​الحكومة اليمنية تحذر الحوثيين من رهن مصير البلاد بمعاركهم العبثية

دعت إلى التعاطي الإيجابي مع جهود السلام ووقف نزف الدم

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن الثلاثاء (سبأ)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن الثلاثاء (سبأ)
TT

​الحكومة اليمنية تحذر الحوثيين من رهن مصير البلاد بمعاركهم العبثية

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن الثلاثاء (سبأ)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن الثلاثاء (سبأ)

حذرت الحكومة اليمنية الحوثيين المدعومين من إيران من رهن مصير البلاد بمعاركهم «العبثية» خدمة لأجندة طهران، ودعتهم إلى التعاطي الإيجابي مع جهود السلام لوقف نزف الدم، وأقرت عدداً من التدابير، من بينها اعتماد مصافي النفط في عدن ضمن المنطقة الحرة.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء اليمني، الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن، بعد أيام من خفض التصعيد الاقتصادي مع الجماعة الحوثية، بما في ذلك التراجع عن عقوبات البنك المركزي ضد البنوك الخاضعة للجماعة في العاصمة المختطفة صنعاء.

أقر مجلس الوزراء اليمني اعتماد مصافي عدن ضمن المنطقة الحرة (سبأ)

وفي حين جدد الاجتماع إدانة الحكومة بأشد العبارات القصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة وانتهاكه لسيادة الأراضي اليمنية، في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية كافة، حذّر الجماعة الحوثية من استمرار رهن مصير اليمن ضمن معاركها العبثية خدمة لمصالح النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة.

وأكدت الحكومة اليمنية دعم الجهود الأممية والإقليمية والدولية من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة، تلبي تطلعات جميع اليمنيين، والحرص على تحقيق السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً والمؤيدة إقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص قرار مجلس الأمن 2216.

ودعا اجتماع مجلس الوزراء اليمني ميليشيا الحوثي إلى تحكيم العقل والتعاطي الإيجابي مع جهود السلام، ووقف نزف الدم، وإعلاء مصلحة الشعب على أي مصالح أخرى، وعدم الهروب من الضغوط الداخلية والشعبية، وأولوياتها المعيشية، نحو التلويح بمغامرات كارثية، واستمرار المزايدة بأوجاع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

مصافي عدن

اجتماع مجلس الوزراء اليمني، أقر استعادة نشاط مصافي عدن بوصفها منطقة حرة، حيث وافق على ممارسة شركة مصافي عدن لنشاطها، وفقاً لنظام المنطقة الحرة التي تقع المصافي في نطاقها.

ووجه المجلس وزراء النفط والمعادن، والمالية، والشؤون القانونية، والنقل، ومحافظ عدن، ورئيس المنطقة الحرة بعدن، بالعمل على تنفيذ القرار، وتوجيه الجهات ذات العلاقة كل واحدة حسب اختصاصها بالعمل بموجب الإجراءات المتبعة لتنفيذ القرار، ووفقاً لما يُعمل به قبل توقف هذا النشاط في عام 2015.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك في عدن يرأس اجتماعاً لمجلس الوزراء (سبأ)

وأفاد الإعلام الحكومي بأن رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك أحاط الوزراء بمجمل التطورات والمستجدات على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، وشدّد على أهمية استمرار ومضاعفة الجهود الحكومية؛ انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية، والالتزام تجاه الشعب اليمني على امتداد الوطن.

وأكد بن مبارك أن أي صعوبات لا ينبغي أن تؤثر على أداء الحكومة وواجباتها تجاه خدمة المواطنين وتخفيف معاناتهم، ومعركتها المصيرية والوجودية في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي سلماً أو حرباً.

أولويات الحكومة

وجه بن مبارك، خلال الاجتماع، الوزارات والجهات المعنية بالعمل على تنفيذ أولويات الحكومة ومساراتها الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على المركز القانوني للدولة، ومكافحة الفساد، وتعزيز المساءلة والشفافية والإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد، والاستخدام الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية.

وجدّد بن مبارك إرادة وتصميم حكومته في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية والمالية الشاملة، وتوسيع فرص ومجالات الدعم والشراكة الدولية، مؤكداً التزام الحكومة بتنفيذ توجيهات مجلس القيادة الرئاسي في مختلف الجوانب للتعامل مع المتغيرات المستجدة، في إشارة إلى اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مع الحوثيين.

منزل لأحد السكان فجره الحوثيون في تعز ضمن انتهاكاتهم المتصاعدة (إكس)

وخلال الاجتماع قدم وزير الدفاع محسن الداعري تقريراً حول الموقف العسكري للقوات المسلحة بتشكيلاتها كافة، وجاهزيتها العالية لردع أي تصعيد من جانب الميليشيات الحوثية على مختلف المحاور والجبهات.

