«عجول نزقة» تجلب مشاهد مصارعة الثيران إلى مصر

عدد من الأضاحي قبل ذبحها في المجازر المعتمدة (مجلس الوزراء)
عدد من الأضاحي قبل ذبحها في المجازر المعتمدة (مجلس الوزراء)
TT

«عجول نزقة» تجلب مشاهد مصارعة الثيران إلى مصر

عدد من الأضاحي قبل ذبحها في المجازر المعتمدة (مجلس الوزراء)
عدد من الأضاحي قبل ذبحها في المجازر المعتمدة (مجلس الوزراء)

حظيت مقاطع فيديو مصورة لمَشاهد «هروب» عجول الأضحية في مصر، بانتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محققة مشاهدات كبيرة، وتشبيه مدونين لها بـ«مصارعة الثيران»، مع تكرار المقاطع التي يلاحق فيها مجموعة من الأفراد العجول الهاربة من أجل الإمساك بها للبدء في عملية الذبح كأضاحي.

وتصدر وسم «العجول_الهربانة» منصة «إكس» (الأحد) في مصر بمئات التغريدات ومقاطع الفيديو لعمليات ملاحقة «العجول» من أجل السيطرة عليها وذبحها مع التقاط صور وفيديوهات للأضاحي قبل نحرها.

ونشرت إحدى الصفحات على «إكس» مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع لـ«عجل» يقتحم مكان صلاة العيد بعد الانتهاء منها في إحدى المدن المصرية قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة عليه وضبطه.

الفنان أحمد العوضي ذبح أضحية في مسقط رأسه بمنطقة «عين شمس» في القاهرة، عقب سيطرة عدد من أصدقائه ومعارفه عليها بشكل كامل. والتقط جيران العوضي من أصدقائه والمعجبين الكثير من مقاطع الفيديو التي حققت آلاف المشاهدات.

في حين وصف حساب باسم «عمر» على «إكس» الفيديوهات الخاصة بـ«هروب العجول» بأنها «أحلى فيديوهات ينتظرها في العيد».

لكن حساب باسم «عبد الله» على «إكس» تساءل عن «المضحك في فيديوهات العجول الهربانة»، مؤكداً أنها ترصد لحظات ضعف «العجل» ومحاولة هروبه قبل الذبح.

وشارك حساب باسم «يوسف هاني» على «إكس» بالتأكيد على أن الفيديوهات الخاصة بـ«العجول الهربانة» ليست بكثافة الأعوام السابقة، مؤكداً أنها تعكس تعلم الناس من أخطائها السابقة.

ويرجع استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، الاهتمام بمشاهدة هذه المقاطع لكونها غريبة وغير مألوفة، مشيراً إلى أن واقعيتها ومصداقيتها؛ كونها لا تكون عادة مفتعلة أموراً تجعل هناك رغبة في مشاهدتها ومتابعتها باعتبارها من «الطقوس السنوية» التي لا تتكرر كثيراً.

وأضاف أن قِصر مدة هذه الفيديوهات تجعلها سريعة الانتشار، خصوصاً إذا ظهر بها أحد المشاهير أو حدثت في مكان شهير، لافتاً إلى أنه على الرغم من كونها لحظات صعبة على أصحابها لخطورة ما يحدث فيها وصعوبة السيطرة على «العجول» الهاربة، فإن من يشاهدها ينظر إليها عادة بشكل كوميدي.

وشهدت السنوات الأخيرة مع تكرار وقائع هروب «العجول» قبل الذبح وحدوث إصابات لبعض الأفراد توجهاً رسمياً بتشجيع الذبح في المجازر الآلية التي تفتح أبوابها طوال أيام العيد.

وأعلنت وزارة الزراعة في بيان (الأحد) استقبال المجازر المختلفة 10 آلاف أضحية تم ذبحها تحت إشراف أطباء الهيئة العامة للخدمات البيطرية مع تقديم المجازر كافة خدمات الذبح للأضاحي بالمجان لتشجيع المواطنين على الذبح بالمجازر بدلاً من الشوارع من أجل الحفاظ على البيئة من التلوث.

