مقتل 42 فلسطينياً في قصف إسرائيلي استهدف حي التفاح ومخيم الشاطئ بغزة

قصف إسرائيلي على غزة 22 يونيو 2024 (رويترز)
قصف إسرائيلي على غزة 22 يونيو 2024 (رويترز)
TT

مقتل 42 فلسطينياً في قصف إسرائيلي استهدف حي التفاح ومخيم الشاطئ بغزة

قصف إسرائيلي على غزة 22 يونيو 2024 (رويترز)
قصف إسرائيلي على غزة 22 يونيو 2024 (رويترز)

قُتل 42 فلسطينياً على الأقل جراء هجمات جوية إسرائيلية اليوم (السبت)، على مربعين سكنيين في مدينة غزة وسط أنباء عن محاولة اغتيال قائد عسكري في «حماس».

وقالت مصادر طبية في قطاع غزة لـ«وكالة الأنباء الألمانية» في اتصال هاتفي إن نحو 24 فلسطينياً قُتلوا جراء سلسلة غارات جوية استهدفت عدداً من المنازل المأهولة بالسكان في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.

وقالت المصادر إن القصف العنيف «طال عدداً من النساء والأطفال، وتم نقلهم إلى مستشفى (المعمداني) وسط المدينة».

وأوضح شهود عيان أنهم فوجئوا بشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على منازل سكنية في حي التفاح، ما أدى إلى تطاير أشلاء «الضحايا» في المكان.

وفي محاولة لانتشال الضحايا، حاول السكان نقلهم عبر عربات تجرها الحيوانات والسيارات المدنية لصعوبة وصول طواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف.

وبالتزامن مع قصف حي التفاح، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مربع سكني في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل نحو 18 فلسطينياً على الأقل، بحسب ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس» في المدينة.

وقال المكتب في بيان له حصلت «وكالة الأنباء الألمانية» على نسخة منه، إن «الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرتين في مخيم الشاطئ، مما أدى إلى مقتل 18 شخصاً».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان مقتضب أن الطيران الحربي استهدف موقعين للبنية التحتية العسكرية لـ«حماس» في منطقة مدينة غزة.

في الوقت ذاته، قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية اغتيال ضد رائد سعد مسؤول العمليات العسكرية في «حماس»، والذي كان قد هرب من مستشفى «الشفاء» في مارس (آذار) الماضي قبل أن يطوق الجيش المستشفى. ولكن حتى هذه اللحظة، لم تؤكد أي جهة فلسطينية رسمية مقتل سعد.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي من داخل المستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة (رويترز)

الكنيسة الأسقفية تحتج على إغلاق مستشفاها في غزة

احتجت الكنيسة الإنجيلية الأسقفية في القدس والشرق الأوسط على إغلاق المستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة نتيجة إخلاء أحياء سكنية عدة بأمر من الجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطيني يدفع امرأة على كرسي متحرك يوم الاثنين في أحد شوارع خان يونس بقطاع غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تسعى لتكريس العمليات المباغتة في غزة

أطلق الجيش الإسرائيلي عملية مباغتة في مدينة غزة وسط القطاع تستهدف «تثبيت سياسة جديدة عبر استنساخ طريقة العمل العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية».

كفاح زبون (رام الله) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي السوداني مستقبلاً شابيرو (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

رئيس الحكومة العراقية يدعو إلى تدخل أميركي لوقف العدوان على غزة

شدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، على الحاجة إلى موقف حازم من الولايات المتحدة إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: نتنياهو يضع العقبات أمام مفاوضات وقف إطلاق النار

قالت حركة «حماس»، الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع العقبات أمام مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط محادثات مستمرة تهدف إلى التوصل لاتفاق.

«الشرق الأوسط» (غزة)

انقلابيو اليمن يمنعون مبادرات خيرية لعون طلبة المدارس

توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء القتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (فيسبوك)
توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء القتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يمنعون مبادرات خيرية لعون طلبة المدارس

توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء القتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (فيسبوك)
توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء القتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (فيسبوك)

أوقفت جماعة الحوثيين مبادرات خيرية لدعم طلبة المدارس في صنعاء وريفها، وصادرت لوازم مدرسية كانت مخصصة لمئات الطلبة، وذلك في سياق إعاقة الجماعة لمساعي الأعمال الإنسانية الرامية للتخفيف من حدة الأعباء التي تكابدها آلاف الأسر اليمنية.

وكشفت مصادر مقربة من دائرة حكم الجماعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن تلقي ما يسمى «المجلس الأعلى لتنسيق الأعمال الإنسانية» خلال أسبوعين بلاغات من أتباعها بوجود متطوعين في صنعاء وريفها يقومون بتنفيذ مبادرات لمساعدة الطلبة الأشد احتياجاً.

