مقتل وإصابة 8 مدنيين بينهم أطفال جنوب تعز بقصف حوثي

الإرياني: الجريمة تعكس الوجه الحقيقي للميليشيات

جانب من استعراض حوثي مسلح في صنعاء (أ.ف.ب)
جانب من استعراض حوثي مسلح في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

مقتل وإصابة 8 مدنيين بينهم أطفال جنوب تعز بقصف حوثي

جانب من استعراض حوثي مسلح في صنعاء (أ.ف.ب)
جانب من استعراض حوثي مسلح في صنعاء (أ.ف.ب)

قُتل وأصيب 8 مدنيين، بينهم أطفال جراء قصف للميليشيات الحوثية الإرهابية استهدف منطقة جنوب محافظة تعز اليمنية.

ووفقاً لمصادر محلية، تعرّض أحد المنازل لقذيفة حوثية (الأربعاء)؛ ما أدى إلى مقتل رجل وطفلين، إلى جانب إصابة 5 آخرين جميعهم من نساء وأطفال قرية حبور بمنطقة الشقب التابعة لمديرية صبر الموادم، حيث تم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج.

82 % من اليمنيين يعيشون في فقر متعدد (الأمم المتحدة)

وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، إن «هذه الجريمة تعكس الوجه الحقيقي لميليشيا الحوثي الإرهابية، التي تُزايد بالقضية الفلسطينية وتدعي كذباً وزوراً حميتها وإنسانيتها وتحركها لنصرة (غزة)، بينما أيديها غارقة في دماء اليمنيين».

ولفت الإرياني إلى «ممارسات الجماعة اليومية من قتل، وتهجير وتشريد، وتفجير للمنازل، وقصف للمدن والقرى، والعزل، والأحياء السكنية، وقطع الطرقات، ومحاصرة المدن، والاختطاف والإخفاء القسري، وتعذيب المختطفين».

وعبّر الوزير عن إدانته «لإقدام ميليشيا الحوثي التابعة لإيران، على استهداف منازل المواطنين في قرية حبور بمنطقة الشقب مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز، الذي أدى لمقتل الطفلين أمل الحبوري (5 سنوات)، وحسين سعد (3 سنوات)، وإصابة 6 آخرين منهم 5 أطفال».

وأضاف: «ميليشيا الحوثي كعادتها لم تكتفِ بارتكاب جريمة القتل العمد بحق الأطفال، امتداداً لأعمال القتل الممنهج الذي تمارسه بحق أبناء تعز منذ 9 أعوام، بل ذهبت عبر وسائلها الإعلامية لتوجيه أصابع الاتهام للجيش الوطني، في محاولة للتشويش على الحادثة والتنصل من مسؤوليتها الكاملة عن الجريمة النكراء، وتضليل الرأي العام».

ودعا الإرياني «المجتمع الدولي إلى سرعة تصنيف ميليشيا الحوثي منظمةً إرهابيةً عالميةً، وفرض عقوبات عليها من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتفعيل القرارات الدولية بشأن منع بيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفراد الميليشيا، والأفراد والمنظمات التي تقدم لها دعماً مالياً ولوجيستياً».

ناشطون رفعوا علم اليمن على المنفذ الشرقي لمدينة تعز بعد فتح الطريق بينها وبين ضاحية الحوبان (إكس)

إلى ذلك، استنكرت قيادة محور تعز الجريمة البشعة، التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة الشقب، وحمّلتها «المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي أسفرت عن استشهاد وجرح 8 مواطنين أبرياء».

وقالت قيادة المحور في بيان إن «محاولة الميليشيا التنصل من هذه الجريمة لا يمكنها أن تنطلي على أحد».

وأكدت عدم صحة «مزاعم الميليشيا واتهامها للجيش الوطني باستهداف المدنيين في منطقة الشقب مديرية صبر الموادم بطائرة مسيّرة؛ ما تسبب بمقتل وجرح 8 مدنيين بينهم أطفال».

