مقتل 16 عسكرياً سورياً في انفجار ألغام وهجوم لتنظيم «داعش»

لغم أرضي (أرشيفية - الشرق الأوسط)
لغم أرضي (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

مقتل 16 عسكرياً سورياً في انفجار ألغام وهجوم لتنظيم «داعش»

لغم أرضي (أرشيفية - الشرق الأوسط)
لغم أرضي (أرشيفية - الشرق الأوسط)

قتل 16 عسكرياً سورياً على الأقل في هجوم لتنظيم «داعش» بسبب وقوعهم في حقل ألغام في منطقة صحراوية في وسط سوريا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم الأربعاء.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أحصى المرصد «مقتل 16 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط» نتيجة «وقوعهم في حقل ألغام» وخوضهم اشتباكات مع عناصر من التنظيم المتطرف.

ويجري الجيش السوري بإسناد جوي من حليفته روسيا عملية تمشيط في بادية السخنة في ريف حمص الشرقي، بحثاً عن عناصر التنظيم، وفق «المرصد».

وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مني التنظيم بهزائم متتالية. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد والمدعومة أميركيا في مارس (آذار) 2019 دحره من آخر معاقل سيطرته إثر معارك استمرت بضعة أشهر.

لكن التنظيم لا يزال ينشط في مناطق صحراوية واسعة ويشنّ بين الحين والآخر هجمات دامية تستهدف القوات الحكومية وكذلك القوات الكردية.

وقتل ستة رعاة أغنام على الأقل الشهر الحالي في هجوم للتنظيم على قرية في ريف حمص الشرقي، وفق «المرصد».

وفي مارس (آذار) الماضي، أفاد «المرصد» عن «إعدام» التنظيم ثمانية جنود سوريين بينهم ضابط بعدما فقد الاتصال بهم في منطقة صحراوية في شرق البلاد أثناء توجههم من منطقة السخنة إلى مدينة دير الزور.

ومنذ بداية العام، أحصى المرصد مقتل أكثر من 348 جندياً سورياً، ومقاتلين موالين لهم أو لإيران، في كمائن وهجمات متفرقة شنها التنظيم المتطرف في الصحراء السورية المترامية والممتدة من شرق حمص (وسط) حتى الحدود العراقية.

ويقدّر تقرير للأمم المتحدة نُشر في يناير (كانون الثاني) عدد أفراد التنظيم في سوريا والعراق المجاور بما يتراوح بين 3000 و5000 مقاتل.

وإلى جانب هجمات يشنّها، تشكل الألغام التي زرعها التنظيم في مناطق واسعة كانت تحت سيطرته، مصدر تهديد للسكان والمقاتلين.

وبعد 13 عاماً من الحرب، يعيش «ما يقرب من نصف السكان (أو 1 من شخصين) في مناطق تشهد نوعاً من التلوث بالذخائر المتفجرة»، وفق ما قال مدير مكتب دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في سوريا جوزف مكارتان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء.

ووفق تقديرات تقرير الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية لعام 2024، فإنّ أكثر من 14.4 مليون شخص في سوريا «معرضون لخطر التلوث بالذخائر المتفجرة».

يقول مكارتان إن «التحدي الرئيسي حالياً» أمام مكافحة التلوث بالألغام «هو التمويل» لأن «عمليات إزالة الألغام مكلفة للغاية، والمنطقة المشتبه في تلوثها في سوريا واسعة للغاية».

وأوضح أن دائرته تسعى إلى «الحصول على 26 مليون دولار أميركي لتنفيذ تدخلاتها الإنسانية المخططة لعام 2024 في مجال مكافحة الألغام، ودعم الاستجابة الإنسانية ومبادرات التعافي المبكر في جميع أنحاء سوريا».

وتعدّ الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية. ولا يبدو خطر التصدي لها سهلاً في بلد يشهد نزاعاً معقداً أودى بأكثر من نصف مليون شخص، واتبعت خلاله أطراف عدّة استراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق.


مقالات ذات صلة

مهمة «التحالف الدولي» انتهت في العراق... ومستمرة في سوريا

المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن (أرشيفية - أ.ف.ب)

مهمة «التحالف الدولي» انتهت في العراق... ومستمرة في سوريا

بعد نحو 9 أشهر من المفاوضات، أعلنت كل من واشنطن وبغداد رسمياً عن انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال 12 شهراً.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)

تركيا أحبطت 70 هجوماً إرهابياً خلال 8 أشهر

نفّذت قوات الأمن التركية أكثر من 35 ألف عملية ضد التنظيمات الإرهابية في البلاد، أسفرت عن منع وقوع 70 هجوماً خلال الأشهر الـ8 الماضية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)

قائد «قسد» يبحث مستجدات شمال سوريا وإدلب مع مسؤولين عسكريين

عقدَ قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعاً عاجلاً مع قيادات عسكرية من محافظتي إدلب وحلب، للبحث في آخر التطورات الميدانية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة التركية في إسطنبول... 31 مارس 2015 (رويترز)

توقيف 88 شخصاً في تركيا خلال عمليات أمنية ضد «داعش»

أعلن وزير الداخلية التركية علي يرلي رقايا، اليوم (الجمعة)، إلقاء القبض على 88 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)

السويد تتهم امرأة بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في سوريا

وجه ممثلو ادعاء في السويد اليوم الخميس اتهامات إلى امرأة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب أفعال ارتكبتها في سوريا بحق نساء وأطفال من الأقلية الإيزيدية.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.