ضربات أميركية استباقية تدمر قدرات عسكرية حوثية

الجماعة تبنت هجمات في البحر الأحمر دون أضرار

هجمات الحوثيين البحرية تأتي تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)
هجمات الحوثيين البحرية تأتي تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)
TT

ضربات أميركية استباقية تدمر قدرات عسكرية حوثية

هجمات الحوثيين البحرية تأتي تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)
هجمات الحوثيين البحرية تأتي تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي تدمير قدرات عسكرية للحوثيين في ضربات استباقية في سياق عمليات التصدي التي تقودها واشنطن لحماية السفن من هجمات الجماعة المدعومة من إيران، وذلك غداة تبني الجماعة هجمات في البحر الأحمر لم ينجم عنها أي ضرر.

وشهدت هجمات الجماعة الحوثية تراجعاً في الآونة الأخير من حيث العدد والأثر وخاصة عقب الضربات الإسرائيلية في 20 يوليو (تموز) الماضي على مستودعات الوقود في ميناء الحديدة الخاضع للجماعة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان يوم الخميس أن قواتها دمرت بنجاح طائرتين من دون طيار تابعة للحوثيين، ومحطة تحكم أرضية، وثلاثة صواريخ كروز مضادة للسفن في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

وقال البيان إن هذه الأسلحة شكلت تهديداً واضحاً ومباشراً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، ووصف سلوك الحوثيين المدعومين من إيران بـ«المتهور والخطير» وقال إن الجماعة مستمرة «في تهديد الاستقرار والأمن الإقليميين».

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الأربعاء، بتلقي غارتين وصفتهما بـ«الأميركية البريطانية» استهدفتا موقعاً في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) وذلك بعد ساعات من اعتراض الجيش الأميركي هجمات للجماعة فوق البحر الأحمر.

ولم تذكر الجماعة تفاصيل عن أثر الغارتين أو مكانهما الدقيق، في حين أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها نجحت في تدمير طائرة من دون طيار وصاروخين باليستيين مضادين للسفن فوق البحر الأحمر.

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لشن ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن (أرشيفية -أ.ف.ب)

ومساء الأربعاء تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع استهداف المدمرة الأميركية «كول» بعدد من الطائرات المسيرة والمدمرة الأميركية «لابون» بعدد من الصواريخ الباليستية، كما تبنى قصف سفينة الحاويات «كونتشيب أونو» التي ترفع علم ليبيريا بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

وقالت الشركة المشغلة للسفينة «كونتشيبس مانجمنت» التي تتخذ من أثينا مقراً في بيان نقلته «رويترز» إن السفينة وطاقمها بخير، كما نقلت عن مسؤول أميركي أنه لا توجد بيانات أو معلومات تؤكد ادعاء الحوثيين بتعرض سفينتين حربيتين للهجوم.

600 غارة

أقرّت الجماعة الحوثية حتى الآن بتلقّي نحو 600 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».

ويرى مراقبون يمنيون أن الضربات الاستباقية الأميركية المتلاحقة أدت إلى تراجع هجمات الجماعة الحوثية خصوصاً أنها استهدفت كثيراً من الرادارات التي توجه الهجمات ومنصات الإطلاق خلال الآونة الأخيرة.

رافعة في ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين تضررت جراء القصف الإسرائيلي (رويترز)

وتشنّ الجماعة منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تدّعي القيام بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.

غرق سفينتين

تبنى الحوثيون منذ نوفمبر الماضي العشرات من الهجمات ضد إسرائيل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم المسيّرة على تل أبيب في 19 يوليو، كما تبنّت الجماعة مهاجمة أكثر من 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وأصابت الهجمات نحو 31 سفينة، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

حطام طائرة أميركية من دون طيار زعم الحوثيون تدميرها فوق معقلهم الرئيسي صعدة (أ.ف.ب)

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وفي أكثر من مناسبة حاول زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي التبرير لخفوت هجمات جماعته في البحر الأحمر وخليج عدن، زاعماً أن هذا التراجع يعود إلى عدم وجود سفن على لائحة الاستهداف.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)
TT

وزير خارجية الأردن: قرارات «الجنائية الدولية» يجب أن تنفذ وتحترم

أيمن الصفدي (رويترز)
أيمن الصفدي (رويترز)

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن «تنفذ وتحترم»، وإن الفلسطينيين يستحقون العدالة.

ووفقاً لـ«رويترز»، فقد جاء ذلك في رد فعله على أمرَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.