وبحسب قيادة محور تعز «لم ينفّذ الجيش الوطني أي أعمال قتالية في المنطقة المذكورة الأربعاء»، مشددة على أن «الأعمال القتالية للمحور في جميع الجبهات مقتصرة على الرد على مصادر النيران وفقاً لقواعد الاشتباك المنظمة لحالة الهدنة والمساعي الدولية لإحلال السلام في اليمن».

ووفقاً لمعلومات قيادة المحور، فإن «الواقعة الإجرامية كانت عبارة عن قصور في المقذوفات التابعة للميليشيا وسقوطها على أحد المنازل في محيط منطقة حبور، نتج عن ذلك سقوط 8 مدنيين بين قتيل وجريح».


مقالات ذات صلة

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

خاص اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا» play-circle

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

تعتزم الحكومة اليمنية التقدّم بطلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق عاجل بشأن استيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على ناقلة النفط البديلة «نوتيكا»

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمرفي صورة تم نشرها 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

كيف حوّل الحوثيون «غالاكسي ليدر» من مزار سياحي إلى نقطة مراقبة للملاحة الدولية؟

حوَّل الحوثيون السفينة المتخطفة «غالاكسي ليدر» إلى مزار سياحي لكسب الأموال قبل أن ينصبوا عليها نظام رادار لمراقبة الملاحة الدولية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك خلال استقباله المبعوث الأممي لليمن (سبأ)

انتقادات يمنية حادة لأداء المبعوث الأممي

يواجه المبعوث الأممي إلى اليمن انتقادات حادة من مسؤولين يمنيين وشخصيات سياسية، تُشكك في جدية ومصداقية أداء البعثة الأممية في التعامل مع مسار الأزمة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
تحليل إخباري الحوثيون اكتفوا بمناصرة إيران بالمظاهرات وبهجمات رمزية (إ.ب.أ)

تحليل إخباري ما مصير الحوثيين بعد توقف المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟

مع عودة الهجمات الحوثية تجاه إسرائيل يتوقع باحثون عرب ويمنيون أن تل أبيب قد تتفرغ لتحجيم الجماعة وقدراتها العسكرية مثلما حدث مع إيران وأذرعها العسكرية الأخرى.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» يطلق النار لاعتراض الصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب (أ.ب)

الحوثيون يتبنون إطلاق صاروخ على إسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه «على الأرجح نجح في اعتراض» صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

غرق سفينة يونانية ثانية غداة هجمات حوثية... وجهود لإنقاذ طاقمها

السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

غرق سفينة يونانية ثانية غداة هجمات حوثية... وجهود لإنقاذ طاقمها

السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

وسط تنديد أميركي بتصعيد الجماعة الحوثية ضد السفن، أفادت مصادر ملاحية غربية بأن سفينة شحن يونانية غرقت في البحر الأحمر إثر هجمات حوثية، وسط جهود انطلقت، الأربعاء، لإنقاذ أفراد طاقمها الذين قتل منهم 4 على الأقل بسبب الهجمات.

السفينة «إترنيتي سي» هي الثانية التي تغرق هذا الأسبوع بعد سفينة «ماجيك سيز» منذ عاد الحوثيون لهجماتهم البحرية، الأحد الماضي، بذريعة منع ملاحة السفن المرتبطة بالمواني الإسرائيلية في سياق مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تهاجم السفن تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة، وسعياً للهروب من استحقاقات السلام المتعثر منذ انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي أواخر 2023.

مصادر غربية أكدت انطلاق مهمة لإنقاذ طاقم سفينة الشحن «إترنيتي سي» التي غرقت في البحر الأحمر بعد هجوم أسفر عن مقتل أربعة على الأقل من أفراد من طاقمها.

ونقلت «رويترز» عن شركات أمنية مشاركة في المهمة، أنه تم انتشال أربعة من أفراد الطاقم وفرد أمن مسلح من المياه التي ظلوا فيها لأكثر من 24 ساعة.