ويشير استشاري الطب النفسي إلى أن مشاهد مصارعة الثيران تحقق عادة ملايين المشاهدات، ورغم أنها ليست موجودة في مصر فإن تحقيقها آلاف المشاهدات حتى من قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي يعكس حالة الاهتمام بالمشاهد والأعمال المشابهة، وهو ما يمكن لمسه في مقاطع فيديوهات «العجول الهاربة»، بجانب سعي بعض الصفحات لجذب مزيد من المتابعين بنشر بعض الفيديوهات القديمة باعتبارها حديثة.


مقالات ذات صلة

لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

يوميات الشرق بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)

لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

لبنان بجميع مناطقه يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى» الذي يحلّ في 21 يونيو من كل عام. فاللبنانيون اعتادوا الاحتفال به منذ انطلاقته عام 2001.

فيفيان حداد (بيروت)
الخليج خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين: نسأل الله أن يديم الأمن والاستقرار على وطننا والأمتين العربية والإسلامية

هنّأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المواطنين والمقيمين والأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق رسمت فرحة العيد البهجة والسرور على وجوه الكبار والصغار في مختلف مناطق السعودية (تصوير: سعد الدوسري)

العيد في السعودية... كرنفال للفرح والبهجة

رسمت فرحة العيد البهجة والسرور على وجوه الكبار والصغار في مختلف مناطق السعودية، الذين توافدوا مع ساعات الصباح الأولى على ساحات المساجد والمتنزهات.

إبراهيم أبو زايد (الرياض)
الخليج «طواف الإفاضة» الركن الثالث من أركان الحج (واس)

الحجاج يؤدون «طواف الإفاضة» وسط منظومة من الخدمات المتكاملة

بدأ الحجاج اليوم أداء «طواف الإفاضة» الركن الثالث من أركان الحج في المسجد الحرام مع فجر عيد الأضحى المبارك وسط منظومة من الخدمات والتنظيمات المكثفة

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
المشرق العربي فلسطيني يستعد لصلاة العيد وخلفه أنقاص مسجد الرحمة في خان يونس (رويترز)

بالصور: فلسطينيون يؤدون صلاة العيد وسط أنقاض خان يونس

أدى العشرات من الفلسطينيين، اليوم (الأحد)، صلاة عيد الأضحى المبارك في خان يونس جنوب غرب غزة فوق أنقاض المساجد المدمرة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
TT

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)

أوقفت الجماعة الحوثية، خلال الأيام القليلة الماضية، صرف المساعدات النقدية المخصصة للحالات الأشد فقراً في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، في ظل اتهامات لها باستقطاع مبالغ مالية من المساعدات التي تُخصصها المنظمات الأممية والدولية لمصلحة الفقراء في اليمن.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تعمدت وضع صعوبات وعراقيل عدة، لمنع صرف المساعدات النقدية للمستحقين في نحو 35 مركزاً خاصاً في 6 محافظات يمنية تحت سيطرتها، وهي صنعاء، وإب، والمحويت، وذمار، وريمة، وعمران، من خلال ما سمته «المرحلة الـ18 لمشروع الحوالات النقدية للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية».

إشراف عناصر حوثية على عملية صرف مساعدات نقدية طارئة في محافظة إب (إعلام حوثي)

ويستهدف مشروع الحوالات النقدية المموَّل من البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف)، في هذه المرحلة، ما يزيد على مليون ونصف المليون أسرة، تضم نحو 10 ملايين شخص في صنعاء وبقية المحافظات، بينما يبلغ إجمالي المبلغ المخصص بوصفه معونات نقدية في هذه المرحلة أكثر من 63 مليون دولار.

واشتكى مستفيدون من تلك الحوالات في صنعاء ومدن أخرى لـ«الشرق الأوسط»، من عراقيل وصعوبات مستمرة تتعمد الجماعة وضعها، وتؤدي لإيقاف عملية صرف المساعدات النقدية ساعات وأحياناً أياماً، في مراكز عدة؛ الأمر الذي يزيد من معاناتهم ومتاعبهم نتيجة الوقوف ساعات طويلة أمام تلك المراكز.

وتتم عملية الصرف التي يُشرِف عليها عناصر يتبعون ما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية»، وهو هيئة مخابراتية شكَّلتها الجماعة للرقابة على أنشطة الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى موظفين في بنك الأمل وصندوق التنمية الاجتماعي، عبر أكثر من 2500 مركز صرف تنتشر في نحو 40 ألف قرية.

جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ويبرر هؤلاء المشرفون إيقاف عمليات الصرف في تلك المراكز وحرمان المستفيدين من الحصول على مستحقاتهم المالية الزهيدة، بزعم عدم انتظام المستفيدين في طوابير خاصة بعملية التسلُّم، وعدم تجهيز كشوفات أسماء بعض المستفيدين، إضافة إلى التحجج بوجود أعطال فنية في المراكز.

استقطاع متكرر

كشف مستفيدون آخرون من تلك الحوالات في قرى عدة في مديريات العدين وحبيش ومذيخرة في محافظة إب، ومديريات الجبين والجعفرية في محافظة ريمة، والرجم وحفاش في المحويت، وعتمة في ذمار، والعشة في عمران، ومناطق أخرى في صنعاء، عن وجود استقطاعات حوثية حالية من مستحقاتهم الزهيدة لدعم جبهات القتال.

ولفت المستفيدون إلى أن تلك الاستقطاعات يسبقها في كل مرة عمليات إيقاف متعمدة للصرف ساعات طويلة، دون إبداء الأسباب.

الجوع والفقر يدفعان يمنيين في صنعاء للتسول (الشرق الأوسط)

وبيَّن (أمين ع.)، وهو أحد المقربين من أحد المستفيدين من الضمان الاجتماعي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن قريبه لم يتسلم هذه المرة سوى مبلغ يساوي 15 دولاراً أميركياً تقريباً (8 آلاف ريال يمني)، وتفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي (536 ريالاً) كمساعدة نقدية مخصصة له، وذلك بعد عناء وجهد من أحد مراكز الصرف في ضواحي مدينة العدين.

وأوضح أن قريبه سبق له أن تَسَلَّمَ في المرحلة السابقة مبلغ 22 دولاراً (12 ألف ريال)، أي أنه تم استقطاع ثلث مستحقاته هذه المرة.

واتُّهم أمين الجماعة باستهداف الفقراء بشكل متكرر، ونهب كل مدخرات وموارد برامج الحماية الاجتماعية (شبكات الضمان الاجتماعي)، ما أدى إلى تعميق الفقر وارتفاع نسبته، وفقدان اليمنيين في عموم مناطق سيطرتها للحماية.

تدمير شبكة الضمان

ليست المرة الأولى التي تعرقل فيها الجماعة الحوثية صرف المساعدات العينية أو النقدية لصالح الفقراء والنازحين؛ إذ سبق أن اشتكى مستفيدون في مدن تحت سيطرتها مرات عدة من عمليات نهب واستقطاع مستحقاتهم.

وكشفت مصادر حقوقية في يونيو (حزيران) من العام قبل الماضي عن استقطاع قيادات انقلابية تدير مكاتب الشؤون الاجتماعية في المحافظات التي تحت سيطرتها، مبالغ من مستحقات الفقراء المستفيدين من مشروع الضمان الاجتماعي، تراوحت في حينها بين 6 و12 دولاراً (3 آلاف و7 آلاف ريال) عن كل حالة.

أسر يمنية في صنعاء تلجأ للحصول على وجبات طعام من مخلفات القمامة (الشرق الأوسط)

كما اتهمت المصادر الجماعة حينها بعدم مراعاة معاناة آلاف الأسر المعوزة المستفيدة من تلك المبالغ، وقد باتت مُعظمها لا تملك أي مصادر دخل غير تلك المستحقات الزهيدة التي تُصْرف لها كل 3 أشهر بعد انقطاع دام أعواماً، بفعل سطو قادة الجماعة على أرصدة صندوق الضمان الاجتماعي.

وأظهرت تقارير محلية وأخرى دولية تعرُّض عدد من الصناديق الإيرادية بما فيها «صناديق التقاعد» في مناطق سيطرة الجماعة لعمليات سطو منظمة، من بينها صندوق الضمان الاجتماعي، وصندوق النشء والشباب، وصندوق مؤسسة التأمينات الاجتماعية.

وعمدت الجماعة عقب انقلابها، وفق التقارير، إلى نهب أموال صناديق التقاعد، وأوقفت في المقابل مشاريع البنية التحتية، كما أحجمت عن تسديد ديونها للبنوك ومؤسسات التمويل الأصغر، ما قاد هذه المكونات التي تقدم العون والمساعدة لشريحة كبيرة من اليمنيين، إلى التوقف عن العمل.