الحوثيون يستخدمون التعليم منصة للتعبئة الطائفية والقتالية (فيسبوك)

وبموجب تلك البلاغات سارعت الجماعة الحوثية إلى شن حملات مباغتة استهدفت نحو 27 مبادرة كانت تقوم بعملها الإنساني، وتوزيع احتياجات مدرسية لمئات الطلبة الفقراء في أحياء عصر، والسنينة، ومذبح، ومسيك، ونقم، وفي معين وآزال داخل مدينة صنعاء، كما استهدفت مبادرات ومتطوعين آخرين في قرى شعبان والحائط وجوزة وبيت نعامة وجيرف بمديريتي بني مطر وسنحان في ريف المدينة.

وإلى جانب اعتقال الحملات التعسفية عشرات العاملين في المبادرات التطوعية وإيداعهم السجون، عمدت الجماعة أيضاً، وفق المصادر، إلى مصادرة كميات كبيرة من اللوازم المدرسية، يشمل بعضها حقائب ودفاتر وأقلاماً وأزياء مدرسية، وخصصت كميات منها لمصلحة ذوي القتلى والجرحى من عناصرها، وقامت ببيع البقية في السوق لغرض التكسب غير المشروع.

واشتكى عاملون في فريق تطوعي طاوله الاستهداف الحوثي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف الجماعة حملات البطش والنهب بغية سرقة كل ما يتم جمعه من لوازم ومتطلبات مدرسية لمصلحة الطلبة الفقراء، وضمن مساعي الجماعة لإعاقة العملية التعليمية بهدف إبعاد أكبر عدد من الطلبة عن المدارس لهذا العام من أجل استغلالهم للتعبئة والتجنيد.

ولجأ العاملون في الفريق التطوعي إلى تخصيص أوقات عملهم خلال الفترات المسائية ومن بعد الفجر وحتى طلوع الشمس، وذلك حتى لا يراهم المخبرون والجواسيس الحوثيون، حيث يباشرون بالإبلاغ عنهم.

مستلزمات مدرسية تخصصها الجماعة الحوثية لمصلحة أبناء عناصرها (فيسبوك)

وتحدث رئيس الفريق التطوعي، الذي فضّل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه قد تفاجأ، قبل عدة أيام، بمجموعة مسلحين على متن عربات حوثية تباغتهم أثناء عملية توزيع اللوازم المدرسية على بعض الطلبة في حي فقير بصنعاء، ومصادرة كمية المستلزمات، واعتقال عدد من المتطوعين لساعات، ثم الإفراج عنهم بعد الالتزام بعدم العودة إلى العمل في هذا المجال.

وأوضح المتطوع أن مبادرة فريقه تأسست قبل نحو شهرين، وهي شبابية طوعية هدفها مساعدة طلبة المدارس في صنعاء وضواحيها عبر توفير بعض المتطلبات الدراسية لهم، حتى لا يؤثر وضع أُسرهم المتدني على عدم التحاقهم بالتعليم في العام الدراسي الجديد.

إعاقة العمل الطوعي

نظراً للاحتياجات المجتمعية الكبيرة مقارنة بالازدياد المستمر في أعداد الأسر اليمنية التي تعاني وضعاً مأساوياً نتيجة الانقلاب والحرب، أفاد رئيس الفريق التطوعي بأن زملاءه العاملين في المبادرة، جُلهم من الشباب، كانوا يطمحون إلى توسيع ذلك العمل الإنساني في صنعاء وريفها فور الانتهاء من تقديم العون لطلبة المدارس الفقراء، إلى تقديم الدعم لطلبة المعاهد والجامعات والكليات التعليمية المختلفة الذين يعانون بشدة حتى يواصلوا مسيرتهم الدراسية.

ويُعد العمل الطوعي في اليمن وتحديداً في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، فرصة كبيرة لكثير من اليمنيين بما فيهم فئة الشباب الذين يعتبرونه متنفساً لهم من شأنه أن يبعدهم عن أجواء الحرب وعن المشاركة فيها، كما يوضح أحد الناشطين في صنعاء.

الحوثيون يضعون صور زعيمهم وأقاربه على أغلفة الكتب الدراسية لتكريس أحقيته المزعومة في حكم اليمن (إكس)

ولجأت الجماعة الحوثية منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، إلى استخدام مختلف الطرق والأساليب لتضييق الخناق على المؤسسات والجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، وعمدت في المقابل إلى إغلاق المئات منها بمناطق سيطرتها، واستحدثت أخرى تابعة لها لتحكم قبضتها على الفعاليات والأنشطة الخيرية والإنسانية كافة.

وسبق أن اشتكت مؤسسات ومبادرات كثيرة في أوقات سابقة من تدخلات الجماعة الحوثية في أنشطتها، ومحاولة فرض أجندة خاصة بها أثناء عملية توزيع مختلف المساعدات مع ممارسة الابتزاز المالي، الأمر الذي دفع كثيراً من هذه الجمعيات إلى التوقف عن العمل في ظل الأوضاع المأساوية التي لا يزال يعيشها اليمنيون بمناطق السيطرة الحوثية.