منتسبو العيادات الإسعافية يواجهون جبايات الحوثيين بكيان نقابي

حملات انقلابية استهدفت مئات المنشآت الصحية

تطعيم رضع في مركز طبي بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)
تطعيم رضع في مركز طبي بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)
TT

منتسبو العيادات الإسعافية يواجهون جبايات الحوثيين بكيان نقابي

تطعيم رضع في مركز طبي بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)
تطعيم رضع في مركز طبي بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)

دفعت حملات التعسف والجباية الحوثية منتسبي المهن الطبية المساعِدة نحو السعي لإشهار كيان نقابي تحت اسم «نقابة العيادات الإسعافية والقبالة»، لتولي مهام الدفاع عن حقوق جميع العاملين في هذا القطاع بعموم المناطق تحت سيطرة الانقلابيين.

وفي لقاء موسع عقد في صنعاء وضم نحو 70 عضواً بـ«اللجنة التحضيرية» للإعداد والتهيئة لانعقاد «المؤتمر العام الأول لنقابة العيادات الإسعافية الطبية والقبالة»، دعت «اللجنة التحضيرية» الكوادر المتخرجين في المهن الطبية المساعِدة إلى التسجيل والانتساب للنقابة، لمواجهة التحديات التي تواجه العاملين في هذا القطاع.

مئات العيادات الإسعافية في صنعاء وريفها تعرضت للإغلاق (إعلام محلي)

وشن رئيس «اللجنة التحضرية»، نضال العزب، خلال اللقاء هجوماً شديد اللهجة ضد مكاتب الصحة الخاضعة لجماعة الحوثي في صنعاء وريفها وفي بقية المحافظات تحت سيطرتها.

واتهم العزب مكاتب الصحة الخاضعة للحوثيين باتخاذ إجراءات تعسفية مخالفة للقانون ضد مئات عيادات الإسعاف والقبالة، لافتاً إلى انعكاس ذلك سلباً على صحة ومعيشة اليمنيين، وسط استمرار التجاهل المتعمد لتلك الممارسات التي باتت تشكل عائقاً أمام تقديم العيادات الإسعافية خدماتها الصحية للمجتمع.

وكشف المسؤول النقابي عن أن كثيراً من العيادات الإسعافية في جميع المدن تحت سيطرة الجماعة الحوثية تواجه مزيداً من الإشكالات وتتعرض للابتزاز بسبب رفض مكاتب الصحة الحوثية منح التراخيص لها، أو حتى التحرك لوضع حد للمشكلات التي تتعرض لها.

إلى ذلك؛ كشف مصدر في «اللجنة التحضيرية» بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن انضمام أكثر من 3 آلاف عيادة إسعافية للعمل ضمن الكيان النقابي المزمع تأسيسه في مقبل الأيام.

وأوضح المصدر النقابي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الهدف من تأسيس النقابة هو معالجة المشكلات التي تعانيها العيادات الإسعافية في ظل تردي الوضع الصحي، والسعي إلى تحقيق أدنى متطلباتها، مثل منح تراخيص لمنشآتها الصحية وفقاً للقانون، وإيقاف العبث بحقوقها.

ابتزاز وإغلاق

عن الانتهاكات الانقلابية المستمرة، كشف المصدر النقابي اليمني عن تعرض كثير من العيادات الإسعافية في صنعاء وريفها لأكثر من 62 حملة تعسف وابتزاز وإغلاق منذ مطلع العام الحالي، نفذتها مكاتب الصحة الخاضعة للحوثيين.

وفي حين أوضح المصدر أن أغلب تلك الانتهاكات وقعت في ريف صنعاء، قال إن ذلك ليس سوى جزء بسيط من ضمن آلاف التعسفات التي ترتكبها الجماعة الحوثية بصورة يومية ضد منشآت الصحة الصغيرة في المناطق تحت سيطرتها.

فرضت الجماعة الحوثية جبايات كبيرة على المشافي الخاصة (إكس)

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية كثفت الجماعة الحوثية حملاتها ضد العيادات الإسعافية ومنتسبيها في صنعاء وبقية المحافظات بهدف جمع الجبايات ومعاقبة السكان بحرمانهم من التداوي وتلقي العلاج.

ونتيجة إمعان الانقلابيين واستمرارهم في استهداف مختلف القطاعات الحيوية ذات الصلة بصحة ومعيشة اليمنيين، شن عاملون صحيون في صنعاء هجوماً شديداً على القيادي الحوثي طه المتوكل المعين وزيراً للصحة بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، متهمين إياه بتعمد استهداف جميع المنشآت الطبية الكبيرة والمتوسطة والأصغر بهدف فرض إتاوات غير قانونية.

وعمدت الجماعة الحوثية منذ اقتحامها صنعاء ومدناً يمنية أخرى إلى فرض إتاوات غير قانونية على عدد كبير من المنشآت الصحية والدوائية، وكان من بين هذه الممارسات إغلاق أكثر من 110 منشآت طبية خاصة في صنعاء؛ منها 86 منشأة بشكل كلي، و24 بشكل جزئي، وسحب تراخيص العشرات من المراكز الصحية لابتزاز مالكيها مالياً.


مقالات ذات صلة

تقرير: ناقلة نفط تعود أدراجها بعد تعرضها لهجوم من «الحوثيين»

العالم العربي سفينة شحن ترسو في ميناء عدن باليمن بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر (رويترز)

تقرير: ناقلة نفط تعود أدراجها بعد تعرضها لهجوم من «الحوثيين»

أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك في البحر الأحمر وخليج عدن اليوم (الثلاثاء) إن الناقلة «تشيوس ليون» التي ترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها لطريق العودة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

كشفت منظمة الصحة العالمية عن انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشمال اليمن وقالت إن عدد الإصابات المسجلة تقترب من 100 ألف حالة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي في الآونة الأخيرة لجأ الحوثيون إلى استخدام الزوارق المسيرة المفخخة في مهاجمة السفن (أ.ف.ب)

الحوثيون يتبنّون مهاجمة 3 سفن دون إصابات وأميركا تدمّر 5 مسيّرات

تبنّت الجماعة الحوثية مهاجمة 3 سفن إحداها في البحر المتوسط، بينما أعلن الجيش الأميركي تدمير 5 طائرات من دون طيار، قبل نهاية الشهر الثامن من التصعيد البحري.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي متظاهرون يعلنون تأييدهم لمحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب (إعلام محلي)

مظاهرات يمنية تؤيد الإصلاحات المصرفية وترفض التدخلات الأممية

شهد عدد من المدن اليمنية مظاهرات مؤيدة للقرارات الحكومية الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية والسيطرة على القطاع المصرفي التي ضيقت الخناق الاقتصادي على الحوثيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يتلقى اللقاح ضد مرض شلل الأطفال ضمن حملة كانت قد أطلقتها وزارة الصحة اليمنية (الأمم المتحدة)

مسؤول يمني يكشف وجود 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين

كشف مسؤول صحي يمني، الاثنين، رصد 24 حالة شلل أطفال في مناطق سيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد.

«الشرق الأوسط» (صنعاء )

طرق ريفية بدعم دولي لمقاومة التغيرات المناخية في اليمن

دعم مبادرات محلية في اليمن لصيانة الطرق الريفية (الصندوق الاجتماعي للتنمية)
دعم مبادرات محلية في اليمن لصيانة الطرق الريفية (الصندوق الاجتماعي للتنمية)
TT

طرق ريفية بدعم دولي لمقاومة التغيرات المناخية في اليمن

دعم مبادرات محلية في اليمن لصيانة الطرق الريفية (الصندوق الاجتماعي للتنمية)
دعم مبادرات محلية في اليمن لصيانة الطرق الريفية (الصندوق الاجتماعي للتنمية)

كشف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والبنك الدولي عن أنهما يعملان في اليمن على بناء طرق ريفية قادرة على مقاومة آثار التغيرات المناخية المتطرفة، وتعزيز البنية التحتية للطرق؛ لتحسين الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية في جميع أنحاء البلاد، بصفته جزءاً من مشروع الربط الطارئ الذي بدأ العمل فيه عام 2022.