وأشار الداعري إلى استمرار الهجمات الحوثية في عدد من الجبهات، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات العسكريين خلال الأسابيع الماضية، وقال إن ذلك يؤشر على عدم جدية الميليشيا في الاستجابة لجهود السلام.


مقالات ذات صلة

تحذير يمني من إقدام الحوثيين على إعدام 3 معتقلين

العالم العربي الحوثيون أعدموا في 2021 تسعة من سكان الحديدة بينهم قاصر بعد محاكمة وُصفت بـ«الجائرة» (أ.ف.ب)

تحذير يمني من إقدام الحوثيين على إعدام 3 معتقلين

حذّرت الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية من إقدام الحوثيين على إعدام 3 من المعارضين السياسيين بعد مصادقة محكمة تديرها الجماعة في صنعاء على الأحكام.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال يمنيون في مخيم للنازحين في مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة يحصلون على مساعدات غذائية (غيتي)

اليمن: توجهات حكومية ودولية لمواجهة انعدام الأمن الغذائي

تسعى منظمة الصحة العالمية والحكومة اليمنية إلى مواجهة انعدام الأمن الغذائي وقصور نظم المعلومات الصحية والتغذية في اليمن، حيث يعاني نصف الأطفال من سوء التغذية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أعداد كبيرة من الوفيات كل عام في اليمن بسبب الصواعق الرعدية (رويترز)

خسائر بشرية ومادية في اليمن جراء الصواعق الرعدية والفيضانات

أدت التطرفات المناخية في اليمن وما نجم عنها من صواعق وفيضانات وأمطار مصحوبة بالبرد إلى خسائر في الأرواح والممتلكات وسط عجز عن مواجهة الآثار.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي عملة معدنية غير شرعية من فئة 100 ريال يمني سكها الحوثيون في صنعاء (إكس)

تحريك الملف الاقتصادي يفتح نافذة في جدار الصراع اليمني

أدى اتفاق خفض التصعيد اليمني في الملف الاقتصادي إلى فتح نافذة في جدار الصراع أملاً في تنفيذ خريطة السلام المتفق عليها والتي تجمدت بسبب هجمات الحوثيين البحرية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي برج سكني تعود ملكيته للأوقاف في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (فيسبوك)

سكان مباني الأوقاف في صنعاء مهددون بالتشرد

تعتزم الجماعة الحوثية تشريد سكان مباني الأوقاف الكائنة في منطقة عصر غرب العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بعد عجزهم عن تسديد الإيجارات المفروضة عليهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
TT

موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)

منذ نعومة أظفاره، يراود الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي حلم بإنشاء مركز ثقافي ينبض بالحياة في قطاع غزة، لكن بعد 5 أشهر من افتتاحه مقهى في مدينة غزة، عصفت رياح الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بحلمه.

والآن انضم عازف العود والمغني لمجموعة من الموسيقيين النازحين من غزة الذين يتطلعون لإعادة بناء حياتهم واستكمال مسيرتهم المهنية في مصر التي نجحوا في العبور لها.

وقال البلبيسي (28 عاماً) لـ«رويترز» في فعالية «ديرة» للموسيقيين النازحين بالقاهرة، يوم السبت: «من وأنا صغير، في المدرسة، كان عندي مشروع أقدم فيه الفكرة تبعتي، هي فكرة يكون المطعم أو كافيه الموسيقى متواجدة 24 ساعة، أنك كزبون بتشرب شيء أو تأكل شيء في أي وقت تسمع موسيقى لايف، حدا بيعزف بيانو، عود، جيتار، أو يغني، أي شيء. الفكرة كانت موجودة عندي من زمان. في 2021 أنا سافرت على الإماراتـ واشتغلت وحوشت (ادخرت) مبلغ كبير، ونزلت (رجعت) على غزة على أساس إن أنا أفتح المشروع اللي هو كافيه موسيقي».

وأضاف أن المشروع استمر «من أول مايو (أيار) وحتى يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ثم صارت الحرب والكافيه أُغلق تماماً واليوم الحلم انهد، يعني انقصف وانهد المشروع بكل التكاليف بالآلات الموسيقية حتى أنا كان عندي جهاز غرامافون أنا واخده من أمي قديم كتير هذا الغرامافون برضه هذا انقصف هو والأسطوانات والكتب اللي أنا أخدتها من والدي، هذا كله راح في لحظة».

وتابع البلبيسي قائلاً: «طبعاً عاصرت الأربع حروب اللي فاتوا، وهاي الحرب الخامسة. من بداية يوم سبعة أكتوبر نزحت أنا وعيلتي تقريبا 4 أو 5 مرات، من مكان لمكان، وبالآخر وقف الأمر إني بدي أنا آجي مصر عشان أساعد أهلي كلهم يطلعوا من غزة إلى مصر، لكن للأسف لما وصلت، المعبر اتسكر واتقفل تماماً، وما قدرتش أساعد أهلي واليوم أنا موجود بمصر وهم بغزة والحمد لله».

