مصر: ارتفاع «مفاجئ» للدولار يثير مخاوف من «موجة غلاء» جديدة

سعره تخطى 49 جنيهاً بالبنوك

وزير التموين المصري شريف فاروق يتفقد أسواقاً بمحافظة مطروح (وزارة التموين المصرية)
وزير التموين المصري شريف فاروق يتفقد أسواقاً بمحافظة مطروح (وزارة التموين المصرية)
TT

مصر: ارتفاع «مفاجئ» للدولار يثير مخاوف من «موجة غلاء» جديدة

وزير التموين المصري شريف فاروق يتفقد أسواقاً بمحافظة مطروح (وزارة التموين المصرية)
وزير التموين المصري شريف فاروق يتفقد أسواقاً بمحافظة مطروح (وزارة التموين المصرية)

أثار الارتفاع «المفاجئ» لسعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، مخاوف قطاعات من المصريين من «موجة غلاء» جديدة، بالتزامن مع إجراءات حكومية اتُّخذت مؤخراً لتقليص الدعم العيني المقدم للمواطنين.

وتخطى سعر صرف الدولار في البنوك المصرية، الاثنين، حاجز 49 جنيهاً، ليصل إلى 49.62 جنيه نهاية اليوم في البنوك المصرية، بزيادة ما يقرب من جنيه واحد عن يوم الأحد. وسط تباين آراء الخبراء بشأن أسباب الارتفاع ما بين «التوترات الإقليمية» التي تشهدها المنطقة، و«الهزة العنيفة» التي تشهدها الأسواق العالمية.

وتقول مصر إنها تحولت إلى نظام سعر صرف مرن، وهي السياسة التي قال صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، إنها تظل «أساس البرنامج الذي تتبناه سلطاتها».

وأثار ارتفاع سعر صرف الدولار، مخاوف لدى مصريين من غلاء أسعار السلع والخدمات، التي تشهد ارتفاعاً لافتاً منذ قرار «التعويم» في مارس (آذار) الماضي.

وأبدى مدونون على منصة «إكس»، قلقهم من استغلال التجار تغيّر سعر الصرف حتى وإن كان طفيفاً، لرفع أسعار السلع، التي تعتمد أغلبها على مكونات مستوردة.

وتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس، تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار على ارتفاع الأسعار في الأسواق المصرية، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بجانب (الهزة العنيفة) التي تشهدها الأسواق العالمية منذ أيام، فإن بعض المستثمرين الأجانب الذين كانوا قد اشتروا أذونات خزانة من البنك المركزي المصري سحبوا أموالهم».

وطبقت الحكومة المصرية، مطلع الشهر الجاري، زيادات جديدة على أسعار تذاكر المترو وقطارات السكك الحديدية بنسب ما بين 25 و33 في المائة، بعد أسبوع من قرار زيادة أسعار الوقود (بنزين وسولار) بنسب وصلت إلى 15 في المائة، كما تعتزم رفع أسعار الكهرباء للمواطنين.

لكن الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده، قال لـ«الشرق الأوسط» إن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري لم يتجاوز نحو 2 في المائة، وهي نسبة «غير مقلقة حتى الآن». لكن استمرار التوترات السياسية بالمنطقة سيؤدي إلى «اضطرابات اقتصادية ستؤثر على ارتفاع الأسعار»، بحسب عبده.


مقالات ذات صلة

صافي الأصول الأجنبية لمصر إيجابي للشهر الثاني على التوالي

الاقتصاد مقر البنك المركزي في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

صافي الأصول الأجنبية لمصر إيجابي للشهر الثاني على التوالي

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن صافي الأصول الأجنبية في مصر كان إيجابياً للشهر الثاني على التوالي في يونيو بعد أن ظل سلبياً لأكثر من عامين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد تاجر يغير الدولارات مقابل النيرة في محل صرف العملات في لاغوس (رويترز)

نيجيريا لبيع الدولار في مزاد بالتجزئة

يعتزم البنك المركزي النيجيري عرض كميات من الدولار للبيع بالتجزئة في مزاد، الأسبوع المقبل، لتخفيف الضغط على العملة المحلية.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
الاقتصاد ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية في سيول (رويترز)

انخفاض الذهب مع ترقب الأسواق لبيانات «الفيدرالي»

انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين مع ثبات الدولار، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية وتعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«هدنة غزة»: ضغوط دولية تتصاعد لـ«إنقاذ» المفاوضات ودعم جهود الوسطاء

فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: ضغوط دولية تتصاعد لـ«إنقاذ» المفاوضات ودعم جهود الوسطاء

فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين وسط غزة (رويترز)

تتصاعد الضغوط الدولية دعماً لمسار مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، ومساندة جهود الوسطاء «المتواصلة والمكثفة»، في مسعى لـ«إنقاذ» المحادثات وتفادي انهيارها، إثر تصعيد كبير بين إيران وإسرائيل عقب موجة اغتيالات، كان أبرزها رئيس المكتب السياسي لمكتب «حماس»، إسماعيل هنية بطهران، الأسبوع الماضي.

ووفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن «زخم الضغوط الدولية سيعزز جهود الوسطاء» بعد تعثُّر واجه المفاوضات عقب اغتيال هنية، لافتين إلى أن إسرائيل لن تقبل التوقيع على صفقة هدنة دون «لهجة أكثر حدة» من حليفتها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وهو ما قد تزداد وتيرته في هذه الأيام لضمان تهدئة بغزة والمنطقة معا.

وخشية تصعيد تشهده المنطقة وتوسيع رقعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعا وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، الاثنين، عقب اجتماع افتراضي، «الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي تحركات من شأنها أن تعوق مسار الحوار المعتدل وتهدد بالتصعيد».

ودعم وزراء خارجية مجموعة السبع «خطة الرئيس الأميركي جو بايدن، (المقترحة منذ نهاية مايو (أيار) الماضي) بوصفها أولوية للتوصل إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ومن ثم تكثيف المساعدات الإنسانية لسكان غزة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية عن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، عقب مشاركته بالاجتماع.

ولم تتخلف واشنطن عن دعم هذا المسار، فبعد اتصالات اليومين الماضيين قادها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظرائه بالمنطقة لتأكيد أهمية مواصلة مفاوضات الهدنة، أكد وزير الدفاع، لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، دعمه القوي لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع، ودعم أمن إسرائيل وتهدئة التوترات بالمنطقة، وفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية.

فلسطيني يتفقد موقع غارة إسرائيلية على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

كما لا تتوقف اتصالات القاهرة أو اللقاءات بشأن الأزمة، حيث كان أحدثها لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان الذي تناول آخر مستجدات الجهود المصرية المتواصلة والمكثفة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار، وتبادل المحتجزين، وفق إفادة للرئاسة المصرية.

الرئيس المصري أكد أن نزع فتيل التوتر المتصاعد بالشرق الأوسط يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي، لإنفاذ وقف إطلاق النار، فوراً، بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية.

وتزداد تلك المساعي الدولية للتهدئة التي ينادي بها الوسطاء منذ أشهر، مع احتمالات شن إيران هجوماً على إسرائيل، في أعقاب التهديدات التي أطلقها القادة الإيرانيون و«حزب الله» اللبناني بالانتقام لمقتل هنية، الأربعاء الماضي، والقيادي بـ«حزب الله»، فؤاد شكر، قبله بساعات.

استمرار الضغوط الدولية «عامل ضروري وحاسم» لإنهاء مساعي نتنياهو لإطالة أمد الحرب خصوصاً في ظل التصعيد الحالي، وفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، علي الحفني، الذي حذر من مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي للوصول بالحرب لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية دعماً لبقائه سياسياً فترة أطول.

ويعتقد أن النداءات المصرية المتكررة، تأكيد على أن القاهرة جادة في التوصل سريعاً لاتفاق، وتعويلها في ذلك على تأثيرات المجتمع الدولي أمر مهم، كون الضغوط الأميركية والأوروبية ستسهل عمل الوسطاء، وتقرب فرص الوصول إلى هدنة خاصة مع الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة.

ويتفق الأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور أحمد فؤاد أنور، مع أن «الضغوط هي الحل الأمثل لتجاوز التعثر المتعمد بالمفاوضات من نتنياهو» والذي يريد الإبقاء على الصراعات خدمة لمصالحه الشخصية والسياسية، مشدداً على أن الموقف المصري يسعى بجدية لإبرام صفقة تتجاوز عراقيل نتنياهو.

تلك المساعي الدولية المتكررة طوال أشهر المفاوضات والتي زادت مع التصعيد بين إسرائيل وإيران، يعززها حديث عن «ضمانات أميركية»، قد تمنح الجانب الإسرائيلي دافعاً لتوقيع اتفاق هدنة.

ووفقاً لصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس»، فإن واشنطن لم تقدم بعد ضمانات مكتوبة لاستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى بالاتفاق، كما يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنها وافقت من حيث المبدأ على تقديم ضمانة إذا جرى التوصل إلى اتفاق، وربما المحادثات الصعبة بين نتنياهو وبايدن ومسؤولين أميركيين مؤخراً قد تؤدي للتقدم نحو التوصل لاتفاق.

وباعتقاد فؤاد أنور، فإن تلك النبرة الحادة من بايدن إلى نتنياهو التي سربها الإعلام الغربي تعبِّر عن «امتعاض» من عراقيل نتنياهو لإفشال الاتفاق، قد تكون بداية حلحلة التعثر الموجود، لافتاً إلى أن «الضمانات الأميركية لإسرائيل أيضاً قد تساعد في إحياء المفاوضات».

وتراوح المفاوضات مكانها منذ طرح بايدن مقترحه لهدنة في نهاية مايو الماضي، ولم تسهم جولات بين القاهرة والدوحة وروما في حلحلة خلافات بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق بالمحادثات، قبل أن تتعثر عقب اغتيال هنية، وهي ظروف بحسب أنور، «لن تُحدث انفراجة قريبة بين أطراف الهدنة»، لكن ضغوط واشنطن التي باتت ترى مصالحها مهددة في المنطقة بسبب إسرائيل «قد تغير المشهد قليلاً، وتنقذ المفاوضات، شريطة أن تكون حقيقية».