مخابز تعز اليمنية مضربة وجدل حول الرغيف وحجمه

تقرير أممي كشف عن زيادة تدهور الأمن الغذائي

مخبز في صنعاء يستخدم الحطب بدلاً من الوقود الذي يتسبب غلاؤه بزيادة تكاليف صناعة الخبز (رويترز)
مخبز في صنعاء يستخدم الحطب بدلاً من الوقود الذي يتسبب غلاؤه بزيادة تكاليف صناعة الخبز (رويترز)
TT

مخابز تعز اليمنية مضربة وجدل حول الرغيف وحجمه

مخبز في صنعاء يستخدم الحطب بدلاً من الوقود الذي يتسبب غلاؤه بزيادة تكاليف صناعة الخبز (رويترز)
مخبز في صنعاء يستخدم الحطب بدلاً من الوقود الذي يتسبب غلاؤه بزيادة تكاليف صناعة الخبز (رويترز)

لجأت المخابز في مدينة تعز اليمنية إلى الإضراب، وسط جدل حول زيادة أسعار أرغفة الخبز وتقليص أحجامها بعد ارتفاع أسعار القمح والدقيق أخيراً نتيجة تراجع العملة المحلية في المحافظة التي تقع جنوب غربي البلاد.

تزامن ذلك مع مطالب باتخاذ إجراءات صارمة لمنع التلاعب بالأسعار، وتحذيرات أممية من تدهور الأمن الغذائي في عموم البلاد.

وألغى محافظ تعز نبيل شمسان قراراً صدر عن مكتب الصناعة والتجارة في المحافظة بتحديد سعر الخبز وفقاً لعدد الأرغفة أو وزنها، والذي كان سمح للمخابز ببيع الكيلوغرام من الخبز بما يعادل 0.8 دولار، أو أن يشتري بالدولار 27 رغيفاً، (بلغ سعر الدولار في مناطق سيطرة الحكومة 1767 ريالاً يمنياً خلال الأيام الأخيرة).

امرأة في تعز تبيع خبزاً من إعدادها في المنزل ويلجأ الكثير من سكان المدينة إليها ونظيراتها بعد ارتفاع الأسعار وإضراب المخابز (إعلام محلي)

وبعد أن لقي قرار مكتب الصناعة والتجارة ترحيباً من صناع وباعة الخبز، واستهجاناً ورفضاً من السكان، عادت الأسعار إلى ما كانت عليه سابقاً بأوامر المحافظ، لتبدأ السلطات تقديم المخالفين إلى القضاء، وسط تذمر في أوساط ملاك المخابز وصولاً إلى إعلانهم الإضراب.

ولجأت الكثير من العائلات إلى إعداد الخبز في المنازل، مستغنية عن رغيف المخابز، إلا أن ذلك سيكون حلاً مؤقتاً بدافع الصدمة كما تشرح منال الشيباني، وهي معلمة وربة منزل، فمع الوقت سيضطر الجميع إلى التراجع عن فكرة إعداد الخبز المنزلي بشكل يومي، نظراً للوقت الطويل الذي يستغرقه إعداده، وضغوط الحياة الكثيرة التي تلاحق العائلات.

وتنوه الشيباني في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه وعند كل ارتفاع لأسعار الخبز تلجأ العائلات إلى إعداد الخبز في المنزل، لكن سرعان ما يجري التعود على هذه الأسعار، والتوجه لتعويض الفارق من خلال زيادة الأعباء على المكلفين بتوفير ثمنه، وهو ما يزيد من إرهاقهم بالأعمال ويقلل من حصولهم على احتياجاتهم الرئيسية.

وأعلنت المخابز في مدينة تعز، الاثنين الماضي، الإضراب احتجاجاً على التسعيرة التي ألغاها المحافظ، وبحسب مصادر محلية في المدينة؛ فإن غالبية المخابز أغلقت أبوابها، متسببة بأزمة كبيرة لدى السكان والمطاعم.

مخاوف من الإفلاس

يقول ملاك المخابز إن التسعيرة الحالية تعرضهم لخسائر كبيرة بعد ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الخبز.

وأصدرت جمعية الأفران والمخابز في المحافظة بياناً نبهت فيه إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومنها الدقيق، كنتيجة حتمية لتدهور العملة الوطنية (الريال اليمني).

يمني يعرض حجم رغيف الخبز الذي يسمى (الروتي) وهو أكثر أنواع الخبز استهلاكاً في البلاد بعد زيادة أسعار المواد (إكس)

واستنكرت الجمعية في بيانها إلغاء قرار مكتب الصناعة والتجارة، وعدت ذلك تحريضاً على مُلاك المخابز والأفران ودفعهم إلى الإفلاس وتراكم الديون عليهم، محملة السلطة المحلية المسؤولية عن توفير الدعم لهذه المادة الأساسية، وحماية الأفران والمخابز واعتبار ملاكها تجاراً لهم حقوق وعليهم واجبات مثلهم مثل التجار الآخرين.

وتعكف لجنة رسمية في محافظة تعز على إنجاز دراسة شاملة لتحديد السعر العادل للخبز، ليتم اعتماد النتائج التي تتوصل إليها، بما يحقق العدالة للجميع، بحسب تصريحات مصدر مسؤول في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط».

ودافع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه عن قرار المحافظ بإبقاء الأسعار القديمة، وإلغاء أي إجراءات لتعديلها، مبيناً أنه جاء ليحمي السكان من الاحتيال واستنزاف أموالهم في أهم سلعة استهلاكية، مع ضمان حق ملاك المخابز والأفران في تحقيق الأرباح واستمرار أنشطتهم، إلا أنه أعرب عن أمنياته بتدخل القيادة السياسية لمعالجة الوضع غير المستقر بحسب وصفه.

وأرجع المصدر ارتفاع أسعار الخبز إلى انهيار العملة المحلية، واضطراب تدفق سلاسل الغذاء بسبب أحداث البحر الأحمر، وتوقف استيراد الكثير من المواد الغذائية، إلى جانب توقف الكثير من الجهات الإغاثية الدولية والإقليمية عن تقديم المساعدات إلى السكان، ما زاد من الطلب على شرائها من الأسواق.

طوابير في عدن أمام المخابز والأفران بعد تراجع الكميات المنتجة من الخبز بسبب ارتفاع الأسعار (إكس)

وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منتصف مايو (أيار) الماضي، شكاوى من ملاك المخابز والأفران الآلية حول معاناتهم من ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الخبز، نتيجة انهيار العملة، ما يهدد برفع سعر الخبز في المقابل، أو توقف المخابز والأفران عن العمل.

ويشكو ملاك المخابز في عدن من أن أسعار الخبز لم تتغير منذ عامين، بينما ترتفع أسعار مختلف المواد الداخلة في صناعته، أو المستخدمة في ذلك من دقيق وخميرة وزيت ووقود، إلى جانب زيادة إيجار المحلات وأجور العمال.

تدهور الأمن الغذائي

أخيراً ذكر تقرير أممي أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن تدهورت بنسبة تزيد عن 50 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي، في عموم محافظات البلاد.

وذكر برنامج الغذاء العالمي في تقرير حديث له أن معدل عدم كفاية استهلاك الغذاء ارتفع في عموم البلاد خلال الشهر قبل الماضي ليصل إلى 51 في المائة، بعد أن كان في الشهر السابق له لا يتجاوز الـ46 في المائة.

وبين التقرير أن محافظة الجوف تصدرت قائمة المحافظات الأكثر معاناة في انعدام الأمن الغذائي وعدم كفاية الاستهلاك، بنسبة تصل إلى 73 في المائة، تليها محافظة لحج بنسبة 70 في المائة، ثم أبين والضالع بنسبة 69 في المائة في كل منهما، وشبوة (67 في المائة)، والبيضاء (65 في المائة)، وحجة (64 في المائة)، وعمران (62 في المائة)، وريمة (61 في المائة).

أحد أنواع الخبز الريفي في محافظة تعز حيث تعتمد أغلب العائلات على إنتاج الخبز في المنزل (فيسبوك)

وأشار إلى أن المسح الأخير الذي نفذه البرنامج الأممي كشف عن أن ما يقارب 55 في المائة من العائلات في المناطق الواقعة تحت إدارة الحكومة الشرعية لم تكن قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في أبريل الماضي، بموازاة ما نسبته 49 في المائة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية.

وبذلك تكون الزيادة في نسبة العائلات التي تعاني من زيادة الاحتياجات وانعدام الأمن الغذائي بمقدار 13 في المائة في مناطق إدارة الحكومة الشرعية، و 16 في المائة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.

وعزا التقرير أسباب زيادة انعدام الأمن الغذائي الشديد منذ أبريل الماضي، إلى تدهور الظروف الاقتصادية وانخفاض قيمة العملة المحلية في مناطق الحكومة الشرعية، واستمرار توقف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق الجماعة الحوثية.


مقالات ذات صلة

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

العالم العربي صورة وزّعها الحوثيون للطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية ضد الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي منشأة نفطية يمنية حيث يعد إنتاج وتصدير النفط أحد أهم موارد الاقتصاد الهش (أرشيفية - غيتي)

اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب

يرجح غالبية المراقبين أن استمرار الصراع في اليمن سيظل عائقاً أمام إمكانية السماح بالتعافي واستعادة نمو الأنشطة الاقتصادية واستقرار الأسعار وثبات سعر صرف العملة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

تطلّع يمني لإنهاء الانقسام المصرفي ومخاوف من تعنت الحوثيين

يأمل اليمنيون أن تفضي المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين إلى إنهاء الانقسام المصرفي ودفع الرواتب واستئناف تصدير النفط، وسط مخاوف من تعنت الجماعة الانقلابية

محمد ناصر (تعز) علي ربيع (عدن)
العالم العربي للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
TT

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)
الحرائق لا زالت مستمرة في مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني رغم مُضيّ أكثر من أسبوع (رويترز)

خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، الخاضع للجماعة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية؛ للحدِّ من قدرة الجماعة العسكرية.

وعلى الرغم من تهديد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالرد على قصف إسرائيل مستودعات الوقود في ميناء الحديدة، والاستمرار في مهاجمة السفن، فإن الأسبوع الأخير لم يشهد تسجيل أي هجمات مؤثرة، سواء باتجاه إسرائيل، أو ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أ.ف.ب)

ومع انطفاء الحريق الذي أتى على نحو ثلثَي القدرة التخزينية للوقود في ميناء الحديدة، جرّاء الضربات الإسرائيلية، تجدّدت، السبت، الحرائق مع انفجار أحد الخزانات بفعل الحرارة التي انتقلت إليه من الخزانات المجاورة، وسط إفادة مصادر محلية بسقوط 6 مصابين من العمال.

وكانت إسرائيل نفّذت في 20 يوليو (تموز) ضربات انتقامية ضد الحوثيين استهدفت خزانات الوقود والكهرباء في الحديدة، رداً على طائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب في 19 يوليو، تبنّت الجماعة الموالية لإيران في اليمن إطلاقها، وأدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

في غضون ذلك، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، السبت، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير 6 طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في منطقة تسيطر عليها الجماعة، دون تحديد للمكان.

وبشكل منفصل، أفاد البيان بأن القوات الأميركية دمّرت 3 زوارق حوثية مسيَّرة قبالة سواحل اليمن، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة كانت تمثل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة وقوات التحالف، والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا.

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية أقرّت، الجمعة، بالضربات التي وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، وقالت إن 4 غارات استهدفت مطار الحديدة، وهو مطار جنوب المدينة خارج عن الخدمة منذ سنوات، في حين استهدفت 4 غارات أخرى مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة.

وأقرّت الجماعة بتلقّي أكثر من 580 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».

وتشنّ الجماعة الحوثية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

صورة وزّعها الحوثيون للطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

كما تزعم الجماعة أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.

تهديد مستمر

كان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عبّر عن سعادة جماعته بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا، وتوعّد باستمرار التصعيد البحري ضد السفن ومهاجمة إسرائيل، وأعلن أن الهجوم بالطائرة المسيّرة على تل أبيب هو بداية المرحلة الخامسة من التصعيد.

وهوَّن زعيم الجماعة الانقلابية في اليمن من أهمية الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة، وقال إن جماعته ستواصل عملياتها، وإن أي ضربات أخرى لن يكون لها أي تأثير على قدراتها العسكرية، مشدّداً على أن الجماعة لن «تتراجع عن موقفها».

وتبنّت الجماعة الحوثية منذ نوفمبر الماضي كثيراً من الهجمات ضد إسرائيل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم المسيّرة الأخير على تل أبيب، كما تبنّت مهاجمة أكثر من 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

عناصر حوثيون ضمن تجمّع للجماعة في صنعاء تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة (رويترز)

وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

مساعٍ أُمَمية

قاد التصعيد الحوثي ضد السفن إلى تجميد عملية السلام في اليمن، بعد أن كانت خريطة الطريق التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية وعُمانية، وأعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ نهاية العام الماضي، على وشك أن ترى النور.

وإذ يكافح المبعوث لإنجاز ما يمكن على صعيد التهدئة وخفض التصعيد في اليمن، أفاد في بيان، السبت، أنه اختتم زيارة إلى واشنطن، حيث التقى مسؤولين أميركيين كباراً لمناقشة التطورات في اليمن، واستكشاف سبل دعم عملية سياسية جامعة لحل النزاع.

المبعوث الأُممي إلى اليمن هانس غروندبرغ يكافح لإنجاز اختراق في مسار السلام (د.ب.أ)

وأضاف أنه التقى مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومنسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ.

وأوضح غروندبرغ أنه استعرض خلال اجتماعاته التحديات التي تُعيق جهود الوساطة في اليمن، بما في ذلك التطورات الإقليمية، ومسار التصعيد المُقلِق في اليمن منذ بداية العام.

وشدّد المبعوث على ضرورة منح الأولوية مسار السلام والحوار والتهدئة في اليمن. كما أكّد على أهمية الدعم الإقليمي والدولي المتضافر لتحقيق هذا الهدف.