لكن عزيمة البلبيسي لم تلن، وما زال يواصل الكفاح، رغم أن همه الرئيسي الآن ينصب على سلامة أسرته التي لا تزال محاصرة في غزة.

وقال: «هدفي أنا حالياً، أمنيتي، إن الحرب توقف وأقدر أساعد أهلي وأطلعهم أو أرجع أنا على غزة. المهم أن أطمن على أهلي. الهدف اللي بعد ذلك أني أوصل صوتي ورسالتي وقضيتي للعالم كله. يعني أقاوم بصوتي وبألحاني وبكلماتي، وأوصل فكرة غزة وفكرة المعاناة أو فكرة النضال والصمود لكل العالم من خلال الموسيقى».

وأدت الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر إلى تحويل أجزاء كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض، وأسفرت عن مقتل نحو 40 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.

وشنت إسرائيل هجومها العسكري بعد هجوم «حماس» الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 رهينة، حسب إحصاءات إسرائيلية.

وكانت مصر المنفذ الوحيد للمدنيين كي يخرجوا من القطاع المحاصر منذ فترة طويلة. ودفع كثيرون من سكان غزة للوسطاء آلاف الدولارات لدخول مصر، لكن المعبر الحدودي أُغلق مع تقدم إسرائيل نحو مدينة رفح في غزة في أوائل شهر مايو.

مغني الراب أحمد الشمالي (رويترز)

أما مغني الراب أحمد الشمالي (22 عاماً) فقد أجبره الصراع على ترك غزة، لكن ولعه بالموسيقى هو ما دفع به إلى القاهرة قبل 3 أشهر، ولم يكن معه بخلاف عائلته إلا أمل في إطلاق أول ألبوم لأغنياته المسجلة.

وأتيحت للشمالي فرصة أداء مقطوعات حية من الألبوم لأول مرة في حفل «ديرة» الذي نظمته مجموعة فنية تسمى «كلام أفلام» إلى جانب مبادرات محلية أخرى.

وقال الشمالي إن العاملين في مجال الفنون في غزة يواجهون قيوداً على الحريات الإبداعية، فضلاً عن الافتقار إلى البنية التحتية والدعم.

وأضاف: «هذا المجال يعني لازم يكون فيه توجيه من ناس سابقة بتفهم في المواضيع هذه وهايدي مش موجودة، غير القيود الفكرية مثلا اللي بتتحط علينا كفنان إنك تعبر عن وتحكي اللي بدك تحكيه والمعايير اللي بتناسب الجميع، وهذا شيء حتى بنفتقده أحياناً، وبنتحاسب عليه، ويتطلعوا علينا كدخلاء على المجتمع، أو نكون مثلاً بنعمل فن غريب، وهذا إشيء باحس أنه مش منطقي».

لكنه استرسل قائلاً: «الجديد أنه قبل الحرب حسيت أنه فيه تقبل للراب بالذات من الشباب، وكانت هذه طاقة هتودي في مكان كتير رائع، فطبعاً صار اللي صار».

ومضى يصف تجربته مع الراب قائلاً: «حسسني بالحرية حرية إني بأعبر عن الأشياء اللي باعيشها وباشوفها في حياتي اللي بتصير معايا كل يوم... الماسيج اللي الألبوم بيحملها هي عبارة عن كل شيء مريت فيه ومنها الحرب وبيعبر كتير عن ظروف بأعيشها أغلب الشباب هنا، أو أغلب الناس هنا لأنه كتير من هذه الأشياء بتصير وفعلًا حقيقية والأغاني بتعبر عنها بصورة واضحة».

و«ديرة» هي أيضاً عنوان أحدث ألبوم للفنان الجزائري الفلسطيني مروان عبد الحميد، المعروف باسمه الفني «سانت ليفانت» والذي كان الفنان الرئيسي في حفل يوم السبت. يشير اسم الألبوم إلى ارتباطه بجذوره.

وقالت حياة الجويلي، من كلام أفلام، إن الحدث في القاهرة يستهدف إلهام الشباب الفلسطينيين بالقدرة على الفعل.

وأضافت أن «مصر ملتقى تاريخي للفنون والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولديها البنية التحتية وقادة الصناعة الذين يمكنهم مساعدة هؤلاء الفنانين على الوصول إلى جمهور جديد والحفاظ على فنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم».

ووطد آدم غانم (20 عاماً) مدير موسيقى أحمد الشمالي، عزمه على إطلاق أول علامة تجارية موسيقية لغزة. وفي يناير (كانون الثاني) 2023، حصل على زمالة من «2048 فاونديشن» التي أسسها الفنان «سانت ليفانت» والتي تدعم المشروعات الإبداعية الفلسطينية.

وقال: «بفضل دعمهم استطعنا افتتاح استوديو موسيقي في مدينة غزة، لكن بعد 5 أشهر تقريبا دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «خسرنا كل شيء، لكننا الآن في القاهرة، ونحن مصممون على استعادة كل شيء».