مقتل قيادي حوثي في ضربة أميركية استهدفت العراق

الإرياني: حرب اليمن مع نظام طهران وأذرعه في المنطقة

 حوثيون في صنعاء يرفعون صور فؤاد شكر وإسماعيل هنية اللذين قُتلا بغارتين إسرائيليتين (رويترز)
حوثيون في صنعاء يرفعون صور فؤاد شكر وإسماعيل هنية اللذين قُتلا بغارتين إسرائيليتين (رويترز)
TT

مقتل قيادي حوثي في ضربة أميركية استهدفت العراق

 حوثيون في صنعاء يرفعون صور فؤاد شكر وإسماعيل هنية اللذين قُتلا بغارتين إسرائيليتين (رويترز)
حوثيون في صنعاء يرفعون صور فؤاد شكر وإسماعيل هنية اللذين قُتلا بغارتين إسرائيليتين (رويترز)

اعترفت الجماعة الحوثية في اليمن بمقتل أحد قادتها في ضربة أميركية استهدفت أخيراً منطقة «جرف الصخر» في العراق، وهو ما يشير إلى حجم المساندة التي تتلقاها على مستوى التدريب والتأهيل على أيدي الخبراء الإيرانيين والجماعات الموالية لطهران.

وتعليقاً على الحادثة، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن بلاده لا تقاتل الحوثيين وحسب، وإنما إيران وأذرعها في المنطقة، داعياً إلى حزمٍ دولي في مواجهة الجماعة وتصنيفها على لوائح الإرهاب الدولي.

قيادي حوثي قُتل في ضربة أميركية استهدفت موقعاً لـ«حزب الله» العراقي (إكس)

وقال الإرياني في تصريح رسمي إن اعتراف ميليشيا الحوثي بمقتل القيادي في صفوفها المدعو حسين عبد الله مستور الشعبل (أبو جهاد) من مديرية مران في محافظة صعدة، إثر غارات أميركية على معمل تصنيع وتطوير وتخزين الطائرات المُسيّرة في منطقة «جرف الصخر» التابع لكتائب «حزب الله العراقي»، المصنف دولياً على لائحة الإرهاب، يسلّط الضوء على العلاقة المشبوهة بين الكيانين الإرهابيين وتحركهما كأدوات لتنفيذ السياسات التدميرية للنظام الإيراني وتحقيق أطماعه التوسعية في المنطقة.

وأضاف الوزير اليمني أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تكشف بوضوح عن مستوى انخراط إيران وأذرعها وفي مقدمها ميليشيا الحوثي، في مخطط نشر الفوضى والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن ذلك يثبت أن حرب اليمن واليمنيين طوال السنوات العشر الماضية لم تكن مع «الحوثي»، بل مع النظام الإيراني وأذرعه الطائفية، وأن «الحوثي» مجرد واجهة لإدارة المشروع التوسعي الإيراني، وهو ما حذّرت منه الحكومة اليمنية منذ وقت مبكر.

انحياز للميليشيا

وانتقد وزير الإعلام اليمني عدم الحزم الدولي ضد الحوثيين، وقال: «إن العالم أدار ظهره عن هذه الحقائق، وتخلى عن مسؤولياته القانونية في دعم الحكومة الشرعية وحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وترك اليمنيين يخوضون حربهم منفردين مع إيران، إلا من دعم أشقائهم في تحالف دعم الشرعية، بل إن مواقف المجتمع الدولي كانت في أكثر من منعطف منحازة بوضوح للميليشيا الحوثية».

وتابع الإرياني: «هذه التطورات تؤكد أن النظام الإيراني وميليشياته الطائفية العابرة للحدود لم ولن تشكل في أي مرحلة من المراحل خطراً حقيقياً على إسرائيل، وإنما تستخدم قضية فلسطين (...) مجرد غطاء لعمليات الحشد والتعبئة، وأداة لتنفيذ سياساتها التدميرية التوسعية، وتهديد أمن الدول العربية واستقرارها، ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية».

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

ودعا الوزير اليمني إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب الممنهج الذي يمارسه نظام طهران والذي تدفع ثمنه دول وشعوب المنطقة والعالم، وإجباره على الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة الوطنية، والتوقف عن تهريب الأسلحة والخبراء والمقاتلين لميليشيا الحوثي في خرقٍ فاضح لقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي بسرعة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية عالمية»، وفرض عقوبات على الجماعة من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفرادها، والأفراد والمنظمات التي تقدم دعماً مالياً أو لوجيستياً لها، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التمويل والتجنيد، وتعزيز جهود المراقبة لمنع أي أنشطة تمويلية أو لوجيستية لها.

كان قادة الجماعة الحوثية قد أكدوا مقتل القيادي حسين الشعبل دون أن يشيروا إلى مكان وزمان مقتله، مكتفين بذكر أنه قُتل في إحدى «ساحات القتال العظيمة»، في حين أشارت حسابات إيرانية وأخرى تابعة للجماعة إلى أن مقتله كان في العراق.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.