أضافت الشركات أنها لم تتمكن بعدُ من رؤية بقية أفراد الطاقم، البالغ عددهم 22 فرداً، ولا فردي أمن آخرين كانا على ظهر السفينة.

وقال مسؤول في شركة «ديابلوس» لإدارة المخاطر البحرية، ومقرها اليونان: «سنواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر ضوء».

وكانت مصادر الأمن البحري البريطانية أفادت بأن السفينة «إترنيتي سي» تعرضت للهجوم، الاثنين، بزوارق مسيَّرة وقذائف صاروخية أطلقها الحوثيون من قوارب سريعة.

«رويترز» نقلت عن مصدرَين أمنيَين، أن السفينة تعرضت للهجوم مرة أخرى مساء الثلاثاء؛ ما أجبر الطاقم على القفز في الماء، وسط مخاوف من أن يكون الحوثيون اختطفوا بعض أفراد الطاقم.

السفينة اليونانية الغارقة «ماجيك سيز» تعرَّضت لأنساق متعددة من الهجمات الحوثية (إ.ب.أ)

وبحسب البيانات التي أوردتها المصادر الملاحية الغربية، يتكون طاقم السفينة من 21 فلبينياً وروسي واحد، في حين يرجح أن يتبنى الحوثيون رسمياً هذا الهجوم كما حدث في شأن السفينة «ماجيك سيز» التي وثقوا غرقها بعد تفخيخها وتفجيرها.

ترفع السفينتان الغارقتان علم ليبيريا، وتملكهما جهات يونانية، ويقول الحوثيون إن مشغلي السفينتين يتعاملون مع المواني الإسرائيلية.

وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، حيث قتل حينها أربعة بحارة إثر هجوم على سفينة ترفع علم ليبيريا.

كان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، تبنى، الاثنين، إغراق السفينة «ماجيك سيز»، وقال في بيان، إنها تابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى مواني إسرائيل، وفق زعمه، موضحاً أنه تم مهاجمتها بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيَّرة، مشيراً إلى أن جماعته وثقت غرقها بالصوت والصورة، وسمحت للطاقم بالإخلاء.

ويُعتقد أن الجماعة الحوثية حاولت قرصنة السفينة، إلا أن طاقمها الأمني رد بإطلاق النار، ما دفع الجماعة إلى استخدام الصواريخ والزوارق المسيرة المفخخة في استهدافها.

تمسك بالتصعيد

في ظل إصرار الجماعة الحوثية على المضي في التصعيد البحري ضد السفن إلى جانب استمرار الهجمات باتجاه إسرائيل، ادعى مهدي المشاط وهو رئيس مجلس حكمها الانقلابي أن جماعته ملتزمة بحرية الملاحة للجميع باستثناء الجهات الداعمة لإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة عن المشاط مزاعم بأنهم لا يرغبون في استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل، وتحدث عن استحداث «مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة حرصاً منا على تجنب الضرر ما أمكن».

وتوعد القيادي الحوثي بالمزيد من الهجمات، وهدد شركات الملاحة بالقول إن مَن يخالف التعليمات التي تصدر عن جماعته «فسوف يتحمّل مسؤولية ذلك».

عنصر حوثي على متن سفينة «ماجيك سيز» قبل تفخيخها وتفجيرها (إ.ب.أ)

على إثر التطورات، أدانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية ووصفتها بـ«غير المبررة»، حسب ما جاء في بيان على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس.

وقال البيان الأميركي إن الهجمات تعكس «التهديد المتواصل الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري على المستوى الإقليمي».

ودعت الخارجية الأميركية المجتمع الدولي بأسره إلى إدانة هذه الهجمات، وقالت: «لقد كانت الولايات المتحدة واضحة لناحية أننا سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين الإرهابية».

يشار إلى توسط سلطنة عمان في تفاهم بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) 2025، تعهدت خلاله الجماعة بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب، بيد أن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر ورفع أسعار السلع والتأمين، وأدت هجمات العام الماضي إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية.

كما أدت الهجمات إلى تضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام.