اليمن ينتقد «الصمت الدولي» إزاء أوامر الإعدام الحوثية

إثر قرار تصفية 45 شخصاً عبر محاكمة باطلة

المحاكم الخاضعة للحوثيين أصدرت أكثر من 400 حكم بالإعدام ضد المعارضين (إعلام محلي)
المحاكم الخاضعة للحوثيين أصدرت أكثر من 400 حكم بالإعدام ضد المعارضين (إعلام محلي)
TT

اليمن ينتقد «الصمت الدولي» إزاء أوامر الإعدام الحوثية

المحاكم الخاضعة للحوثيين أصدرت أكثر من 400 حكم بالإعدام ضد المعارضين (إعلام محلي)
المحاكم الخاضعة للحوثيين أصدرت أكثر من 400 حكم بالإعدام ضد المعارضين (إعلام محلي)

انتقدت الحكومة اليمنية ما وصفته بـ«الصمت الدولي» على خلفية أوامر الإعدام التي تصدرها الجماعة الحوثية عبر المحاكم الخاضعة لها في صنعاء، وآخرها الأوامر بإعدام 45 مدنياً أغلبهم معتقلون في السجون منذ أربع سنوات.

وتقول منظمات يمنية حقوقية إن الجماعة الموالية لإيران أصدرت أكثر من 400 أمر بالإعدام خلال السنوات الماضية، حيث تلفق تهماً بـ«الخيانة والتخابر» في سياق تصفية حسابات سياسية مع معارضيها أو غير المؤمنين بأفكارها.

مجموعة من المدنيين أعدمهم الحوثيون في صنعاء بعد أن لفقوا لهم تهماً باطلة (إعلام محلي)

في هذا السياق، أدانت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية قيام هيئة حكم غير قانونية تابعة للحوثيين بإصدار قرارات بإعدام 45 من المعتقلين تعسفا في سجونها بعد اختطافهم والزج بهم في غياهب السجون منذ سنوات، وكان آخرهم المستثمر عدنان الحرازي.

وأكد بيان صادر عن الوزارة عدم مشروعية وقانونية هذه الهيئة التي أصدرت الحكم، وتُدعى «المحكمة الجزائية المتخصصة» من حيث الإنشاء والتشكيل والتعيين والإجراءات الواجب توافرها على النحو الذي تستوجبه مبادئ وإجراءات المحاكمات العادلة التي أقرتها الأمم المتحدة، وذلك بذرائع ومزاعم لا صحة لها، منها التخابر مع جهات معادية، وبالمخالفة لكل الاتفاقيات والمواثيق الإنسانية المحلية والدولية للمبادئ الواجب اتباعها في إجراءات المحاكمات العادلة التي أقرتها إعلانات ومواثيق حقوق الإنسان.

وعبر البيان عن القلق البالغ من «الصمت الدولي» إزاء الانتهاكات الخطيرة والجسيمة المستمرة التي ترتكبها الجماعة الحوثية بحق المدنيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرياً في سجونها، الذين يتعرضون لصنوف من التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة للكرامة.

وأوضح البيان اليمني أن قرار الإعدام الحوثي جاء في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جل الجهود وبالتنسيق مع الأمم المتحدة عبر مكتب المبعوث الأممي والمنظمات الدولية المعنية لأجل إحداث انفراجة في ملف المعتقلين والمخفيين قسريا، وإنهاء المعاناة التي يعيشونها وأسرهم من خلال إتمام عملية الإفراج عنهم؛ وفقاً للتفاهمات التي رعاها مكتب المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة.

إرهاب المجتمع

في وقت نددت فيه وزارة حقوق الإنسان والشؤون القانونية اليمنية بأشد العبارات بالمحاكمات اللاقانونية التي يمارسها الحوثيون، قالت إن الجماعة تستخدم القضاء عبر المحاكم «غير القانونية ومنعدمة الولاية القضائية» لإصدار قرارات الإعدام، ونهب ممتلكات وأموال الخصوم، وابتزاز المعارضين.

وأكدت الوزارة أن قرارات الإعدام التي تصدرها الميليشيات تهدف إلى إرهاب المجتمع بشكل عام نتيجة السخط الشعبي والغضب الواسع بسبب انتهاكاتها، ونهب مرتبات الموظفين، وتزايد حالات القمع، وانعدام الحق في حرية الرأي والتعبير، وغياب العدالة والمساواة وإقلاق المناخ العام.

وفي حين اتهم البيان الحكومي الجماعة الحوثية بأنها «لا تسعى إلى السلام وإنهاء الحرب، وتعرقل وترفض كل الجهود المبذولة»، طالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان والآليات الدولية المعنية بذلك، بما فيها آليات المعاهدات التعاقدية، والمقررون الخواص للقيام بدورهم تجاه هذه الانتهاكات الجسيمة، وملاحقة مرتكبيها والمسؤولين عنها؛ وفقا لموجبات المواثيق والاتفاقات الأممية.


مقالات ذات صلة

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

العالم العربي صورة وزّعها الحوثيون للطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية ضد الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي منشأة نفطية يمنية حيث يعد إنتاج وتصدير النفط أحد أهم موارد الاقتصاد الهش (أرشيفية - غيتي)

اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب

يرجح غالبية المراقبين أن استمرار الصراع في اليمن سيظل عائقاً أمام إمكانية السماح بالتعافي واستعادة نمو الأنشطة الاقتصادية واستقرار الأسعار وثبات سعر صرف العملة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

تطلّع يمني لإنهاء الانقسام المصرفي ومخاوف من تعنت الحوثيين

يأمل اليمنيون أن تفضي المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين إلى إنهاء الانقسام المصرفي ودفع الرواتب واستئناف تصدير النفط، وسط مخاوف من تعنت الجماعة الانقلابية

محمد ناصر (تعز) علي ربيع (عدن)
العالم العربي للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.