زورق حوثي مفخخ يخرج سفينة يونانية عن سيطرة طاقمها

مصادر غربية أبلغت عن تسرب المياه إلى غرفة المحرك

ضربة غربية استهدفت موقعاً عسكرياً للحوثيين في صنعاء (رويترز)
ضربة غربية استهدفت موقعاً عسكرياً للحوثيين في صنعاء (رويترز)
TT

زورق حوثي مفخخ يخرج سفينة يونانية عن سيطرة طاقمها

ضربة غربية استهدفت موقعاً عسكرياً للحوثيين في صنعاء (رويترز)
ضربة غربية استهدفت موقعاً عسكرياً للحوثيين في صنعاء (رويترز)

صدم زورق مفخخ سفينة شحن يونانية في جنوب البحر الأحمر، الأربعاء، قبل أن تستهدف بمقذوف جوي، وهو ما أصابها بأضرار وأخرجها عن سيطرة الطاقم، وفق مصادر غربية؛ حيث تسربت المياه إلى غرفة المحرك، وسط ترجيحات بأن الجماعة الحوثية نفذت الهجوم المزدوج في سياق عملياتها البحرية المستمرة للشهر السابع.

وفي حين يعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يُستخدم فيه زورق مفخخ لمهاجمة سفينة منذ بدء التصعيد، كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد هدد قبل أشهر باستخدام الزوارق المفخخة لاستهداف السفن في سياق مزاعمه مساندة الفلسطينيين في غزة.

وأفادت شركة «أمبري» البريطانية لأمن الملاحة البحرية بأن السفينة «توتور» تعرضت للهجوم على بعد نحو 67.7 ميل بحري جنوب غربي الحديدة، وأن السفينة كانت تقع ضمن فئة السفن التي يستهدفها الحوثيون وقت حدوث الواقعة.

في السياق نفسه، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في بيان على منصة «إكس»، أنها تلقت بلاغاً عن وقوع حادثة على بعد 66 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن، وأن قارباً صغيراً صدم إحدى السفن المبحرة من الخلف، ووصفت القارب بأنه كان أبيض اللون وطوله من 5 إلى 7 أمتار. وأضافت أن القبطان أبلغ أن المياه تتسرب للسفينة وأنها أصيبت بمقذوف جوي، وليست تحت سيطرة الطاقم.

ومع انتظار تفاصيل أكثر حول الهجوم، نقلت «رويترز» عن مصدرين يونانيين بقطاع الشحن، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن السفينة التي ترفع علم ليبيريا تعرضت لأضرار خلال ما يبدو أنه هجوم متعمد، وأن المياه تسربت إلى غرفة المحرك.

وأفاد مصدر بوزارة الشحن اليونانية بأن السفينة كانت في طريقها إلى الهند، مؤكداً الواقعة، ولم يتسنَّ الحصول على تعليق بعد من الجهة اليونانية المشغلة للسفينة، بحسب ما أوردته «رويترز».

ولم تتبنَّ الجماعة الحوثية على الفور الهجوم، كما لم يعلق الجيش الأميركي على الحادثة في الوقت ذاته، إلا أن المؤشرات تحيل إلى مسؤولية الجماعة المدعومة من إيران؛ حيث تصاعدت هجماتها في الأسبوعين الأخيرين بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي أحدث بيانات الجيش الأميركي حول التطورات في البحر الأحمر، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، الثلاثاء، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير منصتي إطلاق صواريخ «كروز» مضادة للسفن في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وبحسب البيان، تقرر أن منصات الإطلاق تمثل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية التي تعبر المنطقة، وأن القوات الأميركية ستواصل اتخاذ الإجراءات التي تحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أماناً للسفن في منطقة البحر الأحمر.

تصاعد الهجمات

أكد الجيش الأميركي إصابة سفينة ألمانية وأخرى سويسرية في هجمات كانت الجماعة المدعومة من إيران قد تبنتها في خليج عدن، الأحد الماضي.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشنّ الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة؛ حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

ومع اشتداد وتيرة الهجمات الحوثية في الأسبوعين الأخيرين، نفّذت واشنطن، ومعها لندن، في 31 مايو (أيار) الماضي، 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرّت الجماعة بمقتل 16 عنصراً، وإصابة 42 آخرين في الضربات.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، أكثر من 490 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

صاروخ حوثي زعمت الجماعة أنها أطلقته باتجاه إسرائيل (أ.ب)

وطبقاً لمزاعم الحوثيين، فإن الجماعة هاجمت نحو 140 سفينة، للشهر السابع على التوالي، وهدّد زعيمها عبد الملك الحوثي باستمرار العمليات الهجومية «كمّاً وكيفاً»، ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.

وزعمت الجماعة أنها أطلقت صاروخاً من طراز «فلسطين» استهدف ميناء إيلات الإسرائيلي، الخميس الماضي، وبثّت مشاهد للحظة إطلاق الصاروخ الذي قالت إنه يُستخدم لأول مرة.

وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 21 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج يوم الـ18 فبراير (شباط) الماضي، كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

زعيم الحوثيين هدد باستخدام الزوارق المفخخة المسيرة لاستهداف السفن (إعلام محلي)

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

العالم العربي جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية توقف صرف المساعدات النقدية للحالات الأشد فقراً في مناطق سيطرتها، وتستقطع منها لصالح جبهاتها، متسببة بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي دُشنت المشروعات التنموية برعاية عدد من الوزراء والمسؤولين (الشرق الأوسط)

«البرنامج السعودي» يضع حجر الأساس لمشروعات تنموية في مأرب

وضع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» حجر الأساس لحزمة مشروعات تنموية في محافظة مأرب.

«الشرق الأوسط» (مأرب)
العالم العربي آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

وسط احتفالات واسعة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أكد رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي أنه لا خيار في بلاده إلا الانتصار على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يعلنون مهاجمة أهداف في إسرائيل وتحذير يمني من التصعيد

دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
TT

الحوثيون يعلنون مهاجمة أهداف في إسرائيل وتحذير يمني من التصعيد

دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)

أعلنت الجماعة الحوثية استهداف إسرائيل بإطلاق صاروخ باليستي صوب تل أبيب وطائرة مسيّرة صوب عسقلان تضامناً مع غزة ولبنان، وفقاً لبيان عن الجماعة المدعومة من إيران.وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخاً أُطْلِقَ من اليمن بعد سماع دوي صفارات الإنذار وانفجارات في وقت مبكر من صباح الجمعة، في حين زعم العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الجماعة في بيان: «حققت العمليتان أهدافهما بنجاح». وتابع قائلاً: «سننفذ مزيداً من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي؛ انتصاراً لدماء إخواننا في فلسطين ولدماء إخواننا في لبنان... ولن نتوقف عن عمليات الإسناد العسكري خلال الأيام المقبلة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك على لبنان».

ويعدّ هذا الهجوم هو الثالث الذي تتبناه الجماعة الحوثية على تل أبيب منذ إعلانها التدخل.

في الأثناء، قالت الجماعة إنها استهدفت ثلاث مدمرات أميركية في البحر الأحمر، باستخدام 23 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مُسيّرة، وفق ما نشرت «رويترز».

وقال مسؤول أميركي إن سفناً حربية أميركية اعترضت أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب عدداً من المقذوفات التي أطلقتها جماعة «الحوثي».

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم ذكره بالاسم، أن المقذوفات شملت صواريخ وطائرات مسيرة، ولم تتسبب في أضرار لأي من السفن الحربية الثلاث بالمنطقة.

خشية يمنية من العواقب

يخشى الأكاديمي محمد الحميري من أن أي أعمال تصعيد إسرائيلية رداً على الهجمات الحوثية ستأتي بالمآسي على اليمنيين، والمزيد من الدمار في البنية التحتية، خصوصاً وأنه لم تتبقَ منشآت حيوية ذات طبيعة استراتيجية تحت سيطرة الجماعة الحوثية سوى ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وأي استهداف لهما سيضاعف من حجم الكارثة الإنسانية في البلاد.ويتوقع الحميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن استهداف إسرائيل لميناء الحديدة قد يسبقه تفاهم مع الولايات المتحدة ودول عظمى أخرى لما للميناء من أهمية حيوية في معيشة اليمنيين، غير أنه لم يستبعد أن يأتي الرد الإسرائيلي غير مبالٍ بأي جانب إنساني.وتبنت الجماعة هجوماً مميتاً بطائرة مسيرة في التاسع عشر من يوليو (تموز) الماضي، وصاروخ باليستي أعلنت إسرائيل اعتراضه منتصف الشهر الحالي، إلى جانب هجمات عديدة استهدفت مناطق أخرى.وردت إسرائيل على الهجوم الأول بغارات جوية استهدفت ميناء الحديدة في العشرين من يوليو (تموز) الماضي، أي بعد يوم واحد من الهجوم بالطائرة المسيرة، وأدى الهجوم إلى احتراق منشآت وخزانات وقود استمر عدة أيام، وسقط نتيجة الهجوم عدد من عمال الميناء.وتزعم الجماعة الحوثية امتلاك تقنيات عالية تمكنها من تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية، وتقدر المسافة التي تقطعها الصواريخ التي تبنت إطلاقها باتجاه تل أبيب بأكثر من 2000 كيلومتر.ويرى الباحث السياسي فارس البيل أن هذا الهجوم الحوثي يأتي في إطار تبادل الأدوار وتنسيق المواقف بين الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة، وهي بحسب البيل رغبة إيرانية للمناورة وتوزيع المهام بين ميليشياتها، مقابل النأي بنفسها عن الدخول المباشر في المعركة.