وأوضحت بيانات المكتب الأممي أن الهدف التنموي لمشروع ربط شريان الحياة الطارئ لليمن هو توفير الوصول إلى الطرق المقاومة للمناخ، وفرص العمل، وريادة الأعمال لسكان المناطق الريفية غير الآمنين غذائياً في البلاد؛ إذ يتألّف المشروع من عدة مكونات، مثل: تحسين الطرق الريفية والقروية وصيانتها، وإعادة تأهيل الطرق الريفية الحيوية وصيانتها.

مبادرات شعبية يمنية لرصف الطرق الريفية في محافظة إب (الصندوق الاجتماعي للتنمية)

ويهدف المشروع، وفقاً لتلك البيانات، إلى تعزيز القدرة الإدارية للمؤسسات العامة في قطاع النقل على إدارة مشاريع صندوق صيانة الطرق وبرنامج الوصول الريفي من خلال بناء القدرات، وتوفير الدعم التنفيذي، وإعداد إدارة لشبكة الطرق بكفاءة على الأمد المتوسط ​​والطويل؛ مثل: تحديث نظام المعلومات، وتعزيز التنبؤ بالبنى التحتية المرنة للطرق والاستجابة لها وتصميمها للاستجابة للتطرف المناخي مثل الفيضانات، وتقييم نقاط الضعف، وإعداد خطط استثمارية مرنة وتنفيذها.

وإلى جانب ذلك يدعم المشروع الرصد والتقييم لضمان التنفيذ بنجاح وكفاءة والاستجابة لحالات الطوارئ، من خلال توفير استجابة فورية وفقاً للإجراءات التي تحكمها سياسة البنك الدولي لتمويل المشاريع الاستثمارية.

50 مليون دولار

وحسب المكتب الأممي فإنه وبتمويل قدره 50 مليون دولار من مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، يعمل على إعادة تأهيل وترقية 150 كيلومتراً من الطرق المؤدية إلى المناطق الريفية في اليمن و60 كيلومتراً من الطرق المؤدية إلى القرى، بالإضافة إلى دعم صيانة 150 كيلومتراً إضافياً من الطرق، كما يشتري مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ثلاثة جسور مسبقة الصنع وتركيبها بوصفها جزءاً من المشروع.

وحتى الآن، اكتملت الأعمال في أكثر من 70 كيلومتراً من الطرق، في حين اقتربت الأعمال من الانتهاء في 85 كيلومتراً، وفق ما ذكره محمد عثمان أكرم، مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، الذي عبّر عن الفخر بالشراكة مع البنك الدولي في مشروع من شأنه أن يساعد في زيادة الفرص الاقتصادية للمجتمعات الريفية في اليمن، من خلال تسهيل وصولها إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية.

تتسبّب وعورة الطرق في صعوبة وصول أطفال اليمن إلى المدارس (الأمم المتحدة)

وبيّن أكرم أن الطرق، التي أُصلحت ستساعد في معالجة انعدام الأمن الغذائي، وتعزيز التوصيل الآمن والموثوق به للغذاء والسلع الأساسية الأخرى إلى المجتمعات الريفية. كما ستوفر الطرق الصالحة وسيلة للمنظمات الإنسانية، للوصول إلى مزيد من المجتمعات.

وتؤكد إدارة المشروع أنها ستعمل على تدريب الشركات الصغيرة المحلية على صيانة الطرق التي أُصلحت، كما سيُقدم الدعم للتدريب الداخلي على صيانة الطرق، خصوصاً للنساء اللاتي يدرسن في الجامعة.

ولضمان الاستدامة طويلة الأجل للبنية التحتية للطرق، يؤكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أنه سيساعد صندوق صيانة الطرق على إعادة تنشيط نظام إدارة أصول الطرق وأدواته، لأن ذلك من شأنه أن يدعم اليمن في تقييم مدى ضعف أصول البنية التحتية، وتصميم البنية التحتية للطرق المقاومة للمناخ، وإعداد خطط استثمارية مقاومة للمناخ للتنفيذ اللاحق في المستقبل.