

وباعتقاد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن الدعم المتصاعد لمبادرة الوسطاء يستهدف تخفيض التوتر الإقليمي، عبر إنجاز تقدم بالمفاوضات واقتناص «حماس» وإسرائيل «فرصة حقيقية لتحقيق هدنة» في أقرب وقت؛ نظراً للمخاوف الدولية من توسع الحرب بالمنطقة.

ويترقب العالم وحكومة بنيامين نتنياهو تداعيات ضربة محتملة من إيران و«حزب الله» اللبناني، رداً على اغتيال قائده فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية بطهران نهاية يوليو (تموز) الماضي.

والأسبوع الماضي، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في بيان مشترك، لاستئناف محادثات الهدنة، الخميس المقبل، دون أي تأجيل، وتلاها موافقة إسرائيل على المشاركة بالمفاوضات غير المباشرة.

تلا ذلك زخم واسع لدعم هذه الدعوة كان أحدثه، الاثنين، بإعلان باريس وبرلين ولندن، في بيان مشترك، نشرته الرئاسة الفرنسية، دعم «العمل الدؤوب» الذي تقوم به مصر وقطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأيدوا مبادرة استئناف المفاوضات الخميس، مشددين على أهمية وقف القتال فوراً.

قادة تلك الدول الثلاث أكدوا أنهم «لن يدخروا أي جهد لتهدئة التوترات»، داعين «إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شن هجمات من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات الإقليمية وتقوض إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار».

رد فعل فلسطينية في حين يتفقد الناس الأضرار التي أعقبت قصفاً إسرائيلياً على حي الشيخ رضوان بغزة (أ.ف.ب)

بالتزامن، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية، الاثنين، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: «يمكن تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة (حماس) في الأيام المقبلة، وهذه هي فرصة أخيرة، فالوسطاء اقتربوا من رفع أيديهم، كما أن الاهتمام الأميركي سينصب لاحقاً على الانتخابات الرئاسية (المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني)»، فضلاً عن تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نقلتها القناة ذاتها، بأن «الحديث عن نصر مطلق (الذي يكرره نتنياهو) ما هو إلا هراء»، وهو ما قوبل بانتقاد شديد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال إنه «يضر بفرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين».

في حين كشفت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه خلال الأيام الأخيرة، عُقدت لقاءات بين ممثلين عن فريق التفاوض الإسرائيلي والوسطاء في دولة أخرى، لم تسمها، تم خلالها تقديم مطالب إسرائيل النهائية للوسطاء والتي تضمنت «الحصول على قائمة مسبقة بأسماء الـ33 أسيراً إسرائيلياً (الأحياء والأموات) المقرر الإفراج عنهم ضمن الصفقة الإنسانية في المرحلة الأولى من مقترح بايدن المعلن في نهاية مايو (أيار) والذي يتضمن 3 مراحل. وأيضاً الحصول على حق (الفيتو) على بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم القائمة التي ستقدمها (حماس)»، لافتة إلى أن هذه المطالب نقلها الوسطاء في الأيام الأخيرة إلى «حماس». إلا أن «حماس» طالبت، الأحد، في بيان، الوسطاء بـ«تقديم خطة» لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه في 2 يوليو الماضي استناداً لرؤية بايدن وإلزام إسرائيل بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة «توفر الغطاء لعدوان الاحتلال».

وباعتقاد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، فإن المحادثات المرتقبة الخميس «تأتي في توقيت شديد الخطورة وتحمل في طياتها الفرصة الوحيدة للخروج من المأزق الإقليمي والدولي الخطير الراهن»، داعياً الأطراف إلى أن تدرك أن الهدنة ستكون «طوق نجاة للجميع».

ويتصاعد دعم العالم لمبادرة الوسطاء قبيل اجتماع الخميس، وفق السفير محمد حجازي، باعتباره «المخرج الوحيد للمنطقة للتهدئة والذي يحمل لها تصورات إيجابية»، مؤكداً أن «الهدنة ستخرج القطاع من محنته، وإسرائيل من أزمتها الخانقة، وتعزز جهود الولايات المتحدة المضطرة للوجود بقوة بالمنطقة للحيلولة دون مواجهة شاملة بين حليفتها إسرائيل، وإيران».

وتعزز اللهجة الجديدة في الإعلام الإسرائيلي، باقتناص الجولة المقبلة باعتبارها «فرصة أخيرة»، مسار إبرام صفقة، وفق تقدير الأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أحمد فؤاد أنور، لافتاً إلى أن بيان «حماس» فُهم خطأً أنه يحمل دلالة على المقاطعة للمفاوضات المرتقبة، لكنه يحمل لغة تريد إنجاز اتفاق يقدم الرئيس الجديد للمكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، بأنه «قائد سياسي».

وتترقب المنطقة أيضاً زيارة مسؤولين أميركيين للمنطقة هذا الأسبوع، وفق ما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، للصحافيين، الجمعة، بهدف بحث التوصل إلى اتفاق هدنة.

ويعول السفير حجازي على أهمية بذل مزيد من الضغوط على كافة الأطراف لتحقيق اتفاق هدنة وتخفيض التصعيد بالمنطقة، مرجحاً الوصول لـ«اتفاق مرحلي» يقود بعد ذلك لاتفاق كامل.

وباعتقاد فؤاد أنور، فإن نتنياهو نال «صورة النصر» التي يريدها باغتيال هنية، وليس أمامه إلا إبرام صفقة، متوقعاً مع توالي الضغوط على إسرائيل أن يكون هناك تقدم بالمفاوضات والذهاب لصفقة قريباً.


مقالات ذات صلة

رهائن سابقون في غزة يطالبون بعد عام من الإفراج عنهم بإعادة الباقين

شؤون إقليمية سيدة تغلق فمها وتربط يديها بحبل خلال مظاهرة في تل أبيب تطالب بإعادة المحتجزين في غزة (رويترز)

رهائن سابقون في غزة يطالبون بعد عام من الإفراج عنهم بإعادة الباقين

بعد عام على إطلاق سراحهم خلال الهدنة الوحيدة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، دعا رهائن سابقون في غزة إلى تأمين الإفراج عمن لا يزالون محتجزين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

نتنياهو يمهد لإقالة رئيس أركان الجيش بموجة انتقادات

بعد أن نجح في التخلص من وزير دفاعه، يوآف غالانت، من دون خسائر فادحة، يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإزاحة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي.

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.