مالكو مولّدات الكهرباء في مواجهة مع تعسف الحوثيين

حملات طالت بالدهم والإغلاق عشرات المحطات الخاصة

مبنى مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام محلي)
TT

مالكو مولّدات الكهرباء في مواجهة مع تعسف الحوثيين

مبنى مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام محلي)

على خلفية استمرار حملات التعسف والجباية الحوثية ضد ملاك محطات توليد الكهرباء التجارية في العاصمة المختطفة صنعاء، ومدن أخرى، هددت كيانات نقابية تتولى مهمة الدفاع عن حقوق ملاك المحطات، بقطع خدمة الكهرباء في حال استمرت الانتهاكات ضدهم.

ووفقاً لبيان مشترك لقطاع توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية بالغرفة التجارية، وجمعية محطات توليد الكهرباء الأهلية بصنعاء، فإن الخدمة لن تكون متوفرة خلال الأيام القليلة المقبلة إذا لم يتم وضع حد لتجاوزات الجماعة الانقلابية.

بيان أصدرته نقابات محطات توليد الكهرباء الخاصة في صنعاء (فيسبوك)

وذكر البيان أنه «سيتم الإطفاء الجزئي للتيار الكهربائي في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، لمدة ساعة ابتداءً من الأربعاء، من الساعة الثامنة مساءً إلى الساعة التاسعة مساءً لمدة 3 أيام حتى يتم الوصول إلى الإطفاء الكلي للتيار».

وحذر البيان النقابي من انقطاع مرتقب لخدمة تزويد السكان بالكهرباء التجارية في مناطق سيطرة الجماعة، بعد أن أصبح المستثمرون في هذا القطاع يواجهون معاملات تعسفية مستمرة من القيادي محمد البخيتي، المعين في منصب وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب.

وتطرق البيان إلى سلسلة لا حصر لها من الممارسات التي ترتكبها جماعة الحوثي ضد منتسبي قطاع الكهرباء التجارية، مؤكداً أن تلك التصرفات جعلت الكثير من ملاك المحطات يخاطرون برؤوس أموالهم ويتحملون جميع نتائج وتبعات الاستهدافات التعسفية.

ولفت البيان إلى مواصلة وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب استهداف ما تبقى من المستثمرين في قطاع الكهرباء الخاصة عبر شن سلسلة حملات تعسف وابتزاز وإغلاق لمنشآتهم التجارية، إضافة إلى وضعه الكثير من الصعوبات والعراقيل أمامهم.

ويرى مراقبون يمنيون أن تلك الممارسات التعسفية تأتي في سياق تضييق جماعة الحوثي الخناق على من تبقى من العاملين في قطاع الكهرباء التجاري الخاص بغية تطفيشهم وإحلال آخرين موالين للجماعة.

استهداف متكرر

هاجم مسؤولون في «النقابة العامة لمحطات توليد الكهرباء» التجارية بصنعاء، قادة الجماعة وحكومتها الانقلابية غير المعترف بها، على خلفية استمرار شن حملات مداهمة وخطف وإغلاق وإحالة للقضاء غير النزيه، بحق أصحاب محطات أهلية.

قيادات حوثية أثناء مداهمة إحدى محطات توليد الكهرباء في صنعاء (إعلام حوثي)

واتهموا الجماعة الحوثية بمواصلة اتخاذ مزيد من الإجراءات التعسفية مخالفة للقانون ضد العشرات من محطات التوليد في صنعاء وبقية المدن. لافتين إلى انعكاس ذلك سلباً على السكان من خلال حرمانهم من الحصول على تلك الخدمة وبأسعار مخفضة.

وحمل النقابيون في «جمعية محطات التوليد الأهلية» في صنعاء، الجماعة الانقلابية كامل المسؤولية عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بمستثمري محطات الكهرباء، وأكدوا أن الكثير من المحطات الكهربائية في جميع المدن تحت سيطرة الجماعة الحوثية لا تزال تواجه مزيداً من الإشكالات وتتعرض للدهم والابتزاز والإغلاق المستمر.

وقال سمير، وهو اسم مستعار لأحد النقابيين لـ«الشرق الأوسط»، إن الانقلابيين يتحملون المسؤولية عن الانطفاءات المرتقبة للتيار الكهربائي في سياق الخطوات التصعيدية، وأبدى اعتذاره للسكان المستفيدين من الخدمة في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة، حال انقطاعها خلال الأيام المقبلة.

وعلى وقع الاستهدافات المتكررة، يشكو سكان في صنعاء، ومدن أخرى، من ضعف كبير في الكهرباء المزودة لهم عبر شركات أهلية، كما شكوا من الانقطاع المتكرر للتيار، نتيجة الضغوط الحوثية المستمرة بحق المستثمرين في مجال الكهرباء.

عناصر حوثيون يستولون على مولد كهربائي في صنعاء (إعلام حوثي)

وكانت جماعة الانقلاب الحوثية نفذت قبل عدة أسابيع حملة استهداف واسعة طالت عشرات من المحطات التجارية في مناطق متفرقة من صنعاء، بذريعة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يسمى الاشتراك الشهري.

ويأتي استمرار الانتهاكات الحوثية ضد مالكي محطات توليد الكهرباء، في وقت لا تزال فيه خدمة التيار الحكومية منعدمة في صنعاء، والمناطق الأخرى الواقعة تحت السيطرة الحوثية منذ 2015.


مقالات ذات صلة

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي خسائر بشرية بصفوف الحوثيين جراء استمرار خروقهم الميدانية (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يشيّدون مقابر جديدة لقتلاهم ويوسّعون أخرى

خصصت الجماعة الحوثية مزيداً من الأموال لاستحداث مقابر جديدة لقتلاها، بالتزامن مع توسيعها لأخرى بعد امتلائها في عدد من مناطق العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

بيانات أممية ترصد تراجع العنف في اليمن31 %

أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين ارتفعت إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين ارتفعت إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية ترصد تراجع العنف في اليمن31 %

أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين ارتفعت إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين ارتفعت إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)

بعد مرور نحو عامين على الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية، أظهرت بيانات أممية أن مستويات العنف تراجعت خلال العام الحالي بنسبة 31 في المائة مقارنة بمستوياته خلال العام الماضي.

وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن مؤشر السلام العالمي، لا يزال يصنّف اليمن باعتباره الدولة الأقل سلاماً في المنطقة وأقل بلد مسالم على المستوى العالمي لهذا العام.

خروق الحوثيين للهدنة أدت إلى استمرار تنامي مستويات العنف (إعلام محلي)

وأكد تقرير وزَّعه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن أحداث العنف السياسي داخل اليمن شهدت انخفاضاً بنسبة 31 في المائة خلال الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين قدّرت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يقرب من 6618 شخصاً لمرة واحدة على الأقل خلال الفترة الزمنية نفسها، وهو المستوى ذاته تقريباً المسجل في الربع الثالث من العام الماضي.

وبخلاف الصراع الداخلي، ذكر برنامج الأغذية العالمي أن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أدت إلى إدخال مخاطر إضافية على الوضع في اليمن، من خلال وقوع 385 حدثاً عنيفاً في البحر الأحمر وخليج عدن بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وسبتمبر (أيلول) الماضي، بما في ذلك 76 حدثاً تم تسجيلها خلال الربع الثالث من العام الحالي.

واردات مستمرة

أظهرت بيانات الأغذية العالمي أن واردات الوقود عبر جميع المواني البحرية اليمنية ظلت دون تغيير منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأكدت أن واردات الوقود عبر مواني البحر الأحمر شهدت زيادة بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي، في حين شهدت المواني الخاضعة لسيطرة الحكومة انخفاضاً بنسبة 7 في المائة خلال الفترة نفسها.

وبشأن تعرّض ميناء الحديدة لغارات جوية إسرائيلية مرتين خلال الربع الثالث من هذا العام، أكد البرنامج عدم دخول أي ناقلة وقود إلى الميناء منذ الهجوم الأول، حيث يتم تحويل جميع شحنات الوقود إلى ميناء رأس عيسى. ونبَّه إلى ضرورة مراقبة الوضع من كثب في الأشهر المقبلة؛ لأن الميناء يعمل ميناءً رئيساً للوقود في البلاد وهو مركز استيراد مهم.

أسعار المواد الغذائية ستستمر في الارتفاع حتى الأشهر الأولى من العام المقبل (إعلام محلي)

وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 21 في المائة سنوياً، فقد وصلت أسعار الوقود المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب انخفاض قيمة العملة المستمر. لكن برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن من جمع بيانات أسعار السوق في مناطق الحوثيين منذ يونيو (حزيران) 2024 بسبب المخاوف الأمنية.

وعلى الرغم من أزمة البحر الأحمر، يؤكد البرنامج ارتفاع واردات الغذاء عبر المواني اليمنية بنسبة 18 في المائة خلال الأشهر التسعة من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. حيث ارتفعت واردات المواد الغذائية عبر مواني البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 26 في المائة، في حين شهدت المواني الخاضعة لسيطرة الحكومة انخفاضاً بنسبة 8 في المائة خلال الفترة نفسها.

ارتفاع الأسعار

مع تأكيد البرنامج الأممي توافر المواد الغذائية الأساسية في الأسواق اليمنية خلال الربع الثالث من العام الحالي، قال إنها ظلت بعيدة عن متناول الأسر الأكثر ضعفاً بسبب ارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً وانخفاض القدرة الشرائية في جميع أنحاء البلاد.

وبحسب ما جاء في التقرير، شهدت العملة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً انخفاضاً بنسبة 25 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 1902 ريال مقابل الدولار الواحد بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث فقد الريال حتى الآن أكثر من ثلثي قيمته (68 في المائة) على مدى السنوات الخمس الماضية. ويُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيس إلى انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي ونقص الإيرادات الناتج من تعليق صادرات النفط الخام بسبب هجمات الحوثيين على المواني.

ارتفاع واردات الغذاء إلى المواني اليمنية بنسبة 18 % (الأمم المتحدة)

أكد برنامج الأغذية العالمي أن انخفاض الإيرادات الحكومية أثر على تقديم الخدمات الأساسية في مناطق سيطرتها، بما في ذلك دفع رواتب موظفي القطاع العام. وتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 1 في المائة نهاية هذا العام، بعد انكماش بنسبة 2 في المائة العام السابق.

وبالمثل، ارتفعت تكلفة سلة الغذاء الدنيا بشكل مطرد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة منذ بداية هذا العام، ووصلت إلى مستوى غير مسبوق في الربع الثالث منه. وأعاد التقرير أسباب ذلك في المقام الأول إلى انخفاض قيمة العملة المستمر وارتفاع أسعار الوقود.

وتوقع برنامج الأغذية أن تستمر أسعار المواد الغذائية الأساسية في الارتفاع حتى فبراير (شباط) من العام المقبل، وأن تظل أعلى من مستويات العام الحالي. وذكر أن محافظة مأرب شهدت أعلى زيادة سنوية في أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 10 في المائة و15 في المائة.